شاهد عيان لأحداث الجزيرة أبا- مارس 1970م

الإخوة والأخوات
السلام عليكم


هذا البوست نشر في مداخلة.. إلا أن بعض الإخوة طالبوا أن ينشر بهذا العنوان..

..كنت شاهد عيانا لهذه المأساة الرهيبة..
كنت في باحة سراي الإمام الشهيد الهادي المهدي عندما دوت أول قذيفة مدفع
في الجاسر (الجسر أو الردمية التي تربط الجزيرة ابا بالبر الشرقي).....
حيث وقع أول إشتباك مع قوات حكومة النميري إستشهد على إثره 80 شهيدا...
كانت الساعة حوالي الرابعة من بعد ظهر الجمعة وقتها هاجمت الطائرات الحربية
السراي.. خرجت أركض نحو المنزل حيث كانت المرحومة جدتي تبحث عني .. تجمعنا
في شوارع الأحياء وعلى سطوح المنازل لنشاهد الطائرات المهاجمة ونيران المضادات
الأرضية والتي كانت مع حلول الظلام شبيهة بالألعاب النارية..
بعيد المغرب كان هنالك مجموعة من الأقارب العائدين من جبهة المعركة بتحدثون
عما مات ومن فقد.. وساد الليل الهدوء ليتجدد القصف العنيف من الجو ومن الشرق
والغرب منذ التاسعة صباح السبت وحتى الليل.. وخف الضرب يوم الأحد ربما كان
نسبة للضربة المؤلمة التي تلقتها القوات الحكومية في مركز تجمعها بمحلج ربك..
وأذكر جيدا أن يوم الأثنين كان هو اليوم الفظيع في حوادث الجزيرة ابا..كان الضرب
عشوائيا.. لقد ضرب كل شئ متحرك.. الأغنام والماشية لم تسلم.. القذائف المدفعية
كنا نشاهدها وهي ترتطم بالأرض.. تهتز الأرض تحتنا.. الغبار يغطينا من كل جانب..
لا أحد يمكن أن يتحرك أو حتى يتكلم.. كنا طوال النهار هكذا أطفالا ونساء.. الرجال
كانوا في الأماكن الدفاعية والخنادق لم نراهم من أتى منهم حيا في الليل ليأمرونا
بالخروج لتفادي الإقتحام المعلن في اليوم التالي.. المرحومة والدتي كانت تصر على
الإستشهاد داخل المنزل.. كانت تردد.. نحن مصيرنا نموت الليلة أو غدا فلماذا لا نموت
في البيت..
تحركوا بنا في منتصف الليل إلى شمال الجزيرة ابا الإتجاه الوحيد الذي كان هادئا وقتها
لكن عند الفجر وقبل أن نذوق طعما للراحة فإذا بالدبابات تحاصرنا من الناحية الشرقية
والطائرات من فوقنا.. والله لقد شاهدت بأم عيني طفل رضيع ينزله الناس من ظهر أمه وهو
ميت.. وهي لا تدري.. ثم طائرة أخرى تضرب أناس يلوحون بالعمم وهم في اللوري عائدون
بعد سماع خبر إستسلام بقية المقاتلين..جثث مقطعة منعونا من الإقتراب إليها..
قبل ظهر نفس اليوم الثلاثاء وبعد دخول الجيش والدبابات تطوف في كل الشوارع.. ونسمع
ضرب كثيف وللأسف كانت جريمة إبادة لعدد كبير من المسنين الذين كانوا مرابطين في المسجد
الكبير طيلة أيام الحرب..
إطلاق نار كثيف مرة أخرى وكان عند البوابة الشمالية للسراي.. المشهد كان سيئا وأكيد
هنالك الكثير من زوار ابا شاهدوا آثار الدماء على الحائط باقية عدة أشهر.. كان الضرب
لمقاتلين رفعوا راية الإستسلام لكنهم ضربوا بقذائف مدفعية قطعت أجسادهم وسالت دماؤهم
لتكون شاهدة على البربرية لزمان طويل بعد الحرب..
في الجاسر هنالك مقابر جماعية موجودة الآن شاهدة على الجريمة.. مئات من ألأنصار دفنوا
هناك.. كل من سقط في أرض المعركة منذ اليوم الثاني السبت وحتى الثلاثاء فقد دفن هناك
حيا كان أو ميتا.. أثنين من اقربائي مفقودين حتى اليوم.. لكننا سلمنا جدلا أنهم هناك
في تلك المقبرة الجماعية الطويلة التي يشاهدها من عاصر الحرب ومن جاء بعدها.. مقبرة
شاهدة على الجريمة التي زهقت فيها أرواح آلاف الأبرياء العزل..

