لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن

لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن


11-29-2012, 06:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1354165753&rn=0


Post: #1
Title: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-29-2012, 06:09 AM

في عدد جريدة الراية القطرية, الصادر يوم الأريعاء 28نوفمبر 2012م,كتب سعادة السفير السابق عوض محمد الحسن في عاموده الأسبوعي, وتحت عنوان(بصيرة إنسان سوداني نادر), ما يلي:

في بداية خمسينات القرن الماضي, كان السودان مايزال ريفاً كُله إلا بضع بُقع حضريَّة متناثرة (تسمى مجازاً مُدُناً, لكنها في حقيقة الأمر مجموعة قُرى تعكس التكوين القبلي لساكنيها), تتوسطها بعض مظاهر الحداثة المتمثلة في مباني الحكومة وأحياء الإداريين البريطانيين, وأحياء موظَّفي الحكومة, والبداية الجِنينيَّة لطبقة وسطى قوامها بعض المِهنيين والتجّار. ولم تكن أوضاع بقيَّة الدول العربية( وسائر بلاد المسلمين, ومعظم بلدان العالم الثالث) أحسن حالاً من السودان! أُمِيَّة مُتفشِّية, وفقر مُدقِع,وأمراض ترتبط بفقر البيئة, وإقطاع يمتص دم الفلاحين, وحكم استعماري يقتات على مُقدَّرات هذه البلدان, وتواصُل محدود بما يدور في العالم من حولها.
في عام 1953م, ورغم الخلفيَّة القاتمة تلك, كتب شهيد الفكر في السودان,الأستاذ محمود محمد طه خطاباً عجيباً لمدير عام اليونسكو آنذاك, يُناقِشه مناقشة النِّد للنِّد في تقريره المقدَّم للمؤتمر العام للمنظَّمة التي لم تبلغ عامها السابع منذ إنشائها في عام1946م, لتبني(حصون السلام في عقول البشر), بالتعليم الجيِّد والثقافة والعلوم منعاً للحروب. قال الأستاذ محمود مُعلِّقاً على ما ورد:
(فأنت تريد أن تُنجِب الإنسان الحُر, الذي يعيش في مُجتمع عالمي, وأنت لكي تحقق ذلك, تُريد نظاماً دوليَّاً مُشتركاً, وإن شِئت فسمِّها حكومة عالميَّة. وتريد إلى ذلك نوعاً جديداً من التعليم, هذا ما تُريد, ولا عِبرة عندي بهذا الحذر الذي تُبديه عند الحديث عن الحكومة العالميّةى بقولك: "دون أن تنال من سيادة أُمَّة", فإنَّه حذرٌ من دوافِعِهِ التي يمكن أن نلتمس فيها الحرص الشديد الذي يطالعك في تمسُّك كل أُمَّة بسيادتها الداخلية, وإلا فأنت تعلم كما أعلم, أن الحكومة العالمية لا تقوم إلا على الحد من سيادات الأُمم)....فتأمَّل هذا الإستشراف لتطوُّر القانون الدُّولي بعد عقود من هذه الإشارة الذكيَّة!!!
ثم تحدَّث الأستاذ عن التقدم العلمي والصناعي الذي أحدث ثورةً في الفكر الإجتماعي والصناعي تعتمِل في الصدور والعقول, تنتهي في رأيه إلى نتيجة محتومة, هي أنه لا مندوحة للأمم التي تعمُر هذا الكوكب الصغير الذي نعيش فيه, من أن تدور في فلك واحد, كما تفعل الكواكب السيارة في النظام الشمسي.
( وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانيَّة وحدة جغرافيَّة, قد ربط تقدُّم المواصلات الحديثة الوسيعة بين أطرافِهِ ربطاً ألغى الزمان والمكان إلغاءً يكاد يكون تاماً)....ثم تحدَّث الأستاذ محمود عن البون الشاسع الذي يفصل بين الحكومات الوطنية و الحكومة العالمية التي تنشدها البشريَّة, وأنه إذا تُرِكت البشريَّة لتقطع هذا البون الشاسع بأسلوبها المعهود, نشبت بينها نواشِب التغالُب, وتضورت بالمجاعات, وولغت في الدِّماء, وأفسدت في الأرض. لذلك: ( ليس على طلائع البشريَّة فيما أعلم , واجب يُشرِّفهم أداؤه أكبر من أن يُعينوا الإنسانيَّة على إجتياز هذا البون, ولا يكون التطوُّر يسيراً هيِّناً سريعاً إلاّ إذا سار على حُداءَ عقلٍ مُستهدٍ جريء).
يمضي الأستاذ محمود ليبين كيفيَّة بناء مثل هذا العقل المُستهدي عن طريق التعليم, فيقول مشيراً إلى ما ذكره تقرير اليونسكو:(إن التعليم الجديد يجب أن يُستمد من النظرة الجديدة إلى الغاية من الحياة الإجتماعيَّة, وهي إعداد إنسان حُر يعيش في مجتمع عالمي..إنسان حُر من هو؟.. هو من تحرر عقله وقلبه من رواسب الخوف, فنبَّه جميع القوى الكامنة في بنيته, فاستمتع بحياة الفكر وحياة الشعور. هذا هو الإنسان الحُر. والتعليم المُوجَّه إلى إعداده يُعنى في المقام الأول بتحرير المواهب الطبيعيَّة..فالتعليم في حقيقته مجهود فردي يقوم به كل رجل وكل امرأة)....ما أسمته اليونسكو بعد نصف قرن*التعليم للجميع*.
ثم يتحدث الأستاذ محمود عن السبيل إلى هذا التعليم, فيتحدث إلى مدير عام اليونسكو عن القرآن:( إنك لابد قد سمعت بالقرآن, وما يُقال عنه انه كتاب المسلمين, وهذا غير الحق, فإن القرآن كتاب الإنسانيَّة جمعاء, لأنه سيرة الحياة جمعاء. هذا الكتاب هو سيرة النفس البشريَّة الخالدة في الجوهر, المتقلِّبة في الصور المختلفة, في الأزمنة المختلفة, والأمكنة المختلفة).

ماذا دهى السودان وغيره حتى حدث هذا الإنحدار المُريع من قِمَّة الفكر المُستنير, إلى فتاوي إرضاع الكبير, وحُرمة دخول المرأة في البحر, وزواج القاصِرات, وحرمة إهداء الورود, وقمع الفكر الحُر, وإلهاء الشباب بالتجهيل المُنظَّم الذي يُقعِده عن النظرة الناقِدة, والتبصُّر والرُشد؟....كيف تنحدر هذه الدعوة المبكِّرة لمجتمع عالمي إلى التشتُّت القبلي والجِهوي والطائفي الذي نراه الآن؟؟؟؟؟
حين اغتُيِل الرئيس جون كنيدي في عام 1963م, حزنت الولايات المتحدة كلّها, بل حزن العالم بأسره على الرئيس الشاب الوسيم, وتعاطف مع زوجته الحسناء جاكلين, وأطفالِهِ اليُفَّع, وفي السودان البعيـد, شاعت أغنية شعبية تقول:( يا جاكلين, الشعب كُلُّه حزين, كندي مين كَتَلُه؟أسألو جونسون المسك بدلو).. وحين سُئل مالكولم إكس الزعيم المسلم الأسود عن فاجِعة مقتل كنيدي, كان الوحيد الذي قرأ الحادثة في إطارها الصحيح, قال:( طال عنف المجتمع الأبيض, أحد أفضل أبنائهِ). وكان جزاء ثاقب بصيرتِهِ وذكائهِ الوقّاد أن فُصل من أُمَّة الإسلام! ثم اغتالته الأُصوليَّة البيضاء المتمثِّلة في إدجار هوفر, رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي(إف.بي.آي) عن طريق منافسيه في أُمَّة الإسلام.
وفي السودان, أعدمت نفس الأصوليَّة العمياء محمود محمد طه لنفاذ بصيرته, وأصالة فِكرِهِ, وسِعة إطِّلاعِهِ في أمور الدنيا والدين, وليقظتِهِ والآخرين نيام, ولقراءتِهِ للتاريخ والحاضر والمستقبل قِراءة مستنيرة مستبصِرة..قتلوه بتُهمة الرِدَّة في الخُمس الأخير من القرن العشرين وهو ابن العقد الثامن!! كيف تقتل من كتب لمدير عام اليونسكو في بداية خمسينيات القرن الماضي مثل هذا الخطاب المُدهِش؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ إنتهى.

Post: #2
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: aydaroos
Date: 11-29-2012, 06:40 AM
Parent: #1

Quote: كيف تقتل من كتب لمدير عام اليونسكو في بداية خمسينيات القرن الماضي مثل هذا الخطاب المُدهِش؟؟
.


كيف تقتلوا إنساناً لأنه يفكر؟!!!!

