محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!

محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!


11-04-2012, 11:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1352067470&rn=0


Post: #1
Title: محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
Author: صلاح أبو زيد
Date: 11-04-2012, 11:17 PM

قراءة في جوانب من (فوضى جنسية على ضفاف النيل) للكاتب طه جعفر

عن تجربته مع التابوهات يقول القاص سعيد الكفراوي:
Quote: «نحن ضحايا المقدس بكل صوره، والمقدس ينسحب معناه على كل القيم الجامدة، ومنها قيم عائلية، وأخرى مجتمعية ومذهبية وطائفية، تحرمك الخوض في مناطق جديدة، كما تقف حائلا دون التجريب. يقدس الناس القائم ولا يغيرونه، وبالتالي فقدنا فعل الحرية، وفقدنا النقد الذي يقودنا إلى قيم إيجابية خلاقة»

زمن السرد( فضاء الحكاية) عام كامل، مر هذا العام برتابة دلت عليها اللغة في تكرار(نفس المكان) في موضعين مختلفين.
المكان الذى دارت فيه الأحداث هو ليس المشار إليه في بداية السرد، بل المكان نفسه مأزق لأنه خليط من ( منطقة مطر ورواكيب وخريف) وابقار وعجول، اقرب لريف القضارف ، منطقة مشاريع زراعية، ممزوجة بمكان آخر، مكان فيه ( طلمبات) غالبا ماتكون مناطق الري على ضفاف النيل، زيت المكاينات الرابط الوحيد بين المكانيين ، مناطق الزراعة المطرية حيث مكينات الحراتة والحاصدات، حتى الرائحة هي ( خليط رائحة الجروف وورش الصيانة) و ( العمالة ايام الحصاد والكديب والحراتة) اقرب لمشاريع القضارف موسم الحصاد . وفي جزء آخر:
فهي بيئة صحراء ورمال بالرغم من كلمة (ليل) وظلالها القوية؟؟ ( كانت قريتهم الأقرب للمركز يفصلها ليلٌ و رمالٌ حارقةٌ من مركز المديرية )

الوصف البصري:
صورة (الراكوبة)
(كان حميدة خلف الراكوبة، تحيط به سيقان عيش الريف العالية بأوراقها غنية الخضرة و القناديل التي تتجهز للحصاد بفرح، تحيط به من إتجاهين ، لا يمكن رؤية حُميدة ألا إذا إقتربت من الراكوبة التي إبتلع قِصَر قامتها طولُ سيقان عيش الريف و سَتَر جانبها الثالث صف من أشجار النيم التي تضم في أفرعها أزيار الماء و تمسك بالحبال التي يمكن أن يُعَلّق فيها أي شيء إبتداءً من الملابس إنتهاء بعمود الطعام و الراديو)
راكوبة قصيرة، و الرواكيب تحكي عن حالة أهلها في قصرها و بؤسها، وحتى هذا (القُصْر) تم ابتلاعه بسيقان عيش الريف الطويلة، امعانا في تخفي مكان (الخرابة) واكتمال تآمر الطبيعة لتهيئة مسرح (المقهور –حميدة-) وتجربته مع الأرض والسلطة.
الشخصيات في الرواية نمطية ونموذج لقيم مقصودة في ذاتها:
حاجة (الرّضية) محور اساسي في الحكي، ورمزيتها مكشوفة رغم محاولة تلوينها و تكثيف وجودها كأنّ هنالك عمق آخر ، فهي ببساطة ووضوح نموذج (لجيل امهاتنا بشلوخهن، و صبرهن الطويل،الصف الأمامي لضحايا الأنسحاق الاجتماعي والطبقي الديني الذكوري). تقدم بها العمر، انقضى فعل الإنجاب، مهجورة و متروكة ، تمارس الخدمة وتجهيز الطعام للنسيب و (تباري الجداد) أحيانا، ولكنها و بذكائها الفطري الخاص تقلق على مستقبل تعليم البنات.
للكاتب ذخيرة مليانة بتجارب هؤلاء النساء العظيمات، تتبدى في كتابات سردية تسجيلية عن نساء في محيط اسرته نشرت على صفحات سودانيز اون لاين.
حاجة الرضية تحيا بمنلوج داخلي ، تحت نير (التأنيب) على عدم قدرتها على (ممارسة الإيجاب) والذي كان على الكاتب الا يستعجل في ذكره مباشرة و كان يترك للنص و حركته لتوصيل هذه الفكره، والإيجاب فعل وعمل حركة للتغير، وكأنّ الكاتب بخفاء يشير للجناس غير الكامل بين (فعل الإنجاب) و (الإيجاب) و كيف تعطل (التابوهات فعل الانثى القادرة بيلوجيا على بذر الحياة)؟ .
و حاجة الّرضية لا تستطيع فعل (الإيجاب) وأنّى لها، وهل تمتلك أدواته في مجتمع ذكوري قهري، يمتلك فيه الرجل (حريم) ثلاث زوجات.

يتبع.........

Post: #2
Title: Re: محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
Author: Afraa Sanad
Date: 11-05-2012, 00:06 AM
Parent: #1

وقد توهمت أنا من فرط الفوضي أن هنالك نموذجان فقط للصراع يمثلهما تبارك والزبير ...حوا السودان ولادة وان كانت لا تستطيع فعل (الإيجاب)...

