لا تستكثروا علينا البكاء

لا تستكثروا علينا البكاء


07-09-2011, 09:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=404&msg=1323926616&rn=28


Post: #1
Title: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-09-2011, 09:53 PM
Parent: #0


أذكر ونحن في المدرسة الابتدائية وفي حصة الجغرافيا كان أستاذ المادة يطلب من التلاميذ الخروج إلى ساحة المدرسة ورسم خارطة السودان على الرمال ووضع الحصى اللامع على حدوده المختلفة ، فأرتسمت هذه الخارطة في قُلوبنا ونُحتت في وجداننا وتشكلت بها عُقولنا ، ولقد حفظناها عن ظهر قلب وكنا نرسمها من الخيال دون اي خطأ ،ولا ننسى أن نستعمل الحبر السائل عند شاطئ البحر الأحمر وتجفيفه قليلا ليدل على الماء ونرسم خط الحدود عند حلايب رافعا رأسه شامخا في الركن الشمالي الشرقي للخارطة لنعلن للعالم أجمع أنها سودانية ، وهنالك على الأرض كان علمنا يرفرف عاليا معلنا سيادتنا الكاملة عليها ونغني له علمي أنت رجائي ،أما نهر النيل فكنا نستمتع برسمه وفروعه المختلفة متدفقا من الجنوب للشمال بفروعه السوباط وعطبرة والزراف والنيل الأزرق وعطبرة والرهد ليمثل لنا رمزا للحياة والكل يتذكر تدفق أيها النيل وأجري وأنت فرحان ، أما في الصف الرابع الابتدائي فلقد غُرست فينا الوطنية وحب السودان بشماله وجنوبه عندما علمونا
أنت سوداني وسوداني أنا ضمنا الوادي فمن يفصلنـــا
نحن روحــان حللنا بدنا منقو قل لا عاش من يفصلنـا
قل معي لا عاش من يفصلنــا
وهاهو من فصلنا يتضرع ويسميه البعض الأسد النتر ولا أظن أن دعوات ملايين التلاميذ الأبرياء والأتقياء والذين رددوا هذا النشيد ستذهب هباءا . ولا انسي القصيدة الجغرافيا والتي مطلعها في القولد التقيت بالصديق وما زلنا نحفظ هذه الأبيات ..
ما زلت في رحلاتي السعيدة حتى وصلت يا مبيو البعيدة
منطقة غزيرة الأشجار لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لي منقو طعــم البفره وهو لذيذ كطعام الكســـره
وهاهي حكومة الإنقاذ وبسكين صدئة تقطع الجزء الجنوبي من هذا الوطن لتجعله ينزف على الأرض وداخل القلوب مسببة لنا ألما مبرحا وجُرحا غائرا وحُزنا دفينا .
بعض الكتاب الذين يسبحون بحمد هذا النظام حاولوا أن يحرموا الشعب أو بعضه من الحزن والبكاء على انقسام هذا الوطن كما حرموا الكثير من الأسر الحزن على أبنائها باسم عرس الشهيد ، ولقد فقدت هذه الأسر فلذات أكبادها بينما أصحاب المصالح والمناصب أرسلوا أبنائهم إلى أمريكا وأوربا للدراسة والعمل ،وبعضهم تحصل على جنسيات هذه الدول الاستكبارية ، ولم يسلم أهل الجنوب أو يدفعوا الجزية وكانت نتيجة هذه الحرب دولة بكامل سيادتها يعيش فيها مواطنيها دون تفرقة من حيث اللون أو العرق أو العقيدة ولافرق فيها بين مسلم و مسيحي ووثني كما أعلنوا في دستورهم اليوم ، وأول من يبارك هذه الدولة هم قادة المجاهدين السابقين ولقد خسروا ربع مساحة السودان بخيراتها وثقافتها وشعبها ، لم يحزنوا عليه بل ابتهجوا وذبحوا الذبائح لانقسامه وتجزئته واستكثروا علينا الحزن والبكاء ، إذا كانت هذه الأرض وهذا الشعب الجنوبي لا يعني لهم شيئا فنحن يعني لنا لكثير ونشعر بانتمائنا ومحبتنا له .
لقد أدهشني مسئول في الحكومة السودانية وفي مصلحة المساحة وهو يقول إن خارطة السودان شكلها أصبح جذابا بعد انفصال الجنوب وأظنه نظر إليها أيضا من الشمال بعد أن جعلوا حدوده خطا مستقيما وأزالوا كافة التعرجات التي كانت تسمى حلايب ، هل مثل هؤلاء الأشخاص درسوا في المدارس السودانية وأحبوا هذا الوطن من نمولي إلى حلفا ، أم أن الوطن بالنسبة إليهم أموال ينهبونها وشعب يذلوه وارض لا قيمة لها يفرطون فيها ما دام الثمن بقائهم في السلطة ورفع العقوبات الأمريكية عنهم كما صرح رئيسهم اليوم.
هؤلاء لم يفرطوا في ربع أرض السودان فقط وإنما في ثقافة مشتركة وحب دائم ودماء واحدة ، لم يفرطوا في الجنوب لوحده وإنما في تاريخ طويل سطره بعض أبناء الجنوب أو من ينتمون إليه وشكلوا وجدان الشعب السوداني مع نظرائهم في الشمال أمثال علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ ورمضان حسن وعبدالله دينق المغني وقسم الله عبدالله رصاص وابيل لير وجوزيف قرنق وجون قرنق وفرانسيس دينق ودينق مجوك وسيرسيو ايرو ولويجي ادوك و جيرفس ياك وباسفيكو لادو لوليك ودكتورريتشارد حسن كلام ساكت وفلمون مجوك ومنصور سبت وادوارد لاعب الهلال والمريخ ومن الاسكلا وحلا وبنت النيل التي شكل سحرها الجنوب وجوبا مالك عليا ومن مريدي السمحة لمحه وجبل الرجاف ويا مسافر جوبا وشجر التيك والمهقوني وبحر العرب والسوباط والزراف وقناة جونقلي وعربي جوبا ومندكورو والنوير والشلك والدينكا والباري والانواك والمنداري . ان تعدد الثقافات يثري الثقافة ويساعد على تطوير الإنسان ودوننا الولايات المتحدة وبرنامج اللوتري ، ولكن حكامنا لا يفهمون هذه النظرية ، وانما كل ما يهمهم هو بقاءهم في السلطة باي ثمن كان وحتى ولو كان ذهاب ربع ارض السودان واذكرهم حتى وان ذهب الجنوب ما زالت هنالك أعراق وثقافات مختلفة في السودان إذا لم نتعامل معها بحكمة ونسمح لها بالتعبير عن نفسها سنشهد يوما آخر ينزل فيه علم السودان ويرفع علم دولة أخرى ؟.
مبروك للأخوة في جنوب السودان دولتهم الجديدة ونعتذر لهم لاننا لم نستطيع المحافظة عليهم بأخطاء جسيمة ارتكبها بعض طلاب السلطة.







Post: #2
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-10-2011, 11:24 AM
Parent: #1


هل سنطرب للأغاني السودانية التي تدعو لوحدة السودان أم أنها ستصبح من الماضي ونحاول نسيانها وعدم الاستماع لها، لا يقتصر وجود الجنوب على الأغاني الوطنية بل الكثير من الأغاني العاطفية تحدثت عن الجنوب وثقافته وسحره وجماله ، ولقد قال وزير أعلام سابق أن هذه الأغاني لن تبث من الأجهزة الإعلامية وسينساها شعب شمال السودان كما نسي أغاني مايو ، وأقول له أن أغاني مايو كانت تمجد نظام دكتاتوري لذلك أسقطها الشعب من ذاكرته كما أسقط كل أغاني الإنقاذ من وجدانه بالرغم من أن نظامهم ما زال يحكم ،فمن منكم يطرب للأغنية التي تقول هبت ثورة الإنقاذ لما الشعب للجيش أنحاز ،ولا يخالجني شك إن مطربها كمال ترباس قد نسي كلماتها و لحنها إن لم يكن قد تنكر لها، ومن منكم يتذكر أغنية لشنان أو قيقم أو غيرهم ممن كانت تصم أغانيهم الأذان وتملأ شاشات التلفزيون وموجات الإذاعة يمجدون فيها هذا النظام ، وهذه الأغاني لم تمس وجدان الشعب السوداني أو تحرك فيه ساكنا ولكنها كانت كافية أن يرقص على ايقاعها الرئيس .لقد بذل إعلاميو هذا النظام جهدا كبيرا لكي يغرسوا هذه الأغاني في وجدان الشعب السوداني ولكنهم كانوا كمن يحرث في البحر لان هذه الأغاني لم تكن صادقة الكلمات أو جميلة اللحن .
نواصل ....






