ما ليك وجيع

واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

حالة حصار - محمود درويش
http://www.geocities.com/turkiamer/friends/mahmoud.html

عوض الله
رغم تباعد الزمن وجدتك عوض الله الذى اعرف

تحياتى

والله يا أوسلي، كل يوم وليلة نبكي على الوطن ... لا كمل الحزن .. ولا جفت مآقينا.

كان لي صديقا جمهوريا في الفرع، ورغم أنه كان يدرس القانون وأنا إدارة الأعمال ولكن ما يجمعنا كان أكثر مما يفرقنا. وكنا كلما بدأنا الإستذكار ولجنا إلى السياسة فتضيع ليلتنا دون أن نكمل صفحة. فاتفقنا على أن نتونس في أي شئ عدا السياسة. فكان أن نبدأ الحديث عن الهلال والمريخ فننتهي للإدارة ثم للسياسة.. نتحدث عن الإقتصاد أو أزمة الخبز فننتهي إلى السياسة.. وهكذا نحن نهرب من السياسة إلى الصمت أو القراءة أو الشعر فندخل السياسة من أوسع أبوابها... ولكننا نعتبر أنفسنا لا ننتمي إلي سياسيي هذا الوطن بأي ذرة من الإنتماء .... لأن كياننا وكل ذرة فينا يمتلكها الوطن الذي لا يشبهونه في شئ.

وصدق الطيب صالح حين أستنكر: من أين أتى هؤلاء؟

فلولا هم ... على الأقل ... ما كنت أنا حيث أنا وأنت حيث أنت والوطن حيث هو... بل كنا سنكون على حافة جدول من الرحمة ينسرب من نهر من الجنة ...
نتنعم بالجنة قبل يوم الحساب.
فمن أين أتى هؤلاء .. قل لي؟