حـنجـرة المشيـر

حـنجـرة المشيـر


01-25-2013, 11:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1359111450&rn=0


Post: #1
Title: حـنجـرة المشيـر
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 01-25-2013, 11:57 AM

حنـجرة "المشير "













01-24-2013 10:35 AM
سارة عيسي

اللهم أكفني شر أصدقائي ، وأنا كفيل بأعدائي ، أو حتى أنت يا بروتس ، وقصة حواري السيد المسيح ، هذه الأمثلة تذهب وتشيع بين الناس عندما يتنكر لك الأصدقاء ويبادلون إحسانك بالكفر والجحود ، كان الفريق صلاح عبد الله قوش هو اليد التي حمت عرش المشير في ليلة العاشر من مايو في عام 2008 عندما تصدت لقوات حركة والمساواة ، رصاصات الجنرال قوش هي التي أغتالت الصديق الراحل الجمالي جلال الدين ، وعندها خطب المشير البشير في رهطه أن عين الجنرال قوش هي التي ترى الأعداء ويده هي التي تبطش بهم كان في الأمر إستزادة ، وزاد عليها الصحفي ضياء الدين بلال بالقول أن عيون قوش ترى ما وراء البحار وتستدرك غابات جب المخابرات الدولية ، اليوم تحول الجنرال قوش من اشهر سجان إلى اشهر سجين ، وعينه التي رأت الكثير من الدماء عليها الآن أن تذرف الدموع وتسأل الرحمة والغفران .

هذا جزاء سنمار أو لعنة أبو مسلم الخراساني الذي تنكر له بني العباس و" سلقوه " كما فعل الإخوان بدستور مصر . لم يكن إنقلاب الجنرال قوش سوى رواية غير متراصة الصفوف ، ولكنه كان معركة القصد منها التخلص من عدو محتمل ، لكن ما فتح هذا الباب وأخرج الجني من قمقمه هو علة المشير البشير ، سرطان الحنجرة ، وأنا استغرب ونحن في السودان لماذا نصف الفنان في السودان بأنه صاحب حنجرة ذهبية ؟؟ وفي حقيقة الأمر أن اللسان هو المعني بصوت الإنسان ، وهو المصنف رقم واحد في قائمة جوارح الإنسان المضرة ، لذلك ولج الناس جهنم بسبب حصائد ألسنتهم ، لكن وجدت الحنجرة شهرتها بسبب الأمراض التي تلم بها والتي يُعد السرطان من أخطرها ، عاش اللسان عصياً على الأمراض وصار هو المهدد بالنار وجهنم ، مات الممثل الإيطالي الشهير انتوني كوين نتيجة لمضاعفات سرطان الحنجرة ، وكاد الممثل الشهير مايكل دوغلاس يلاقي نفس المصير لكنه تدارك المرض بالعلاج ، أما المشير البشير فقد كان لصوته وللسانه الحظوظ في الخطابة السودانية ، فهي يستخدم لغة تجد فيها كل الاشواك السامة ، فهو يراوح بين مفردات القتل وقطع الأعناق وسحل الأسرى والإجهاز على الجرحى.

لا أعتقد أن المشير البشير كان متسامحاً مع خصومه ، فالأمر يتعدى الجنرال خالد الزين والكدرو واللواء عوض السيد بلول ، فهاهو الجنرال قوش حبيس السجون ، في عام 1999 جرى لقاء بين الدكتور خليل إبراهيم والجنرال الحبيس صلاح قوش ، كان الحوار بين القضبان ، كان الجنرال قوش في قمة عنفوانه الأمني وكان الهدف الجديد هو محاربة أبناء غرب السودان ، عندها طلب الدكتور خليل إبراهيم من صلاح قوش بأن لا يطلق سراحه لأنه سوف يتمرد وينشق ، كان هذا أشبه بالتنبيه الذي بعثته المخابرات الأمريكية للرئيس كلنتون في عام 96 بضرورة إعتراض طائرة اسامة بن لادن المتوجة من الخرطوم إلى قندهار ، استهان صلاح قوش بتهديدات الدكتور خليل إبراهيم وقد كلفه هذا الخطأ الكثير في عام 2008 ، لذلك لم يكن إختيار صلاح قوش لمنازلة حركة والمساواة في أمدرمان عفوياً ، فقد كان الأمر أشبه بإختيار عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف عندما زعم الأخير بأنه رأي نفسه في المنام بأنه يذبح سيدنا عبد الله بن الزبير ، كان الجنرال قوش بمثابة " المختار " الذي يحمي الشمال من وثبة الغرابة ، لذلك خاطب المشير رهطه بأنه أطلق يد المخابرات لتفعل ما تشاء حيث قال لا فرق بين الطالب أومتمرد فالكل سواء ، وتلذذ إعلام الإنقاذ ببث مشاهد القتل والدماء حتى تكون عبرة لمن يعتبر .