نواصل...
مع تحياتي


عبدالعزيز عيسى أبكر

up

سلام



شكرا الأخ سوداني على المرور..

تحياتي

عبدالعزيز

more please
up
just a question

how old are you at that time please?
if you do not want to answer it is ok
i just want to say
you can complain to the human rights organization if u are an adult at that time

down down with all may dictators and their supporters too

thanks
dr mustafa

Dear brother Dr Mustafa Mahmoud

i was 9 years old at that time..i was not an adult... but my father, uncle and many relatives are still alive..

thank you very much


A.aziz

thanks

god bless all who faught dictarship

mustafa

Thanks Dr Mustafa

UP
UP

الحبيب عبدالعزيز
واصل

اخى عبدالعزيز
شغوف جدا لقراءة شهادتك هنا, كونى ابنا لاحد ضحاياسجن كوستى الكئيب,سمعت منه ومن غيره, احك, فالشفاء فى القصاص الذى ننشده لا يشفيه سوى قرقشة عظام القتلة.
مع ودى

الأعزاء محمد عادل و محي الدين

سلام

الجزيرة ابا هي البوتقة التي تضم كل الإثنيات السودانية..
الجزيرة ابا هي السودان المصغر..
الجزيرة ابا بها مجتمع فريد.. ذابت فيه كل الفوارق القبلية والجهوية..
في يوم الجمعة 19 مارس 1970 وعندما كان الإمام الهادي في قرية طيبة في جنوبي
الجزيرة ابا وصلت مجموعة من الضباط للتفاض مع الإمام.. كنا في صلاة الجمعة في جامع
الكون (المسجد الكبير بالجزيرة ابا) مجموعة الضباط هذه لم تجد من يستقبلها..
وعرفوا من بعض الناس أن الإمام في طيبة.. فاتجهوا صوب الجنوب للإلتقاء بالإمام..
عند فراغنا من الصلاة كانت المعلومة التي إنتشرت وقتها أن مجموعة من الجيش ذهبت
لإعتقال الإمام.. كان ذلك قبل أسبوع بالضبط من بداية أحداث الجزيرة ابا..
خرجت الآلاف صوب قرية طيبة راجلة للدفاع عن الإمام.. أكثر من 25 كيلومترا مشاها
الجميع زحفا وحاملين شتى أنواع الأسلحة للدفاع عن الإمام..وقف الإمام الهادي بين
أتباعه ووفد حكومة نميري حاميا لهم, ثم فاوضهم وحماهم حتى عبروا بالمعدية غلى مدينة
كوستي..
كان الوفد قد فاوض الإمام على الإستسلام وتأييد حكومة مايو.. لكن المفاوضات لم تنجح
لأن الإنقلابيين وعلى ما إعتقد كانت غالبة عليهم النزعة الإستئصالية للإنصار وقتها رافضين
كل المطالب التي قدمها الإمام..
نواصل..
عبدالعزيز

