كفانا نفاقا يا حسن الترابي

طالب السيد / حسن الترابي ( رئيس حزب المؤتمر الشعبي ) الرئيس عمر حسن أحمد بعدم الترشح في الانتخابات المقبلة وإفساح المجال أمام أحد الجنوبيين ليحكم السودان تدعيما لوحدة البلاد .
الكلام في ظاهره قد يحمل شيئا من المنطق لو مررنا عليه مرور الكرام غير أننا وبقليل من التفكير نجد أنفسنا مستهجنين لهذا الكلام ( الفارغ ) لعدة أسباب منها :-
1- السيد / حسن الترابي نفسه كان قد أعلن عن عدم ترشحه لرئاسة حزبه ونيته عن إفساح المجال لغيره ولكنه وبدون خجل إنتقد الزعماء الخالدين الذين يعلنون عدم الترشّح ويبقون في مناصبهم للأبد لينطبق عليه قول الشاعر
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليما
لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

2- إفساح المجال لجنوبي يحكم مفهوم فيه غرابة شديدة خاصة من شخص مسؤول ( رئيس حزب ) فالصحيح إفساح المجال لوطني يحكم ... فالجنوبي والشمالي مفهومان يجب الترفع عنهما لكل من ينشد سودان الغد ... الشمال والجنوب رضيت القوى السياسية أم أبت وجهان لعملة واحدة هي الوطن ... لا تمييز بين مواطن شمالي وجنوبي ... وليس من حق شمالي أن يطالب جنوبي بالتنازل له عن الحكم ولا العكس ... المفروض أن الترشيح حق لكل مواطن سوداني في أي بقعة من بقاعه الجغرافية وكان من الممكن أن يطالب بتنحي البشير عن الحكم لمواطن أكثر قدرة على إدارة البلاد في المرحلة القادمة بغض النظر عن لونه وجغرافيته ومسماه .
كفانا سقطا ولقطا يا سياسيينا فقد أثبتم فشلكم في إدارة البلاد بدليل وضعها الآن فارحمونا ولا تععمقوا الشقاق أكثر وتستخدموا عنصرية اللون والجغرافيا في تصفياتكم الشخصية والسياسية .
تخريمة :-
الظفر ما بيطلع من اللحم فكفانا نفاقا

كتب الطاهر ساتي في عموده اليومي اليكم

ركن نقاش


اختزال القضايا العامة في الشخوص سمة سودانية تتميز بها أحزابنا وشخوصها ، وليس في الأمر عجب أن يطالب المؤتمر الشعبي خليله المؤتمر الوطني بترشيح جنوبي لرئاسة الجمهورية بدلا من الفريق البشير أو أي شمالي آخر لحل قضية وحدة البلد .. ليس في الأمر عجب أن تتقزم الأفكار وتقزم معها القضايا الجوهرية الى قضايا شخصية ، ومن قبل اقترحت قيادية نافذة في الحزب الحاكم - في ندوة شهيرة - زواج الجنوبي من الشمالية حلاً لذات القضية .. !!
* تلك العقليات التي تختزل قضايا الوطن اختزالاً مخلا هى التي تعيدنا يوميا الى الف عام للوراء ، و هي التي تزيد وبال سياستنا وبالا ، ووباء اقتصادنا وباء ، و نار هويتنا حطبا ، ولهذا كلما تقدمت الأمم والشعوب بمختلف قبائلها وأعراقها للأمام ، نظل نحن نتدحرج و نتدهور نحو القاع .. لان عقولنا السياسية تمارس السياسة بعقلية قراقوش التي حكمت في قضية زنا بان يزنى زوج الزانية زوجة الزاني حتى تحمل سفاحا مثل تلك .. فالرؤية السياسية لا تحدق في جوهر القضايا ، بل تكتفي بالمظهر ، ولذا تبدو كل قضايانا كبراميل البارود المغلفة بورق السيلفون الانيق ، تنتظر قدرا يفجرها أو قدرا يبطل مفعولها مؤقتا وليس نهائيا .. هكذا قضايانا منذ استقلالنا .. !!
* نسأل الشعبي الذي يحمل المؤتمر الوطني كل كوارثنا ، هل الأفضل للوطن نصح المؤتمر الوطني بأن يغير نهجه الاقصائي وفكره السلطوي وسياساته الخاطئة وطرائق تفكيره التي تسبب الكوارث السياسية والامنية أم النصح فقط بتولي قيادي جنوبي أمرذات النهج والفكر والسياسات وطرائق التفكير .. وهل الأجدى التعمق في البرنامج الذي يدير به المؤتمر الوطني شؤون البلاد أم الاكتفاء فقط بالنظر الى قبيلة و جهة الذي ينفذ البرنامج .. و السؤال الاستراتيجي للمؤتمر الشعبي هل كل هذه الأخطاء الفادحة التي صاحبت تجربة الحركة الإسلامية في السلطة سببها السياسات والبرامج أم سببها هو أن زعيمها لم يكن موسى المك كور أو عبد الله دينق نيال .. ؟؟*
أزمة السودان وشعبه يا قادتنا - في الشعبي و الرسمي - ليست هي بمن نحكم السودان .. بل هي كيف نحكم هذا السودان المنكوب .. تلك هي الأزمة التي تعرفها - وتعيشها و تكتوي بجحيمها - حتى بائعة الطواقي في سوق حلفا القديمة .. على قيادات الشعبي و كل قيادات الاحزاب الارتقاء بافكارهم وعقولهم الى مستوى أفكاروعقول العامة التي عرفت ( أصل الأزمة ) و استوعبت حجمها و تتوجس من مخاطرها ، على القيادة السياسة ان ترتقي لمستوى هذه العامة فهما و ادراكا لقضايا البلد ، بدلا من البقاء في قمة التفكيرالسلطوي ومطالبة الجماهير الجائعة في السفح باستبدال القمح واللبن بالـ ( الباسطة ) و ( الايسكريم ) اذا جف الزرع و الضرع ..!!
* مقترح الشعبي معيب شكلاً ومضموناً ، وما كان ينبغي لحزب في تاريخه أن يختزل أزمة بلد ونكبة شعب في جهة شخص ، جنوبيا كان أو شماليا ، وليس من الحكمة أن يعقد حزب مؤتمرا لمناقشة مشاكل البلد و خطة المرحلة ثم يتمخض جبل أفكار المؤتمر بمقترح مفاده ( واحد جنوبي ممكن يصلح البلد و يضمن لينا الوحدة ) .. مثل هذا القول لم يعد له لسان حتى في أسواق العناقريب ، فكيف وجد طريقا لعقل حزب أدار مؤتمره جيشا من حملة الدكتوراة والماجستير ، ولو جاء المقترح في اطار كسب ود أهل الجنوب في المرحلة القادمة ، فإنه جاء في الزمن الضائع .. حيث أضاعت قيادة الشعبي فرصة الكسب عندما رشحت الحركة الإسلامية ثلاثة أسماء خلفاً للشهيد الزبير و لم يكن فيهم واحد من جنوب الوطن ..!!