Post: #3
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-10-2011, 03:11 PM
Parent: #2



هذا الوزير السابق يطلب أن نجرد بنت النيل من قسماتها التي اكتسبتها من سحر الجنوب لا بل يطلب من السودانيين نسيان أغنية بنت النيل والتي قال فيها الشاعر بشير عبدالرحمن ..
ليك من سحر الجنوب قسماتو
ومن طيب زهر الشمال نسماتو
ولقد كتب صديقي عثمان موسى بوستا عن أغنية بنحب من بلدنا وأقول له وللراحل أبو أمنه حامد وللفنان محمد وردي إن حبكم حده كوستي يجب من الان أن يعرف حدوده جيدا، أما حبكم القديم فيجب التخلص منه، وأخاف أن تقبر هذه الأغنية الجميلة أو يتسلط عليها أحد تلامذة الطيب مصطفى ويبيدها من مكتبة الإذاعة ، قال الراحل أبو أمنه حامد..
ليْ في جوبا ساحر تسلم ليْ خدودُه
يمرح في غاباتُه ويسرح في ورودُه
حبّي الغالي ليهُ ما بعرف حدودُه





Post: #4
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-10-2011, 04:31 PM
Parent: #3


أما صلاح أحمد إبراهيم ذلك الشاعر القامة والذي ينتمي لشعراء الغابة والصحراء فلقد حدد هويته في قصيدة مريا الرائعة وأعلن انتمائه لإفريقيا وخط الاستواء والذي كان ينتمي له السودان سابقا بل سمى احد أقاليمه الكبرى على هذا الخط حيث تهيمن على جغرافيته مميزات وخواص المناخ الاستوائي من غابات كثيفة وأمطار غزيرة وهاهو يفتخر بسودانيته وسواده ويعلنها داوية ودون خجل ليلقم ذلك اللبناني الذي استطلعته قناة الجزيرة حجرا على فمه وترد له هذه القصيد بأننا نفتخر بافريقتنا وبسوادنا ، هل سنظل ننتمي لخط الاستواء رقم البعد الجغرافي.

يا مريّه

أنا من إفريقيا صحرائها الكبرى وخطِّ الإستواءْ

شحنتْني بالحراراتِ الشُموسْ

وشوتني كالقرابينِ على نارِ المجُوسْ

لفحتني فأنا منها كعودِ الأبنوسْ

و أنا منْجمُ كبْريت سريعِ الإشتعالْ

يتلظَّى كلًّما اشتمّ على بُعدٍ تعالى



Post: #5
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-10-2011, 06:13 PM
Parent: #4



اذكر وأنا في مدرسة عبدالكريم حسين جعفر المتوسطة وضمن فعاليات الجمعية الأدبية والتي تقام كل يوم أثنين استمعت ولأول مرة من الطالب أسامة جعفر (وهو صديقي الان له التحية والتقدير) لأغنية وطنية رائعة شدتني كثيرا وهي أغنية ما عشقتك لجمالك والتي صاغ كلماتها الشاعر مبارك المغربي وتغنى بها الفنان صلاح بن البادية ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي استمع فيها للأخ الصديق أسامة جعفر وكان يتمتم قليلا في الحديث في ذلك الوقت ولكنه تغنى بهذه الأغنية بمخارج حروف واضحة ولحن جميل وصوت شجي رسخ في الوجدان ورسخت معه كلمات الأغنية ، أظنني لا أتجرأ أن استمع لها في كاسيت وسأهرب سريعا إذا استمعت لها في أي مكان ولكني سأظل استمع اليها في هذه الأيام حتي يستطيع عقلي ووجداني استيعاب معنى الانفصال..
شلت من النيل صباهو
ومن جمال النيل بهاهو
من مناظر الثغر صفحة
من رهيد البردي لوحة
من نخيل الباوقة طرحة
من مريدي السمحة نفحة
الطبيعة حنت عليك
خلدت بصماتا فيك
ليك غرد كل شادي








Post: #6
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Osman Musa
Date: 07-10-2011, 07:04 PM
Parent: #5

يظل التشارك وتظل الوحدة في القلوب خالدة .
ونظل نردد مع الشاعران محمد أحمد الشيخ الجاغريو . والشاعر
المهندس الزراعي عاشق الجنوب بشير عبدالرحمن أغنية :

ليك من سحر الجنوب قسماتو
ومن طيب زهر الشمال نسماتو
..
أحبو وأحب نوناتو
نوناتو الفي وجناتو .
..
أخي د / أحمد القرشي
سوف يظل التمدد الجميل أنشاء الله


Post: #7
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: مازن عادل النور
Date: 07-10-2011, 08:34 PM
Parent: #6

Quote: أذكر ونحن في المدرسة الابتدائية وفي حصة الجغرافيا كان أستاذ المادة يطلب من التلاميذ الخروج إلى ساحة المدرسة ورسم خارطة السودان على الرمال ووضع الحصى اللامع على حدوده المختلفة ، فأرتسمت هذه الخارطة في قُلوبنا ونُحتت في وجداننا وتشكلت بها عُقولنا ، ولقد حفظناها عن ظهر قلب وكنا نرسمها من الخيال دون اي خطأ ،ولا ننسى أن نستعمل الحبر السائل عند شاطئ البحر الأحمر وتجفيفه قليلا ليدل على الماء ونرسم خط الحدود عند حلايب رافعا رأسه شامخا في الركن الشمالي الشرقي للخارطة لنعلن للعالم أجمع أنها سودانية ، وهنالك على الأرض كان علمنا يرفرف عاليا معلنا سيادتنا الكاملة عليها ونغني له علمي أنت رجائي ،أما نهر النيل فكنا نستمتع برسمه وفروعه المختلفة متدفقا من الجنوب للشمال بفروعه السوباط وعطبرة والزراف والنيل الأزرق وعطبرة والرهد ليمثل لنا رمزا للحياة والكل يتذكر تدفق أيها النيل وأجري وأنت فرحان ، أما في الصف الرابع الابتدائي فلقد غُرست فينا الوطنية وحب السودان بشماله وجنوبه عندما علمونا
أنت سوداني وسوداني أنا ضمنا الوادي فمن يفصلنـــا
نحن روحــان حللنا بدنا منقو قل لا عاش من يفصلنـا
قل معي لا عاش من يفصلنــا



Quote: يظل التشارك وتظل الوحدة في القلوب خالدة .
ونظل نردد مع الشاعران محمد أحمد الشيخ الجاغريو . والشاعر
المهندس الزراعي عاشق الجنوب بشير عبدالرحمن أغنية :

ليك من سحر الجنوب قسماتو
ومن طيب زهر الشمال نسماتو
..
أحبو وأحب نوناتو
نوناتو الفي وجناتو .
..
أخي د / أحمد القرشي
سوف يظل التمدد الجميل أنشاء الله


د. القرشي
العزيز عثمان موسى

شكرا لكما

Post: #8
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-11-2011, 05:50 AM
Parent: #7

Quote: يظل التشارك وتظل الوحدة في القلوب خالدة .
ونظل نردد مع الشاعران محمد أحمد الشيخ الجاغريو . والشاعر
المهندس الزراعي عاشق الجنوب بشير عبدالرحمن أغنية :

ليك من سحر الجنوب قسماتو
ومن طيب زهر الشمال نسماتو
..
أحبو وأحب نوناتو
نوناتو الفي وجناتو .


حلو انت يا عثمان موسى

ود القرشي واصل فنحن متابعون

تحياتي

Post: #9
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-11-2011, 07:48 AM
Parent: #8

الأخ العزيز / عثمان موسى
لك التحية
الشاعر بشير عبدالرحمن عندما كتب هذه الأغنية كان يعلم تماما مكونات المجتمع السوداني
وان الشخصية السودانية من الناحية المورفولوجية والثقافية تكونت من تلاقح ثقافات مختلفة
وأخذت من كل ثقافة سمة وميزة ، ولقد كان الشاعر صادقا مع نفسه عندما نسب قسمات محبوبته
الى سحر الجنوب والذي يحاول الكثيرون التنكر له الان .
شكرا عثمان

Post: #10
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-11-2011, 11:28 AM
Parent: #9

الأخ العزيز / مازن عادل النور

سلامات

لقد عشنا في السودان موحدا جُلّ عمرنا

من الصعوبة استيعاب انفصال الجنوب

نحتاج لوقت طويل للتأقلم مع هذه العاهة

لك كل الود والتقدير




Post: #11
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-11-2011, 04:19 PM
Parent: #10

Quote: ود القرشي واصل فنحن متابعون



العزيز الطيب شيقوق

سلامات

انه يوم حزين

كلمة انفصال لم تكن متداولة في الادب السياسي السوداني

الا بعد سرقة ر هولاء الاشخاص للسلطة

كنا نخاف منها ومن يذكرها كأنه ارتكب جرما في حق هذاى الوطن

اليوم ذرف الدموع لتجزئة السودان اصبح محرما في قاموس الطيب مصطفى

مودتي




Post: #12
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-12-2011, 11:46 AM
Parent: #11





إذا ما ذكر الفنان رمضان حسن ذكرت معه أغنية الجمال والحب في بلادي والتي صاغ كلماتها الشاعر سيد عبدالعزيز ،
وكانت هذه الأغنية تبث من التلفزيون تصاحبها مناظر جميلة من مناطق السودان المختلفة ، ولقد ذكر فيها سيد عبدالعزيز الجنوب ،
هل عند استماعنا لهذه الأغنية وعند المقطع الذي يتحدث عن الجنوب هل سيخطر على بالنا الجنوب الجديد ومدنه كادقلي والدلنج
أم الجنوب القديم والذي صار دولة قائمة بذاتها ،
إذا استمرت حكومة الإنقاذ بسياستها هذه ستكون عاصمة اقليم جنوب السودان مدينة مدني وغرب السودان الأبيض.

