الخرطوم ... مقديشو ... بغداد ... بيروت . وجوه متعددة لعملة واحدة

52 عاما من الاستقلال والخرطوم هذه المدينة التي كانت تتقطر بهجة وحيوية ويتغنى المتغنون بنهارها ولياليها ( الخرطوم بالليل ) تتحول إلى مقديشو .... ثكنة عسكرية بكل أسف هي عاصمة بلاد تتأمل الاستثمار والتنمية والرخاء ... ما الفرق بينها وبين بغداد وبيروت ومقديشو ؟؟؟؟ قوات فلان في الأطراف الفلانية وقوات فلان في الأطراف الفلانية وقوات فلان في حي المهندسين ... كم حكومة تحكم الخرطوم الآن ؟؟؟ وكيف يحس السكان بالأمن والأمان والأسلحة بقوات مدربة على القتال ومتباينة الرؤى والمواقف تحيط بهم من كل جانب ... وكل فترة وأخرى إطلاق للرصاص واشتباكات بيت القوات الفلانية والقوات العلانية ؟؟؟ أين هي قوات الشعب المسلحة التي عرفناها طرفا مسلحا أوحد يحرس الشعب ؟؟؟؟ وأين هي سلطة الحكومة وهيبتها وسلطة الدولة مهما كانت الرؤى حولها ؟؟؟
العاصمة وأي مكان في السودان يجب أن يخلو من أي مظاهر للتسلح غير القوات المسلحة بأهدافها الواضحة التي كفلها لها الدستور .
المسألة ليست مسألة معارضة للحكومة أو إتفاق معها ... المسألة مسألة أمن المواطن وعنده تكون كل الخطوط حمراء .... يجب أن نطالب جميعا بخلو المناطق المأهولة بالسكان من أي مظاهر للتسلح وأن تؤدي الحكومة دورها في حماية المواطن بإبعاد هذه المظاهر التي هي قنابل موقوتة عن مكان سكنه .... يجب أن يتضامن الشعب السوداني باختلاف مشاربه ويعلن رفضه لأي قوات غير القوات المسلحة ورفضه لأمراء الحرب من كل الطوائف والقبائل والأجناس ... السودان في تاريخه القديم والحديث لم يشهد هذا الوضع العسكري المزري ... وفي العاصمة ؟؟؟؟؟؟
تخيلوا معي مايمكن أن يحدث في المستقبل وستدركون حجم الكارثة ... من منا يرتضي أن تعرض صور أخواتنا وأمهاتنا وأطفالنا واللحم يكسو العظم باستحياء كما في الصور التي صنعها أباطرة الحرب في الصومال ؟؟؟ من منا يرتضي أن يسمع عن قتل قريب أو صديق بنيران قوى الشتات المرابطة حول عاصمة البلاد ؟؟؟ من منا يرتضي تهميش القوات المسحة السودانية وهي تحمل مسمى قومي هو ( قوات الشعب المسلحة ) ؟؟؟؟ من منا لايريد الأمان لأهله وذويه ومن منا يعجبه الوضع الحالي ؟؟؟؟ الرصاص السوداني يجب أن يوجه لصدور غير السودانيين ويكفينا أن الكلمة السودانية لازالت لاترشق غير السودانيين ... فإلى متى ؟؟؟؟؟؟

لابد من وقفة شعبية ورسمية جادة تجاه هذه المليشات

غدا هو الرمز الكامل للخوف ويا خوفي ممايمكن أن يأتي به الغد ... لست أدري رأي القانونيين حول وجود قوات مختلفة وبإمرة قادة مختلفين حول عاصمة دولة ذات سيادة لو صح التعبير في وقت تعيش فيه المجموعات المختلفة أزمة ثقة فيما بينها وخلافات شتى على الأطروحات والمباديء والرؤى ... ولست أدري شرعية أن يحارب نفر من الناس ويقتلون المواطنين والجيش ثم يعودوا أبطالا لهم هيباتهم ولهم جيوشهم المؤتمرة بأوامرهم ... ولماذا عندما يقتل مجرما أحد المواطنين تتم محاسبته بالدية والسجن وربما الاعدام حتى لو كان القتل عن طريق الخطأ بينما يتحول من يقتلون العشرات والآلاف والمئات إلى أبطالا قوميين يثيرون الفتن والمشاكل بين حين وآخر ..؟؟ ثم أليس من حق أولياء قتلى القوات المسلحة المطالبة بمحاكمة من قتلوا أولادهم ؟؟؟

كنا نعتقد أن أحداث الأحد الدامية غير المسبوقة التي أعقبت رحيل قرنق جرس إنذار تعقبه إجراءات صارمة بخصوص الوجود المسلح في عاصمة البلاد ولكنم ......... إلى متى ؟؟؟؟؟

كيف وصلت مقديشو لهذا الوضع وكيف كانت البدايات ؟؟؟

وكيف وصلت بغداد لهذا الوضع الذي فقدت فيه الأمان حتى في المنطقة الخضراء ؟؟؟
الاجابة بكل بساطة هي لوجود عدد كبير من المليشيات المسلحة كل تحت إمرة قائده ... وشيئا فشيئا بدأت السيطرة تفلت من يد الحكومة ... وشيئا فشيئا إجتاح الطوفان كل مناطق الأمان ....

ألأخ/ABDELDIN SALAMA

حاولت أقرأ إسمك بالعربى عجزت ....هل عبدالدين سلامه؟

ياخى حرام عليك ده كلام غير معقول وما مقنن آبدآ....



دى وجهة نظر أم ماذا؟

أخي اسماعيل ... عبدالدين سلامه هو إسمي فعلا ... أما ماكتبته فوجهة نظر أؤمن بها ومخاوف خالية من كل الأغراض .... مخاوف على أهلنا الذين أثقلت كاهلهم ظروف الحيساة القاسية والصراع من أجل البقاء ... ويكفيهم ما يرهق تفكيرهم يوميا من مواصلات وضرائب وحق القفه والتعليم والعلاج والبطالة المتفشية والأوضاع الاجتماعية المتأرجحة والصراع غير المبرر بين مختلف الفئات السياسية والمسيسىة ... وفوق ذلك كله هل تريدمنا السكوت على قنابل موقوتة تجعلهم يفكرون في الأمن والأمان ؟؟؟؟ ياراجل لك أن تتخيل عاصمة تحاصرها مجموعات مسلحة وكل مجموعة تخضع لامرة قائد يختلف مع بقية القادة في كل شيء ويتفق معهم في شيء واحد فقط وهو إمكانية إطلاق سيل عشوائي من الرصاص في أي لحظة إنفعال .... والكلام ليس من فراغ وتعضده العديد من الوقائع ... أحداث الاثنين ... وقبلها الصدام الشهير في الكلاكلة وأحداث المهندسين وغيرها وغيرها ....

ألأخ/عبدالدين


أحترم وجهة نظرك...ولك أن تقول ماتقول....


ولكن أتصور أن كلامك لايمت للواقع من شىْء ...وأطمنك بأنك معطى الموضوع أكبر من حجمه....أمنياتى أن يكون هناك متداخلين ليوضحوا أكثر....نحيانى........


..........................إسماعيل محمد أجمد عباس......................