محمد عثمان ابراهيم ..ما بين كومستوك وسروال القس

أولا أعتذر للأخ محمد عثمان ابراهيم لايراد هذا المقال
فقد كتبته مبكرا ردا على مقاله المعنون باسمي ,رأيت نشره بعدد من الصحف وتراجعت بعد أن قمت بارساله عبر الايميل ..
لأنه نتاج قبح والقبح لا يأتي الا قبح فى مقابله ..وهي لا تعدو الا انتصارات آنية فى ظل انهزام النفس وضعف متن الخير والجمال فيها .
كما قلت أيضا حينها- ما بال وما هم الشعب السوداني بروزمين الصياد ومحمد عثمان ابراهيم .رغم وعي التام بمحبي الآكشن والفضائح وتتبع أثر الآخرين .
أرجو أن تجد لى العذر فى ايراد هذا المقال القديم ..الذي بحق لم يعد يعنيني كثيرا.
لكن ربما رأى البعض فى سكوتي عن الرد قلة حيلة وما شابه فأتو بسكاكينهم الصدئة للاجهاز على ما تبقى كما يظنون وما المداخلة المقتبسة التالية بآخرها.
ثانيا أعتذر للقراء عن هذا السخف المتبادل ولتكن لحظة لتسجيل احدى هزائمي تجاه نفسي والتى لم أقوى على مداراتها .

Quote: قراندمام قومي من كهفك اللّدّي عشان تتفرجي في المحن دي ....

ما بين كومستوك وسروال القس

2/4/ 2012
كومستوك* مؤسس جمعية مكافحة الرزيلة عام 1821 والذي كان يعتبر نفسه (القارئ الأكبر) الذي يقرر عن الآخرين مدي جودة الأدب, كان أفراد الجمعية بدعم من أعضاء اتحاد الشبيبة المسيحي
يقومون باعتقال صاحب الكتب والناشرين ومن ثم مصادرة الكتب واعدامها ظنا أنهم يطهرون المجتمع والتاريخ من سيرة يرونهابعين الكراهية والجهل معيبة... يقول آلبرتو مانغويل (كانت الأساليب والمقاييس
التي يتبعها كومستوك عنيفة جدا فى الواقع, لكنها كانت سطحية جدا.ما كان يفتقده هو صبر الرقيب المثقف الذى يخوض بعناية فائقة فى الكتب بحثا عن الأمور المخبأة فى داخلها).

اعتمر الصحفي محمد عثمان ابراهيم يوما ما قبعة كومستوك ممسكا( بنبلة مقاله ) يبتغي بها وجهة اسقاط أكثر من عشرة عصافير..أهم العصافير .. المرأة عموما ,جريئة الكتابات -على الأخص,
العصفور الثاني أنظار الآخرين ,باعتلاء ظهر شابة فى مقتبل حياتها الأدبية والزهو باطلاعه على الروايات الأجنبية فى آن ..فوصفها ببطلة لاحدى روايات ماركيز(كما أفعل الآن وأتعمد حشر كومستوك وقس السراويل لاحقا)_
والبقية لزمرة زملائه الصحفيين فانهال حانقا على الشاعرة لحظيها باهتمام غير مستحق كما ادعى , ساخرا وبمنتهى العجرفة والغلظة على الصحفيين أو الأعلاميين الذين ارتكبوا هذه الجريمة بحق الشعر فى السودان.
مشبها اهتمامهم باهتمام الاعلام بجنازة الأم الكبيرة ذات السلطة والجمال والجاه بالرواية المذكورة .عقب نشرصورة لها وهي بالعشرين, ثم تنتهي بتنفس الجميع الصعداءعقب دفنها وبدءهم اقتسام سلطاتها وثرواتها.