Post: #5
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: malik_aljack
Date: 11-29-2012, 07:25 AM
Parent: #2

شكرا جزيلا أستاذ محمد فضل على نقل هذه المقالة التي أثارت نقطة مهمة غير التي عنيت في السياق العام
لشد ما يحزنني أن يحتفل العالم بمفكريهم الذين لم يكن لهم السبق في الأفكار و يساق أصحاب الفكرة الأساسية إلى أعمدة المشانق

توماس فريدمان أقام الدنيا و لم تقعد بعد نظرية العالم المسطح
http://en.wikipedia.org/wiki/The_World_Is_Flat
Thomas Friedman (2005) flat world concept

و تسابق الأكادميون و المهتمين بالشأن العالمي و العولمة في دراسة و تفنيد الفكرة و الآن ينفض الاستاذ السفير الغبار عن رسالة الأستاذ محمود لمدير اليونسكو و التي تحمل بوضوح رؤية و ثاقب فكر أن الأستاذ محمود
قد سبق هؤلاء بأكثر من خمسين عاما فكرة العالم المسطح و لإختصر العالم هذه السنوات لو كانوا قد اضطلعوا بذهن مفتوح لما طرحه الأستاذ محمود في هذه الرسالة

و عندما يحتفل العالم بتوماس فريدمان و نظرائه يعدم الأستاذ محمود جزاءاً لعدم قدرة الآخرين لاستيعاب ما طرحه و الذي سيظل قائما ما قامت الإنسانية
و سيظل العالم يخسر كثيرا من الوقت إأو يسرق الأفكار و ينسبها لنفسه ما دام أنهم على يقين بأن مثل هذه الأفكار لن تجد طريقها للعالمية بسبب قصور الجهات ذات المسؤولية من إخراجها إلى ذلك الحيز
ذلك القصور ليس محكوما بقلة الدراسات التي تتناول الفكرة الجمهورية و هي رائدة في مفهوم العولمة بل يتعداها إلى إعدام أصحابها كما كان مع الأستاذ محمود

أتمنى أن أرى مركز أبحاث عالمي لفكر الأستاذ محمود فلا ينقص الفكرة شيء في تناول كل كا دار و يدور و سوف يدور كسبا للزمن و تجويدا للرؤية و الأداء المحلي و العالمي
---------------------------------------------------
التعديل لإضافة النقطة أدناه:

لم أجد بحثا يشير إلى الأستاذ محمود في دراسات نظرية العالم المسطح مع أنه صاحب الفكرة الأساسية!!!!

Post: #3
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: عصام علي أحمد
Date: 11-29-2012, 07:09 AM
Parent: #1

سعادته مشتاقين كتير

مقال مليان ومدفق
قرأته عدة مرات واستمتعت غاية المتعة
التحية لسعادة السفير عوض محمد الحسن
وان يكون سفير (سابق) تحكى حالة التردى


الشهيد محمود محمد طه يراسل اليونسكو فى خمسينات القرن الماضى
وعبر رسالته قراءة ذكية لمستقبل البشرية فكان مصيره المقصلة
وكاتب المقال سفير سابق وعلى كرتى وزير خارجية،،،، فتأمل

Post: #4
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-29-2012, 07:17 AM
Parent: #1

أنا من ذلك الجيل الذي عاصر(مجد) شارع الجمهورية, بل مجد السوق الأفرنجي بأكملِهِ....كنا في المدرسة الثانوية في ذلك الوقت, ومن مُتع ذلك الزمان مُتعة التسكُّع والتِّجوال بين محلات شارع الجمهوريَّة الأنيقة.
كنّا جادين أوغير ذلك نقف مع (الأخوات الجمهوريات) في زوايا تقاطعات شارع الجمهورية.. وللحقيقة فهن في غاية الجدِّية والتهذيب وقد منحهن الله (طولة البال)..يجادلنَ في إطار القضايا التي أوقفتهن في تلك التقاطعات بفهم مثير للإعجاب.
كان ذلك النشاط مختلفاً عن الندوات السياسية التقليدية التي نعمل على ملاحقتها في جامعة الخرطوم, أو جامعة القاهرة الفرع, أو المعهد الفني, فما يجري في زوايا تقاطعات شارع الجمهوريّة طريقة لنشر فكر أو منهج مختلفة وغير تقليدية.
كانت الكتيبات التي تحمل رأي الأستاذ محمود محمد طه في قضايا فقهيَّة أو سياسية متوفرة لدى البنات المستنيرات, فمن يدافع عن فكر لابد له من الأدوات التي تجعله قادراً على إسناد حُجَّته.

استوقفني ما كتب سعادة السفير لأهميَّة ما كتب..فلم نر سياسياً أو مفكراً فتح الله بصيرته في أواخر النصف الأول من القرن العشرين يخرج برؤاه خارج الحدود.

كان الأستاذ محمود محمد طه رجلاً مختلفاً.

Post: #6
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-29-2012, 07:57 AM
Parent: #4

Quote: كيف تقتلوا إنساناً لأنه يفكر؟!!!!



ياترى من يُجيب؟

أخي عيدروس مرورك أسعدن.

Post: #7
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-29-2012, 08:06 AM
Parent: #6

Quote: [و عندما يحتفل العالم بتوماس فريدمان و نظرائه يعدم الأستاذ محمود جزاءاً لعدم قدرة الآخرين لاستيعاب ما طرحه


الفهم أقسام.

عزيزي أبو الجاك
لك تقديري

Post: #8
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 11-29-2012, 08:11 AM
Parent: #7

Quote: [التحية لسعادة السفير عوض محمد الحسن
وان يكون سفير (سابق) تحكى حالة التردى



الموازين مقلوبـة!

عصام
مرورك أسعدني

Post: #9
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 11-29-2012, 09:49 AM
Parent: #8

Quote: محمود محمد طه لنفاذ بصيرته, وأصالة فِكرِهِ, وسِعة إطِّلاعِهِ في أمور الدنيا والدين, وليقظتِهِ والآخرين نيام, ولقراءتِهِ للتاريخ والحاضر والمستقبل قِراءة مستنيرة مستبصِرة.

لله درك الأخ عوض محمد الحسن .. أوجزت فأوفيت محمود محمد طه حقه..
شكرا أخونا ود المكي على هذا الطرح الراقي..

Post: #10
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: الشفيع وراق عبد الرحمن
Date: 11-29-2012, 10:30 AM
Parent: #9

محمد فضل سلام يغشاك

Quote: وللحقيقة فهن في غاية الجدِّية والتهذيب وقد منحهن الله (طولة البال)

"طولة بال" دي ما الوصف المناسب ليهم يا محمد
بتذكرهم تماااام
ممكن تقول" عكاليت"، "لواييق"
بس الحقيقة بي تهذيب وبراعة غير منظورة
وبيأدوا عملهم بي اخلاص قل ان يوجد

ولو حاصروك غايتو يحلك الحلال

يشبكوك: انت بس،... انت بس....
كدي اقرأ المقدمة بس
تنبذ، تكورك، تشاكل،،،،ولا يهمهم

سمعت واحد بكورك (يا جماعة الخير نتفك كيف من "اللبانة" دي)

Post: #11
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: malik_aljack
Date: 11-29-2012, 11:58 AM
Parent: #10

يا الشفيع

تجويد العمل و الإخلاص فيه قيمة انسانية كبيرة

أما موضوع (خالق الناس بخلق حسن) فهو من صميم أساسيات الفكر الجمهوري

مموضوع عكاليت (يعني أذكياء) و لواييق (يعني حرصهم على استيقاظ همة الفكر النائمة عند الكثيرين)

تعبران عن صفات حب الخير للناس و إلا فما بالهم بالآخرين؟

شكرا لهذا التقريظ الذي تحمله في ثناياك تجاه الجمهوريين و أكرمن الله و إياكم بهذه النفوس الطيبة

Post: #12
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: Bushra Elfadil
Date: 11-29-2012, 12:05 PM
Parent: #10

شهدت تلك الفترة في الخمسينات كتابات الأستاذ محمود محمد طه عن الحكومة العالمية وفي كتاب محمد محمد على (محاولات في النقد؟) مقال ينتقد فيه تلك الكتابات في الرد على محمود حيث نجد مقالاً لمحمد محمد على يطالب فيه محموداً بان ينزل بفلسفته هذه من السماء إلى الأرض في رده على مقال لمحمودخاطب فيه داج همرشولد سكرتير عام الأمم المتحدة عن الحكومة العالمية.محمد محمد على يجمل فكرته النقدية في مقاله ليقول لنا عن اي حكومة عالمية يتحدث محمود بينما بيننا وبينها كل هذا الخراب العالمي وكل هذه الحروب والمفارقات.أرجو ممن لديه مقال محمود لهمرشولد ورد محمد محمد علي عليه ان ينزله هنا.هذه المواد متوفرة لدي في السودان ولا أستطيع الوصول إليها الآن للأسف. وقد سبق لي أن نشرت مقال محمد محمد علي بصحيفة الايام عام 88

Post: #13
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: Yasir Elsharif
Date: 11-29-2012, 03:59 PM
Parent: #12

السلام والتحايا للجميع خاصة صاحب البوست الأستاذ محمد فضل الله المكي
والتحية موصولة للسفير الأستاذ عوض محمد الحسن

كنت قد أرسلت هذا التعليق إلى موقع جريدة الراية القطرية حيث نشر المقال المتميز:

وقد قاموا مشكورين بنشر التعليق:
Quote:
د. ياسر الشريف
29.11.2012 01:18:04 AM
مقال رائع. هناك بعض العبارات سقطت في اقتباسات الكاتب من خطاب الأستاذ محمود إلى مدير عام اليونسكو. يمكن الاطلاع على المقال هنا: http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=26


يقول الأخ دكتور بشرى الفاضل:
((شهدت تلك الفترة في الخمسينات كتابات الأستاذ محمود محمد طه عن الحكومة العالمية وفي كتاب محمد محمد على (محاولات في النقد؟) مقال ينتقد فيه تلك الكتابات في الرد على محمود حيث نجد مقالاً لمحمد محمد على يطالب فيه محموداً بان ينزل بفلسفته هذه من السماء إلى الأرض في رده على مقال لمحمودخاطب فيه داج همرشولد سكرتير عام الأمم المتحدة عن الحكومة العالمية.)) انتهى
أظن أن تعليق الأستاذ محمد محمد علي في مقاله بعنوان "تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض" كان على خطاب الأستاذ محمود للدكتور توريز بوديت مدير عام اليونسكو، والذي هو موضوع مقال السفير عوض محمد الحسن.
وقد كان تعقيب الأستاذ محمود على مقال الأستاذ محمد محمد علي "تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض" بمقال عنوانه: "أوما علمت أن الأرض قد إلتحقت بأسباب السماء". وكان مما جاء فيه:
((جريدة الجمهورية 5/2/1954
أخي محمد .. تحيتي واحترامي ..
وبعد ، فقد قرأت لك كتابك القيم، الذي تعرضت فيه لمناقشة خطابنا إلى رئيس منظمة اليونسكو ، ولقد طابت لك نفسك أن تسوق كتابك الضافي تحت عنوان طريف: (تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض) ، وهو عنوان بارع يدل، من الوهلة الأولى ، على ما ينتظر القارئ من نظرة علمية ، وواقعية .. ولست أريد أن أطيل وقوفي هنا ، ولكني لا أحب أن أزايل مقامي هذا قبل أن أؤكد لك أن الأرض في تفكيري قد إلتحقت بأسباب السماء ..))
يمكن قراءة بقية المقال هنا:

http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=27&chapter_id=4
أما مقال الأستاذ محمد محمد علي نفسه فربما يكون متوفرا عند الأخ عبد الله الفكي البشير وقد أوصيت من يلفت نظره إلى هذا البوست، وإذا عثرت عليه فسوف أضعه هنا.