قال سيد عبدالعزيز ...
في بلادنا مناظر الطبيعة
حافيها السحر الحلال
في الشرق المينا العظيمة
بيها الثغر بسم دلال
والغرب الحرست مداخله
الهيبة حصون التلال
وجنوبها ينافس الشمال
حيوية وعظمة وجلال



Post: #13
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-12-2011, 01:43 PM
Parent: #12


هل سنستمع لأغنية من الأسكلا وحلا من الأجهزة الإعلامية أم أنها ستمنع
بحجة أنها تحتوي على أسماء مدن من دولة أجنبية وقد يطلق عليها دولة معادية
أم إن الأغنية ستنتهي في مدينة الجبلين ولاتتعداها إلى الرنك وبقية المدن الجنوبية
أم ستحذف منها المدن الجنوبية وتبدل بأخرى شمالية ويغير مسار الأغنية صوب حلفا
مثلما امتدت يدهما الآثمة للكثير من كلمات الأغاني بالتبديل والحذف
وخصوصا في عهد الطيب مصطفى عندما كان مديرا للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون
وكما يفعل حسين خوجلي في برامجه.
حتى هذه الرحلة النيلية التي وصفها ود الرضي ستتوقف ما بين كوستي وجوبا
وسيؤثر ذلك سلبا على مدينة كوستي والتي يعمل الكثير من أهلها في النقل النهري .
هذه الأغنية والتي أطلق عليها الأستاذ مبارك المغربي الأغنية الجغرافيا ذكر فيها الشاعر محمد ود الرضي 19 مدينة
منها 12 مدينة فقدها السودان بعد قرار الانفصال
وهي ( الرنك ، جلهاك ، كاكا ، ملوط ، كدوك ، ملكال ، توفيقية ، شامبي ، منقلا ، جوبا والرجاف)
أما المدن التي تبقت لشمال السودان فهي (المجرور ، جبل أولياء ، القطينة ، الكوه ،الدويم ، كوستي والجبلين ).

نواصل .....







Post: #14
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-12-2011, 04:51 PM
Parent: #13



لقد سبق وكتبت هذه الكلمات عن أغنية من الاسكلا في بوست الحزن في الأغنية السودانية ومعه النص الكامل للأغنية أتمنى أن يكون مفيدا للقارئ

قصة الأغنية أن سرور رأى مليم وهى تتجه مع أسرتها على الباخرة المتجهة إلى جنوب السودان من الاسكلا التي هي مرسى السفن الذي كان يقع شمال منطقة فندق الهيلتون الحالي .....فتألم سرور كثيرا لفراق مليم فطلب من قبطان السفينة أسماء المدن التي تمر بها الباخرة ثم أخذها مسرعا إلى ود الرضي الذي كان يجلس مع الشاعر احمد حسين العمرابى في دكانه بالخرطوم وكان سرور حزينا وحكي لهم خبر سفر مليم وطلب من ودالرضى تأليف أغنية بهذه المناسبة بعد أن أعطاه أسماء المدن ....وعلى الفور جادت قريحة ود الرضي الشعرية بأغنية من الاسكلا وحلا وكان الوقت منتصف النهار فحفظها سرور وتغنى بها في المساء....بعض الرواة قال إن البيت الأول من الأغنية من تأليف سرور ...والبعض يقول إن العمرابى شارك في تأليف الأغنية ...ولكن مفردات الأغنية تنفى هذا الرأي. ود الرضى في لقاء اذاعى في أيامه الأخيرة قال انه قال القصيدة بعد طلب من بعض الفتيات وأعطاها لسرور ,
الأستاذ مبارك المغربى سمى هذه القصيدة بالقصيدة الجغرافيا لذكرها حوالى العشرين مدينة سودانية من الشمال إلى الجنوب عكس مجرى النيل....لكن مبارك المغربى في كتابه رواد شعراء الأغنية السودانية عاب على القصيدة ارتجالها وقال إنها مصنوعة ولا تمثل الصدق الشعوري عند الشاعر فجاءت بسيطة الكلمات قريبة المأخذ لاترى فيها روح التجديد والتطوير ..انتهى كلام الأستاذ الكبير مبارك المغربي ....ولكنني اختلف مع أستاذنا الكبير عليه الرحمة وأقول إن هنالك صدق شعوري عند الشاعر لأنه يعرف مليم جيدا وقال فيها أكثر من قصيدة مثل تلفان من الأجفان ومية وثمانية وستة وستة حبيبي حليلو القام يوم ستة.... فمليم ملهمته وتألم لرحيلها وفراقها لذلك انشد من الاسكلا وحلا وسكب فيها الدموع التى سالت حتى بللت ثيابه في مطلع القصيرة وفى ختامها حيث يدعو دموعه للانهمار والتدفق..
من الطرائف المرتبطة بالقصيدة إن سكان أم جر عاتبوا الشيخ ود الرضي لعدم ذكره اسم قريتهم فقال لهم ( عاد لا حوله لا قوة دى من منو ...ما منكم انتو)..

وهذا النص الكامل للأغنية ...

من الاسكلا وحلّ......قام من البلد ولّى
دمعي للثياب بلّ
********
بى داهى العذاب حلّ....وبى تذكاره بتسلى
قلبي الذاب واختلّ.....وين بدر التمام هلّ
*******
صفر ودع الوابور......حاجزين قمره أتنين دور
الوابور مرّ بالمجرور....شال ظبيا سكونو خدور
*********
جبل أوليا حبيبي غشا.....وحصل في القطينة عشا
يا قلبي الطفش وفشا.......الما آليته......... ينكفشا
********
حل زى الصقر خوى......بالبدر الدويم ضوّى
عاد لا حوله لا قوّه......حبيبي الليله في الكوه
*******
صباح الخير على ام نفلين.......أهني البيها محتفلين
سيد الحسن رب اللين.......شرف كوستى والجبلين
********
هنيئا حان وقت زهاك.........الرنك احتفل ببهاك
وين الليله يا النشهاك......يا ليت كنت في جلهاك
********
يا كاكا الحبيب طلاك......بعده الزاد نفوسنا هلاك
يا ملوط حليل نزلاك........يازمن الفراق نسلاك
*********
بقدومك كدوك أصبح.......سوقو من الكساد ارباح
انا من نياحى صرت ابح........كأنى فى مبرك المذباح
**********
زاد من بعدك الانكال......قلبى البالهموم..... انكال
شاطري العاصمه يا ملكال.....توفيقيه صبرى انا كال
*********
شامبى أضحى بيك مسرور.....بعد المنقلا يا سرور
يا جوبا حي أنا المضرور....بعده النوم بقى لي ضرور
************
من دا الهم ما بنجى.........حبيبي الليله في تونجا
يا خالق الخلق تنجا.......تركاكا..... حلت العنجا
********
سلام متنامى ما غبّ.....ما مرّ النسيم صبّ
يرضى ال للعفاف ربى....ويخدم كامل الرتبا
*********
صب يا دمعي لا تكون جاف......وياقلبى البقيت رجاف
البدر الخفا....... الانجاف.....اليوم شرف...... الرجاف
********

الأغنية كما ذكرنا لحن وغناء سرور لكن سجلها للإذاعة أولاد شمبات وأولاد المأمون ومبارك حسن بركات






Post: #15
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-15-2011, 09:10 AM
Parent: #14

هذا نظام لا يؤمن بالحرية او الديمقراطية

لا يحتمل الراي الاخر مهما كان

فلجأ لتهكير هذا الموقع المميز والمقروء

لا لتكميم الأفواه

والتحية للعزيز بكري ابوبكر

ولكل من وقف في وجه هذا الهكر

وللأخوة الأمين البشاري وناصر البطل

Post: #16
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: حسن محمود
Date: 07-16-2011, 12:01 PM
Parent: #15

Quote: لا تستكثروا علينا البكاء


د. احمد القرشي

لك التحية والود

بمناسبة الهكر ..تعرف نوع كلامك الجميل ده هو الزعل الهكر


اقرأ اول رسالة للهكر في اول أيام التهكير..

(السلام عليكم
تحيه لكل احرار بلادي
اولا مبروك للجميع انفصال الجنوب
وليزهب الجنوب الي الجحيم
وما عايزين فلسفه ووطنيه وقلبي علي الوطن
كلكم معفنين ومتاجرين بالقضيه
عشان كدا ما اسمع ولا كلمه في الموقع دا
يلا في امان الله وتمنياتي بالتوفيق لصاحب الموقع
وربنا يفك ازمتو )

Post: #17
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Moneim Malik
Date: 07-16-2011, 03:56 PM
Parent: #16

سلامات قرشي
ياخ ابكى وخلينى انا ابكى معاك لأن من شاف ليس كمن سمع
وهذه خاطرة لى فى الجنوب وبالتحديد مدينة جوبا كنت قد كتبتها قبل الانفصال
.......