شكرا صلاح

Post: #3
Title: Re: محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
Author: صلاح أبو زيد
Date: 11-05-2012, 03:33 AM
Parent: #2

الاخت Afraa Sanad

شكرا على المرور و على التعليق


صلاح ابوزيد

Post: #4
Title: Re: محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
Author: صلاح أبو زيد
Date: 11-05-2012, 04:08 AM
Parent: #3

أما حميدة ، مقهور ، ضحية لكل الاطراف بما فيهم (حاجة الرّضية) التى اكتفت بالمشاهدة والتأسي ولم تمارس (الإيجاب ) حتى تجاهه. قهر لدرجة أن النص لم يحتفل بماهية علاقته الحقيقية ( بحاجة الرّضية) علاقة تسير في تواز لا تداخل او تلاق بينهما الا في مشهد منح كوز الماء و حلاوة (كرم الله)!!
حميدة عاش طفولته وصباه في مجتمع يرزح تحت تابوهات عنيفة (الجنس والسياسة والدين) لذلك كان التركيز على منحى الإختباء(حميدة لا يمكن رؤيته الا إذا) و(رأس الحمارة مغطى بمخلاية)، (وقبل غروب الشمس بقليل)
القهر على حميدة تمثل في عنف جنسي ذو اتجاهين ، احتوته ثلاثة اماكن ، المدرسة، نقطة البوليس والراكوبة

فالمدرسة سلطة ، المؤسسة و اللوائح و الفتوات، وتلك المدارس المعنية بيمقات النص ، مدارس لا تعرف جوانب الابداع و المهارات الأخرى للطفل غير الحفظ و التكرار وحصة الدين ام عصاية و حلال وحرام والتصفيق للعشرة الاوائل من الحفظة و قليل من الذكاء و كثير من الطاعة العمياء، مدارس السوط والجلد القهر و ضحاياالأرهاب اليومي البدني و النفسي. لا يتم فيها سوى إعتداء يومي منظم على حرية التفكير و التعبير، هذه المؤسسة بكل هذا التراكم ، يضبط فيها (حميدة) متلبسا و معتدى عليه ،جريمة حميدة الطفل اشار لها المدرس الجديد (الولد الباطل ده يكلم اهلو براهو). إعتداء جنسي.
حادثة النقطة هي ايضا مثال لسلطة يومية في وسط الحي، واعتداء جنسي ضد (حميدة).
أما حادثة (الراكوبة) المكان الوحيد الذي تتضائل فيه السلطة ، و يتوارى الرقيب، وتمنحه الارض والطبيعة بعض أمان خلف سيقان عيش الريف الوارفه، ففي تصوير مشهد مضاجعة الحمارة- الحيوان- يكمن السقف العالي لتمرد النص على السائد على سلطة الرقابة ، سلطة الخطاب السائد ، وعكس مقدرة النص كنص معارض و مصادم،في شجاعة انتهاك المحرمات و امكانية تقديم رؤية بديلة.
فحميدة في عجزه الكامل: الفقر ، الجوع، الأسرة، والوحدة و انكسار الحلم، ، العاجز عن فعل رغبات الحياة اليومية ، فلا يمكن تمليك (حميدة) القدرة على ممارسة الحرمان الا بكسر (المحرمات) ولا بد للنص ان يتجاسر على التورية والتلميح بالمجاهرة لتصوير علاقة جنسية شائكة، تمثل لحظة وامكانية (حميدة ) للتواصل و فعل الإشتهاء مع جسد ما.

Post: #5
Title: Re: محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
Author: حامد بدوي بشير
Date: 11-05-2012, 10:20 AM
Parent: #4

الأستاذ صلاح أبو زيد،

هذا ما ظللنا نفتقده طوال الوقت في هذا المنبر وفي صحف السودان وكل الساحة الثقافية السودانية.

النقد.

وليس الانتقاد.

التحليل النقدي.

النقد وليس التقريظ.

هنا ينتفي التصنيف الأبيض والأسود، الصاح والخطأ، الجميل والقبيح.

هنا قراءة.

شخص الكاتب هنا، غائب تماما إذ لا لزوم لوقوفه بيننا والنص .

النص هنا كائن خيّ حر مريد (موت المؤلف).

النص هنا إمكانية لا حدود لها من التأويل.


شكرا لك ... ومن المتابعين.

Post: #6
Title: Re: محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
Author: صلاح أبو زيد
Date: 11-05-2012, 02:36 PM
Parent: #5

Quote: فإذا ازدهرت الرواية، فهذا يعني إننا نستيقظ.


شكرا جزيلا الاستاذ حامد بدوي بشير

شرفني كثيرا مرورك بالبوست
صلاح ابوزيد

Post: #7
Title: Re: محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
Author: محمد علي عثمان
Date: 11-06-2012, 10:56 PM
Parent: #6

Quote: [الأستاذ صلاح أبو زيد،

هذا ما ظللنا نفتقده طوال الوقت في هذا المنبر وفي صحف السودان وكل الساحة الثقافية السودانية.

النقد.

وليس الانتقاد.

التحليل النقدي.

النقد وليس التقريظ.




شكرا الاستاذ صلاح أبو زيد

شكرا الاستاذ حامد بدوي بشير .. اتفق معك تماما