أيضا أحب أن أشير إلى ترجمة خطاب الأستاذ محمود إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام اليونسكو إلى اللغة الإنجليزية قام بها الدكتور مصطفى الجيلي وهي منشورة في موقع الفكرة الجمهورية.
http://www.alfikra.org/article_page_view_e.ph...le_id=1167&page_id=1

ياسر

Post: #14
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-29-2012, 07:13 PM
Parent: #12

Quote: أرجو ممن لديه مقال محمود لهمرشولد ورد محمد محمد علي عليه ان ينزله هنا

اذا ما وضعت يدي على ذلك الخطاب فسآتيكم به وحتى ذلك الحين فيمكنكم مطالعة خطاب آخر لمحمد محمد علي في خيط عجب الفيا

الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه

Post: #15
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: بثينة تروس
Date: 11-29-2012, 10:23 PM
Parent: #14

Thanks Mohamed


Post: #16
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: بثينة تروس
Date: 11-29-2012, 10:41 PM
Parent: #15

شكرا أستاذ محمد الفضل صاحب المقام!
والأخوة المتداخلين الأكارم
الشاهد هذا البوست عندى ينعش الروح ويوجب الشكر لفضل الله ،اذ ان ألأستاذ قد نذركل حياته للسودانيين ملح الأرض ،وهم أصحاب حق بالاصالة فى الأستاذ محمود محمود محمد طه والأنتماء اليه لذلك ان تجد دعوته صدى فى فلوبهم السمحه وسمعا فى آذانهم الواعية،لهو حقا المراد ..
Quote: غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، وأصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، ولا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم ..

اما عن نفسى (فيكفينى انى عشت زمانا كان له طعم ومذاق)
بثينة تروس

Post: #17
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد الزبير محمود
Date: 11-29-2012, 11:08 PM
Parent: #16

ومن الذي اذن لمحمود بتغيير الشريعة وتعديل الدين ؟؟؟
وما الدليل على ان كلامه هو كلمة الله الأخيرة الى البشرية ؟؟؟
محمود يدعي انه اصيل وان الله اذن له بتغيير الشريعة ولا يملك أي دليل على ما يقول .
وان كان الفكر الجمهوري فعلا رسالة ثانية فلماذا جمد بموت محمود وتشتت اصحابه ؟؟
فكر بشري بحت ولا علاقة له بشرع ولا سماء .
الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب
Quote: الفكر الجمهوري ..........جرد الحساب.
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
ونحن على أعتاب العامين الهجري والميلادي ، وكل الدول و المؤسسات والشركات مشغولة بجرد حساباتها ، ما لها وعليها...
ما حققته وما اخفقت فيه ، ثم يأتي التقييم وإتخاذ الخطوات التصحيحية للمسار في جوانب الإخفاق، مع المحافظة على أسباب النجاح و تطويرها.
رأيت في هذا التوقيت بالذات ان أفتح هذا البوست
الفكر الجمهوري .......... جرد الحساب.
ذلك الفكر الذى كتب عنه الكثير في هذا المنبر وغيره معارضا ومؤيدا ، منهم من يفهم ويدرك خطورة هذه الدعوة على الإسلام فيعمل على بيان ذلك ولكنه يحمد الله ان الإسلام له رب يحميه ، ويدرك ان من نعم الله ان محمود ربط الدعوة بشخصه ، فهو الأصيل الوحيد ولا يوجد أصيل غيره ، كما يقول الأقربون من محمود !!!
البعض الآخر ادرك كنه الفكر الجمهوري وكونه اقرب سبيل لإفراغ الإسلام من محتواه ولو كان بأسم الدين نفسه ، فأيده من دون ان يهتم بجوهر الفكرة ومعتقدها ، فقط يهمه انها تحارب معه عدوا واحدا هو الإسلام ، ولا يهم من اي منطلق ينطلق.
والفئة الثالثة هم تلاميذ محمود ومريدوه ، الذين إعتنقوا ما يقول وإختلفوا في كنه محمود نفسه ، فمنهم من يرى أنه الأصيل الذي يتلقى عباداته بطريقة خاصة ، ومنهم من يري انه المسيح المحمدي ، ومنهم من كان يرى انه لن يموت بمحكمة الردة وان السماء سوف تتدخل لنجدته ..
الموت الغريب لمحمود حير الكثير وكانت مفاجأة كبيرة لأقرب الناس إليه ، جمدت الفكرة في كتبه إذ يستحيل تطويرها او توسيعها من بعده ، إحتار محبوه وذهب الكثير منهم وتفرق في الفرق الأخرى.
في هذا المنبر نريد ان نحاور الفكر الجمهوري
نذكر نقاط الضعف ونقاط المفارقة مع الشريعة الإسلامية ، موقف الفكر من الإسلام وموقف الإسلام من هذه الأفكار.
لا يهمنا كثيرا الوضع الشخصي لصاحب الفكرة ، فقد أفضى إلى ربه ولا نعرف مصيره ، ولا يستطيع احد ان يحدد مصير احد إلا اذا نص الوحي على ذلك مثل ابي لهب ، جهلنا بمصيره نابع عن جهلنا بما مات عليه من معتقد ، هل تاب في اللحظات الأخيرة ام لا ، كلها علمها عند الله ، ولكن فكره الذي معنا وظل يدعوناإليه هو الذي يهمنا نقاشه ، وليس شخصه ، صفات الكرم والشجاعة والتواضع كلها له وليست بالتالي محور كلامنا .
نريد حوارا علميا ممن يعرف الفكرة من معارضيها ومؤيديها وليس حوارا عاطفيا .
ألف العديد من الكتب منها كتاب الرسالة الثانية ، قال بختم النبوة ورفض ختم الرسالة ، لماذا وما الفرق بين ختم النبوة وختم الرسالة ؟؟؟
محمود يقول صراحة أنه أتى لتطوير الشريعة لتناسب القرن العشرين ، ويفرق بين السنة والشريعة ،
الشريعة عنده كانت تناسب إنسان القرن السابع والسنة تناسب إنسان القرن العشرين ، فهل هذا التفريق صحيح من وجهة نظر الشريعة ، يقول ذلك وهو لا يحمل اي تفويض من الله بذلك ، فكيف يتم ذلك التطوير.
وأخيرا من الذي منحه هذا التفويض ومتى وكيف وما الدليل على ذلك ؟؟؟

تحياتي

Post: #18
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: نصر الدين عثمان
Date: 11-30-2012, 01:47 AM
Parent: #17

أخي محمد فضل الله وضيوفك الكرام .. سلام،

Quote: ماذا دهى السودان وغيره حتى حدث هذا الإنحدار المُريع من قِمَّة الفكر المُستنير, إلى فتاوي إرضاع الكبير, وحُرمة دخول المرأة في البحر, وزواج القاصِرات, وحرمة إهداء الورود, وقمع الفكر الحُر, وإلهاء الشباب بالتجهيل المُنظَّم الذي يُقعِده عن النظرة الناقِدة, والتبصُّر والرُشد؟....كيف تنحدر هذه الدعوة المبكِّرة لمجتمع عالمي إلى التشتُّت القبلي والجِهوي والطائفي الذي نراه الآن؟؟؟؟؟


شكراً لجلبك هذ المقال الرائع .. الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه.. أنه مقال محفز .. وباعث على الأمل .. وأن بإمكان "الجذوة" الكامنة في "رمادنا" أن تشتعل في نهاية المطاف ..

والتحية للسعادة السفير عوض محمد الحسن ..
........................