Quote: هل كل هذه الأخطاء الفادحة التي صاحبت تجربة الحركة الإسلامية في السلطة سببها السياسات والبرامج أم سببها هو أن زعيمها لم يكن موسى المك كور أو عبد الله دينق نيال .. ؟؟*

Quote: المرحلة القادمة ، فإنه جاء في الزمن الضائع .. حيث أضاعت قيادة الشعبي فرصة الكسب عندما رشحت الحركة الإسلامية ثلاثة أسماء خلفاً للشهيد الزبير و لم يكن فيهم واحد من جنوب الوطن ..!!

شكرا أخي محمد حسين على هذه الاضاءات القيمة ... هم يعلمون في قرارة أنفسهم أننا نعلم بأنهم كاذبون مخادعون ورغم ذلك يخادعون ويكذبون أملا في كسب سياسي أو تصفية خصومة ما .... لا لا لا لا ومليار لا لأي تمييز للمواطن السوداني في أي بقعة جغرافية .... الرئيس القادم للبلاد يجب أن يتم انتخابه كمواطن .... يجيء من يجيء والاحترام الأول والأخير لرغبة وكلمة الناخب السوداني المواطن ... من حق البشير أن يبقى لو إختاره الناخب السوداني ومن حق الترابي والصادق المهدي والميرغني ونقد وغيرهم أن يصلوا لسدة الحكم إن اختار أيهم الناخب السوداني في إنتخابات حرة نزيهة تجعل العالم ينظر إلينا باحترام ... من حق المزارع والنقابي والمعلم والطبيب وأي كان أن يصل لسدة الحكم كمواطن سوداني ... نعم من حق الجميع ذلك طالما أن الهدف الأول والأخير هو الوطن ... الوطن الذي ظلم ولايزال بنفاقات الساسة ومزايداتهم ...
تخريمة :-
أتمنى أن يترشح واحد من أهلنا الغبش ... واحد نسمع به لأول مرة يكون من التعابة الغلابة ... واحد لاحزب له سوى المليون ميل مربع ولا انتماء له غير الأرض الحنون .... صدقوني أنا أول من يعطيه صوت ومستعد لقيادة حملته الانتخابية ... لقد جربنا الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورا بالوسط المعتدل والمتشدد والمتشدق .. مدنيين كانوا أو عسكر والنتيجة في النهاية أكثر من نصف قرن بعد الاستقلال الأخير والبلاد تتقهقر للوراء بل وتحن للحال المعيشي والهيبوي الذي كانت عليه أبان فترة الاستعمار !!!!!