دعنا نسلم أولاً بأحد الثوابت الهامه فى أن الحاكم الذى يضرب شعبه معارضاً كان أو غيره وفى أكثر من موقع بالمدافع والدبابات والطائرات لا يستحق أن يكون حاكماً أو ولياً على أمرهم ...بمعنى أنه مهما ساق من مبررات لهذا التصرف فلن يجد من عاقل أو وطنى يوافقه ...ناهيك ان يتم ذلك بتدخل من دولة شقيقة...وياليتها ناصرته عندما طلب منها بتهور السماح بدخول طائرته للسودان عند عودته من اميركا....وقد سمعت وشهدت عن قرب استعداد الضباط لضرب طائرته إذا هبطت بمطار الخرطوم ...والسؤال الأجدر بنا أن نسعى للإجابة عليه الآن هو إلى أى مدى يُمكن أن نستفيد من تجربة حكم سبق لمستقبل أفضل ...فما حدث قد حدث وكان قدرنا بكل تلك الدمويه وسبحان الذى يقول رسوله (ص) إن قتل مسلم أهون عند الله من زوال الدنيا بما فيها ...وأن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً...وأن أول ما يُفصل فيه يوم القيامه هو الدم ...وأين كل ذلك من بغلة سيدنا عمر إذا تعثرت فى العراق...
الحاكم الذى لا يرغب قطاع كبير من شعبه فيه ...ناهيك عن أن هذا القطاع له ثقله وإرثه وتاريخه كيفما كان ذلك الوزن والتاريخ شئنا أم أبينا كان من الأجدر به أن يحترم إرادتهم ويتنحى جانباً عن الحكم وألا يفرض نفسه بقوة السلاح ومساندة الاجانب للبقاء على حكمه....وعندما سئل نميرى فى لقاء تلفزيونى (بقناة ابو ظبى )عن عدد الانقلابات التى تمت خلال فترة حكمه رد بعدم معرفته بها على ما اذكر؟؟؟
قابلت العميد أبوالدهب بعد لقاء تلفزيونى تم فيه إستعراض أحداث الجزيرة أبا ووُجهه فيه نقد قوى للتصرف الذى قام به بضرب الانصار وهم عُزل بالمدفعيه والدبابات بالجزيرة أبا ...فأرخى الرجل سرواله من الجانب الايسر ليظهر لى على مؤخرته اليسرى أثر لجرح عميق غائر بسبب طعنة وجهها له الانصار من حربه عندما أتى للتفاوض معهم ...وهل يُبرر ذلك الاعتداء الفردى أو حتى محاولة إغتيال رئيسه الفاشله عندما رست باخرته بريفى كوستى ...إبادة الناس بتلك الصورة فى تلك البقعه وكيف يسعد من قام بهذا العمل بنوم أو براحه ....؟؟؟لله فى خلقه شئون !!!

سلام


العزيز العم سوركتي

أن مايو وكما في غيرها من إنقلابات هي شرذمة عصابات.. ضباط صعاليق لا هم
لهم سوى العبث بأخلاق ومقدرات الشعب.. العبث بأعراض وأرواح الناس.. يلهثون
وراء الباطل تقودهم شهواتهم وقلوبهم الخربة..
أناس وصلوا لهرم السلطة في جنح الظلام.. فاللص لا يابه بغيره في سبيل أن يفوز
بغنيمته.. يكسر ويدمر.. ثم يقتل..

كمية السلاح والقنابل التي قذفت بها عصابة مايو في الجزيرة أبا كانت تكفي
لتدميرها عدة مرات.. لكن إرادة ولطف الله جعل جل القنابل تغوص في باطن الأرض
الطينية الهشة لتفدي أرواح آلاف الأبرياء..

فتلك العصابة هي باتأكيد غير مؤهلة حتى لقيادة كتيبة عسكرية ناهيك عن وطن..