بخصوص ما أورده الدكتور بشرى الفاضل والذي تناوله من بعده الدكتور ياسر والأخ د. عبد الله حول المقال المعنون (تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض) الذي كتبه الأديب محمد محمد علي منتقداً خطاب الأستاذ محمود محمد طه لمنظمة اليونسكو محل مقالة سعادة السفير عوض .
فلحسن الحظ توافر لدي كتاب الأديب محمد محمد علي .. وقد قمت بإعادة كتابة المقال المطلوب آملاً أن يجيء خالياً من الأخطاءا المطبعية:

تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض


أخي محمود محمد طه، تحيتي واحترامي، وبعد.
فقد قرأت العدد الأول من صحيفتكم الغراء "الجمهورية"، فسرني حسن تنسيقها وحيوية الأبواب التي جعلتم منها مسرحاً للآراء ومضرباً للأفكار، وقد استوقف نظري بصفة خاصة من بين المباحث التي اشتمل عليها العدد هذا الخطاب الضافي الذي أرسلتموه إلى منظمة اليونسكو، واعتبرتموه ممثلاً لدعائم الحزب الجمهوري وأسسه في العقيدة والرأي. وجو الخطاب ليس غريباً علي لطول عشرتي لاتجاهاتك الفكرية. فأنا أعرف منذ أمد بعيد، حبك للإنسانية، واهتمامك بمصيرها، وإخلاصك في هذا الحب، وشجاعتك في الإفضاء بما تراه صواباً وخيراً. وأعرف أن نزعة فلسفية صوفية تشد أفكارك إلى السماء شداً عنيفاً، وتلوِّنها بلون مثالي لا تراه إلا عند أصحاب "اليوتوبيات" ولا أذكر أني قرأت لك أو اجتمعت بك وغاب عن ذهني أفلاطون والفارابي.
ولست أريد اليوم أن أناقش كل ما ورد في خطابك المثالي، فسأتجاوز الحكومة العالمية لأنني اعتقد أن الحكومة العالمية إذا قدِّر لها أن تقوم، فسيكون قيامها نتيجة لحسم المشكلات والقضاء على المظالم. ستقوم حين يقبر الاستعمار والاستغلال، وتسود الناس روح المودة والعطف فينظر المرء إلى أخيه بعين الإنسان لا بعين الذئب. فالتفكير فيها الآن وثوب إلى النتيجة قبل إحكام المقدمات، وإعداد الوسائل. سأتجاوز الحكومة العالمية إلى "التعليم الجديد" فأنت ترى "أن التعليم الحالي مضلل كل التضليل، وتضليله نتيجة منطقية للنظرة المعاصرة للحياة وغاياتها. إننا نعيش الآن في عصر آلي يتغلغل أثر الآلة في جميع وجوه نشاطه، حتى تعلَّم الإنسان أن يحترم القواعد الآلية، وأن يتمثل الآلة في إنتاجه الأدبي والفني، وأن يستمد مثله العليا من دقة الآلة، ومن قوتها، ومن صوتها الموقع الموزون. وتبع كل ذلك نظامه التعليمي فهو يحاول أن يخلق نفسه بالتعليم وبالمرانة آلة آدمية شديدة الدقة، موفورة الكفاءة كثيرة الإنتاج. وكذلك أصبح التعليم مهنياً في أكثر أساليبه".
أنت ترى أن هذه هي حال التعليم اليوم، وإذا صحَّ ما ترى وكانت فكرتك مستقاة من استقصاء لا مبالغة فيه، فإن حالة التعليم الحاضرة سيئة من غير شك. ولكن ما رأيك إذا قلت لك إن هذا اللون من العادات الفكرية والملكات النفسية هو ما نحتاج إليه نحن الشرقيين، ليحد من أطراف حريتنا المثالية الحالمة الهائمة وجبريتنا الصوفية. على أنني لا وافقك – مع اعترافي بنقص وسوء مناهجه – على أن هذه صورة صادقة للتعليم والإنتاج في وقتنا الحاضر. لأن معين العطف والشوق والنزوع إلى حياة أفضل وأكرم من الحياة الماثلة لم ينضب في نفوس البشر. فالناس مذ كانوا أبناء حاضرهم ورواد مستقبلهم. وعندما كان عماد الحياة الحيوان، فإن إنتاج الناس في الحياة المادية والفكرية كان متأثراً بالحيوان ونشاطه، مستشرفاً إلى حياة أرقى وأكمل خذ مثلاً الأدب العربي في جاهليته فإنك لا تستطيع أن تفهم منه شيئاً ذا بال إذا جهلت حياة الناقة وحيوانات البدو، ومع ذلك فإن هذا الأدب مهَّد خير تمهيد لظهور الإسلام. وقد حلَّت اليوم الآلة محل الحيوان فهي لابد مؤثرة في إنتاج المنتجين، وهي لابد عاجزة كما عجز الحيوان من قبل عن السيطرة على جميع الدوافع النفسية والحوافز التي تدفع بركب البشرية إلى الأمام.
فالصورة التي رسمتها للتعليم والإنتاج تحمل الشيء الكثير من أعراض التشاؤم. والواقع أن المؤثر القوي في منهج التعليم وغاياته والإنتاج الفكري ليس الآلة ودقتها، بل هو نوع الحياة الاقتصادية والاجتماعية الذي تخضع له الشعوب. فالتعليم الذي تدعو إليه منظمة اليونسكو مختلف في وسائله وغاياته عن التعليم الذي تمارسه الكتلة الشرقية من أوربا. وإذا سلَّمنا جدلاً بفساد التعليم والإنتاج في صوره ومناطقه، وسلَّمنا بأن الآلة هي العامل القوي في توجيهه هذه الوجهة المادية الميكانيكية، فإن نوع التعليم الذي تدعو إليه في خطابك شيء غير مفهوم. فأنت تقول: إن غاية التعليم أن يحرر الإنسان من الخوف، وتحريره يكون "بتصحيح تلك الصورة الخاطئة الشائهة التي قامت في خلده عن الحياة وعن قانونها". وللقارئ الحق أن يفهم أمك تدعو إلى التربية العلمية، وإلى سيادة العلوم الطبيعية. فالعلم وحده هو الذي يستطيع بقدر ما وصل إليه من كشف، أن يعطي صورة صحيحة عن أصل الحياة وقوانينها، وأن يقصي عن أذهاننا الصورة الأسطورية الشائهة. وهذا ما حدث بالنسبة إلى الطبيعة، فإن خوف الإنسان منها قد زال بسبب تقدم العلم، وتصحيحه لكثير من أوضاع التفكير وأساليب البحث. ولم يعد للخوف من الطبيعة أثر إلا في نفوس البدائيين.
غير أن القارئ لا يستطيع أن ينعم بهذا الفهم، ويسير على الأرض مطمئناً يصغي إليك، ويفهم منك، بل يرى نفسه بالرغم من ارادته يبتعد عن الأرض ويدنو من السماء، محمولاً على جناحك الصوفي إلى عالم المثل الأفلاطونية. فيصبح الخوف شيئاً غير الخوف الذي يعرفه ويصبح التعليم ضرباً من الخواطر الصوفية الممعنة في الخفاء. وأحب أن أسأل ما الذي يخيفنا اليوم؟ أما جوابي أنا فهو أننا نخاف العوز ونخاف المرض ونخاف العدوان على أنفسنا وعلى أرزاقنا. فإذا زالت أسباب الخوف بالرخاء والعدل والمساواة بين البشر في الحقوق والواجبات، أمنا ورضينا بقسطنا من الحياة الحاضرة، وزاد تشوقنا إلى حياة أقرب إلى الكمال، وتطلَّع المؤمنون إلى رضوان الله وكرامته في حياتهم الأخرى. والتعليم الصالح والتربية القويمة يجب أن يكون هدفها القضاء على أسباب الخوف وإعداد النفوس لبناء حياة تليق بكرامة الإنسان، أما الخوف نفسه فلا يمكن أن نتحرَّر منه ما دامت أسبابه قائمة. ولكن الخوف الذي تتحدث عنه في خطابك شيء موروث، كامن في أعماق النفس راسب في العقل الباطن، محجب بستار كثيف لا ينفذ منه العقل الواعي... وهذا الضرب من الخوف لا يعنينا في مشكلة التعليم. وهو إذا كان معتدلاً أمر لابد منه لحفظ ذواتنا من الكوارث، وليس من الخير أن نستأصله استئصالاً. فالخوف من الميكروب والخوف من الحريق... الخ، أمر مهم وسلاح لابد لنا من حمله.
والعلم عندك كامن في النفس أيضاً، بل هو جوهر النفس، مغلَّف بطبقة كثيفة مظلمة من الأوهام والخرافات والمخاوف الموروثة. وهنا يبرز أفلاطون صريحاً يتحدث إلينا في خطابك، فهو كما تعلم يرى أن النفس كانت عالمة بكل شيء في عالم المثل ولكنها نسيت ما كانت تعلمه لما هبطت من عالمها، واتصلت بالبدن وغرقت في ظلماته. فلابد لها من تذكير لتسترد علمها السابق فالعلم عنده تذكير والجهل نسيان. وقد قضى أرسطو قضاءً مبرماً على علم النفس الأفلاطوني وهدم عالم المثل الصوفي بمنهجه العلمي. وإذا كان بعض الفلاسفة المسلمين وبعض الفلاسفة المسيحيين قد حاول أن يرد إلى فكرة أفلاطون شيئاً من الحياة والنشاط فإن علم النفس اليوم لا يعترف بشيء من هذا. فالعلماء اليوم لا يسمحون لأنفسهم في معرض العلم أن يتحدثوا عن خلود النفس. وهم لا يصفونها بالخير ولا بالشر قبل تتصل بالمجتمع وتمتص مثله وخبرته وتنال قسطها المقسوم من التربية. حقاً أن العلماء لم يدَّعوا أنهم عرفوا كل شيء عن النفس، فهم متواضعون دائبون في سبيلهم، وكل يوم يمر عليهم يوقفهم على جديد ويملأ أيديهم من وسائل البحث.
ومهما يكن من شيء فإن النتائج التي وصلوا إليها أقرب إلى اليقين وأدعى للثقة من النتائج التي وصل إليها القدماء بالتأمل الفلسفي والفروض.
أتظن أن مدير منظمة اليونسكو فهم عن القرآن شيئاً‍!؟ القرآن قصة النفس البشرية الخالدة، والقصة نسيت فرسبت في العقل الباطن، وغلفت بقشرة كثيفة من الخرافات والأوهام والمخاوف "وهذه القصة الطويلة مصنوعة من نفس المادة التي منها صنعت الأحلام، ومن نفس المادة صنع القرآن" أما أنا فلا أرى مانعاً من الشعر، وقد سرتني العبارة وأخذت بشاعريتها المجنحة وجوها الحالم، فنسيت التعليم والمخاوف ومنظمة اليونسكو، ولكني سألت نفسي هذا السؤال: لو فرضنا أن وصفك الشعري ينطبق على القرآن ألا يمكن أن ينطبق على جميع الكتب الدينية وعلى الفنون وعلى الميثولوجيا أيضاً؟ فلم أجد مانعاً من الإجابة بنعم.
وخلاصة ما أحببت أن أفضي به إليك هو أني أضن بنشاطك الذهني ومقدرتك الفائقة أن يذهب في هذه المجاري التي لا تعدو حدود التأملات الفردية، والفروض المثيرة لعاصفة من الجدل الذي لا ينتهي إلى غاية خصبة منتجة. أحب أن تعطي الواقع قسطاً كبيراً من احترامك، وأن تنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض. فنحن في أشد الحاجة إلى رجل مثلك قد عُرف عند الناس بالإخلاص وحب الحق والشجاعة في الجهر به.
(محمد محمد علي)
الجمهورية 3/5/1956م
منقول من كتاب (محاولات في النقد)

