في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة

في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة


01-21-2013, 11:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1358762602&rn=2


Post: #1
Title: في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة
Author: حسبو عكاشة
Date: 01-21-2013, 11:03 AM
Parent: #0

هذا البوست بمثابة عرضحال لكل الحواته و عشاق "الجان" كما يحلو لعشاقه ان ينادوه
تشييع الحوت كان ظاهرة جديرة بالدراسة للغوص بعيدا في اعماق تجربة محمود
و العلاقة بينه و بين جمهوره, الرباط لم يكن مجرد علاقة بين مطرب و مستمع
هناك شيئا خفيا, سحرا الاهيا, انها علاقة " الولد الشفت الساكن في اعماق البت السمحة"
جمهور شرس و متمرد كتمرد محمود
الخميس الماضي و على طول شارع المطار, الالاف شكلو حضورا فريدا
الجمهور يغلق شارع المطار "قصاد صالة الحج و العمرة" ردا على اغلاق الشرطة لبوابة الصالة
و بالجانب الاخر عند صالة الوصول الالاف اجتموعو و اقتحمو مدرج الطائرات
لتشكل اول ظاهرة من نوعها تعطلت على اثرها حركة الطيران لساعات

Post: #2
Title: Re: في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة
Author: حسبو عكاشة
Date: 01-21-2013, 11:23 AM
Parent: #1

كتب صديقنا: ميدو جمال, محاولا الكشف عن سر محمود الاتي
----

-- أصاب القبر في مقتل --
(ميدو جمال)

1-
و من أنا لأكتب عن محمود؟
بالتأكيد لا يمكن أن أتردد في الإجابة على سؤال كهذا،
ببساطة أنا لا أكتب عن محمود،فأنا مثلي مثلكم،سطرٌ خطه محمود أثناء كتابته للعالم،عالمه العاصف
2-
تروي إحدى القصص،لست بأكيد من صحتها،
تُحكى على ألسنةِ مُعجبي محمود و أصدقاءه،أن لمحمود صديقاً،
هذا الصديق هو في محل حب فاعل في حياة محمود،فهو ينهض بكل شئ تقريباً في حياة محمود،
من تجهيز هدوم محمود بتاعت الحفلة،مصاحبته لي الحتات الماشيها،تحضير الطعام للضيوف،
بالإضافة إلى مهام أخرى عديدة ،ولكن لبندر هذا مهمة فريدة من نوعها من بين جميع المهام التي يمكن أن تُسند لمساعدٍ شخصي-إن صح هكذا تعبير-،
تلك المهمة كالآتي،إذا حدث و قال أحد الضيوف الكثيرين و العديدين في جلسات محمود الدائمة"يا أستاذ ياخ كدي أدينا الفات الزمان"
او أي شئ من هذا القبيل أو صرّحَ بعد العودة من إحدى الحفلات بأن أداء محمود كان جيدا و حاجات من النوع دا،
فإن محمود ينادي "يا بندر باللاهي شوف الزول دا داير شنو" ،
يسارع بندر بدعوة الضيف خارج الصالون وعندما يصل الى البوابة يدفعه خارجاً فجاة،
يغلق الباب خلفه ، عائداً للداخل ضارباً كفاً بكف دلالة على نجاح المهمة

3-
"كلِّم الموتَ
قل له محمّد
هذا محمّد
"أعدّ لك الرّكلة
: عن محمد الصادق عن الذين بهدلوا الواقعة
للنعش هيبة خاصة،ففي جميع المآتم و التشييعات الجنائزية،ترى الحشود خاشعة،
حانين الرقاب،صاغرين الجباه، لجلالته يحلق فوق رؤوسهم،خاطفهم المرعب،
يرهقهم خوفاً ،أولئك الهزيلين،تجار الساعات الهالكة،من باعوا هوى الوجود و مرحه،
بأشواط إضافية في مباراة،غافلين أن مشاركتهم الباهتة، ترديهم خذلاناً، تصفعهم خسراناً،
لماذا يخافون الموت؟أهم يخافونه حقا؟ أم يخافون الحياة؟؟،تلك التي لن يخبروها قط