كنت متربعا فى كنبة خلف القائد اتلفت يمينا وشمالا علنى اتحسس
هذه المغامرة وان اكتشف المجهول او كى اهتف مثل ارشميدس
وجدتها وجدتها لا ادري ان كان ذلك صيف عند خط الاستواء ام ربيع
بداية ديسمبر من عام ١٩٩١ وقائد البوينج كارقو ٧.٧ ترانزارابيان يعلن اننا على بعد كيلومترات منها فاربطوا الاحزمة
فكلما كان انخفاض كنت ارى جمالا لايضاهى وخضرة غير منتهاه وتلال واودية رغم سعير الحرب انها الجمال والعشق .. نزلنا ليس كما تنزل الطائرات العادية بل اشبه لى بنزول الهليكوبتر وصرت ابحلق كانما ارى ان الطائرة تغوص فى الارض حتى تراءت لى جوبا عند نزولى فى تلة عالية فى حلة باهية تكسوها الخضرة وسوامق الاشجار وينحنى تحتها سليل الفراديس مندفعا غير عابئا وقفت وابن عمى عثمان
عليه الرحمة
فى احدى الضفاف جوار صخرة ضخمة ياللروعة نستمتع بالخضرة والجمال راى ابن عمى شجرة مانجو جزعها
ينبت فى تلك الصخرة فإنبهر
وعلق قائلا ---الزارعه الله فى الحجر بتقوم-- فضحكنا وانبسطنا
ونحن فى كنف ضيافة عزيزنا بشري مكاوى المضياف
فكم اكلنا معه الكبيدة
.وكم سمعنا منه حكوة جميلة حين كان يعمل وقتها مراقبا جويا بمطار جوبا ويسكن حى جلابية الذى لايبعد كثيرا من السوق الكبير ومن ضفة النيل الغربية
كنت احمل فى معيتى شئ من بضاعة مزجاة علنى افلح فى تسويقها بعد ان فقدت وظيفتى والتى كنت اسافر لها بضعت كيلومترات اعبر الكبرى من ام درمان للخرطوم ...

رغم ان المدينة كانت تحت رحمة الراجمات والدانات فكل ذلك لم يوقف الحياة فيها راينا جمال الزاندى والفرتيت والدينكا طفنا بها فراينا الابداع الابنوسى وصناعةا لعاج والسعف والمشغولات اليدوية والفخار..راينا المانجو يتساقط عليك رطبا كما تتساقط اوراق الشجر راينا الباباى يزين التلال آتيا اكله واشجار سامخة تعانق عنان السماء راينا جنة الله فى ارضه مزدانة فى ابها حللها .. واطياف من البشر من الشمال والوسط من الشرق ومن الغرب ومن كل فج عميق من بلادى رايت السودان كله فى جوبا فى السوق الكبير فى الملكية فى كجو كنو لو صح نطقي لها رغم زمهرير الحرب ونيرانها كانت جوبا ام رءوم وحضن دافئ لجميع سكانها بمختلف اطيافهم
حباها الله بكل الخواص فجمعت كل الاطياف من وطن تناثر عقده
واوشك ان يتبعثر فلك منى التحية اينما حللت
فلا اقول لك لاترحلى ان كان الرحيل مبتغاك
فودعينى وسيري ممهولة خطاك
انا من احبك لست من عاداك



جوبا
.....................................

الجنوب وجع لا يهمد ولايسكن وطالما بتر فلايهم اى عضو آخر يبتر من ما تبقى من ارض المليون ميل اليوم الجنوب وغدا دارفور وبعد غد جنوب كردفان والانقسنا والشرق .. لا يهم الشاة بعد ذبحها سلخها .حتى يبقى السودان هوالخرطوم العاصمة والإقليم
............................
حينها ينفض السآمر
ولك الود

Post: #18
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-17-2011, 11:46 AM
Parent: #17

Quote: بمناسبة الهكر ..تعرف نوع كلامك الجميل ده هو الزعل الهكر


الأخ العزيز / حسن محمود

سلامات

هذا الهكر لا يحتمل الرأي الآخر

وأشك انه عمل فردي وإنما عمل موسسة

هدفها تدمير هذا الموقع بشتى الطرق

ولكن الحمد لله هنالك الكثير من الوطنيين

الذين ساعدوا عل استمرا هذا الموقع

لك التحية والتقدير



Post: #19
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-18-2011, 01:22 PM
Parent: #18

الاخ العزيز وابن الخالة عبدالمنعم مالك

لك التحية والتقدير

لقد استمتعت كثيرا بقراءة خواطرك الجميلة والرائعة والصادقة

استمتعت بلغتها العالية وكلماتها الرصينة ووصفها البليغ

لماذا انت مقل في الكتابة في هذا المنبر وانت تملك ناصية اللغة والأدب

فلك التحية والتقدير وللاخ بشرى مكاوي بانجلترا

والرحمة والمغفرة للراحل عثمان يمني

ولك كل الود والتقدير





Post: #20
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-18-2011, 01:22 PM
Parent: #18

الاخ العزيز وابن الخالة عبدالمنعم مالك

لك التحية والتقدير

لقد استمتعت كثيرا بقراءة خواطرك الجميلة والرائعة والصادقة

استمتعت بلغتها العالية وكلماتها الرصينة ووصفها البليغ

لماذا انت مقل في الكتابة في هذا المنبر وانت تملك ناصية اللغة والأدب

فلك التحية والتقدير وللاخ بشرى مكاوي بانجلترا

والرحمة والمغفرة للراحل عثمان يمني

ولك كل الود والتقدير





Post: #21
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-22-2011, 01:09 PM
Parent: #20

هذا المقال الرائع والصادق والمكتوب بلغة رصينة من شخص متمكن من ناصية العربية كما عرفته
وهو الباشهمندس عمر يوسف الدفير رئيس اتحاد الانتفاضة بجامعة الخرطوم ارسله لي عبر الأيميل
الصديق الدكتور نزار ابوسنينة مصطفى ولقد نشر بصفحة الرأي بجريدة الصحافة ، لك التحية عزيزي عمر الدقير
والتحية لك اخي نزار ابو سنينة .

Quote: في ذروة الوجع الوطني ... الدمعة أكبر من العين

بقلم: عمر الدقير
أنت سوداني وسوداني أنا
ضمّنا الوادي فمن يفصلنا
نحن روحان حللنا بدنا
منقو قل لا عاش من يفصلنا
ها هو النيل الذي أرضعنا
وسقى الوادي بكاسات المنى
فسعدنا ونعمنا ها هنا
وجعلنا الحبَّ عهداً بيننا
أيها السودان دُم أنت لنا

تلك هي الكلمات التي حفظناها منذ نعومة أظفارنا، ورددناها منذ لثغنا بالحرف الأول في كتاب الوطن والإنتماء لأهله الطيبين وأرضه النقية وشمسه الدافئة وأقماره الناعسة ونيله سليل الفراديس وهو يتهادى بين "نمولي وحلفا" مزاوجاً بين الغابة والصحراء، وكلِّ تضاريسه المحفورة في القلوب والتي لم تكن أبداً مجرد خارطة مرسومة بالطباشير الذي سرعان ما يتحول إلى غبارٍ تذروه الرياح.

أنت سودانى وسودانى أنا، ضمنا الوادى فمن يفصلنا ... ذلك هو مطلع النشيد الذي استقر في عمق وجداننا الجمعي أيقونةً دالةً على إرادة شعبنا وقسماً غليظاً ووصيةً من الأجداد للأحفاد بالحفاظ على وحدة ذلك التراب المقدس "الغالي الما لي تمن".

فما الذي صنعه الأحفاد بوصية الأجداد؟ وكيف أصبح ذلك النشيد خارج السياق بعد أن كان يصهر وطناً "حدادي مدادي" تشكّل من تحالف التاريخ والجغرافيا؟ بل كيف لنا أن نحتمل هذا الأنين المنبعث من قبر البطل علي عبد اللطيف وهو الذي كسر شرنقة العصبية القبلية والجهوية، في عشرينات القرن الماضي، حين رفض الإنتساب لغير الوطن رداً على سؤال القاضي في تلك المحاكمة العلنية التي نصبها له المستعمر في سجن كوبر؟ وكيف لوطنٍ تساكن أبناؤه، بتمايزهم العرقي والثقافي، زمناً طويلاً أن يتشظى بينما هناك من الأهداف والمصالح والذاكرة التاريخية والثقافية المشتركة ما يكفي، بل ما يوجب، تمتين وحدتهم؟ كيف عجزنا عن الوصول لمساومة تاريخية عبر الحوار والمثاقفة لإرساء مداميك وطنية تقوم عليها دولة الوحدة التي تعترف بالتنوع والتعدد وتمنع الإستعلاء وتضمن الحرية والعدالة وتوازن التنمية وتكافؤ الفرص لكافة الأعراق والثقافات وتستغل الممكنات التي يذخرنا بها واقعنا المنجمي الفريد؟ ماذا إن قيل لنا أننا أوتينا من الأوطان أكبرها مساحةً وأكثرها مواردأ وأنبلها إنساناً ، فما راق لنا سوى تمزيقه؟

مع مشهد الإنفصال، الذي مثّل ذروة الوجع الوطني، تنكأ هذه الأسئلة الجراح كلها ويندلع الشجن من سباته وتصبح الدمعة أكبر من العين، وينتشر الحزن ليغمر القلوب والأرواح ويتمدد كدخانٍ أسود يسدُّ الأفق ويغطى الأرض بجناحيه الكتيمين، ولا يعد بشيء سوى مزيدٍ من الحرائق والموت والخراب، ولا نملك غير أن نردد مع المرحوم الطيب صالح سؤاله الخالد: من أين أتى "هؤلاء"؟ وكيف جاز لهم أن يعضوا الثدي الذي أرضعهم ويطعنوا الوطن في خاصرته بخناجرهم المسمومة ويفصلوا بعض جسده عن بعضه؟ أليسوا هم من رحم هذا الجسد ومن صميم هذا الطين؟

