متفرقات...

المكان: اللا مكان
الزمان:سنوات مضت
الوقت :ليل بهيم
صوت داوى يشق السماء..لأول مرة أسمعه فى حياتى... أتوقع فى أى لحظة سماع صوت اخر أشد .. لحظات
أو ثوانى تمر وكأنها سنوات..شريط يمر سريعا فى مخيلتى يحوى كل سنين عمرى التى مضت.. كل سنوات عمرى
أراها الان ..لقد أتى الصوت الثانى الأقوى..أتحسس جسدى..هل أنا حى أم ميت..حمدلله..وماهى إلا دقائق حتى أسمع
صوت اخر..يا رب السماء..القلوب فى الحناجر..أتحسس المكان الذى أنا فيه ..مكان كالقبر..لا بل إنه القبر..

فى الصباح الباكر أتانى من يطمأننى ويضحك على بخبث قائلا لى : ((الجماعة أمبارح عملوا ليك حفلة إستقبال))..
كانت الليلة الأولى ..تلتها ليالى وليالى..
توجهت لأرى المرضى ..أكثر من عشرين مريضا ..اللون الأحمر القانى كان هو اللون السائد..أنا فقط ومعى ممرض علينا أن نفعل شيئا لهؤلاء لحين تحويلهم ..










---
قصة قد تكون حقيقية..

معاك..

فى الطريق تخيرنا محطة للمبيت..إلى أين نحن ذاهبون؟ لا أدرى.. مرافقى شابين فى مقتبل العمر..تجاوزا عتبة العشرين بقليل رغم عودهما الغض
تبدو عليهما الصرامة والحزم..صمت وقلق فى عيونهم ..كل ما أخبرانى عنه انهما حيثى التخرج..أيضا كان رابعناسائق الشاحنة ..
مكان مقفر ..شديد الظلام..ما يبعث على الطمأنينة صوت ات من بعيد لعزف على الة محلية.. وأن أسترق السمع ورويدا رويدا إستلسمت للنوم ..
صحوت فى الصباح الباكر..هواء عليل..لم أكن أدرى بأنى الوحيد الذى نام قرير العين..ولم أكن أدرى ماذا هناك وأين أنا؟ لا توجد خارطة..
لقد ضحكا على..على نومى العميق وشخيرى..لم نتحدث كثيرا طوال الرحلة ..ولو كنت أعرف بأنى لن ألتقيهما مرة أخرى لتعرفت عليهما أكثر وأكثر..ما هى إلا أيام
وسمعت الناعى.. لقد إنتقلا لدار أخرى..

كرهت الظلام والليل..أصبحت من عشاق الشمس والنهار..ما أن تبدأ الشمس فى الغروب حتى يسود الوجوم..
إحساس عجيب ينتابنى مع حلول الظلام.. لا أغمض جفنى على الإطلاق..هدوء ..منذ الليلة الأولى أصبحت لا أنام
بالليل..مذياع صغير يؤانسنى أفتح البى بى سى الانجليزية وإذاعة من هم فى الجانب الاخر..أخبارهم تبث الرعب فى نفسى
إنهم قادمون على بعد بضع أميال..أضع الهيدفون على أذنى ..متى بنتهى هذا الكابوس..
أحاول أن أقنع نفسى بأنى فى حلم وسأصحو منه بعد قليل..لكن هيهات

Quote: قصة قد تكون حقيقية ..

أمبدة سلام

ومتابعين ..

الاعزاء
بشير على جبريل
هدير الزين


شكرا على المرور

Miscellaneous= متفرقات


miscellaneous
mean
consisting of members or elements of different kinds; of mixed character

أن تسير فى درب شىء عادى لكن أن تسير وأنت تحمد الله على نعمة الحياة فى كل ثانية بل فى كل لحظة فهذا شىء يدعو للتوقف..ونحن نسير فى كل لحظة نتوقع سماع
منادينا للعالم الاخر..تحمد الله على منحك لحظة أخرى للحياة وتنتظر اللحظة الأخرى.. الطريق ملىء بأشياء زُرعت تحت الأرض ولا نملك إلا أن نسير ..

.... .. .... .. ... ......

العام 1977
المكان: مطار الخرطوم

وطـأت قدمى تراب السودان لاول مرة ..لقد وصلنا أخيرا لوطن الاباء والجدود..

فى مساء اك اليوم وفى الاخبار جاء الخبر -ليس خبر وصولنا نحن- وانما خبر وصول وفد حكومى اتى معنا بنفس الطائرة.-يا للصدفة.
اختى الكبرى هى الوحيدة التى ظهرت..اما نحن فلا...

فرح ما بعده فرح وبعد اكثر من ثلاثين سنة اقول : تعاسة ما بعدها تعاسة

المكان: مستشفى ريفى نائى فى منطقة لا توجد على الخريطة
الزمان: سنوات مضت
الوقت: ليل ومطر غزير رعد يصم الاذان وبرق يذهب بالابصار

إنها ليلتى الأولى فى ذاك المستشفى. لقد وصلت عصر ذاك اليوم. أيقظونى لمعاينة حالة مستعجلة. لقد كانت لامرأة فى حالة ولادة.
لقد أوصلوها للمستشفى بعد جهد جهيد. ولادة متعسرة وتحتاج لعملية قيصرية. لم أكن أتوقع ان يرفض ذوى المريضة إجراء العملية.
برغم بساطتهم إلا انهم ترددوا وتمتموا وتهامسوا فيما بينهم. اندهشت من رفضهم فاقرب مستشفى على مسافة لا تقل عن 150 كيلومتر.
والطريق غير معبد ومع الامطار الغزيرة لا يمكنهم الوصول الا بمروحية وهذا المستحيل بعينه.
حاولت ان اعرف سر رفضهم للعملية فالزمن يمر والام تتوجع والجنين فى خطر. قالها أحدهم على استحياء: (لم نرك تجرى عملية من قبل
فى هذا المستشفى. بل لاول مرة نراك فيها).. ..إذا هذا هو السبب..هؤلاء قوم لا يثقون فى الغرباء بسهولة وإذا وثقوا فيك رفعوك لمرتبة الأولياء
والصالحين...وكان التحدى...


---