رحيل صوت المغني وسكوت الرباب: تأسية لمصطفي ومحمود

رحيل صوت المغني وسكوت الرباب: تأسية لمصطفي ومحمود
"كل ماتباعد بينا عوارض" نحن في الرجاء منغمسون .. "نحاحي" الاحزان ميمنة وميسرة ونناديك "خلي" كيف العيش بدونك و"طيبة" رمشها هداه الحزن..ان صراع المرض والصبر عليه شيمة الانبياء وهاهم شفع العرب يتنادون فتاري... محمود ومصطفي علي الخط السيار برزخا.."بسأل عليك" و"أمونة" حائرة كما أن كل "الاوصفوك" يتنادون علي ظهر دابة "عم عبدالرحيم" .. بالرحيل انطفي "نور العيون" وتيتم "البجرو كايسن القطارة".. "الحزن النبيل" يكتب "جوابا للبلد".. ملطخا "بطايوق" من دموع .. الحبوبة "قمر الزمان" تمتنع من الدعم "تعريفة"..للتباهي بين الاقران عند اجازة الصيف.
الكل "شايل جراح" .. "شليل" ينادي الضلمة .. "شليل وينو".. "وضاحة" وزنوبة .. انتظار وترقب حد النواح .." بعد الغياب" ..ولسان الحال: "مهما هم تأخروا"....أين هم تأخروا.. والجثامين تأتي .. والنوار يتساقط والعوار يتمادي... والوطن الفسيح يندب الحظ: زول سمح فات .. "زول طيب" .. مات..و"مرت الايام" .. و"الحنين" .. يستقطع نياط القلب.. "عاش من شاف" "حزن المواويل" عندكما..
"أقمار الضواحي" تقف براها .."الهم يعصف" ذهن الذكري "خليطا من عصير الدهشه الاولي" .. وتأبي الا وأن تشارك المأتم .. "الحجل بالرجل" ولافكاك… "رحل الغمام" وسحابات الهموم .. اتلبدت.. عند "فجر المشلرق" لوحة حزن.."دنيا جميلة" يتنادي علي أنغامها طير الجنة اليافع.. مسبحة للاستغفار.."ياسمهرية" دوسي علي حبييات الصبر لواك.. "يانورا " ااااه.. "رحل صوت المغني حزين وسكت الرباب"
"ساب البلد" ..قبل "مايقول غنوات" الوجع الكاتم في "حشا المغبون"..في "قسوة ظروف"..جادت قريحتهم.. لاستمالة الحناجر المؤثرة فكرة شيطانية .. وسيأتي لحن القصاص .."أيها الراحل" عنا .. "لاتسأل جراحك وين".. ان فصد كبدنا امتص كل رياحين الجراح الغائرة.. واستأسد بها...بدأ :"لهيب الشوق" يلفحنا.. والكل يتناقل الاخبار وبدأت المتاجرات .. "ليمون بارا" اثر التساقط .. لدموع تتلهفه لتشكل عقدا من حزن معتق أغلالا من كبد.. وشردت الالفة وتبعثر السكون .. رقص الابنوس برجل واحدة مرددا : "كل ما أجيك تايه" .. يتجه مركبي صوب مائدة" السلوم حجارة" لربط بطن الذكري ...
"عز المزار" وتثاقلت الخطي .. و"انجرح خاطر النهار".. وقهقه "مطر الحزن".. مطفئا حناجر الغنا السمح.. وتجدد "عذاب الارصفة " ..والريح تكسو المواسم ثوبا من يباس .."أيها الراحل في الليل وحيدا" ..أصاب بواكير الجريف التثاؤب جيلا بعد جيل .. لامجال لجلب الغيم رحطا من تفاؤل .. وقد غطت الحيتان في الثبات..وتوحدت "البنت الحديقة" ..ضاعت في" أسي السنين" "لفتتها الغزال" ..وضاعت ملامح "الحلم الجميل".
"عذبنا الهوي" واكتملت كل مراسم "عذابات المغني" دفنا لرفاة "زمن الوسامة".."عندي كلمة" باتت غصة برحيل مبدعي بلادي .. وبلادي تأن تحت وطأة لم يخفف الوطئ علي أديم الاجساد.. فالطورية عطشي والطين تشقق خصوبة .. والولد البنط في "الدارة" كبله الظالم بلاحياء.. "عباد الشمس".. أضرب عن الطعام حزنا معششا ..وفتقت بذوره زيتا من سواد.. لايسد رمقا "للماعون الخريف".. الحقاقا للحق أن "الدنيا ليل وغربة ومطر"مادام الكل يرحل بلاجوار سفر تحيط به صور الاطفال "طيرا مهاجرا" كما الرهو البعيد .. الحرف "أدتنا التحية" ورفع القلم قبعة صريرا من "منام مابي".. رحم الله مصطفي ومحمود وخفف عنا حزن المواويل.....