"إنّك لا تجني من الشوك العنب" ... فما كان للجنوب أن يسقط من خريطة الوطن الأم لولا أننا تركنا الأمر – لأكثر من عقدين من الزمان – لأولي القهر والغدر من سادة الشقاء وأباطرة الإبادة على اختلاف أنواعها، بدءاً من الإبادة التي تتم من خلال النبذ والإقصاء حتى الإبادة العضوية من خلال المشانق والبنادق ... "هؤلاء" الذين لا يرون أقصى من أنوفهم ولا أبعد من زمنهم ولا أهم من مصالح ذاتية ضيقة ضعف فيها الطالب والمطلوب ... تركناهم يفرضون علينا ظلّهم البغيض ومزاجهم الكئيب ويسوقوننا - بعقلٍ عابثٍ مريض تخلّق من التزاوج بين رذيلتي الفساد والإستبداد - عبر سياساتٍ ضلت طريقها في الوهم والجهل وأوغلت في التخبط والفشل إلي هذا المصير المفجع ... وما كان لنا أن نتوقع غير هذا، فعقلٌ فاسدٌ مستبد يخبو فيه نور البصيرة بالوطن ويفقد الإحساس بالإنتماء لغير نفسه ولا يمكن أن يشكل رافعة لأي أهداف وطنية كبرى، فنقيض هذه الأهداف يتشكل موضوعياً كمعادل لشهوة السلطة والثروة التي تستحوز عليه وتشدُّه إلى أسفل.

صحيح أن إنفصال الجنوب هو نتاج تراكمات تاريخية سالبة في ظل عجز وقصور وتواطؤ وانتهازية النخب السياسية والعسكرية، التي تبادلت السيطرة على السلطة من المركز، وبؤس خياراتها في المجالات كافة ... فما من فترة من فترات الحكم الوطني منذ الإستقلال كانت حصاناً من التخبط والفشل ... وصحيح أن حالة التخبط والفشل هذه تركت بصماتها واضحة على مجمل الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية وكان ضحيتها بناء الدولة الحديثة من خلال مشروع وطني قومي تعددي وكان ضحيتها قضايا التنمية والحريات والسلام والعدالة الاجتماعية، لكن الصحيح أيضاً أن سنوات الإنقاذ العجاف التي سيطر فيها ذلك العقل الفاسد المستبد كانت هي الأعظم تخبطاً وفشلاً والأشد قسوةً وإيلاماً والأكثر ظلماً وإظلاماً وفساداً وإفساداً في تاريخ السودان وهي التي أدت بصورة مباشرة إلى أن تكون وحدة الوطن هي الضحية الأكبر، وتلك لعمري خيانة وطنية لا تغتفر وجريمة نكراء لا يخفف من فداحتها عبارات من شاكلة "نحترم إرادة الجنوبيين" أو "هذا ثمن السلام" ، فحقائق التاريخ تؤكد أن الجنوبيين سعوا منذ منتصف القرن الماضي لإيجاد حل لقضيتهم ضمن الدولة الواحدة، ومصطلح "تقرير المصير" لم يجد حيزاً في الخطاب السياسي السوداني إلاّ بعد أن حوَّل نظام الإنقاذ حرب الجنوب إلى حرب جهادية مقدسة لإخضاع الجنوبيين لدولة المشروع الحضاري ... أمّا السلام المزعوم، فتفضحه خيوط الدم في جنوب كردفان وقعقعة السلاح في النيل الأزرق ونذر المواجهة العنيفة مع دولة الجنوب الوليدة، ناهيك عن أزمة دارفور التي لا تزال تراوح مكانها، ليصبح ما تبقى من تراب الوطن مسرحاً مفتوحاً على المجهول في ظل انسداد سياسي واحتقان اجتماعي وأزمة إقتصادية تتفاقم يوماً بعد يوم، حتى بات كل سوداني يشعر أن فوق رأسه سقفاً متداعياً آيلاً للسقوط في أي لحظة أو أنه يمخر عباب البحر وأمواجه المتلاطمة في قاربٍ مثقوب يمتلئ بالماء بينما الوقت ينفد من بين يديه.

ما جرى في نيفاشا عام 2005 وما ظلّ يجري بعدها ما كان إلاّ سطواً بائساً على حاضر السودان ومستقبله، بينما أهله قيامٌ ينظرون ... فالخيار الأسلم والأبهى، في نظر كلِّ عينٍ غير هذه الحولاء، كان يتمثل في إدراك أن أزمة السودان لا يمكن حصرها في قضية الحرب أو مشكلة الجنوب وحدها وإنما من خلال الإحاطة بالجذور القومية للأزمة، ومشكلة الجنوب واحدة من أبرز علامتها، وأنه لا يمكن تجاوز هذه الأزمة إلا عن طريق حوار صريح وجاد ومتجرد بين كافة المجموعات الوطنية السودانية من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها يعالج كافة مسببات الأزمة ومظاهرها في السياسة والإقتصاد والمجتمع ... لكن الواقع أن اتفاق السلام انحصر في طرفين لا يمثلان إلا نفسيهما، وغُيِّبت عنه ما عداهما من مجموعات وطنية لا بموجب موازنات الثقل الجماهيري والسند الشعبي أو التمثيل الإنتخابي وإنما بموجب موازنات الأمر الواقع المتمثلة في القوة العسكرية والعتاد الحربي والتدخلات الدولية والإقليمية ... وبقيت الساحة طوال ست سنوات مكرّسة فقط لطرفي الإتفاق (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية)، يقتسمان السلطة والثروة ويحتكران صناعة القرار المتعلق بحاضر الوطن ومستقبله ومصيره ويتعاطيان معه بمراوغة ثعلبية دون تبصر أو مسؤولية ودون أدنى إحساس بآلام وآمال شعبٍ صار أمثولةً في الصبر والإحتمال وظلّ يعض على اللجام حتى نزف دمه من الفم المشكوم.

ها هي المأساة/الملهاة تبلغ نهايتها الحتمية وتصل بنا إلى قمة الفشل التاريخي والإنكسار الوطني، وما ظلّ متماسكاً لأكثر من قرنٍ ونصف ينشطر مثل كعكعةٍ رخوة ... وما بقي جامعاً للتاريخ والجغرافيا مزّقه نظام الإنقاذ ظناً منه أنه بذلك يحسم جدل الهوية وينهي إشكالية التنوع والتعدد ويخلق فضاءأ جغرافياً خالصاً لشريعةٍ وهمية يمارس عبرها سلطانه ويواصل فساده وطغيانه باسم الرب، تماماً كما كانت تفعل الكنيسة في القرون الوسطى حين ارتكبت أسوأ الفظاعات وأعطت لنفسها سلطاناً يعلو على الإرادة العامة بزعم أنها ظل الله في الأرض وأنها تمتلك مفاتيح أبواب العالم الآخر.


بإمكان نظام الإنقاذ أن يصل إلى ما يشاء من الاستنتاجات من خلال تحليل المشهد بعد نجاحه في تقسيم الوطن، وبإمكانه - وهو يرى بلوغ الوجع الوطني ذروته دون رد فعل ظاهر من "أصحاب الوجعة" - أن يطمئنّ إلى رهانه على الإحتفاظ بالسلطة بتدابير القمع والبطش ، وبإمكانه أن يطمئن أكثر وهو يرى بعض أطراف المعارضة تهرول نحوه وتتهاهفت على وراثة نصيب الحركة الشعبية في السلطة. بيد أن دروس التاريخ تقتضي أن يعي نظام الإنقاذ والمهرولون نحوه أنّ "صمت الشعوب مهما طال ليس خنوعاً، بل هو تجميع لعناصر الحركة فيها" كما يقول ريكاردت ... فالشعب في صمته يختزن أوجاع المخاض، ويظل على الدوام محتفظاً بقدرته على الرصد والمراقبة والتساؤل وهو يرى المصالح الضيقة لنظام الحكم، ومن يدور في فلكه، تهدد بتدمير حاضره ومصادرة مستقبله.