أبو الدهب هذا كان عليه أن يحمد الله كثيرا لنجاته من موت محقق هو ورفاقه
في تلك الجمعة.. فتصور في ذلك الجو المشحون.. والإعلام الضاغط بعد أحداث الكوة
حين هم الأنصار بمهاجمة باخرة نميرى والتي أعلن التحدي بدخول أراضي الأنصار دون
حوار أو تفاوض على المشاكل المعلقة والروح العدائية الشديدة بين الطرفين في
ذلك الوقت..
بدون سابق إعلان دخل أبوالدهب ومجموعة رفاقه من الضباط إلى الجزيرة أبا في ناقلات
عسكرية.. ووقتها كنا في صلاة الجمعة.. بينما الإمام في طيبة.. إتجه أبوالدهب صوب
الجنوب لملاقاة الإمام.. وعند خروجنا كان هنالك هيجان شديد حيث راجت الأخبار بأن
مجموعة من العساكر ذهبوا لإعتقال الإمام الهادي في طيبة.. تصور أن تعدادا يفوق
30ألف من الأنصار مدججين بالأسلحة البيضاء إنطلقوا جريا صوب طيبة لفدية الإمام في
مكان لم يكن مهيئا أصلا وفي وقت صلاة الجمعة.. خاطر الإمام بحياته وكان درعا بين ابوالدهب
وجيوش الأنصار الهائجة.. حتى أقلت المعدية كل الضباط وناقلاتهم إلى مدينة كوستي..

الجرح الذي أراك إياه إن كان صحيحا في إدعائه.. فاليعلم بأنهم نجوا من موت محقق في
تلك المخاطرة..


لك التحايا..

عبدالعزيز

أنا قلعة التاريخ مدرسة الصمود
أنا -يا فتاي- سليلة الأمجاد
أزلية أنا مرفأ الأجداد
أنا باقية و مخلّدة فوق الخلود
أنا من بلادي القلب
خفاقاً سرورا
أنا في بلادي الحب
ترياقاً و نورا
والملجأ الثر المجير المستجيرا
وبنوري الوضّاء يستهدى الحيارى
أهدى أبناءي ضياءاً..وللباغين نارا
************
في ذات يوم كانت الدنيا عبوساً و ظلاما
وفتاي يمنع أن تحلّ بى القتامة
لا غرو أن أرضعته حب الكرامة
وإمامنا الهادي كما الشمس العلامة
ويأبى أن تلامسني
أقدام تدنسني
************
وجاء الغاصب الدخيل
جاء في طائرة عميلة
يقودها ذئب من الذئاب
أتى بلادي مرجفاً و آب
أزيزها يروّع الصغير
ويؤسف الكبير
يغلّف الخيانة فتيل قنبلة
مدويّة مزلزلة
ومدفع الدمار
لم يرعْ حرمة الديار
والنذل لم يأبه لأهل جار
يلعق الأيدي الملطخة بدماء أبنائي الجليلة
************
كعهدهم بي كنت "أبا" المثابرة
برجالي الجبابرة
محاصرة
برغم عمق الجرح لم أسمع لهم أنينا
كان الإباء مبدءاً
وكانت السكينة
طوفانهم يغرق مدعي الثورة
مقبلي أيادٍ لم تكن يوماً بحُرّة
*************
ورجعوا عني
ورجعوا عنى مغيظين أذلة
وتوعد الشرير أبنائي الأجلة
لم يأبهوا لو كانوا في الطوفان قلة
ما فتئوا هم أشاوس بل أهلّة
************
واستوطن الموت الثنايا و الدروب
ومواكب الشر تلاشى و تذوب
ودموع أبنائي عبير لي و طيب
ودماء شهدائي على أرضي خضاب
بشراك بل نعماك يا وطني الحبيب
وشعاع شمس ينبري بعد المغيب
كي يهزم الظلمات عن يوم رهيب
وتاالله سيعلو كل منهدم كئيب
بسواعد الفتية من صحرا و غاب
أبناء أوطاني أشماء الرقاب
متقدمين طريقهم لا للإياب
كي يبقى سوداني حريّاً أن يهاب

************
لنا

الأخت لنا مهدي

سلام

التحية والإجلال لك في هذا النظم المتفرد..
فأنا عاجز أن أجاريك بهذه الدرر..

فلك مني كل الثناء والتقدير..