Post: #19
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: Sabri Elshareef
Date: 11-30-2012, 02:17 AM
Parent: #18

كان الأستاذ محمود محمد طه رجلاً مختلفاً.


استاذ عمر علي احمد كان يقول لي عقب كل ندوة نحضرها ان الاستاذ محمود ( مسخ علي الرجال )

Post: #20
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد أحمد الريح
Date: 11-30-2012, 01:35 PM
Parent: #19

Quote:


أما موضوع (خالق الناس بخلق حسن) فهو من صميم أساسيات الفكر الجمهوري


الجمهوريون من أحسن الناس خلقاً لا تنطق ألسنتهم بالسوء والفحش ولا تمتد أيديهم بالأذى.

رحمة الله على الأستاذ المفكر والمربى الشهيد محمود....

Post: #21
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: نصر الدين عثمان
Date: 11-30-2012, 03:22 PM
Parent: #18

أخي محمد .. سلام،

عودة أخرى..

وحيث قمت بإنزال مقالة الأديب (محمد محمد علي) كاملة.. فإنني أرى -حتى تعم الفائدة- أن من المناسب إنزال مقالة الأستاذ (محمود) التي قام فيها بالتعقيب على المقالة المشار إليها والتي جاءت تحت عنوان (أو ما علمت أن الأرض قد التحقت بأسباب السماء).. والتي سبق وأن تكرم الدكتور ياسر بإيراد مقطع منها ووضع الرابط :



أو ما علمت أن الأرض قد التحقت بأسباب السماء - تعقيب على الأستاذ محمد محمد علي
جريدة الجمهورية 5/2/1954
أخي محمد .. تحيتي واحترامي ..
وبعد ، فقد قرأت لك كتابك القيم، الذي تعرضت فيه لمناقشة خطابنا إلى رئيس منظمة اليونسكو ، ولقد طابت لك نفسك أن تسوق كتابك الضافي تحت عنوان طريف: (تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض) ، وهو عنوان بارع يدل، من الوهلة الأولى، على ما ينتظر القارئ من نظرة علمية وواقعية .. ولست أريد أن أطيل وقوفي هنا، ولكني لا أحب أن أزايل مقامي هذا قبل أن أؤكد لك أن الأرض في تفكيري قد التحقت بأسباب السماء.. فلست أرى أرضاً، ولا سماء، وإنما وحدة اتسقت فيها العوالم، من الدراري، إلى الذراري، في غير تفاوت نوع، وأكاد أقول: ولا تفاوت مقدار، وإنما هو التعاون المتضافر على الدلالة على وحدة المعاني، القائمة وراء تعدد الشخوص، وتلك دلالة يستوي فيها جبريل، وإبليس، في البلاغة، والتبليغ.. فإذا انحط النظر عن ذلك، فإنما هو اللمح الذي يرى أوائل الأشياء وأواخرها، ثم يسلسل، في تنسيق متحد، مقدمات النتائج المبتغاة، تسلسلا دقيقا، لا يسبق فيه فاضلا مفضول، وإنما هو القسط، والعدل ..
وأما قولك: (ولست أريد اليوم أن أناقش كل ما ورد في خطابك المثالي، فسأتجاوز الحكومة العالمية، لأني أعتقد أن الحكومة العالمية، إذا قدر لها أن تقوم، فسيكون قيامها نتيجة لحسم المشكلات، والقضاء على المظالم.. ستقوم حين يقبر الاستعمار، والاستغلال، وتسود الناس روح المودة، والعطف، فينظر المرء إلى أخيه بعين الإنسان، لا بعين الذئب)، فقول حصيف، ولكنه لا يقال لمثلي، لأنك تعلم أني أرى نفس الرأي، وأعمل له، في متقلبي ومثواي.. وأما قولك، من نفس الفقرة، المتقدمة: (فالتفكير فيها الآن وثوب إلى النتيجة قبل إحكام المقدمات، وإعداد الوسائل)، فقول ضحل، وما أحب لك أن تتورط فيه.. وإلا فإنك تعلم، كما أعلم، أنك، إن لم تفكر في النتائج، لا تحكم المقدمات، ولا تحسن التوسل، وإنما تسير ونظرك تحت قدميك، إما لهذا، وإما لذا..
وأما تشككك في أن تكون فكرتي عن أثر الالة في التعليم المعاصر، ومناهجه، مستقاة من استقصاء لا مبالغة فيه، فتشكك مردود، لأنك لا تقيم عليه، بل أنك، في الحقيقة، توافقني، من حيث لا تريد.. فأنت تزعم: (أن المؤثر القوي في منهج التعليم، وغاياته، والإنتاج الفكري، ليس الالة، ودقتها، بل هو نوع الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، الذي تخضع له الشعوب.. فالتعليم الذي تدعو إليه منظمة اليونسكو مختلف في وسائله، وغاياته، عن التعليم الذي تمارسه الكتلة الشرقية من أوروبا) .. وأنت بهذا الزعم تنظر إلى الشيوعية، والرأسمالية.. ولكن ما قولك في من يخبرك أن الشيوعية، والرأسمالية اللتين تعترف بقوة أثرهما على التعليم، ومناهجه هما نفسهما، أثر من آثار الآلة؟؟ فكأنك، بزعمك هذا تنسب النتائج إلى نتائج، ولا ترجع بها إلى الأسباب الأولى..
وأما قولك عما عبته أنا عن أثر الآلة على التعليم ومناهجه: (ولكن ما رأيك إذا قلت لك أن هذا اللون من العادات الفكرية، والملكات النفسية، هو مالا نحتاج إليه، نحن الشرقيين، ليحد من أطراف حريتنا المثالية الحالمة، فهو، على ما به من قتام، وآلية، ثمرة، مهما يكن طعمها، من ثمرات العلم، والنظرة الموضوعية.. وهو، وإن لم يكن المثل الأعلى للحياة، فإنه أقرب إليه من أحلامنا الهائمة، وجبريتنا الصوفية)، فقول حسن، ولكني أحب لك، وللشرقيين، أحسن منه حين أدعو إلى النهج الذي: (يؤلف بين القيم الروحية، وطبائع الوجود المادي، تاليفاً متناسقاً، مبرأ، على السواء، من تفريط المادية الغربية التي جعلت سعي الإنسانية موكلاً بمطالب المعدة، والجسد، ومن إفراط الروحانية الشرقية التي أقامت فلسفتها على التحقير من كل مجهود يرمي إلى تحسين الوجود المادي بين الأحياء..) وأنا لم أزعم قط أن: (معين العطف، والشوق، والنزوع إلى حياة أفضل، وأكرم، من الحياة الماثلة)، قد نضب في نفوس البشر.. فالناس عندي، كما عندك، (مذ كانوا أبناء حاضرهم، ورواد مستقبلهم).. ولكن على تفاوت بينهم في الرياد.. فمن الناس من لا يرى إلى أبعد من أنفه، ومنهم من تنجاب عن بصيرته سحب الظلمات، وحجب الأنوار، فيرى ورود الحياة، وصدورها، ويرى سيرها فيما بين ذلك..
وأما قولك: (وعندما كان عماد الحياة الحيوان فإن إنتاج الناس، في الحياة المادية، والفكرية، كان متأثراً بالحيوان ونشاطه، مستشرفاً إلى حياة أرقى، وأكمل..)، إلى قولك (وقد حلت الآلة اليوم محل الحيوان، فهي لابد مؤثرة في إنتاج المنتجين، وهي لابد عاجزة، كما عجز الحيوان، من قبل، عن السيطرة على جميع الدوافع النفسية، والحواجز التي تدفع بركب البشرية إلى الأمام)، فقول يعجبني، ويسرني، ولكني لا أجده رداً علي.. فإني إنما صورت الأثر الغالب على مناهج التعليم ، وغاياته، في عصرنا، هذا الآلي، وقلت: (وكذلك أصبح التعليم مهنياً في أكثر أساليبه).. ولم أقل أن الآلة استأثرت بجميع الدوافع التي تدفع بركب البشرية إلى الأمام، ولذلك فإن قولك عني: (فالصورة التي رسمتها للتعليم، والإنتاج، تحمل الشيء الكثير من أعراض التشاؤم) قول مردود.. فإن أملي في مستقبل البشرية لا يدع مجالا للتشاؤم.. وهو أمل لا يقوم على الظن، وإنما يقوم على يقين لا أرتاب فيه، وعندما بدا لك، في خطابي شيء منه يسير، ظننته أنت مما يدخل في باب (اليوتوبيات)..
وأنت تزعم أن نوع التعليم الذي أدعو إليه في خطابي غير مفهوم.. وأرى من حقك علي أن أكون مفهوماً.. (فغاية التعليم عندي أن يحرر الإنسان من الخوف.. وتحريره إنما يكون بتصحيح تلك الصورة الخاطئة، الشائهة، التي قامت في خلده عن الحياة، وعن قانونها).. وهذا قول تقرني أنت عليه، ولكنك تقول: (وللقارئ الحق في أن يفهم أنك تدعو إلى التربية الطبيعية، وإلى سيادة العلوم الطبيعية.. فالعلم وحده هو الذي يستطيع، بقدر ما وصل إليه من كف، أن يعطينا صورة صحيحة عن أصل الحياة، وقوانينها، وأن يقصي عن أذهاننا، الصورة الأسطورية الشائهة).. وأنا فعلا أدعو إلى التربية العملية، وإلى سيادة العلوم الطبيعية.. والذي نريده حقا، (اضافة) إلى علم الظواهر، هو علم ما وراء الظواهر، فإنه وحده الذي يطلع على الحقائق التي، بالإطلاع عليها ينتفي الخوف.. ولقد فصلنا رأينا عن هذا التعليم، وعن تعليم العلم التجريبي، في كتيب الجمهوريين: (قل هذه سبيلي)، الذي صدر منذ حين، تفصيلاً يغنينا عن الإسهاب هنا.. فأرجو أن ترجع إليه لتعلم مبلغ الخطأ في قولك: (وهذا الضرب من الخوف لا يعنينا في مشكلة التعليم.. وهو، إذا كان معتدلاً، أمر لا بد منه لحفظ الذات من الكوارث، وليس من الخير أن نستأصله استئصالاً، فالخوف من المكروب، والخوف من الحريق، إلخ مهم، وسلاح لا بد من حمله)..
وأما قولك: (والعلم عندك كامن في النفس أيضاً، بل هو جوهر النفس، مغلف بطبقة كثيفة، مظلمة، من الأوهام، والخرافات، والمخاوف، الموروثة.. وهنا يبرز أفلاطون صريحاً يتحدث إلينا في خطابك)، فهو قول مؤسف حقاً.. فأنت شاب مثقف، مسلم، ولا تعرف هذا القول الذي تنكره إلا عن طريق أفلاطون.. ليت شعري!! فأين يذهب بك عن قول الله تعالى: (كلا!! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون..)؟؟ وعن قوله تعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد..)؟؟
وأنت تورد قول أفلاطون: (إن العلم تذكر النسيان) وتزعم أن أرسطو قد قضى، قضاء مبرماً، على علم النفس الأفلاطوني.. فما رأيك في قول القرآن: (ولقد يسرنا القرآن للذكر.. فهل من مدكر؟؟)؟؟ هل قضى عليه أرسطو أيضا، قضاء مبرماً، أم أنت لا ترى منه ما أراه؟؟
وتسألني: (فماذا فهم الرجل، وربك، من هذه القصة ذات القشرة، ومن المادة التي صنعت منها الأحلام، وصنع القرآن؟؟) وأجيبك: إن هذا لا يعنيني، بقدر ما يعنيني أن أسجل ما أراه الحق، وأن أدعو إليه.. وسيهتدي به أناس، وسيضل به آخرون..
وتسألني: (لو فرضنا أن وصفك الشعري ينطبق على القرآن، ألا يمكن أن ينطبق على جميع الكتب الدينبة، وعلى الفنون، وعلى الميثلوجيا، أيضا؟؟) والجواب قريب، وهو أن الكتب الدينية جميعاً والفنون، والمثلوجيا، كل أولئك معارج من معارج الحق، على تفاوت بينها، في القرب والبعد، وكل ما هناك أن القرآن مهيمن عليها جميعاً وجامع لما تفرق فيها، من أشتات الحقائق، فهو أعلاها مرتبة، وأقربها إفضاء إليه فما ينطبق عليه ينطبق عليها، على تفاوت بينها، في الشمول والقصور..
أما بعد، فإني أشكر لك خطابك الممتع حقا.. وأؤكد لك أن نشاطي الذهني لا يذهب في المجاري التي لا تعدو حدود التأملات الفردية، ولا الفروض المثيرة للجدل العقيم، وإنما أنا طالب حق أبتغيه في مظانه، ثم لا أماري فيه، إلا مراء ظاهراً.. وأنا موقن، كل الإيقان، أن هذا الوجود قائم على الحق، وأن الباطل فيه عارض من عوارض النقص، فلا يلبث ان يزول.. وأن هذه الأرض قد التحقت بأسباب السماء، فلا يصلحها، منذ اليوم، إلا تشريع يقوم على الحق الذي لا مراء فيه..
وتسألني ما الحق الذي لا مراء فيه؟؟
وأجيب: إنه الإرادة المتوحدة، التي انفردت بالهيمنة على الظواهر الطبيعية، في الأرض، كما في السماء، وهدت الحياة سبيلها، في النور كما في الظلمات، ثم استعصمت بخفاء لا يعين على استجلائه غير قرآن الفجر.. (إن قرآن الفجر كان مشهودا)..
(محمود محمد طه)

