أمريض ومتهم : ماذا بقي من (الأهلية) إذن ؟؟

من حق أي انسان وجهت له تهم جنائية بشكل رسمي أن يتعامل مع هذه التهم بالطريقة التي يراها سواءً بتسليم نفسه أو التخفي أو الهرب مع تحمل نتائج اختيارته وحده . أما أن يضع شعبا كاملا ودولة تامة بينه وبين تلك التهم فذلك أمر ممعن في اللا أخلاقية واللا رجولة واللا شهامة واللا منطق حتى . ومن حق أي مريض بأي مرض كان أن يخفي أو يظهر إصابته بذلك المرض وأن يتلمس العلاج والدواء والشفاء أو لا يتلمسه. ولكن ليس من حقه إخفاء مرضه عن الجهات التي توظفه في وظيفته التي أصبح عاجزا عن أداء مهامها بالشكل الأمثل نتيجة لذلك المرض المستور أو المنشور وأن يستمر مع ذلك في الاستفادة من مزايا تلك الوظيفة فهذا – أيضا- أمر لا أخلاقي وأن يجتمع السلوكان اللا أخلاقيان هذان في شخص واحد وحالة واحدة فذلك هو الخزي بعينه.
اعترف أمين حسن عمر أخيرا بأن الرئيس عمر حسن أحمد البشير يعاني من التهاب مزمن في الحلق – وربما كان الأمر أخطر من ذلك فعلا - وقال بالحرف الواحد أنه قد (تم تقليص برنامجه ومنعه من أية مخاطبات عامة) مما يعني صراحة أن الرئيس صار أشد عجزا عن أداء مهامه الرئاسية بعد أن بدأ معه هذا العجز بتقليص كبير للمناطق التي يمكن للرئيس أن يتواجد فيها بحكم هذه المهام بعد صدور مذكرة توقيف دولية بحقه . وبالله عليكم ماذا بقى من تلك المهام الرئاسية بعد أن صار الرئيس عاجزا عن المشاركة في كثير من التجمعات والمؤتمرات ولقاءات القمة العالمية والإقليمية وبعد أن صار عاجزا أيضا عن الكلام ، محض الكلام ، إلى المواطنين الذين أذاقهم الويل والثبور وعظائم الأمور وكانت خطبه المنبرية العنترية بعضا مما يتسلون به عما أصابهم على يديه ويدي زبانيته (وما طربي لما سمعتك بدعة)
مخجل أن يتسمى (هؤلاء) باسم (حركة إسلامية!!) ويديرون شئون بلادنا التي لا تستحق مطلقا مثل هذه المصائر الزنخة بهذه الطريقة الانتهازية الرعناء! ومؤسف أن يكون مطلوبا من هذه البلاد أن تتقسم مزيدا مزيدا وأن يتشتت أهلها وأبناؤها في المنافي القاسية البعيدة مزيدا مزيدا وأن تستحيل الحياة جهنما حمراء على من تبقى بداخلها مزيدا من الفساد الذي يتبعه مزيد من الغلاء اللذان يتبعهما مزيد من القمع والتنكيل وكل ذلك من أجل ماذا ؟؟ من أجل أن يبقى محض عاجز ومحض فاسد ومحض ######## ومحض سيء الأخلاق على سدة الحكم ؟؟ لينجز ماذا؟ وليكسب ماذا؟
الأدهى من كل ذلك أن المطلوب أن يبقى هذا البشير العاجز الفاسد الفاشل رئسا لأقصى ما يمكنه وما لا يمكنه ليأتي بعده بشير آخر بنفس هذه المزاجية والنفسية – ولا أقول الذهنية - الزنخة المتعفنة العجفاء .. فمالكم كيف تحكمون