بالصدفة إلتقيت اليوم بالدكتور أريال قرنق .... حقيقة كنت أسمع عنه ولكنني عندما التقيته احترمته أكثر ... كان قد قرأ هذا البوست ورغب بالرد ولكنه ليس عضوا ولم يتمكن من ذلك .... ما أعجبني في نقاشنا الطويل الذي امتد قرابة الثلاث ساعات رأيه بأن المثقفين السودانيين خاصة من تضمهم الرقعة الشمالية للبلاد يمتطون صهوة فهم مغلوط لقضايا السودان الأساسية والتي يحكمون عليها من وجهة نظر زعماء التيارات السياسية في جنوب القطر أو شماله في الوقت الذي يدركون بل ويجاهرون أحيانا بإدراكهم أن الزعماء السياسيين لايعبرون بالضرورة عن رأي العامة ... وهذه النظرية ليست سودانية محضة بقدرما هي إنسانية ففي الدول المتقدمة تقام الاستفتاءات الشعبية التي تعبر عن النتائج وتستبقها في كثير من الأحيان ...
رأي الزعماء والقادة السياسيين الذين لايمثلون حتى واحد بالمائة من مجموع الشعب ليس رأي الشعب ... السودانيين في جنوب السودان وشماله من عامة الشعب لهم رأي يختلف عن كل ماهو متداول وعن كل مايدور ... لايهمهم من يحكم بقدرما يهمهم الوضع المعيشي الذي ينتج عن هذا الحكم .... لامن أحد يريد الانفصال ولاأحد سيستفيد من الانفصال ...
همسة في أذن كل سياسي :-
انزل إلى الشارع وتحسس نبض من تتحدث باسمهم واتق الله في ذلك ... السارق الحقيقي هو ليس ذلك الذي يختلس الأموال أو يستولى على شيء بطريقة غير مشروعة فحسب ولكن السارق الذي يستحق أقصى العقوبات هو ذلك السياسي الذي يسرق رأي الشعب ويخفيه ويظهر ما تصوره له مخيلته من الآراء .... إتقوا الله في شعبكم ياساسة البلاد

بالصدفة إلتقيت اليوم بالدكتور أريال قرنق .... حقيقة كنت أسمع عنه ولكنني عندما التقيته احترمته أكثر ... كان قد قرأ هذا البوست ورغب بالرد ولكنه ليس عضوا ولم يتمكن من ذلك .... ما أعجبني في نقاشنا الطويل الذي امتد قرابة الثلاث ساعات رأيه بأن المثقفين السودانيين خاصة من تضمهم الرقعة الشمالية للبلاد يمتطون صهوة فهم مغلوط لقضايا السودان الأساسية والتي يحكمون عليها من وجهة نظر زعماء التيارات السياسية في جنوب القطر أو شماله في الوقت الذي ي

العزيز سلامة
تحية طيبة

Quote: ليس في الأمر عجب أن تتقزم الأفكار وتقزم معها القضايا الجوهرية الى قضايا شخصية ، ومن قبل اقترحت قيادية نافذة في الحزب الحاكم - في ندوة شهيرة - زواج الجنوبي من الشمالية حلاً لذات القضية .. !!

مقال الأخ الطاهر ساتي شرح كثير من مشكلاتنا السياسية

عزيزي عبده
شكرا على المرور
ربنا يصلح الحال

Quote: أزمة السودان وشعبه يا قادتنا - في الشعبي و الرسمي - ليست هي بمن نحكم السودان .. بل هي كيف نحكم هذا السودان المنكوب .. تلك هي الأزمة التي تعرفها - وتعيشها و تكتوي بجحيمها - حتى بائعة الطواقي في سوق حلفا القديمة .. على قيادات الشعبي و كل قيادات الاحزاب الارتقاء بافكارهم وعقولهم الى مستوى أفكاروعقول العامة التي عرفت ( أصل الأزمة ) و استوعبت حجمها و تتوجس من مخاطرها ، على القيادة السياسة ان ترتقي لمستوى هذه العامة فهما و ادراكا لقضايا البلد ،

أخي نادوس كيف حالك ممتن جدا للمرور
حقا ما قلت ويالنا من بلد تتقلب فيه المفاهيم ... في كل بلاد العالم يعمل الساسة على الارتقاء بمفاهيم شعوبهم إلى مايخططون لمصلحة بلدانهم إلا في بلادنا الجريحة وليت ساستنا يرتقون لفهم ذلك ويتنازلون قليلا عن مفاهيمهم الاستعلائية المغلوطة ويتعلموا من وطن يحتوي على قرابة الأربعين مليون قائد سيياسي محنك وخبير ويستحق بكل جدارة الاقتداء به

Quote: تخريمة :- الظفر ما بيطلع من اللحم فكفانا نفاقا

كده مظبوطـ..
ولا أحد يدري ما يمكنه أن يعمل قبل أن يحاول..
وهاكـا زيادة الكوم دي..
.
..



تصادق مع الذئاب على أن تكون فأسكـ في يدكـ..

أستاذي /عبدالرازق شكرا جدا على المرور
المثل بليغ ومعبر .... لكن هل تركوا لنا فأسا تطمئن قلوبنا بموجبها لمصادقة الذئاب ؟؟؟؟؟؟

سألني بروفسيور عجبنا ( هل سيأتي من يقول أفسحوا المجال لدارفوري أو أدروب أو كردفاني ليحكم ؟؟؟ )
صدقوني لم أجد إجابة ولكنني وجدت تساؤلا يقفز لذهني وهو ( من من السودانيين لا يعاني أو يشكو من الظلم والتهميش ؟؟؟ )