الكيزان الجدد

نحلم بسودان جديد new Sudan
وإن اختلف الناس حوله إختلافاً محموداً يُرَقى ميزة التباين ويرفع من شأن الحوار
لكنه سودان
يتساوى فيه الجميع وينعمون بالحرية والعدالة والديمقراطية والرفاهية
سودان
تطبق فيه
ديمقراطية عميقة deep democracy
وحكم رشيد Good Governance
مبنى على
- المشاركة Participation (انتخابات، مجتمع مدني، لا مركزية، نوع إجتماعي (جندر))
- سيادة القانون rule of law (دستور، قضاء)
- الشفافية transparency
- والمحاسبة/المساءلة accountability.


صحيح أن الحلم بالسودان الجديد افقه عند البعض ينتهي بمقعد في صولجان الطغاة
أو بنصيب في قسمتي السلطة والثروة
بينما عن الآخرين تكون هذه بداية المشوار

إذا فالمشاركة والإعتراف بالآخر هي اللبنة الأولى في حجر السودان الجديد

فقد أثبتت كل النظم الدكتاتورية والشمولية فشل الإنفراد بالرأي والحكم والإدارة
وللأسف لم تخلو من نصيب الفشل تلك النظم التي تتلبس الديمقراطية كرداء مظهري بينما هي في الواقع قمة الدتاتورية،

لأن الديمقراطية العميقة تبدأ من النفس لتنطلق نحو الآخر فرداً أو تنظيماً، مؤسسة أو دولة.

ما دعاني لهذا التأسيس المتواضع
أن المراقب لهذه الحرب التي بدأت ضد الكيزان ولم تنتهي
ويحاول الكيزان التخارج منها (كعادتهم أوان كل تغيير) بأقل الخسائر بالخروج بنافذة الشرعية والديمقراطية

أفرزت هذه الحرب ظهور أصوليين ووصوليين من نوع جديد يمكن أن نسميهم الكيزان الجدد

فهم وإن جاءوا بمسمى الديمقراطية تجدهم أبعد الناس عنها ممارسةً وتطبيقاً
وإن رفعوا شعار المشاركة تجد أن هدفهم هو الإستفراد بالحكم وليس الإعتراف بالآخر
وإن رفعوا شعار دولة القانون تجد أنهم هم القانون
وإن رفعوا شعار الشفافية تجدهم في قمة مواضع الشبهات
وإن رفعوا شعار المحاسبة فهم فوق الحساب والمساءلة
وإن رفعوا شعار المساواة فهم يميزون بين المواطنين
وإن رفعوا شعار حسن إدارة التباين تجدهم يمارسون أقصى أنواع التفرقة العنصرية
وإن دعوا للحوار وتجدهم يمارسون العنف البنيوي من كبت وإستغلال


إن معادلة التغيير formula of change هي محصلة ضرب عناصر
"الرفض" Dissatisfaction للواقع المزري
و"الرؤيا" Vision النافذة لما هو بالإمكان
ثم أتخاذ الخطوة الأولى First step الواثقة نحو تحقيق تلك الرؤيا
ومحصلة هذه العناصر لا بد أن تتفوق على مقاومة Resistance هذا التغيير

فكيف نحلم بالتغيير ونحن جزء من الواقع المرفوض
ثم كيف نحلم بالتغيير الشامل في حين لا نسمح فيه في خطوتنا الأولى بمساحة للآخر

إنه موقف يدعو للتأمل والوقوف بصدق مع النفس

وإنها دعوة صادقة من القلب لكل من يتصدى لرسالة سامية أن يبدأ بالتطبيق على نفسه حتى يكون إنموذجاً يحتذى
لكي لا نصنع بأنفسنا في السودان الجديد "كيزاناً جدد"
ونكون كأننا
يا بدر
لا رحنا ولا جينا