ما حداني للإنحناء خضوعاً لمحمود،-محمود الشخصية العالية،المتجسد كفنان،
فقط لأن الفنان، حتى الآن هو من بيننا الذي ما فتى يغازل المجهول،محاولا تصيد شهقة حرة،
تكونها الحياة،شهقة تغسل خطيئة جنس مُكنكِش في تناهيه و صغره،لأن الفن،
و حتى الآن لا يملك ماركات رخيصة تباع في سوق مستباح من عوام ، شارفوا على الموت لحظة ميلادهم ال......-
إذن فما حدا بي للإنحناء لمحمود كان سخريته و إستخفافه ليس من الحياة طبعاً،كان الركلة يا تمسو، ركلته التي طرح بها البعبع مُرينا معدنه الحقيقي،
كان الحياة الزاخرة التي و إن اقتنصت منها لحظة واحدة كفتك أبد و دهرين ،الموت الذي لن يكون بعدك سوى تأكيد أن الحوت مر من هنا،
مخترقٌ لا مستطلعٌ،مصادمٌ لا مهادنٌ،كاسحٌ للأزمنة،هادمٌ للأمكنة،مغامرٌ دون إحتراس، علمنا أن الفناء يطال فقط الجبناء، الذين عبرتهم، و لم يعبروا الحياة قط
تشييع الأسطورة لم يكن مشهداً أخير ضيق الرؤية،لم يكن خاتمة لرواية ضعيفة الحبكة،
كان مهرجاناً ،إحتفال الحياة بنصر لا تحوزه سوى نادراً،و نادراً جداً، غرساً سيبقى على هذه الأرض و ينمو،ملامساً عنان السماء،متجازواً إياها
في مشاهد التشييع ترى هنا شاب يتشبث بالقبر الخالي و الكل يحاول إنتزاعه دون جدوى،"ياخ ادفنوني أنا حي كدا بس خلو الجان دا بره
!!!!!"
شباب يطلقون صافراتهم في منتصف المقابر،المقابر التي فُطمنا برهبتها ،
كلما مررنا بها خفق الخوف قلباً في دواخلنا ، نعجل الخطى هاربين من شبح يسكن ذواتنا، قبل أن يسكن اللُحُود
أفواج تحتل المدينة المرهقة عاريين الصدور،أياديهم مصلوبة على صدورهم،سباباتهم نحو الأعلى،
تلامس روح ستظل طافية فوق الأرض ملهمة كل منفلت و متمرد،حباً صرت يا محمود ،حب كله إستحقاق
من يغمى عليهم فتحملهم سواعد ،ما زالت مشدوهة، في حركة آلية تؤدي واجبات مدركة قصورها، من يهددون
بالإنتحار،أيهددون الموت بالإنتحار
!!!
تبا لك، موت ########،لو كنتُ أنتَ لسجدتُ لعظمة الفنان
في تشييع محمود،رسب الموت،و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة
فيا حوتة،يا حبيبي،يا سالك طلع علينا نجماً من سديم مرعب،لقد شربنا الدرس حباً،
و تجشئنا التجربة،خالصة سنحيا ،لك و بك و فيك،و نحوك ،
اما أولئك الذين إختاروا الحياة أمواتاً،من ظنوا أن الموت حائل بينك وبيننا،بينك و مجدك،
بيننا و مجدنا ،بين أمجادنا سوية،أولئك الفائضين عن اللزوم،على قول الماهر عطاء مثلك،فليس لدي ما أقوله لهم،و لكني أعرف تماما ما ستقوله أنت:


"يا بندر باللاهي شوف الجماعة ديل دايرين شنو؟

Post: #3
Title: Re: في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة
Author: حسبو عكاشة
Date: 01-21-2013, 12:05 PM

امام صالة الحج و العمرة, الجميع في انتظار الحوت







Post: #4
Title: Re: في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة
Author: حسبو عكاشة
Date: 01-21-2013, 01:27 PM
Parent: #3

و علق صديقنا "محمد سيد احمد" حواتي حد النخاع قائلا :
----
يا بحسو الالاف ماعارفين بحبو عشان شنو في السودان مئات المطربين
ولكنك اصبت في وصف الحوت فهو الوحيد القلق والمتمرد جعل من حياته
رمزا للتمرد والروح الوثابة انه كما المتنبئ ...
على قلق كأن الريح تحتي ....توجهني يمينا او شمالا ...
من هنا تاتي رمزية الحوت التى لاتخبو المتنبئ عمره الف عام ومازال غرا صغيرا والحوت لديه الاف من السنيين ليبقى ....
سيتعب بندر في اخلاء سبيل الالاف الذين يظنون انه مات
وحينما يموتون يدركون لحظة التنازع انه هم الاموات وانه تاركو الحوت خلفهم ...
وانهم كانوا محض جثث تاكل وتنام وتموت وهو كما ( لوسيفر ) وفاست روح متمردة قلقة لايغيبها التراب ...
ويابحسو كلم ميدو يكلم بندر يشوف الجماعة ديل دايرين شنو؟

Post: #5
Title: Re: في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة
Author: حسبو عكاشة
Date: 03-30-2013, 12:12 PM
Parent: #4


Post: #6
Title: Re: في تشييع محمود، رسب الموت و أحرزت الحياة الدرجة الكاملة
Author: مزمل خيرى
Date: 03-30-2013, 12:22 PM
Parent: #5

250638_4268604400189_2066721095_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

__
حسبو ... سلام
ماعندى كلام أبلغ من الفوق دة !
الله يرحمك يامحمود .. فجعنا برحيلك المر ..

مع التحية