صفوة المجتمع يرصدهم الاخرون!!

نماذج كثيره لصفوه من مجتمعنا السوداني تم الاشاره اليها من اخرين...في غياب تام منا لذكرهم..هل نحن نعاني من قدره على التقييم؟ ام ان اننا نتجاوز ابداعات الكثيرين بدوافع قد يكسو في بعضها القصور والحسد.

ما دفعني لذلك هو مطالعتي لمقال قبل مده يتناول ذات الامر...فنماذج لمبدعين كثر في بلادي رصدتهم أعين الآخرون ..بالرغم من وجودهم بيننا...فماذا نسمي ذلك؟

الراحل الأديب "الطيب صالح" ..كتب ما كتب..فلم تبارح حروفه ارفف دور النشر وربما ارشيفها...وحين امتدحه احدهم من خارج السودان..هرولنا نبحث بين أرفف المكتبات عن كتبه لمطالعتها.

لماذا لا يلقى المبدع عندنا التقدير الذي يستحق...هل غياب حركه نقديه جاده ومتابعه لما يكتب تتابع الاصدارات هو السبب؟ وهل هناك حكره نقديه تقام لها ندوات تتناول الاصدارات وتعمل على تفنيدها ونقدها؟ أم أن مقولة "زامر الحي لايطرب" حاضره هنا.

غياب الحركه النقديه الموضوعيه ألقى بظلال سالبه حتى على المشهد المجتمعي والسياسي على حد سواء...ففي حركة النقد تواصل لقيم وافكار يمكنها ان تساهم بصوره فاعله في تحسين وتطوير الواقع المجتمعي والسياسي.. شخصيا لا ألاحظ اي وجود لها..ربما يمكن ان نطلق على برنامج "نجوم الغد" بادره نقديه رغم تحفظي على بعض الاشياء المتعلقه بالبرنامج وطريقة تناوله للاعمال المقدمه وطريقة التقديم..ففي كثير من الاحيان استشعر ان البرنامج يستعرض طريقة الاداء وكيف يمكن ان يطور المبتدئ اداؤه..لكنه لا ينتقد الاعمال المقدمه والمعنى هنا عن الاغاني.
حركة الدراما في السودان لم اسمع ولو لمرة واحده عن سمنار يتناول قضايا المسرح كمثال بالرغم من انه "ابو الفنون" ...ولم اسمع ان هناك ندوة او ورشة عمل من اجل معالجة القضايا التي تعوق انطلاق الدراما في السودان...فمكثت في مكانها ولم تبارح شاشاتنا المتواضعه ..بالرغم من ان بعض التجارب كانت حاضره في مهرجانات عديده ..وحاز بعضها على جوائز وتقدير.

ترى ما هو السبب في غياب الندوات النقديه عن الساحه ؟ هل هو عدم وجود متخصص في المجال النقدي؟ ام اننا سنظل ننتظر الاشاده من الاخرين لنكيل بعدها المديح والثناء لأعمال واشخاص ينتمون الينا ويكتبون من واقعنا ويحاولون ان ينهضوا بمجتمعنا.

في زوال الحركه النقديه من الحراك المجتمعي ستبقى الكثير من الاعمال وكاتبيها ومؤلفيها في خزانات دور النشر وأرفف المكتبات ..تغطيهم وتغطي مؤلفاتهم الاتربه.