رابط المقال

أنوه إلى أنني قد قمت بوضع المقال أسفل مداخلة السابقة وذلك بغرض تسهيل قراءتهما معاً..
فضلاً عن أنني سأنزل لاحقاً الخطاب الموجه لمدير اليونسكو - محل البوست - كاملاً

Post: #22
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: نصر الدين عثمان
Date: 11-30-2012, 03:31 PM
Parent: #21

إعداد الإنسان الحر
(خطاب إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام منظمة اليونسكو)
الخرطوم – 1953 – جريدة صوت السودان.

ثلاثة أمور وردت في تقريركم، لست أبالي إن لم يرد فيه غيرها.. فهي حسبي، وحسب كل مفكر... ثلاثة أمور، وسيلتان، وغاية: أما الغاية فهي ((إعداد إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي)).. وأما الوسيلتان فإحداهما: ((التعليم الجديد))، في قولكم: ((وغير أن ذلك يفرض على البشر أن يدركوا مسئوليتهم في عالم تلتحم فيه العلاقات الدولية، فتلقي على الأفراد واجبات عديدة، لا يعدهم للقيام بها إلا نوع جديد من التعليم))، وثانيتهما النظام العالمي الذي أشرت إليه إشارة بعيدة بعبارة: ((خطة مشتركة))، في قولك: ((إن البشر يعيشون في عالم قلق، لا يكفي فيه أن توفر الحكومات أسباب التربية، والعلوم، والفنون، والآداب، في نطاق قومي، بل أن تضع خطة مشتركة تضمن إمداد التقدم الإقتصادي، والإجتماعي، في العالم دون أن تنال من سيادة أمة، أو من خصائصها الثقافية.. فهي بذلك تستوحي المبادئ العالمية، وتقيم صرح السلام على أسس مستقرة قويمة)).. فأنت تريد أن تنجب الإنسان الحر، الذي يعيش في مجتمع عالمي.. وأنت، لكي تحقق ذلك، تريد نظاما، دوليا، مشتركا، وإن شئت فسمه حكومة عالمية.. وتريد، إلى ذلك، نوعا جديدا من التعليم.. هذا ما تريد.. ولا عبرة عندي بهذا الحذر الذي تبديه، عند الحديث عن الحكومة العالمية، بقولك: ((دون أن تنال من سيادة أمة))، فإنه حذر دوافعه يمكن أن تلتمس في هذا الحرص الشديد الذي يطالعك في تمسك كل أمة بسيادتها الداخلية – وإلا فإنك تعلم، كما أعلم، أن الحكومة العالمية لا تقوم إلا على الحد من سيادات الأمم..
ثورة في الفكر:
إن التقدم العلمي، والصناعي، قد أحدثا ثورة في التفكير الإجتماعي، والسياسي، في عصرنا الحاضر – ثورة زلزلت أصول العقائد، والآراء الموروثة، واتجهت بالمذاهب الإجتماعية، والسياسية، إتجاها علميا.. وهذه الثورة لا تزال مشبوبة، تعتمل في الصدور، والعقول، إعتمالا عنيفا، ما أرى إلا أنه سينتهي، آخر الأمر، إلى نتيجة محتومة، هي أنه لا مندوحة للأمم التي تعمر هذا الكوكب الصغير الذي نعيش فيه من أن تدور في فلك واحد، على نحو ما تفعل الكواكب السيارة، في هذا النظام الشمسي، الذي ما كوكبنا هذا إلا قمرا من أقماره..
هذه هي النظرية العلمية لأجرام العوالم المبثوثة في الفضاء القريب وفي الفضاء البعيد.. وهذه هي النظرية العلمية للحيوات التي تعج بها تلك العوالم – الحياة جميعها، على اختلاف حظوظها من الحيوان، تسعى لغاية واحدة وفق قانون واحد..
وحدة جغرافية:
وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانية وحدة جغرافية، قد ربط تقدم المواصلات الحديثة السريعة بين أطرافه ربطا ألغى الزمان، والمكان، إلغاء يكاد يكون تاما، حتى لقد أصبحت جميع أجزاء المعمورة تتجاوب في مدى ساعات معدودات للحدث البسيط يحدث في أي جزء من أجزائه.. يضاف إلى ذلك، أن هذا الكوكب الصغير معمور بإنسانية واحدة، متساوية في أصل الفطرة، وإن تفاوتت في الحظوظ المكتسبة من التحصيل والتمدين.. فينبغي والحالة هذه، بل إنه، في الحقيقة، ضربة لازب، أن تقوم فيه حكومة واحدة، تقيم علائق الأمم على أساس القانون، كما تقيم حكومات الأمم – كل في داخليتها – علائق الأفراد على أساس القانون.. وذلك أمر مستطاع، بل هو أمر لا معدى عنه.. فإن المتتبع لتطور الحياة يعلم جيدا أن مسألة الوحدة العالمية هي نهاية المطاف المحتومة، في أوانها.. على كل حال، مسألة الوحدة مسألة زمن فقط.. وقد كانت عصبة الأمم، عقب الحرب العالمية الأولى، خطوة عملية في هذا الإتجاه.. وها هي هيئة الأمم الحاضرة خطوة أخرى.. ولا يزال، بيننا وبين الحكومة العالمية، خطوات، عديدات، واسعات.. فإن إستطاع المفكرون، المثقفون، من أمثالك دمجها في خطوة، واحدة، جريئة، رجونا أن تنجو الإنسانية من جوائح الحروب، وأن تفوز بمغانم السلام، والرخاء، من غير أن تنفق طويلا من الوقت، أو تدفع غاليا من الثمن.
حكومة عالمية:
ما الذي ينقص هيئة الأمم لتكون حكومة عالمية؟؟ ثلاثة أمور: الهيئة التشريعة العالمية، ومحكمة العدل العالمية، والسلطة العالمية التي توقع الجزاء، عند الإقتضاء.. وهذه الأمور الثلاثة ليست غائبة عنا غيابا مطبقا.. فإن لدينا منها النواة.. لدينا، مكان الهيئة التشريعة العالمية، القانون الدولي، وهو يقوم على العادات، والمعاهدات.. ولا يزال في المراحل الأولى من تطوره، وقد أخذ الفقه والقضاء يكونان مصدرين من مصادره.. ولدينا مكان محكمة العدل العالمية، محكمة العدل الدولية ((بلاهاي))، وهي هيئة تحكيمية، وحكمها غير ملزم.. وأما السلطة العالمية التي توقع الجزاء فهي الدول – كل واحدة محتفظة بكامل سيادتها – فإنها توقع ما جاء في ميثاق هيئة الأمم من عقوبات إقتصادية، وعسكرية، على من يخالف القانون..
لا جرم أن كل هذه الهيئات بدائيات، بينها وبين الكمال ما بين الحكومات الوطنية الحاضرة وبين الحكومة العالمية – خطوات، عديدات، واسعات – إن تركت الإنسانية لتقطعها بأسلوبها المعهود من التطور الوئيد، نشبت بينها نواشب التغالب، فتضورت بالمجاعات، واصطلمت بالحروب، وولغت في الدماء، وأفسدت في الأرض فسادا كبيرا.. وليس على طلائع البشرية، فيما أعلم، واجب يشرفهم أداؤه أكبر من أن يعينوا الإنسانية على إجتياز هذه الخطوات، العديدات، الواسعات، إجتيازا هينا، يسيرا، سريعا، في وقت معا.. ولا يكون التطور هينا، يسيرا، سريعا، في وقت إلا إذا سار على حداء عقل مستهد جريء..
لا بد من هيئة تشريعية عالمية تسن من القوانين ما ينظم علائق الدول ببعضها البعض، وتشرف على الهيئات التشريعية المحلية في الدول المختلفة، حتى لا تسن من القوانين ما يتناقض مع القانون الرئيسي الذي تسنه هي، والذي، بدوره، يجب ألا يتناقض مع القانون الأساسي الذي هو الدستور العالمي.. وبذلك تكون جهازا يربط بين قوانين الأمم المختلفة، الفرعي منها، والرئيسي، ويجعلها منسجمة في ضرب من الوحدة ينتظمها جميعا..
ثم لا بد من محكمة عدل عالمية، تنظر في القضايا الدولية، فتصدر أحكاما تحترم، وتنفذ.. ولا بد، آخر الأمر، من سلطة عالمية، تنفذ أحكام القضاء.. وستنهض هذه السلطة من إندماج الدول الحالية في نوع من الوحدة، يأخذ من سيادة كل دولة ما يحد من سلطان الحدود الحاضرة، ويلغي الحواجز الجمركية القائمة، ويجعل الدول الحالية إدارات محلية، لا تتجاوز سلطتها تنسيق مجهود الجماعات المحلية المختلفة، في القطر الواحد، في كل، منسجم، مؤد إلى غاية بعينها، هي، في حقيقتها، نفس الغاية الإنسانية في هذا الكوكب.