فوق.. فوق.. فوق




عبدالعزيز

عزيز ..
سلامات...
لتعطي صورة للتباين بين سلطان الحاكم وعدته وعتاده وان ساعدتك الذاكرة ارجو رسم صورة لابا حينذاك والتي صورها الطاغوت بترسانة حربية ليبرر هجمته وهجمة طائرات مبارك .... فاذا كان ابوالدهب يبرر الهجمة بسبب طعنة رمح وليس قذيفة فالامر بين لكن للاجيال التي لا تعرف وسمعت فقط ونحن راينا الطائرات تتجه جنوبا فوق سماء الخرطوم وكأن ميدان القتال حينئذ بين الاسرائليين في غرب سينا وجيش السادات قد تحول جنوبا ...حكي لي طبيب كان مع قوات السلطة- مامورا - بطولات شبه خرافية لافراد لايحملون الا سيوفا وحرابا يدافعون بها عن جزيرتهم

مودتي
ابوبكر

أخي الحبيب عزو !!!

سلامات ,,,

كان يفترض أن أكون أول المتداخلين ولكن حالت الظروف دون ذلك فقد ذهبت لإجراء حوار مع الفنان
التونسي لطفي بوشناق فأعذزني ,,
لقد أعدت بهذا البوست شريط من الذكريات الحزينة التي أضحت ذكرى في صفحات التاريخ الأسود ,,
دفن مئات الضحايا في مقابر جماعية أحياء وأموات بأيدي أبناء جلدتهم ومازال الجرح ينزف
والجاني يمشي حرا طليقا ,,, والله ياعزو ضربة الجزيرة أبا كانت وصمة عار في تاريخنا الحديث
فلا نامت أعين الجبناء .

العزيزة الأستاذة عواطف إدريس

سلام

أنت لم تتأخري ابدا.. فما يمكن أن تضيفنه هنا بحنكتك الصحفية يكون هو الأفضل في
توثيق ما حدث لنا في هذه المجزرة..
أنا لا أعتقد أن من قام بهذه الجريمة هم من البشر ناهيك أن يكونوا أبناء جلدتنا..
لآ أعتقد بأن هنالك رابط أو شئ يجمع بيننا..
كنت أسمع الإذاعة تردد عبارات قاسية لا زلت أذكر بعض منها: إضربوا بيد من حديد..
أضربوا الرجعية بيد من حديد..

كنت اشاهد الطائرات في أول أيام الجريمة كيف وهي تعبث في الهواء العابا بهلوانية
قبل وبعد أن تطلق حمم النيران فوق رؤوس الأبرياء العزل..
كنا نتساءل.. كيف تتقلب الطائرة في الهواء.. وكنا لاندري أن ذلك إستعراضا بالذخيرة
الحية..
سادية المجرمين القتلة اباحت لهم التفنن والعبث في كيفية صيد الأبرياء..
تصوري نحن لم نأكل شيئا من مساء الجمعة وحتي بعد ظهر الثلاثاء.. طلعت غلى الشارع
عاريا لأشاهد الدبابات التي كانت تجوب الشوارع وطنينها في أذن كل من كان حيا تذكره
بأنها هي الموت الذي ما زال يحاصركم..
للأسف.. الكثير من الشعب السوداني ما زال جاهلا بما حدث في الجزيرةأبا.. فليتنا نعمل شيئا
عزيزتي عواطف.. كل الشكر..

لك مودتي

عبدالعزيز

Quote: وان ساعدتك الذاكرة ارجو رسم صورة لابا حينذاك والتي صورها الطاغوت بترسانة حربية ليبرر هجمته وهجمة طائرات مبارك