كل حروف الدنيا لن تزيل حزننا عليهما
فهما تحكرا فى القلب والروح
سريا مسرى الدم
رحمة تغطيهما وتغشاهما

كل حروف الدنيا لن تزيل حزننا عليهما
فهما تحكرا فى القلب والروح
سريا مسرى الدم
رحمة تغطيهما وتغشاهما

الشفيفة سلمي الشيخ سلامة
- نعم وانسداد المسري ينم عميق الاسي والمبدعين يتخطفهم الموت الواحد تلو الاخر
ولاتكرار فالقادم لاينبئ بذلك
- نعم تحكرا بوسط القلب مغني وحرفا وأين نحن منهما وحياة أخري في الانتظار ولكن الحرف لايموت
واللحن يدندن متواصلا مع صلصال الذكري.
- كم كنت امل ان ألتقيك غير مقام الحزن الطويل هذا
- لك كامل الود

الق الحروف التى سدتها جابنى ليك
لكل واحد منهما مقام خاص لدنى
مصطفى كان حبيبى وصديقى واخى الذى لم تلده امى
ومحمود عرفته متاخرا
لكنى اصدقك القول انه حفر عميقا كما فعل مصطفى
احزننى كل شئ حول محمود واشجانى كل يوم عاشه مصطفى متالما
لكنهما من ركام المهما معا خرجا الينا باغنيات خلدتهما
جعلتهما ايقونات فى حياتنا
فدلفنا الى معابدهما

انستنا اغنياتهم
فرجت عنا احزاننا
حين كنت فى الاذاعة كانت تجئ الى خطابات من المعتقلات
من شالا الى دبك الى بورتسودان
وللغرابة كان يحملها "السجان" نفسه ..!
كانوا يطلبون اغنيات مصطفى
فابثها واتعرض للمساءلة من جهة الامن فى الاذاعة ...ّ
حتى "رفدونى " وحكيت لمصطفى ما كان من امر "رفدى "
فاسمانى المرفودة
اتمنى ان التقيك وحكى لك عنهما
احكى لك عن محمود يوم ان كان تابين الراحل جون قرنق
وحين اعلن المذيع الداخلى عن وصول محمود الى المكان
هتفت الحشود باسمه وترنموا طويلا باسمه
قالوا "حودة حودة "
اندهشت يومها حد البكاء
قلت لمن كان معى يومها "عبد الباقى مختار ومجدى النور وماهر الحنون " حاجة عجيبة ...!
لم يرد احد سوى بالصمت
وحين صعد محمود الى خشبة المسرح كانت الحشود على سطح المسرح
حتى انك تكاد لاترى سواهم ولاتسمع سواهم ...!
كان ذاك العام 2005 يوم رحل القائد العظيم دكتور جون قرنق ...
شهدت ان الوحدة تاتى عبر الاغنيات وليس غير
غنى زينوبة وجوبا فتغنت الحشود بهما ...
الجمتنى الدهشة والبكاء ورثيت لحال السايسيين الذين تم تهميشهم يومها
ليبقى عصى الغناء مرفوعا يهش على اوجاعنا وينفى عنا صفة الاختلاف ...
اتنمى انك بخير وعافية دائما

أيتها المرفودة سلمي
توقفي عن ايلامي فأنا عائد من مضخات الذكري الشجية .. ان هذة التأسية بطبيعة حالها
تناقش أمر شخصين وصل الايلام حد الدهشة عندهما فالاول مصطفي شرد وجواز سفره دليل دامغ
علي تورط هذة الحكومة البلهاء.. عاني المرض والاهمال والدليل كم من أغاني العزيز مصطفي بالاذاعة التي شردتك
وانا يافع وصوت الراديو البكرية "سلمي الشيخ سلامة"..ترن الاشياء في ذهني كما للفضة من رنين....
مصطفي أخر من لحن " متلي هداه الحزن" وغني الدنيا ليل وغربة ومطر.. لماذا كل هذا الشجن لمبدع متفرد برحيله
رحل صوت المغني حزين
و الاخر محمود.. ان لجرحه قصة.. حورب وطورد خوفا من الشعبية التي يمتلكها ..
وبعدها بقدرة قادر أدخل الي معترك الانقاذ استغلالا للحماس واللهيب الكامن في صدر كل سوداني
مرض بملابسات غريبة الطور والزمن.. وغير شكله المرض وأصبح ينضح حزنا ...
وأخيرا سكت الرباب من غير رجوع
وأخر .. جون قرنق .. تشربنا أنه متمردا .. أخيرا فهمنا أنه وحدويا
ناضل من أجل حقوق مشروعة وما أن تتحققت الامال باتفاق .. لعب الشيطان الاحمر دورا
وجاء الي الخرطوم صادقا .. والاخر لم يكن صادقا
والاجندة وأصابع الذهب تتحرك وشعبية قرنق تزداد وبعد 21 يوما
ضاع قرنق وسكتت الوحدة الي الابد
وسكتت الايقونات المدرارة
ألم أقل ياسلمي دعيني وشأن الكتابة والحرف المولم يوخز الدواخل؟