صدي ( امال عباس )

أصداء الواقع المؤلم «1»
٭ أصداء الواقع تتداخل وتتصادم.. حد التناقض في كثير من الاحيان.. لانها صدى لواقع كاد ان يفقد الملامح الثابتة الواضحة.. واقع اختلطت فيه التراجيديا والمأساة بالكوميديا والملهاة.. وضاعت حدود المسرح الجغرافية واصبحت الطرقات والأزقة وفصول الدراسة ومدرجات الجامعات وشاشات كل الفضائيات وصفحات الجرائد.
٭ واقع الاحداث العالمية.. بما فيها ثورات ومظاهرات شباب العرب.. وشباب ليبيا الذين ادخلونا في متاهات مناقشة ادب الحرب.. الحرب في منظور الاديان السماوية والنظريات الوضعية.. ادب الحرب الذي يعظم الانسان وهو حي ويقول يجب حفظ حياة الاسير بل وعدم تعذيبه.. ثوار ليبيا يقتلون الاسير.. بل ويعذبونه.. هذا ليس دفاعا عن القذافي ولا نظامه لكن انحيازا للانسانية.. والذي يدعو لرفع الحواجب عاليا شعار الاسلام الذي يتدثر به قطاع كبير من الثوار..
٭ لا اريد ان استرسل في شأن ما يحدث في العالم العربي ولا العالم باطلاقه فالذي يحيط بنا من مصائب ومشاكل يغرقنا حتى شوشة الرأس وبعبارة اخرى «الفينا مكفينا».
٭ والفينا امر عجب ذلك ما جلبته لنا الانقاذ من الاستثمار.. الاستثمار في صناعة الحلوى والبقلاوة والساندوتشات.. وقلنا معليش هذا زمان الانفتاح والاستثمار الانقاذي، ولكن وعلى مدى ثلاثة ايام تابعت على صفحات «الاخبار» الغراء.. اخبار ذلك المستثمر الذي اراد ان يتجاوز تخريب اليوم.. الى الغد بجلبه لمواد منتهية الصلاحية وادخالها في صناعة الحلويات والآيس كريم والمستهلك لهذه الصناعة بصورة كبيرة هم اطفال اليوم وشباب الغد.
جميل من سلطات الامن الاقتصادي ان تضع يدها على هذا المصنع ولكن.. فلنقف مع الزميل شوقي عبد العظيم في تغطيته الممتازة لهذه العملية.
٭ الحالة نشرت في عدد «الاخبار» الصادر في الرابع والعشرين من اكتوبر بعنوان «ضبط اخطر عملية تهدد الامن الغذائي»، ضبطت قوة من الامن الاقتصادي امس مواد اسرائيلية الصنع منتهية الصلاحية تستخدم في تصنيع الحلويات والآيس كريم والعصائر باحد المصانع بالخرطوم يملكه مستثمر تركي.. وقال مصدر في الامن الاقتصادي فضل حجب اسمه لـ «الاخبار» ، ان معلومات توفرت لفرد من الامن الاقتصادي تفيد بان محال «أ.أ» للبقلاوة تستخدم مواد اسرائيلية الصنع منتهية الصلاحية..
٭ وعند مداهمة قوة من الامن الاقتصادي للموقع تأكدت صحة المعلومات وضبطت كميات من مواد تستخدم في صنع الآيس كريم كتب عليها عبارة «صنع في اسرائيل» انتهت صلاحيتها في مايو الماضي.
٭ وكشف شقيق صاحب المحال الذي اعتقل امس ويدعى «أ.ش» ان اخاه هو من يقوم باستيراد المواد من تركيا التي تستوردها من اسرائيل ويتم ادخالها الى السودان عن طريق مطار الخرطوم.
اواصل مع تحياتي وشكري



