لابد من مخرج أخر (حزب محمود عبدالعزيز)

لابد من مخرج أخر (حزب محمود عبدالعزيز)


01-19-2013, 00:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1358551293&rn=0


Post: #1
Title: لابد من مخرج أخر (حزب محمود عبدالعزيز)
Author: حاتم الياس
Date: 01-19-2013, 00:21 AM

فى مكان ما قلت بان الراحل محمود عبدالعزيز كان اكثر خطرأ وتهديدا للأنقاذ ولمشروعها كل القوى السياسية التى حزمت حقائبها وغادرت لأسمرا تعدنا بالتغيير الثورى المسلح ونسيت خلفها قدرات عظيمة كان يدخرها الشارع السودانى فلم يكن خروجها اٍلا خروجاً من ميدان التجربة الشعبية والجماهيرية للشعب السودانى لتتبنى اطروحات الكفاح المسلح تحت الحاح فئات من اليسار الثورى محدود الأمكانيات السياسية والفكرية يستند أكثر على وقائع يمكن ان تجدها بين طيات القصص والرويات والأغنيات الثورية على معطى واقع تاريخى سياسى استطاع ان يلامس سقف العطاء الثورى الحقيقى فى عمل شعبى رصين ومنظم انجزه الشعب السودانى فى ثورتين شعبيتين , قبل ان يكون هنالك مجرد حلم او حتى أخيلة محتملة فى الأفق لما سوف يحدث بعد ذلك فى ليبيا ومصر واليمن وغيرها من الدول , وقتها كان تلفزيون السودان يبث اناشيد العهد الجديد محرضاً الشباب على التجييش والجهاد وبينما كانوا يجماعات المجاهدين والدبابيين وشنان وغيرهم ينشدون فى تلفزيونهم (يلا نفاق الحلة نجاهد فى سبيل الله) كان محمود عبدالعزيز فى دار حزب الأمة المصاد لصالح هيئة الثقافة ورئيسها صديق مجتبى ,يعيد من تخوم زمن سبعينى للسماع اغنيات جميلة عالقة فى الوجدان والذكرى ويدفع بها فى وجه دعاوى الموت كحرز حميم للحياة واستمرارها فغنى (الحنين البى ليه ماقدروه العمر من وين يشتروه) كان هذا المقطع وحده كافياً لينسف دعوة الجهاد والأستشهاد محمود ومعه الالف الشباب المتحلقون حوله كانوا يشكلون (حزب محمود الخطير والقوى حزب الحياة) وكنا غافلين عن ذلك نمد ابصارنا نحو فيالق الثوريين ونغنى (بكره التجمع جاى)..بالطبع لم يجئ التجمع كماتصورنا مقتحماً قلب الخرطوم بدباباته واسلحته التى ستحمى (ثورتنا) حسب ترتيبات النتفاضة المحمية بالسلاح و أنتهت قصة التجمع وحملت الطائرات من حملت حين اصبحت القاهرة فيما بعد (محطة للسفر) وانجزت لنا الأنتفاضة المحمية بالسلاح فيما بعد الالاف المهاجرين فى كندا وامريكا واستراليا وأوروبا, حتى لكأنك تتسال هل كانت هذه تجربة معارضة سياسية آم (وكالة ترحيلات)

ثم يستمر النهج بعد كل هذه السنوات الطويلة ولااحد يتعلم فى ساحة السياسية السودانية ليخرج لنا واحدة من اكثر التجارب (الفطيرة ) فى العمل السياسى حين تسقط المعارضة السودانية وللمرة الثانية فى فخ استدراج الأنقاذ لها للنزال خارج شرط التجربة التاريخية المجربة والمركوزة فى ذاكرة العمل الشعبى الجماهيرى السلمى معارضة يبست جذورها ووهنت فى ان تغوص وتتمدد عميقاً فى تربة الحياة السودانية الحقيقة فاختارت طريق لن يزيد من غربتها اٍلا أغترابا .فقبل سنوات طويلة حين وقف البشير مستفزاً لهم (الدايرنا اليجى يقلعنا) سقطوا فى فخ الأنقاذ بخروجهم كردة فعل على خطاب الأنقاذ ومره اخرى يكررون نفس السيناريو بغباء تحت ضغط الياس وقص النفس السياسى ومع استفزازات نافع على نافع وشتائمه ,وعلى الرغم من الصورة فى بعض اوجهها قد تبدو مختلفة بدخول الحركات الدارفورية لساحة النزال لكن يبدو ان الشكل العام لايحمل اختلافات جوهرية كبيرة بين مسارح اسمرا ومسارح كاودا فالعرض هو العرض سينتهى بمحاولة المناورة لتمتين المواقف التفاوضية تمهد لأتفاق مع الحكومة يكون للنافذين الدوليين الراى الأول والأخير فيه لتحديد الأجندة بحسب مصالح تلك القوى وعند حدود مرضية لطموحات النخب التى تمثل الأثنيات وأعنى هنا ابناء جبال النوبا دون غيرهم لأسباب تخص اللوبى المسيحى واليهودى فى المنطقة ثم فيما بعد يعاد فتح (مكتب الترحيلات) لأسراب جديدة من الفراش الحائر لتغادر نحو اوطان جديدة توفر لها الحرية والمواطنة

دعونا نؤسس حزب محمود