البشير وسلفاكير يقفزان من (الطابق الثلاثين)

بعد أن تورمت خدا سلفاكير وإنتفخت بطن البشير في شهر العسل الذي بدأ بينهما في العام 2005 وإستمر لمدة خمس سنوات كاملة, كانت أعين المعارضة (الحسود) تجولان في كل الطرقات وتدقان كل الأبواب المؤصدة في محاولات مستميتة لإنهاء ذلك الشهر الطويل الذي بدا وكأنه بلا نهاية, وفجأة (وقعت العين) وجاء المأذون وحصل الطلاق.

ذهب كل من البشير وسلفاكير في واد, وتراقصت الدولارات نصب أعينهما ببريق ساطع أشبه ببريق الذهب وكل منهما ينتظر مؤخر الصداق, ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن, فبزغت المناوشات وتلتها الحروب الواحدة تلو الأخرى حتى حالت عاليها سافلها, تبخرت الأحلام وغاصت كلها في النهر حتى تبددت, وتململ الشعبان وضاقا ذرعا وإزداد ضجرهما وعلا زئيرهما, ثم عادت (الخدود) المتودجة والمتورمة إلى مكانها الطبيعي, وإختفت (الكروش) إثر ذلك الإنقلاب المفاجئ من النعم, تبلدت الأحاسيس وإنقطعت أشجان الأوتار وتوقفت الموسيقى الناعمة الرومانسية وحل محلها ضجيج عال مزعج قطع حبال الأوصال من جذورها, ويبس الزرع والضرع, وجفت المياه التي كانت منهمرة بغزارة (كالنافورة), ووسط كل هذا الصخب وهذه الفوضى الخلاقة كان ذهول الشعبان لا يوصف, ثم جاع من جاع ومرض من مرض وعرى من عرى وهاجر من هاجر تاركا الجمل بما برك.

هبوط مريع ومفزع إستمر لأكثر من عام والشريكان يمسكان أيديهما بعضها ببعض, ويسقطان بجنون نحو الأسفل يحاول كل منهما الإنفلات من يد الآخر والتشبث بأي شيئ آخر عدا شريكه ولكن دون جدوى, وأثناء تلك المعاناة المرعبة وهما يقتربان ويقتربان من السقوط في الهاوية, حدث ما لم يكن في الحسبان, إنسدلت موسيقى ساخرة بالقرب من أذنيهما (لم يدريا كنهها) تردد: (لا بدورك لا بحمل براك,,, لا بدورك لا بحمل براك,,, ترم ترررم), فإلتفت الإثنان إلى بعضهما البعض في سرعة وإندهاش, وغمرهما الضحك, ثم أمسك كل منهما بيد الآخر وشدها بقوة وهما يهويان في القاع ويرتطمان بجداره (ويدقان الدلجة) سويا.

up

down

>