http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=36280&ispermanent=

أصداء الواقع المؤلمة ...!! «2»
٭ بالأمس وقفت عند بعض أصداء الواقع المؤلم.. بداية بما يدور في العالم ووقوفا عند ما يدور عندنا... وكانت علامة كبرى تلك التي حدثتنا عنها صحيفة (الأخبار) الغراء فيما يختص بكشف المصنع الذي يستخدم موادا منتهية الصلاحية في صناعة الحلوى والآيس كريم..
٭ أواصل اليوم مع حفظ الاشادة بما قام به الأمن الاقتصادي لكن هناك عبارات وردت على لسان أخ صاحب المصنع.. وأخرى لاحظها الزميل شوقي.. مثل «وعلمت الأخبار ان صاحب المصنع ظل يماطل في المثول وتسليم نفسه للأمن الاقتصادي أو نيابة أمن الدولة حتى وقت متأخر وأنه ادعى في مكالمة هاتفية مع أحد أفراد التحقيق أنه قادم «ومعي قيادات من جهاز الأمن».
٭ ومما ورد في أقوال شقيق صاحب المصنع الذي يتحدث لهجة سودانية.. في التحقيق أنهم في السودان منذ عام 2000م واشتغل أخوه الأكبر في أعمال تجارية مختلفة.. كسب منها أموالا استثمرها في محلات الحلويات والبقلاوة واستنكر أن توجه له تهمة استخدام مواد اسرائيلية منتهية الصلاحية وقال «كثير من المصانع الكبيرة في السودان تستخدم موادا اسرائيلية ومدة صلاحيتها منتهية وسمى بعض مصانع المشروبات الغازية.
٭ وقال قائد عملية المداهمة ان شقيق صاحب المحل رفض الانصياع لتعليمات الأمن حتى بعد أن عرض عليه أمر التفتيش الصادر عن النيابة وهدد أفراد القوة بأنهم سيتعرضون لعقاب شديد جراء مداهمتهم المحل في اشارة إلى نفوذ شقيقه صاحب المحلات.
٭ وكشف مصدر بالأمن الاقتصادي ان معلومات تفيد بأن المستثمر التركي ظل يتلاعب بالضرائب لأكثر من عامين وأن اجراءات منفصلة تم تحريكها في هذا الخصوص..
٭ في عدد الثلاثاء الخامس والعشرين من أكتوبر تابعت «الأخبار» قضية مصنع البقلاوة والآيس كريم وقالت «نيابة أمن الدولة تباشر التحقيق في قضية الأغذية الفاسدة.. قال.. شوقي عبد العظيم «باشرت نيابة أمن الدولة تحرياتها أمس حول قضية المواد الاسرائيلية منتهية الصلاحية.. وعلمت الأخبار ان النيابة رفضت اطلاق سراح المتهمين بالكفالة أو الضمان الشخصي لحساسية القضية.. ولم تفلح مساعي «الأخبار» في الحصول على افادة من هيئة المواصفات والمقاييس التي فضلت ادارتها التقصي عن الواقعة قبل التصريح للإعلام حولها.. وتفيد متابعات الأخبار?ان السلطات لم تصدر أمر اغلاق المحلات حتى الآن في انتظار اكتمال التحريات والاجراءات القانونية.
٭ وفي عدد الأربعاء السادس والعشرين من أكتوبر تابع الزميل شوقي مسار قضية مصنع الحلويات والبقلاوة والايس كريم بالأزهري وأربعة فروع له بالعاصمة وقال «اطلاق سراح مالك مصنع الأغذية الفاسدة»..
٭ لا أود أن أسرد ما جاء في هذه المتابعة.. لكن أقول ان يظل المصنع فاتحاً ويطلق سراح صاحبه بعد أن تشددت النيابة في الأمر باعتبار أنها قضية حساسة تتعلق بحياة الناس فالأغذية الفاسدة لا تورث إلا المرض والهم.. المرض في زمان تعثر الدواء.. ألم أقل لكم ان أصداء الواقع مؤلمة.. مؤلمة مما جميعه.
هذامع تحياتي وشكري



http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=36337&ispermanent=

شكرا آمال .. شكرا شوقي .. شكرا عثمان ....
الأتراك ... السوريون ... المصريون ... مستثمرون ... في المطاعم ... صالات الملاهي ... صناعة الحلويات ... صالونات التجميل ومستلزماتها المستوردة التي يروج لها بأنها الأفضل على الإطلاق للشعب السوداني ... ومحميون حماية مشددة بواسطة قوانين الاست..ح..م..ا..ر التي فصلتها حكومة اللا وطني .. عربات بلوحات ( استثمار) لا تدفع أي رسوم و لا جبايات .... المحل التركي يبيع صحن اللحم ب 30ج وجاره المطعم السوداني ب 12ج والأخير كلما باع طلب ورمى ثمنه في الصندوق ... دخلت يده مره أخرى وناولت الفيهو النصيب لكل من هب ودب من عساكر وموظفين ...
المؤلم هو غياب القوانين والرقابة عن هذه الشريحة الوافدة ... ووجودها وغلاظتها مع المواطن ... واحد يستخدم مستحضرات منتهية الصلاحية ... إسرائلية ... الصنع ... يتم القبض عليه .. والمعروضات أمام النيابة ... هل لا تملك هذه النيابة سلطات وصلاحية إغلاق المصنع وكافة صالات العرض والبيع ؟ هل حظرت النيابة سفر المتهمين ؟ أم أنهم فاسسدون نافذون واصلون لغاية القصر الرئاسي ؟
إيها الإنقاذيون أنتم آخر من يستحي ويخاف الله ... ألا يؤلمكم ويحزنكم منظر الأطفال مرضى الفشل الكلوي والسرطان والقلب ؟ هل تعرفون مسببات هذه الأمراض الخبيثة ؟ أنها طفرتكم وثورتكم وقوانين استثماراتكم ... أرحمونا ..
الشفيع إبراهيم