سماعين الازهري... يوميات ضابط متقاعد

سماعين الازهري..
هكذا كانت الاجابة على سؤال عن من هورئيس السودان الحالي.. والوقت هو شهر ديسمبر عام 1987.. والسائل هو ضابط الاستخبارات الميدانية في القوة المتحركة من الدمازين لاستعادة الكرمك من الخوارج (قوات الحركة الشعبية)...
ضابط الاستخبارات كان يستجوب سبعة من الصبية السودانيين طبعاً اعمارهم بين الثانية عشر والثامنة عشر تصادف وجودهم في طريقنا ونحن نتجه من منطقة دندرو بالنيل الازرق في اتجاه قرية سركم...
المنطقة بكر بها امكانيات هائلة... ارض خصبة وكمية امطار عالية مع وجود المياه على عمق متر تقريبا... لكنها الحرب واطماع النخبة المثقفة في حكم البلاد دون النظر الى مصلحة الانسان...
لم اهتم كثيرا ببقية اجابة الشباب، الذين امر قائد القوة العميد ركن (وقتها حاليا اللواء (م) دكتور محمد العباس ـ استاذ بجامعة الازهري) امر باطلاق سراحهم...
جعلت افكر في أزمة هؤلاء الشباب الذين لم توفر لهم الحكومة اي خدمات بل تركتهم خارج التاريخ لا يعلمون من هو رئيسهم وآخر رئيس سمعوا به مات قبل اكثر من عشرين سنة...
حياة هؤلاء منحصرة بين سفوح الهضبة الاثيوبية وتنتهي في سهول ووديان منطقة جنوب النيل الازرق.. لا يريدون شيئا من الخرطوم او جوبا، لكن ما بالهما ينقلان اليها حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل...
وأهم من ذلك لماذا حصرت كل النخب التي حكمت بعد الاستقلال نفسها في منطقة الخرطوم والجزيرة والى حد ما سنار... هل لانها المناطق التي تؤثر سياسيا واقتصاديا في استمرارية النخبة الحاكمة،
ونجد ان النخبة الحاكمة كانت قصيرة النظر والهمة لدرجة انها لم تحاول ان تجهد نفسها في الاستفادة من المناطق الواعدة اقتصاديا، النيل الازرق ودارفور الكبرى مثلاً، والسبب طبعا ان خلق الاستثمار
والتنمية في هذه المناطق يتطلب اعمال شاقة وبقاء موظفي الدولة ومهندسيها في هذه المناطق الوعرة، ولم تكن النخب الحاكمة تملك الارادة اللازمة للنهوض بهذه المناطق، وكان الحكم تشريف وليس تكليف
لذلك تركت هذه المناطق تعيش في القرون الوسطى فيما العالم شارف الالفية الثالثة... وربما لسبب آخر أن تطوير هذه المناطق يعني ان مركز الثقل الاقتصادي وبالتالي السياسي سينتقل من الخرطوم
الى هذه المناطق وان هذا الانتقال يعني انتقال السلطة ايضاً... انها الانانية وقصر النظر....
وتذكرت في تلك اللحظات المسلسل الأمريكي ( How the west was won) وهو مسلسل يوضح معاناة الشعب الامريكي في استصلاح اراضي غرب امريكا قبل ان تصبح سيدة العالم الأولى...
ولم تكن امريكا وقتها تملك التقانة انما ارادة سياسية وشعب منحته حكومته كل حقوقه وفهمت وافهمته ان السيد هو الشعب وكل الحكومة مجرد مستخدمين عند هذا الشعب، يمكنه ببساطه (رفتهم) والاستغناء عن خدماتهم..
هل وصلنا الى هذا الفهم المتطور حتى اللحظة ونحن في العقد الثالث من الالفية الثالثة؟ لا اظن...

شكرا يا علي


بالطبع لا يعرف انسان هذه المنطقة وغيرها بالسودان, غير التهميش. او مايطلق عليه
لدي النخبة الفاشلة. السودان الغير نافع.
بصيرتهم المتعنصرة, خلقت لنا كل هذه الالام. والادهي والامر تصديرها لاجيال واجيال .
الا ان تلك الاجيال سوف تبصق في قبور النخبة التي اورثتنا كل هذا الانشطار والاستقطاب
والتهميش. وبكل استشراف ستتجاوز المحن والالام.



مودتي

سلام اخي الفاضل
وشكرا على المرور
مشكلتنا نحن السودانيين حب السلطة
وكل من يصل اليها يعتبر انها خلقت له وهو خلق لها
وانظر تجد ان حتى مالك عقار ابن المنطقة عندما اصبح الوالي
اهمل اهله وشعبه وحاول تمجيد نفسه ببناء مركز عقار للثقافة
ثقافة لشعب يفقتر لكل اساسيات الحياة
وزيارة واحدة لمستشفى الدمازين تكفي لجعل الثقافة في آخر اوليات
من يحكم