الإتحادى الديمقراطى المسجل

مشاركة هذا الجزب فى الحكومه, بل إندماجه وتماهيه فى المؤتمر الوطنى تذكرنى بمشاركة الجبهة الإسلامية القومية لنظام مايو السلطة من 1977م عقب المصالحة وحتى قبل أيام من إنتفاضة أبريل, ولكن على الأقل الجبهجية كانو يدعون , زورا وبهتانا, أنهم كانو يعملون على هدم النظام من الداخل, فى حين كان بعضهم يصرح بأنهم مع كل من يرفع راية الشريعة (قوانين سبتمبر) سيئة الصيت.
الإتحادى الديمقراطى المسجل ظل يعاقر السلطة مع المؤتمر الوطنى لأكثر من عشر سنوات, ومع ذلك لم نسمع منهم يوما واحدا خلال هذه الفترة الطويلة إنتقاد أو حتى مجرد رأى فى مايجرى من أحداث جسام وأهوال ألمت بالوطن... إنفصال الجنوب, الفساد (الجميع يتحدث عن الفساد إلاهم), مصادرة الحريات وإغلاق الصحف, منع الكتاب من الكتابة, قتل الطلاب, تدهور الأحوال فى دارفور, ضرب إسرائيل لمواقع داخل الخرطوم, الغلاء الفاحش ..... الخ.
مايرفع حاجب الدهشة ويزيد من حيرة الناس إتفاقهم مع المؤتمر الوطنى حتى على تزوير الإنتخابات! فمن المفارقات العجيبة فوز الأربعة الكبار فقط وسقوط الجميع, ولقد تسآل صديق الهندى وقتها, كيف يفوز رئيس الحزب بنيف وثلاثين ألفا من الأصوات فى حين لايتجاوز ماتحصل عليه قائمة الحزب النسبية سوى على بضع مئات.؟
الجديد أن هذا الحزب صار يتصدى, شخصيا, لمصادرة الحريات ومحاولة تبريرها, وما سمعناه من وزير الإعلام وأحد قيادات الحزب, من تبرير لإغلاق مركز الدراسات السودانية, الذى صدر أمر إغلاقه بتوقيعه شخصيا يكفى. الشاهد أن المراقب لهذا الحزب يحتار هل هو إتحادى وديمقراطى كمان, أم أنه أصبح كاثوليكيا أكثر من البابا ؟
لا أستبعد أذا سقط هذا النظام أن يخرج علينا هؤلاء بحجج تبرر إستمرار نشاطهم فى النظام الديمقراطى القادم, فالإنتهازى لايعدم من الأسباب مايجعله يستمر فى أفعاله دون حياء.
ليس أسوأ من المتجبر إلا من يعاونه على التجبر