هم ناخبـيـن ، ونحنا كبـــــاري !!

هم ناخبـيـن ، ونحنا كبـــــاري !!


11-06-2012, 07:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1352225085&rn=0


Post: #1
Title: هم ناخبـيـن ، ونحنا كبـــــاري !!
Author: أيمن الصاق آدم
Date: 11-06-2012, 07:04 PM

مقالي المنشور بتاريخ 11/ سبتمبر / 2012 أعيد نشره هنا " بمناسبة العرس الانتخابي ( الديمقراطي ) العالمي العظيم .( الانتخابات الامريكيه ) ...

نصف الكوب

أيمن الصادق
[email protected]

هم ناخبين ، ونحنا كباري ..!!!

يتوجه الناخب الأمريكي في السادس من نوفمبر القادم لمراكز الإقتراع لإختيار رئيس للولايات المتحده الامريكيه ، بعد ان بات التنافس مقتصرآ بين الرئيس أوباما عن الديمقراطي ، وميت رومني عن الجمهوري ، ولست بصدد حساب حظوظ أحد المتنافسين في هذا السباق - المونديالي بالنسبه لنا في دول العالم الساكت - الذي يعتبر الحدث العالمي الأهم لهذا العام بالنسبه للاعلام والمهتمين بل أردت الوقوف علي بعض الملاحظات البسيطه التي توضح الفرق في الممارسه الديمقراطيه بين الديمقراطيات " العريقه " وديمقراطياتنا " العبيطه " نعم عبيطه.. ويجب ان نعترف ان أوضاعنا الاقتصاديه ، أو الأميه ليست السبب فيما نحن فيه من تاخر عن ركب الحكومات الديمقراطيه الرشيده ، بل رغبة الساسه هنا في عدم بث الثقافه الانتخابيه وكذلك غياب الاجهزه والمؤسسات الحكوميه ( الوطنيه ) التي تجعل من الوطن قيمه عليا يتنافس المرشحون حوله بتقديم البرامج الانتخابيه التي تعوّل علي الناخب ووعيه السياسي ، ليكون قراره فيما بعد عبر صندوق الاقتراع ليقول عبر صوته ، إختار فلان لتاريخه السياسي المشر وحزبه ، وكذلك برنامجه الإنتخابي يؤهلانه ( وهذا من وجهة نظر الناخب ) ليكون القائد لهذه البلاد ويحقق ما أتطلع إليه ... بقرار شخصي مستقل دون إملاء او ارهاب او إيعاز ...
أما هنا فحملاتنا الانتخابيه تبدأ بالتخويـــــن والعمــاله والتهويد والسب والشتم الشخصي ( بين المرشح وانصاره ومنافسيهم ) ... وتنتهي برفض النتائج والتشكيك وتقديم الطعون !!!! لا أحد يتحدث عن الوطـــــن ومن الأجدر في تسنم قيادته ، ولا احد يطرح برنامجآ جديآ صادقآ واقعيآ عن رؤيته في النهوض بالمواطن- وبالتالي المجتمعات - وتقديم الخدمات الضروريه وكذلك النهوض بالبنيه التحتيه – رغم ان الحديث عن البني التحتيه غاب منذ عقود عن البرامج الانتخابيه في بعض الدول ليس لكثرة مواردها بل لقلة مفسديها – ولعلك تتابع عزيزي القارئ وسائطنا الاعلاميه وهي تنقل تصريحات زعماء القبائل وهم يبايعون المرشح فلان ويضمنون له اصوات القبيله !!!! وكذلك إصدار الفتاوي التي تحرم التصويت لأحد المرشحين ، وارهاب الناخبين ، وبث الخوف في نفوسهم ورسم صوره مرعبه لمستقبل البلاد حال تصويتهم للمرشح الآخر ..
أوضاع كهذه – غياب الوعي الانتخابي - هي التي ينشدها ساستنا الانتهازييون لانهم وببساطه ينظرون للمواطن ( الناخب ) بإعتباره جسر ( كبري ) يعبرون من خلاله لدنيا الثراء ، والفساد ، والرفاه والعيش الرغيد ، والتسهيلات ومزيدآ من التسهيلات ، ليعم الخير حتي يصل ذوي المدام !!! والجميع يشاهد كيف يظهر أحدهم باحدي المناطق قبل الانتخابات متوسلآ ومتسولآ عند أعيان المنطقه والقبيله ، وبعضهم شارٍ للاصوات ليدفع المال السياسي بلا حساب ، ويحلف بالكتب السماويه ، والكثير يخونه التعبير ليحلف بالطلاق أنه في خدمة المواطن وانه سيجلب لهم كذا ، ويحقق لهم ، وانه ابنهم وابن منطقتهم وهو الصليح وغيره طليح .... وفي الآخر يغيب حتي عن حفل الاحتفال بفوزه المنظم من قِبل ناخبيه ، ويعتذر دومآ عن لقاء أهل دائرته الانتخابيه الذين أتواْْ به لهذا المنصب بحجج الإجتماعات وغيره ، ودعوني اقول شيئآ ربما تغيب عن الكثيرين وهي ان القانون الامريكي يُلزم عضو الكونغرس لقاء المواطنين من دائرته الانتخابيه في مكتبه !!!! ( تأمل وتعجب ) ..
دعوني اختم بإستدعاء مع المقارنه لحدثين انتخابيين ، أقصد الانتخابات الرئاسيه المصريه والفرنسيه ... الفرنسيه سبقت المصريه ومرت بسلاسه وشخصيآ إستمتعت بها حتي باللقاء التقليدي بين المرشحين عشية الاقتراع ، وسعدت أكثر عندما أعلن ساركوزي نفسه الخساره امام منافسه اولاند قبل اعلان ذلك رسميآ ... لتأتي المصريه بكل تفاصيلها ومراحلها المعقده ، لتخََتَتم بحشد مناصري مرسي قبل اعلان النتيجه بالتحرير " ويا مرسي يا نخربها " ولا تسأل عن الانتهاكات ...
أخيرآ أجهزه وطنيه ( مسؤوله ) قوانين انتخابيه الهدف منها تنظيم العمليه وتسييرها بسلاسه وليست تعسفيه لإقصاء الآخر و توعية المواطن بحقه ، نتقدم ونغادر هذه النقطه التي عجزنا لسنوات الخروج منها،، والله المستعان .

قولوا يا لطيف .

الجريده .