وقد جاء هنا ذكر الدستور العالمي، وليس له الآن وجود... فما هو؟ إنه لا يمكن أن يكون هناك دستور عالمي واحد إلا إذا قام على الأصول الثوابت التي تشترك فيها جميع الأمم، وجميع الأجيال، وتلك هي الأصول المركوزة في الجبلة البشرية، من حيث أنها بشرية، ذلك بان تلك الجبلة إنما هي نقطة الإلتقاء التي يتوافى عندها سائر البشر، بصرف النظر عن حظوظهم من التعليم والتمدين – وللطبيعة البشرية قانون كامن فيها هو ذاته صورة مضاهية لصورة القانون السرمدي الذي يهيمن على الظواهر الطبيعية، ويسيطر على القوى الصماء، التي تزحم الوجود، فلا يخلو مكان منها – هو صورة مضاهية لهذا القانون، ولكنها صورة معقولة، ملطفة، إنسانية، تفيض بالإنسانية والرقة واللطف..
التعليم الجديد:
فإذا ما تركنا أمر الحكومة العالمية عند هذا الحد ونظرنا في الوسيلة الأخرى، وهي التعليم الجديد، استطعنا أن نستمد منها نورا يعين على تحديد الدستور العالمي المنشود..
إن التعليم الحالي مضلل أشد التضليل.. وتضليله نتيجة حتمية للنظرة المعاصرة للحياة، وغايتها.. إنا نعيش الآن في عصر آلي، تغلغل أثر الآلة في جميع وجوه نشاطه، حتى لقد تعلم الإنسان أن يحترم القواعد الآلية، وأن يمثل الآلة في إنتاجه الأدبي، والفني، وأن يستمد مثله العليا من دقة الآلة، ومن قوتها، ومن صوتها الموقع، الموزون.. وتبع كل ذلك نظامه التعليمي.. فهو يحاول أن يخلق نفسه، بالتعليم والمران، آلة، آدمية، شديدة الدقة، موفورة الكفاءة، كثيرة الإنتاج.. وكذلك أصبح التعليم مهنيا في أغلب أساليبه..
إن ((التعليم الجديد)) يجب أن يستمد من النظرة الجديدة إلى الغاية من الحياة الجماعية: ((إعداد إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي)).. ((إنسان حر)) من هو؟؟ هو من حرر عقله، وقلبه، من رواسب الخوف، فنبه جميع القوى الكامنة في بنيته، فاستمتع بحياة الفكر، وحياة الشعور.. هذا هو الإنسان الحر، والتعليم المتوجه إلى إعداده يعني، في المكان الأول، بتحرير المواهب الطبيعية من الخرافات، والأباطيل الموروثة في العهود السحيقة..
هناك شيء موروث من لدن درجت الحياة في ظلمات هذا الكوكب في الماضي السحيق، وهو متمكن من القلوب البشرية، رابض فيها، لا يريم.. ومنطقته منطقة حرام، محجورة، يقوم دونها ستار حديدي، لا يقل مناعة من ذلك الستار الحديدي الذي تقيمه روسيا بينها وبين العالم.. ذلك هو الخوف الذي صحب الحياة، من لدن فجرها، وسيرها، وحفزها على التقدم، والترقي، وفي نفس الوقت حال بينها وبين الكمال الرفيع الذي هو حظ مقدور للإنسانية.. ومع أن هذا الكمال حظ مقدور للإنسانية، فإنها لا تناله حتى تتحرر من الخوف تحريرا تاما، ذلك بأن الخوف هو رأس كل الرذائل، فهو سبب الفتك، والعنف، عند القوي.. وهو سبب الخديعة، والغش، عند الضعيف.. ومنشأ الخوف هو الصورة الخاطئة، الشائهة، التي كونتها في خلد الإنسان القسوة المستهترة التي تلقاه بها القوى الصماء في البيئة الطبيعية التي يعيش فيها..
التحرر من الخوف:
فإذا ما أردنا أن نحرر الإنسان وجب أن نحرره من الخوف.. وجب أن نصحح تلك الصورة الخاطئة، الشائهة، التي قامت في خلده عن الحياة، وذلك بأن نعطيه صورة، صحيحة، كاملة، عن أصل الحياة، وعن قانونها، وعن غايتها، وأن نركز في خلده هذه الصورة الصحيحة عن أصل الحياة، وعن أصل الوجود المادي، الذي يحيط به، تركيزا تاما.. هذا أمر ضروري، ولا يغني غناءه شيء، إذا كان لا بد ((من إعداد إنسان حر)).. ولا عبرة بالتنظيم الإقتصادي، ولا بإتاحة المساواة للناس جميعا، إذا لم يوجد المنهاج التعليمي السليم الذي يخدم غرضنا في تصحيح تلك الصورة.. ذلك بأن المساواة الإقتصادية إنما هي وسيلة إلى الفراغ، ولا خير في الفراغ إلا إذا وجه توجيها، مرسوما مقدورا، معروف المصادر – والموارد.. الفراغ لا يصلح إلا للأحرار، فإنه لغيرهم مفسدة..
القرآن للجميع:
ولكن أين نجد الصورة الصحيحة، عن أصل الحياة، وأصل الوجود؟؟ ذلك ما من أجله أكتب إليك.. إنك، لابد، قد سمعت بالقرآن، وما يقال عنه من أنه كتاب المسلمين، وهذا غير الحق، فإن القرآن كتاب الإنسانية جمعاء، لأنه سيرة الحياة جمعاء.. هذا الكتاب هو قصة النفس البشرية الخالدة في الجوهر، المتقلبة في الصور المختلفة، في الأزمنة المختلفة، والأمكنة المختلفة.. فلم يمر عليها زمان قط، لم تكن فيه في مكان ما، تبحث عن الخلود.. تريد أن تكون خالدة في الصور، كما هي خالدة في الجوهر..
هذه القصة الطويلة هي قصتي، وقصتك، وقصة كل فرد بشري، ولكنا جميعا نسيناها.. ومعنى أننا نسيناها أنها رسبت في العقل الباطن، ثم غطت عليها طبقة كثيفة من الأوهام، والمخاوف، التي ورثناها من عهود الجهل، والخرافات.. وليس لنا إلى السعادة من سبيل إلا بكسر هذه القشرة الكثيفة التي أحكمت سبكها، وافتنت في حياكتها، يد الخرافات، والأوهام، والمخاوف، التي حجبت صور العقل الباطن، من أن تنعكس على صفحة العقل الواعي، فتستجلي، بانعكاساتها، الحقيقة الكبرى – حقيقة الحقائق المحجبة بستائر الأنوار..
وهذه القصة الطويلة التي نبتت في العقل الباطن مصنوعة من نفس المادة التي صنعت منها الأحلام.. ومن نفس المادة صنع القرآن.. وهو لم يصنع إلا ليذكرنا القصة – القصة العجيبة التي هي دورة كاملة من دورات الوجود، من تذكرها علم العلم الذي لا جهل بعده، وخلد الخلود الذي لا فناء بعده..
إن وظيفة التعليم لا تتعدى تذكيرنا بهذه القصة، البتة.. ولذلك فالتعليم، في حقيقته، مجهود فردي، يقوم به كل رجل، وكل إمرأة، لتحرير المواهب الطبيعية – العقل، والقلب – من الأوهام التي تحول بينه وبين الحياة السعيدة – حياة الفكر، وحياة الشعور.. ولا يتعدى واجب الحكومة تنظيم الحياة الخارجية، على شكل يمكن الفرد، من رجل، وإمرأة، من أن يجد فيه أقل عدد من الصعاب، وأكبر قدر من التشجيع، في سبيل جهوده الفردية، في نيل الحرية – حرية العقل، والقلب.. فإذا كان ذلك حقا، فقد وصلنا إلى الدستور العالمي.. ونستطيع أن نقول عنه: أنه هو الدستور الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الإجتماعية الشاملة..
إن الفرد هو مدار الوجود.. وكل شيء مسخر له، بما في ذلك النظام الإجتماعي.. فما ينبغي أن يؤخذ من حريته إلا بالقدر الضروري لصيانة النظام، الذي، بدونه، لا يتيسر للفرد الجو الملائم لتحرير مواهبه.. هذا ما عن لي أن أقوله، لك وللإنسانية جمعاء، وهو قول أريد ان أقدم به إلى الإنسانية الكتاب – كتاب الخلود – القرآن..
(محمود محمد طه)