حتى لا يسبقنا الحديث أو الفكرة أن أزمة الرئيس البشير بدأت بهمس وعارض صحي مستتر وغياب ملحوظ في الخطابة وجولات خارجية تحدث دون أن يعلن عنها ، عدم الشفافية حول صحة المشير البشير هي التي دفعت رجال الصف الثاني في الإنقاذ بضرورة التفكير في بديل جديد ، فكل من الجنرالين عبد الرحيم حسين وبكري حس صالح لا يصلحان لوراثة العرش ، فهما قادة بلا جنود وينقصهما السند الإقليمي ، الشخص الذي يوصف بالصندوق الأسود أو جاك إدغار هوفر السوداني كان هو الجنرال قوش الذي يملك تسجيلات عن الجميع وله سند إقليمي وحظوة عند المخابرات الأمريكية ، فكان لا بد من التخلص منه لحين إنتصار المشير على عارضه الصحي المؤقت.

موقف القطريين كان غامضاً في الأزمة الصحية التي ألمت بالرئيس البشير ، في رحلة الإستكشاف زعموا أن حنجرة المشير قد تلفت وتحتاج لإزالة وهذا سوف يكلفه فقدان صوته ، ولا يستطيع المشير البشير وهو في هذا العمر أن يتواصل مع شعبه عن طريق كمبيوتر لوحي أو خطابات يقرأها له وزير الإعلام ، أقترح القطريون على المشير بضرورة التعالج في أمريكا بحكم أن المستشفيات هناك تتعامل مع هذه الحالة بسهولة ويسر ، هذا الإقتراح فيه نوع من الخبث والدهاء ، البشير لن يذهب لأمريكا حتى ولو أقتعلوا حنجرته بكامل حبالها الصوتية ، والمرض وتحمل تكلفة فقدان الصوت أيسر من المكوث وراء القضبان في سجن أوروبي يجتاحه برد قارس.

لم يستشر المشير البشير أطباء رويال كير الذي تصفه حكومته بأنها زرعت فيه أكسير الحياة ، قصة توطين العلاج في الداخل كان أسطورة اشبه بمشروع حفر ترعتي الرهد وكنانة ، يُوصف مستشفى رويال كير بأنه مشروع (Service Catering) ، حيث يُقدم الطعام والمأوى والحراسة الأمنية ، أختار المشير البشير وهو مهموم بالعلاج إحدى المستشفيات العسكرية في العاصمة السعودية الرياض ، قابلت السعودية الإساءة بالإحسان وعالجت حنجرة الرئيس الذي طالما شتم ملوكها في وسائل الإعلام ، ووفرت عليه ثمن تذكرة مخاطر السفر إلى بلاد العم سام ، والمشير البشير وهو في بهو المستشفى العسكري بالرياض كانت السفن الإيرانية ترسو في ميناء البحر الأحمر .

العلة التي أصابت المشير البشير كشفت عن حقائق هامه ، من بينها وجود أزمة قيادة في حزب المؤتمر الوطني ، ومن بينها عدم توفر خليفة للرئيس البشير ، والأهم أن الحزب تعامل مع مرض الرئيس كما تعامل مع مذكرة أوكامبو ، ومرض الرئيس أو موته أصبحتا لحسة كوع ، وكلنا نعلم أن الله إذا أحب عبداً أبتلاه ...إذا لماذا نجزع إذا مرض المشير ؟؟؟
سارة عيسي
[email protected]



Post: #2
Title: Re: حـنجـرة المشيـر
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 01-27-2013, 08:14 AM
Parent: #1

الحنجرة

Post: #3
Title: Re: حـنجـرة المشيـر
Author: عباس الدسيس
Date: 01-27-2013, 08:43 AM
Parent: #2