عزيزي أبوبكر

سلام

كنا أطفالا لكن لا ازال أتذكر جيدا تلك الشهور التي سبقت المجزرة..
تقاطر الناس من كل صوب نحو الجزيرةأبا.. أتى التاس من كل أنحاء السودان.
الجزيرة ابا كانت مزدحمة بالسكانزز كنا نتجول كبائعين صغارا نبيع الماء
البارد(كركدي, ليمون إلخ), المشغولات اليدوية من مناديل وسجاد وسعف..
كنا نتجول بين العدد الهائل من الضيوف خاصة في يوم الجمعة حيث يكون شق الزحام
متعبا لنا.. وسط هذه الجموع لم نشاهد إطلاقا أي سلاح ناري.. بل لم نسمع بتمارين
ضرب نار على الإطلاق.. ونتحدى من قد كان يسمع طلق ناري سواء للتدريب او غيره..
لم توجد ترسانة أسلحة بالصورة التي رسمها النظام آنذاك..
الأسلحة النارية كانت قد وصلت من أثيوبيا في الأيام القليلة قبل الأحداث وكانت تصل
وهي مخبأة تحت شحن القنا من الكرمك على ما أعتقد..
لم تكن هنالك فرصة للتدريب على الإسلحة النارية.. كان الناس يتحدثون عن عدد من
البوليس السري بين الحشود الضخمة من الناس بالجزيرة ابا.. حيث لم تكن هناك بوابات
أو تفتيش للداخل والخارج..
الأسلحة التي وصلت تم توزيعها للناس بعد ظهر يوم الجمعة التي حدث فيها الهجوم.. وحضرت
وشاهدت بنفسي طريقة التوزيع, حيث كان فقط يكتب إسمك وتسلم قطعة السلاح التي تدعي معرفة
إستخدامها.. ثم توجه تحت إمرة شخص الى مكان معين..
لم تكن هناك توقعات للحرب رغم التوتر الشديد.. كان الناس يريدون الدفاع عن الإمام وهو
بنفسه فيما سمعناه من بعد كان قد خطط لمواجهة خفيفة تشغل قوات الحكومة حتى تتم مغادرته
إلى إثيوبيا.. وكان من المفترض أن يتم إستسلام قوة الأنصار في صباح السبت الوقت الذي
شارف فيه الإمام عبور الحدود.. لكن وعلى ذمة البعض ان عددا من قيادات الأنصار أغرتهم
المقاومة في مساء الجمعة وصمموا على الصمود حتى سماع صوت الإمام من الراديو خارج السودان..
ولم تكن هنالك أجهزة إتصال للمتابعة..
نواصل..

لك تحياتي

عبدالعزيز

الاستاذ و الفنان التشكيلي \عبد العزيز
سلامات و عوافي..
هي قراءة جديدة للتاريخ السوداني الحديث..
وبحث مهم عن علاقة العسكر و (الحكومات العسكريةو الشموليه) بالمواطن العادي(الشعب)..
واصل سردك الجميل و شهادتك القيمة...
و اكشف لنا ما كان خابئا..
لنا عودة اخري...
و ياريت يا استاذ لو قارنت لنا ما حصل هناااك و ما يحصل في دارفورالان؟؟
دوما

أخي العزيز هواري نمر

سلام

نود أن نسجل لحظات كئيبة عايشناها كشهود عيان.. لكن نتمنى أيضا من فلاسفة
التاريخ الذين شوهوا تاريخ السودان قديمه وحديثه أن تصحو ضمائرهم ويكون
بقدر العزم حصافة وأمانة..

Quote: علاقة العسكر و (الحكومات العسكريةو الشموليه) بالمواطن العادي(الشعب)..

هذا كان موضوع حوارنا السابق.. لكنه بقامة بوست كامل..
فالعقلية المتوارثة في تفريخ ضباط الجيش لابد أن تحاكم على الكم الهائل من ضباط
السجم.. ذوات العقول المسطحة هذه..
فقبل قليل كنت أسمع السخف في إذاعة امدرمان.. تخرج الدفعة 52 من أعداء الشعب
في حفل مبهرج بإستاد المريخ قريبا بحضور البشير... فليت هذه المؤسسة الخربة أن
تغلق إلى أن يعاد تأهيل كل الضباط ما عدا المنتمين سياسيا فمكانهم الكوشة بلا
مؤاخذة..

هنالك وجه شبه كبير بين ما حصل في أبا عام 1970 وما يحصل الآن في دارفور من حيث
أن آلة النظامين القهرية هي التي تنفذ الوحشية الإنتقامية ضد المواطنين العزل..
التاريخ يعيد أحداثه لكن بصورة أكبر في دارفور الآن, لأن المجرم الآن لقطاء الإنقاذ..

نواصل


لك مودتي



عبدالعزيز