حاشية:

ربما كان هناك خطأ في التاريخ الذي تم إيراده في مقالة الأديب (محمد محمد علي).. حيث أثبت في الكتاب (محاولات في النقد) 3/5/1956 بينما جاء تعقيب الأستاذ محمود اللاحق في 5/2/1954م!؟

Post: #23
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: نصر الدين عثمان
Date: 11-30-2012, 05:37 PM
Parent: #22

يكتب (محمد محمد علي) متسائلا:
Quote: أتظن أن مدير منظمة اليونسكو فهم عن القرآن شيئاً‍!؟ القرآن قصة النفس البشرية الخالدة، والقصة نسيت فرسبت في العقل الباطن، وغلفت بقشرة كثيفة من الخرافات والأوهام والمخاوف "وهذه القصة الطويلة مصنوعة من نفس المادة التي منها صنعت الأحلام، ومن نفس المادة صنع القرآن"


فيرد عليه (محمود محمد طه):
Quote: وتسألني: (فماذا فهم الرجل، وربك، من هذه القصة ذات القشرة، ومن المادة التي صنعت منها الأحلام، وصنع القرآن؟؟) وأجيبك: إن هذا لا يعنيني، بقدر ما يعنيني أن أسجل ما أراه الحق، وأن أدعو إليه.. وسيهتدي به أناس، وسيضل به آخرون..


يأخذنا العجب لهذه المساجلة الفكرية المتقدمة التي تصطرع فيها الأفكار وو تتشابك فيها العقول وفق مناهج علمية سليمة وحجج مفحمة.. ونعجب أكثر عندما نتبين أن مسرحها كان الصحف السيارة.. وأنها وقعت قبل قرابة الستين عاماً .. لله در أسلافنا العظام..

Post: #24
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: Mohamed Adam
Date: 11-30-2012, 08:32 PM
Parent: #23

السلام عليك أستاذ محمد فضل على
هنا قد لايهم كثيراُ رأي الناس في فكر الأستاذ محمود (هل يخفي القمر... ) .. لكن أسمح لي لأقفذ للمهم وأن ألفت النظر إلي درر قيمه ينثرها الأستاذ (الولٍي) محمود محمد طـه علي كافة الناس وهي علي شاكلة:
Quote: وتسألني ما الحق الذي لا مراء فيه؟؟
وأجيب: إنه الإرادة المتوحدة، التي انفردت بالهيمنة على الظواهر الطبيعية، في الأرض، كما في السماء، وهدت الحياة سبيلها، في النور كما في الظلمات،
ثم استعصمت بخفاء لا يعين على استجلائه غير قرآن الفجر.. (إن قرآن الفجر كان مشهودا)..
(محمود محمد طه)
لزيادة الخير خيرين: بما أن الأستاذ ينتمي لعقيده معينه، عشان كدا تقيد بممارستها والتي تمثلت في: (قرآن الفجر).
لكن، في الحقيقه قيام الفجر كوقت(أن تعيشه بوعي ) هو الذي يفتح قنوات الإستقبال(ينظفها) أكثر من بقية الأوقات الأخري ..
هذا هو السر المنشود(كوسيله لغايه ساميه).
لايشترط ترتيل ماده دون الأخري لتجلي الحقيقه!! لكن قد تكون هذه الماده : يوغا، حلقة ذكر، رياضه، حفلة طرب .. ..إلخ.
يبقي يكون قدسية الفيام بواجب الفعل نفسه هو البيأدي الغرض(يخليك تعرف الحق الذي لا مراء فيه ) .

نصيحه:
معظم أقوال وكتابات الأستاذ ومن ضمنها التي يرد عليها ،علي مخالفيه تجد الأستاذ لايهتم فيها كثيراُ بفعل المخالفه بقدرما هو يهتم ليجعله وسيله طيبه لتوصيل الخير للناس (يغلف بداخلها أسرار)..كلمة يغلف ترجع لإستعداد وسعة الطبق لإستقبال البث!! لكن، لٍتـُفهمْ هذه الأسرار ، يجب أن تكون (ترانساند) أي تترك الأصبع وتمسك بالقمر- تترك المؤشر به وتتمسك بالمؤشر إليه!.

إنتبه للزيًاده.

.

Post: #25
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-30-2012, 10:18 PM
Parent: #24

شكرا محمد فضل وزواره الكرام.
هذا الخيط خير ابقاني يقظا الي ما بعد منتصف اللليل بتوقيتنا. وقد اطلعت عليه عن بكرة ابيه، فكان خير ختام
لليلتي هذه. وساعود بحول الله لمطالعة ما يستجد وللمشاركة ماوسعني الوقت.
لمم شكري الخار مجددا!

Post: #26
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 12-01-2012, 09:57 AM
Parent: #25

Quote: يأخذنا العجب لهذه المساجلة الفكرية المتقدمة التي تصطرع فيها الأفكار وو تتشابك فيها العقول وفق مناهج علمية سليمة وحجج مفحمة.. ونعجب أكثر عندما نتبين أن مسرحها كان الصحف السيارة.. وأنها وقعت قبل قرابة الستين عاماً .. لله در أسلافنا العظام..

شكرا لمحمد فضل ولكل الضيوف.

Post: #27
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 12-01-2012, 11:22 AM
Parent: #26

Quote: وتسألني ما الحق الذي لا مراء فيه؟؟
وأجيب: إنه الإرادة المتوحدة، التي انفردت بالهيمنة على الظواهر الطبيعية، في الأرض، كما في السماء، وهدت الحياة سبيلها، في النور كما في الظلمات، ثم استعصمت بخفاء لا يعين على استجلائه غير قرآن الفجر.. (إن قرآن الفجر كان مشهودا)..
(محمود محمد طه)

كلام يخلي الزول يعجز عن الكلام.

Post: #28
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 12-02-2012, 06:41 AM
Parent: #27

إخواني, أحِبَّتي, أساتذتي:

هذا الحوار الموضوعي , الهاديء والهادف, يجعلني أداوم
على المتابعة, لأتعلَّم منكم.

لكم مودَّتي.

Post: #29
Title: Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 12-16-2012, 06:29 AM
Parent: #28

وهذه الإطلالة عشان خاطر(مامون) بعد أن احتج لكونه
كان مسافراً في مهمة خاصة. و(لطفي) الذي سجل غياباً
طويلاً عن المنبر.... ذلك قبل أن يدهمنا قطار الأرشفة
وسائقه المتعجِّل(بكري).