إنّ اعتبارات الرشد السياسي والنُّبل الأخلاقي تقتضي أن يعترف نظام الإنقاذ بعجزه وفشله، إذ لا وطناً موّحداً أبقى ولا سلاماً شاملاً أنجز. ولسنا حالمين حتى نطالبه بالإستقالة (وهو مطلب أخلاقي يقره الوجدان السليم) ، لكنّ أدنى درجات المسئولية الوطنية تقتضي أن يتراجع عن غيِّه وعناده ونرجسيته ويتيح الفرصة لكافة القوى السياسية والمدنية لخلق عقل جماعي وطني لمواجهة الراهن المأزوم في كل جوانبه، ولن يتم ذلك بالتمترس خلف شرعية إنتخابية زائفة وتكوين "حكومة عريضة" يتصدق منها بحقائب وزارية على هذا الحزب أو ذاك، إنّما يتم ذلك بإجراء إصلاح حقيقي يبدأ بفصل الدولة عن حزب المؤتمر الوطني والتوافق على برنامج إسعافي عاجل تقوم بتنفيذه حكومة إجماع وطني حقيقي من كل ألوان الطيف السياسي، لتفكيك كافة القنابل الموقوتة والمحافظة على وحدة ما تبقى تراب الوطن ومحاربة وحوش الغلاء والبطالة والفساد وإعلاء قيم العدالة والمواطنة المتساوية وإطلاق الحريات وضمان حياد ونزاهة واستقلالية المؤسسات القومية وتوفير كافة الشروط اللازمة لإجراء إنتخابات عامة حرة ونزيهة. ليس هذا أمراً مستعصياً لو توفرت الرغبة الصادقة ولكنه، من جهة أخرى، لا يحتمل المراوغة والتسويف، فليس بوسع السودانيين أن يحبسوا إرادة التغيير في صدورهم للأبد، وهم الذين جرَّبوا هذه الإرادة مرتين في ربيع تاريخهم الحديث ... وبركان الغضب الشعبي، حتى لو سُدَّت فوهته بتدابير القمع والبطش، فإنه يظل يغلى حتى يصل لحظة لا يمكنه سوى القذف بحممه إلى الشوارع، وحينها سيعلم الذين ظلموا وتعالَوا على النصح والتحذير أي منقلبٍ ينقلبون.

عمر الدقير
[email protected]

Post: #22
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: عمر علي حسن
Date: 07-23-2011, 01:29 PM
Parent: #21

Quote: الجنوب وجع لا يهمد ولايسكن وطالما بتر فلايهم اى عضو آخر يبتر من ما تبقى من ارض
المليون ميل اليوم الجنوب وغدا دارفور وبعد غد جنوب كردفان والانقسنا والشرق .. لا يهم الشاة بعد ذبحها
سلخها .حتى يبقى السودان هوالخرطوم العاصمة والإقليم
............................
حينها ينفض السآمر


أخي د. احمد القرشي

لم يبقي مايقال .. وأسأل الله الا ينزع حب السودان الواحد من قلوبنا حتي نلقاة ومازرعه فينا باق لم
ينبتّ ..

اصحابي سود البشرة قالوا انهم سيفتقدون سخريتهم من لوني (القمحي) الذي هو (ورطة) لانه لا لاحق
ابيض ولا اسود .. ويبكون لانهم اقتلعوا من جذور الحب الي جذور قد يطول بحثهم عنها ولا يجدي ..

والجنوبي حكيم وعميق الرؤي فإذا قال لك (انشاالله نقابل) اغرورقت عيناه بالدمع فبلل صدرك ..
هذا انفصال ساسه وأجيال تربت في الغرب ولم ترضع من ثدي جوبا او شقيقتها الخرطوم ..
وسيترعون حقدهم الذي شرّبهم به الغرب علي الجنوب قبل الشمال ..

فإن عادت الوحدة بعد ذهابنا ولقينا الله بقلب به سودان ما قبل سلفاكير فإنه جل وعلا سيقول "صدقتم "
ابناء سودان الوحدة المهمشة كل اجزائة فيوحده التهميش حتي لينهض معا او يهوي الي القاع معا ..

ليتهم يعلموا انهم قتلوا بارقة الامل ولم ينتظروها لتنير درب الجميع المغلوبين علي امرهم في كل موطيء
قدم في السودان قديمه وحديثه

عمر علي حسن

Post: #23
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-23-2011, 06:50 PM
Parent: #22


أستاذي الجليل / عمر علي حسن
لك التحية
سعيد جدا بحضورك في هذا البوست ،فأنا اتتبع خُطى قلمك وأتسلل إلى البوستات المختلفة فرحا كلما رأيت أسمك متداخلا لاستمتع بما يخطه يراعك ،وهاهي سعادتي تزداد وأنت تشرفني بالتداخل معي في هذا البوست فلك مني كل الود والتقدير ومعها انحناءة لشخصك الكريم .
لقد أورثنا انفصال الجنوب حسرة ووجعا ،وأدمى قلوبنا وجرح أفئدتنا لأننا أحببنا هذا الجزء من الوطن ، لقد أحببناه كما أحببنا الشرق والغرب والشمال،أهل الجنوب شاركونا حب هذا الوطن وترابه ، كان يستمعون لعثمان حسين واحمد المصطفى ومحمد وردي والنور الجيلاني ، وانقسموا بين حب الهلال والمريخ والموردة بل سموا بعض أنديتهم في الجنوب تيمنا بهذه الأندية العريقة .كنا نجدهم في مدرجات مباريات الهلال والمريخ يشاركوننا الحماس والفرح للنصر، والحزن والحسرة للهزيمة وأنت أستاذي عمر تعرف ذلك جيدا كونك كنت رئيسا لأحد أندية القمة في السودان والذي كان أحد حراسه من جنوب السودان وهو الحارس يور في سنة 1987 عندما التقى الهلال بالأهلي المصري في نهائي كأس الأندية الإفريقية وخرج ظلما بقرار من الحكم لاراش.
لقد ذهب الجنوب ولم يبذل حُكامنا جهدا لبقائه ضمن الوطن الموحد ، لم يحتمل الكثير من السودانيين ثقافة ومعتقد أهل الجنوب فكان هذا الانفصال المؤلم وهاهم بسياستهم الخرقاء وقراراتهم الانفعالية سيحولون دولة الجنوب إلى دولة معادية .
أستاذي عمر
لك كل الود لحضورك الأنيق والبهي






Post: #24
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-24-2011, 06:15 PM
Parent: #23


الشاعر عبدالمنعم عبدالحي من شعراء السودان الكبار والذي عاش جزءا كبيرا من حياته في مصر ولقد تغنى له الكثير من الفنانين منهم الفنان أحمد المصطفى ،ومن أغانيه المشهورة أغنية أنا امدرمان والتي تغنى بها الفنان أحمد المصطفى ولقد ذكر الشاعر في مذكراته إنه ألفها بعد أن تغنى الفنان حسن عطية أغنيته ألوان الزهور والتي تمجد مدينة الخرطوم ومناظرها الخلابة فكانت هذه القصيدة الوطنية العاطفية والتي تتحدث عن مدينة امدرمان تلك العاصمة الوطنية التي فتحت أذرعها لكل أبناء الوطن بمختلف أعراقهم وديانتهم ومناطقهم من الشمال والجنوب ، ولقد سجل الشاعر عبدالمنعم عبدالحي هذا التلاقح الثقافي في هذه الأغنية حيث قال ..

أنا ابن الشمال سكنتوا قلبي
وعلى ابن الجنوب ضميت ضلوعي
أنا أمدرمان
أين ستذهب هذه الأغنية بعد الانفصال هل ستبث من الإذاعة أم سيطبق عليها اقتراح وزير الأعلام السابق وتمنع من البث.







Post: #25
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-25-2011, 02:08 PM
Parent: #24


Post: #26
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-25-2011, 09:15 PM
Parent: #25



شلت من النيل صباهو
ومن جمال النيل بهاهو
من مناظر الثغر صفحة
من رهيد البردي لوحة
من نخيل الباوقة طرحة
من مريدي السمحة نفحة
الطبيعة حنت عليك
خلدت بصماتا فيك
ليك غرد كل شادي




Post: #27
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-26-2011, 05:11 PM
Parent: #26


Post: #28
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 07-26-2011, 05:11 PM
Parent: #26


Post: #29
Title: Re: لا تستكثروا علينا البكاء
Author: عبدالله الشقليني
Date: 08-12-2011, 04:45 PM
Parent: #21



الشكر الجزيل لصاحب المقال الأستاذ / المهندس / عمر الدقير
ولمبتدر الملف ألف تحية


هذا المقال الذي تناقلته الصحافة أكبر بكثير من مقال أفرد صاحبه كثير من تجاربنا حتى أزف الرحيل ،
وفق ما نرى تقاسمت المسؤولية في هذا المصير( الحركة ) و ( المؤتمر ) حتى صارت الأدمع أكبر من العيون .
برقته ومعدنه النفيس كان المهندس ( عمر الدقير ) سليل الحركة الطالبية النقابية التي قادت انتفاضة أبريل 1985 م
وسجل لها التاريخ صفحة ناصعة لن تمحيها التُرّهات التي يتبجح بها الذين قادوا الأحزاب السياسية ، رغم شيخوختها فهي صاحبة السبق في التجارب الفطيرة التي لا تقرأ تاريخها .
وأعجب العجاب أن الذين ادعوا أنهم جاءوا بالإنقاذ من أجل الجنوب ، ها هم قد انتبذوه ، وجلسوا على جبل المأساة لا يرف لهم جفن !!