تعريفا بكومستوك(نا) الصحفي محمد عثمان ابراهيم, فهو االكائن الورقي والكائن الافتراضي فى آن نسبة لنشاطه فى كتابة المقالات متنقلا بين الصحف آخرها السوداني,
وفى النضال الأسفيري بتقريع زملائه الذين يكتبون بمواقع الأنترنت بأنهم أقل نضالا عنه (مناضلي كيبورد) والتباهي بأنه أرفع درجة بكتابته فى الصحف وتاريخه العتيد فى صفوف المعارضة,
(يا للشعب المسكين يدفع ثمن الجريدة ليقرأ مقالاتنا وترهاتنا لنفتري على نفس الشعب بأننا أعلاهم قدحا فى مجال الثقافة والفكر),وهو أيضا الذى لا يثق الا فى حكمة الفنان حسن موسى كما أبدى مرة
استعداده لحذف رأيه والأعتذار عنه بعد تقريعه من قبله, وهو من تسبب على حد زعمه باطلاق سراح الشاب( العاطل كما ذكر فى مقاله) البوشي باستجداء انسانية د.نافع بلزوجة أن( يغازل)احدهم احداهن على الطريق
بنظرة يا فلانة ..فكتب (نظرة يا نافع) غض النظر عن حملات التوعية والفديوهات المصورة لأسرة الشاب المناضل والتى بفضلها والكتابات المتعددة والمناشدات لأفراد ومؤسسات حقوقية أصبحت قضيته وشجاعته
معلومة للقاصي والداني (الشاب محمد عالم البوشي وجه نقدا لازعا لسياسات الانقاذ ووللدكتور نافع على نافع ثم أعتقل بعدها).. لم أقرأ أو أسمع عن كتابات كومستوك(نا) هذا الا حين كتب مقاله عن الشاعرة فى بداياتها_عني_
كما لم يسمع الكثيرون عن المعنية الا عبر مقاله (حتى لا أدعي ذيع صيتي ) .

تجاوزت الأمر بالقناعة أعلاه ووجود كومستوك ما بكل مجتمع ,الى أن قرأت للصحفى محمد عثمان حكمه التقريري مسقطا عنه بغير وعي وغباء (سروال القس)*
شاتما أفراد أسرة بأن ما يفعلونه من نشر للوعي أو ممارسة حقهم الطبيعي فى الكتابة وفعل التنوير ما هو الا (قلة أدب)حصيلة تدريب منهجي كما ذكر, وكانت اسقاطاته تلك أو سقوطه
اثر تعرضه لتعنيف قوي قام به الأخ عصام جبر الله أخو البنات الضوايات بوعيهن وثقافتهن ونشاطهن وتاريخهن النضالي المعروف ناهد وآمال .
فلم يمتلك الصحفي الهمام الا أن (يعايره ) بأنه أخو البنات البتكلموا (قله أدب) وهي حسب فهمه ويا للمأساة !! يا للألم !! الحديث عن الختان فى قناة تلفزيونية بذكرها
أنها أم الغلفاء (تعني أنها ليست مسبة)أو الكتابة عن الجسد (مقال يمثل رأيها عن زي المرأة ما بين الدين والتقاليد) فى منبر اعلامي مقروء (سودانيز أون لاين)...

حينها فقط أشفقت كثيرا عليه وأدركت أن تحرجه من كتاباتي وتحرجه من نشاط وكتابات بنات جبر الله أمر شخصي يعود ربما الى مشكلة ما خاصة به تجاه النساء ,مشكلة لا علاقة لها على الاطلاق بالأدب والكتابة,
بل هي رهن لمعاييره الخاصة وترموميتر لأدب وتهذيب النساء مقابل الجرأة فى الطرح , ولا عيب فى ذلك فكثير منا وأهلنا ما زال يحمل وعينا أفكار أقل ما توصف به البلى والعطن ..
عن الكثير ومن ضمنه المرأة وارتباطها بالعار,لكن السيئ فى الأمر أن تبرز تلك الأفكار الشوهاء بدلا عن بترها ممن يجب أن يكون مساهما فى نشر الوعي لا الرجوع به الى الوراء
بحكم تواجده فى منابر تخاطب الآخرين.
هذا المقال غير مقصود منه تناول محمد عثمان فى شخصه..لكن المقصود به تناول المثقف أو المسؤول أو كل من سنحت له الفرصة بسماع الآخرين كلمته
عبر مختلف الوسائل أن يكون قدر المسؤولية وأن يتعامل بحساسية تليق وقضايا المرأة ,لا أن يضف ثقل جديد على كاهلها الذي لم يستقم بعد من الجور والمضايقات على مر العصور.
_______________________________________________
*تاريخ القراءة-آلبرتو مانغويل
* سقوط سروال القس مشهد ورد برواية هزلية لثورن سميث..حيث كان اهتمام كل منهم بسرواله مغايرا ومثيرا للدهشة ..
افتضح بيتر يوما بسقوطه فى مكتبه أمام السكرتيرة وبدأ يتبرأ عنه بعد القائه بسلة القمامة بمكتبه.
و عندما سأل الفراش لمن هذا؟ أنكره الى أن تم تهديده بأنه سيمرر على كل الموظفين لسؤالهم من صاحبه ..

انتهى .
للاطلاع فقط لمن يهمه الأمر ..