كتب الأكرم والكاتب / عميد ركن / السر أحمد سعيد ، صاحب كتابي :
1/ السيف والطغاة " القوات المسلحة السودانية والسياسة "
2/ السودان : نحو الجمهورية الثانية – دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا للسودان النيلي

هذا هو نص رد الأكرم عميد ركن / السر أحمد سعيد على الأستاذ / المهندس / عمر الدقير ، وهو بمثابة مداخلة
حول موضوع المقال وإثراء للملف :
هذا المقال الذي تناقلته الصحافة أكبر بكثير من مقال أفرد صاحبه كثير من تجاربنا حتى أزف الرحيل ،
وفق ما نرى تقاسمت المسؤولية في هذا المصير( الحركة ) و ( المؤتمر ) حتى صارت الأدمع أكبر من العيون .
برقته ومعدنه النفيس كان المهندس ( عمر الدقير ) سليل الحركة الطالبية النقابية التي قادت انتفاضة أبريل 1985 م
وسجل لها التاريخ صفحة ناصعة لن تمحيها التُرّهات التي يتبجح بها الذين قادوا الأحزاب السياسية ، رغم شيخوختها فهي صاحبة السبق في التجارب الفطيرة التي لا تقرأ تاريخها .
وأعجب العجاب أن الذين ادعوا أنهم جاءوا بالإنقاذ من أجل الجنوب ، ها هم قد انتبذوه ، وجلسوا على جبل المأساة لا يرف لهم جفن !!

كتب الأكرم والكاتب / عميد ركن / السر أحمد سعيد ، صاحب كتابي :
1/ السيف والطغاة " القوات المسلحة السودانية والسياسة "
2/ السودان : نحو الجمهورية الثانية – دعوة لتأسيس جيوبوليتيكا للسودان النيلي

هذا هو نص رد الأكرم عميد ركن / السر أحمد سعيد على الأستاذ / المهندس / عمر الدقير ، وهو بمثابة مداخلة
حول موضوع المقال وإثراء للملف :


*
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل عمر
تحية طيبة وبعد ،

كما وعدتك أن أكتب إليك معلقا على ما كتبت.. أرجو أن تصلك هذه السطور آملا أن أكون قد ألقيت ضوءا على بعض الأمور التي جاءت في مقالكم الرائع بشهادة الجميع .
أكتب إليك وبعض الخواطر تتدافع ، منها :
أولا : ثقل اللحظة التاريخية التي نعيش ووطننا يتشكل في جمهورية جديدة لم تستقر بعد وأتصور أنها قد تأخذ وقتا ليس بالقليل .
ثانيا : تأثير الابتعاد الزمني والمكاني على الوجدان والعواطف .
ثالثا : الكتابة نفسها هل هي مجرد مشاركة أو مجرد تعبير و انفعال بالأحداث المتلاحقة .
رابعا : ما المطلوب من المثقف أو المتعلم في هذه المرحلة.

الأخ عمر
المشهد الحالي ، يبدو لي من المكان الذي أقف عليه ، كالآتي :

أ . وطن قد تم قبره ،هو السودان القديم ، بحقائق الجغرافيا
ب‌. وطن جديد يتشكل ويتخلق هو السودان الجديد بحقائق الجغرافيا والتأريخ ( الجيوبولتيكا ).
جـ . قيادة خاتمة لأسوأ قيادات حقب السودان القديم والحديث ، قاطبة , لا تزال تتشبث بالسلطة ، وهي في الوقت نفسه فاقدة للتأهيل العلمي والتاريخي والأخلاقي كما أن العامل الدولي قد شلها تماما فشلَت معها الوطن كله .
د. حزب عقائدي متسلط يدعي امتلاك الحقيقة مثله مثل أي حزب فاشي في التاريخ ولن يترك السلطة إلا بالسلاح كما فعلت تلك .
هـ . أحزاب سياسية كبيرة لا تفعل شيئا وهي قادرة على الفعل ، وأخرى كارتونية لا تستطيع أن تأتي بجناح بعوضة .
و. جماهير متوثبة ، تنتظر شيئا غير مألوف ، وهي تعلم بالضبط مهددات الوطن ولذلك ترتقب وتنتظر .

أعود لمقالك الرائع

كتبت مفتتحا : منقو قل لا عاش من يفصلنا .............

وتداعت الذكريات
الشيخ الجليل عبد الرحمن على طه وقصيدته .. في القولد التقيت بالصديق فيمر فيها بريرة والجفيل وكيلك وبابنوسة ثم يمضي في رحلاته السعيدة ويصل إلي أتبرة (بلد أبوي عبد الرحيم ) ويتوقف قبلها في أم درمان


وتتدفق الذكريات أكثر
فنتذكر اسماعيل عبد المعين وترنيمه بإنشودة (الرائد ) محمود أبوبكر

صفدونا ليه غربونا ليه... ليه.. ليه يا بلادي ليه
صه يا كنار وضع يمينك في يد
ودع المزاح لذي الطلاقة والدد

وأتوقف مع مبارك بشير وهو يغني للوطن عرس فدائه
نلتقيك اليوم ياوطني لقاء الأوفياء
قد تنادينا خفافا كخيول الريح في جوف العتامير
لكِ يا أرض البطولات .... وميراث الحضارات ...... نغني اليوم في عرس الفداء

تغلبنا العبرة
فنتحايل على الدمعة بالصنقعة .. كما قال أحد الأعمام ذات مرة

دعنا نصل إلي نقطة هامة ما الذي أوصلنا إلي الانفصال ؟؟؟؟ قصة طويلة بل قصص وقصص وكل منها تحتاج لمؤلف لكن دعني أوجزها في 25 نقطة فقط ..كالآتي :

1) في فترة حكم الإنجليز تمت التفرقة على أساس العنصرية وسياسة الفصل العنصري بالمناطق المقفولة ومجيء جنرال غردون الأول كان بهدف منع تجارة الرق كما ادعى البريطانيون (راجع محمد عمر بشير من الحرب إلى السلام )
2) مؤتمر جوبا 1947 تم تزييف إرادة الجنوبيين من ال(سبريشن) إلي ال(فدريشن) وباتفاق بين الدرديري و السير روبرتسون كما كشف مؤخرا.
3) في 1954 ادعى الجنوبيون أن السودنة لم تنصفهم .(رئيس الوزراء آنئذ إسماعيل الأزهري كان مدينا للنفيدى بمائة وخمسين جنيها .. أمثل الأزهري يظلم؟؟؟ )
4) في أغسطس 1955 تمردت حامية الإستوائية وقتل من الشماليين (حوالي 248 بينهم نساء وأطفال غير الجرحي راجع اللواء فضل الله حمادمشكلة الجنوب وقضايا الوطن )
5) في 1956 تحقق استقلال رفع العلم وأنزل علما الاستعمار
6) في 1958 جاء الفريق عبود، واضعا أول سابقة لتدخل العسكر , وأحد أسباب التدخل مشكلة الجنوب
7) في 1964 ثورة أكتوبر وأيضا أحد مسبباتها مشكلة الجنوب
8) مؤتمر المائدة المستديرة في 1965 لم ينجح والجنوبيون أصروا على الانفصال ( راجع محمد عمر بشير من الحرب إلى السلام )
9) إبان الديمقراطية الثانية استعرت الحرب و في الجنوب اعتقل ضباط القوات المسلحة عبد الحميد صالح وزير الدفاع والفريق محمد أحمد الخواض القائد العام والسبب عدم توفير مستلزمات الحرب في الجنوب
10) في1969 التدخل الثاني للعسكر ومن أسبابه مشكلة الجنوب
11) صدر بيان 9يونيو 1969أساسه مؤتمر المائدة المستديرة لحل قضية الجنوب وأفضى إلى الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي (اتفاقية أديس أبابا1972)(راجع كتابي السودان نحو الجمهورية الثانية )
12) عاملان رئيسان لم يقودا الاتفاقية لنهايتها المنطقية (بجانب عوامل أخرى) هما :
أولا : عم توازن الحكم . في الشمال نظام جمهوري طاغي بينما في الجنوب نظام برلماني حزبي .
ثانيا : عدم قبول كثير من الجنوبيين للاتفاقية خاصة بعض العسكريين المؤثرين أمثال جون قرنق ، صمويل قاى توت وآخرين. (مرفق لك مقابلة صحفية أجريت مع العقيد جون قرنق )

13) في مايو 1983 حدث التمرد الثاني أي قبل التقسيم الذي جاء في يونيو 1983 وقبل الشريعة التي جاءت في سبتمبر1983 ولكن حتي سقوط مايو لم يكن الجيش الشعبي لتحرير السودان يسيطر على شبر واحد من البلاد .

14) أنهت انتفاضة ابريل العهد المايوي وكان المؤمل أن يضع جون قرنق يده في أيادي ثوار أبريل ولكنه رفض التفاوض مع المجلس العسكري بحجة أنهم تمردوا على الدستور مثلما فعل هو وأطلق عليهم مايو 2
15) رفض التفاوض مع مجلس وزراء التجمع أيضا
16) رفض التفاوض مع الحكومة المنتخبة وبذكاء أعلن أنه لن يتفاوض إلا مع الأحزاب أو المجموعات . ابتلع الجميع الطعم حتى رئيس الوزراء المنتخب قابله بصفته رئيس حزب .
17) في هذه الأثناء اشتد عوده وبدأت الحاميات في التساقط وتعرض الجيش السوداني لحملات ضخمة من التشكيك والانتقادات وصفت صحيفة التجمع جون قرنق بالمناضل بينما إخوتهم وأبناءهم يقاتلون في الأحرا ش

18) توصل لاتفاق عريض مع مولانا الميرغني في نوفمبر 1988
19) رفضت الجبهة الإسلامية الاتفاق وقاومته بشدة
20) وصلت الإنقاذ وبدأت حربا جهادية أيدها علماء السلطان ثم عادوا وأفتوا بعدم شرعيتها ثم أخيرا أفتوا بعدم شرعية فصل الجنوب
21) بعد الشباب الذي فقد وبعد الدماء التي سالت جاءت فكرة تقرير المصير ( أبوجا أولا ـ فرانكفورت ثانياـ أسمرا ثالثا).....!!!!!!!!!!!!!!!
22) وتفاوض الأخ جون قرنق مع الإنقاذيين باعتبار أنهم حكومة أمر واقع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
23) رفض مشاركة التجمع في المفاوضات في نيفاشا باعتبار أنه يمثل التجمع!!!!!!!!!!!!!!!!!
24) حكومة الأمر الواقع أيضا ترفض مشاركة التجمع باعتبار أنها تمثل كل الشمال !!!!!!!!!!!!!!!!
25) وأخيرا جاءت نيفاشا منفوخة وهي مليئة بثقوب كثيرة أكبرها :
أ‌. لماذا خياري الوحدة والانفصال فقط ؟؟؟؟
ب‌. لماذا لم يتم التقيد بحدود 1956؟؟؟؟؟
جـ . لماذا إقامة نظامين مصرفيين ؟؟؟وكيف تكون الوحدة جاذبة مع ذلك ؟؟؟؟
د. لماذا إقامة 3 جيوش (جومو كنياتا زعيم الماوماو رفض استيعاب المقاتلين في الجيش الكيني بحجة أنهم سياسيون )؟؟؟
هـ . لماذا المشورة الشعبية في النيل الأزرق ؟؟؟؟؟
و. لماذا المشورة الشعبية في جبال النوبة ؟؟؟؟؟
ز. لماذا قسمة البترول 50%؟؟؟؟؟؟ وأيضا كيف تكون الوحدة جاذبة بمعنى لم لا ننفصل ونأخذ البترول 100%؟؟؟؟

الأخ العزيز

الإجابة بسيطة وهي أننا لم نذاكر ولم نؤدي واجباتنا المنزلية ولم نعد ولم نطور مفاهيمنا وطبقنا نفس الأساليب العتيقة بنفس الفكر و نفس التوجهات في كل المراحل. أما كيف حدث ذلك فالقضية بسيطة . أقول :
مثلا : لم ندرس مسببات فشل اتفاقية 1972 وعلاقة الاتفاقية بدستور 1973
مثلا : لم ألغي دستور 1973الذي تضمن اتفاقية اديس أبابا قبل أن نضمن رجوع جون قرنق من الغابة وقفز بنا سوار الذهب للمجهول (راجع كتابي السيف والطغاة . )
مثلا : لم ندرس لماذا رفض جون قرنق اتفاقية 1972 (راجع أبيل ألير السودان التمادي في نقض العقود والمواثيق )
مثلا : لم ندرس ونتفادى قضية استيعاب مقاتلين داخل القوات المسلحة وقضية تأخر خطة إنصهار الأنيانيا في الجيش السوداني لمدة خمسة من77إلي 83
مثلا : لم نتطور اقتصاديا وتنمويا حتى تحل كل مشاكل المهمشين ؟ هل ترك لنا الجنوبيون الفرصة أم ظلوا على الدوام مستنزفين للموارد في ؟؟؟
مثلا: لم ندرس لماذا لم تتم مراجعة مالية لورقة واحدة في الجنوب طيلة الفترة 1972ـ 1983 عمر اتفاقية أديس أبابا.

أخي العزيز عمر

هنالك عشرات بل ومئات الأمثلة التي لا أجد لها تفسيرا وأنظر فلا أرى سوى أخطاء وأخطاء تتكرر بشكل فظيع وحينما تتجمع تصبح النتيجة مأسوية . دعني أسوق لك مثالا واحدا على تكرار الخطأ
يحدد بروتوكول الترتيبات الأمنية ( أن كل قوات الجيش السوداني في الجنوب تكون شمال خط 56 وكذلك كل قوات الحركة الشعبية تكون جنوب 56 بعد السنة الثانية من الاتفاقية عدا القوات المدمجة المشتركة " 24 الف في الجنوب و6آلاف في جبال النوبة و6 آلاف في النيل الأزرق و3ألف في الخرطوم " وللقيادة العامة للجيش السوداني إعادة ت######## قواتها في أى مكان في شمال السودان . ثم في حالة الوحدة تكون القوات المشتركة هي النواة للقوات السودانية الوطنية المسلحة أما في حالة الانفصال فتعود القوات المشتركة لوحداتها الأم ) راجع كتابي الثاني السودان نحو الجمهورية الثانية .

هذا يعني أن قوات الحركة الشعبية في جبال النوبة عبارة عن 3آلاف فقط وكذلك 3آلاف فقط في النيل الأزرق و1500 في الخرطوم بعد السنة الثانية من الاتفاقية أي 2007م.

اليوم وبعد 4 سنوات من الاتفاقية نسمع عجبا وهو أن قوات عبدالعزيز الحلو تبلغ 12ـ 15 ألف !!!!!!! من أين جاء هؤلاء ؟؟ وكيف ؟ أين رئاسة وهيئة الأركان؟أين القيادة العامة ؟؟؟؟؟؟؟؟وأين الأجهزة التي تطارد وتعتقل وتراقب (محمد عطا ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كذلك يقولون أن مالك عقار له مثل ذلك وربما أكثر .

الأخ عمر

هذا مثال على تكرار الأخطاء نفس ما حدث في أديس أبابا 1972 يتكرر في نيروبي2005 وقس على ذلك ونتساءل لماذا يحدث ذلك والدولة على رأسها جنرالات ودكاترة وبروفيسورات ومحامين وقضاة وعلماء ذوي شأن ووزراء أكثر من وزراء جمهورية الصين الشعبية ؟؟؟؟؟ وأحزاب سياسية محترفة للسياسة ؟

هل هو كبر وعناد ؟ هل هو نوع من الذكاء الشديد الذي يورد صاحبه مورد الهلكة ؟ هل هو إهمال وتراخي ؟ أم هو جهل بأمور الدولة ؟

نعم سيدى هو كل ذلك منذ فجر الاستقلال وحتى لحظتنا التي نعيش وطأتها. ولذلك قلت في مجلس ،كنت أنت مضيفه وسيده ،أن المسئولية يتحملها كل من تقلد منصبا دستوريا وبمقدار المنصب الذي تقلده ولن نعفي كذلك الإخوة المثقفين والمتعلمين والذين أصابوا حظا من التعليم .

أما هؤلاء فالرأي أنهم يساهمون فيما يجري وجرى بقدر كبير وإن كان بصورة غير مباشرة من زاويتين :
الأولى : عدم الحصول على المعلومات والسعي لها من مصادرها المختلفة والحقيقية وبالتالي معرفة المسببات الحقيقية لأي مشكل قبل الوصول لاستنتاجات أو خلاصات لأنها في غياب المعلومات ستكون جدا فطيرة وبالتالي ما يبنى عليها من خطوات ستكون في صالح الطرف الآخر لأن ذلك سيخدمهم بلا شك . أحيانا يذكرك بعض المثقفين بقصة الإمام أحمد حينما قال لرجل طرير ( آن للإمام أن يمد رجليه )
الثانية : عدم الجدية في المعارضة ولا أقول الاستعداد للتضحية فالمسألة نسبية ولكن عدم الجدية تعني لي عدم اليقين بالذهاب إلي آخر الشوط بل واحتمال التخلي عن كل المبادئ والهرولة نحو أي عظمة ترميها السلطة في أي لفة .
إذن ماذا؟؟؟؟ نصل للحل .

اتفق معك تماما حول ما ذهبت إليه . ولكن بتحفظ هو : أن ما حدث في أبريل 85 وقبلها أكتوبر 64أتصور قد لا يجدي وسيعيد إنتاج الأزمة بصورة أو أخرى . يقيني أن شعبنا المقدام يعلم ذلك ولذلك مثلما فلت لك في صدر هذه الرسالة (شعب واعي بما يجري ومتوثب وينتظر شيئا غير مألوف . وهو أكثر وعيا بالمهددات . تصور !!!! ) حقيقة هذا شعب عبقري لا تستفزه الأحداث التي تجري حوله فهو معلم للشعوب !! ولا تحركه هذه الأحزاب لإدراكه بما سينتج .ولا يفقد عقله رغم المعاناة حتى لا تكون له أوعليه . لكنه ، ثق ثقة عمياء ،أنه يراقب ويرتقب وستأتي اللحظة.


الأخ الباشمهندس عمر



تبقت ملاحظة أخيرة :

ما نحتاجه فعلا هو :
ثورة تنوير شاملة لتصحيح المفاهيم العتيقة والمعتقدات البالية والعادات المقيدة وبعدها سننطلق لنغني لوحدة مؤسسة على فكر جديد و نغني منقو لا عاش من يفصلنا ونغني للوطن
صه يا كنار وضع يمينك في يديه
ودع المزاح لذي الطلاقة والدد
وقد قال رسولنا الكريم (ما أنا دد وليس الدد مني ) أو كما قال

ودمت لأخيك

السر سعيد
5يوليو 2011