الطـائفـيون الجـــدد

الطـائفـيون الجـــدد


11-23-2008, 09:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=403&msg=1240553934&rn=16


Post: #1
Title: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-23-2008, 09:09 AM
Parent: #0

يقبع السودان تحت وابل من الأزمات المتناسلة بدون توقف كما أصبح هذا التناسل يسير بسرعة فائقة تجعل من المستحيل تمعّن سابقتها وقرائتها من أجل إيجاد حلول لها , ويتعاظم هذا المطب الذي صار طبيعة داخل السودان كل يوم حتى إختلط حابل الإشكالات بنابل الواقع المأزوم أصلاً, وإنتقل الوضع من طور الأزمة إلى مأزومية الأزمة نفسها , حيث صار عصياً فض إشتباك الأزمات بغرض البحث عن الحلول , وإرتضى البعض مبدأ ( هاهنا نحن منتظرون) وهو الذي قد يسميه البعض هروباً من الواقع ومجابهة الإشكالات المتفاقمة , ولكن لو وجدت من ظللته الحكمة لقال لك عكس هذا الهروب , فالإنتظار غدا حل من لا حل له وقد يباغتك بسؤال من خلف تلك الحكمة التي تظلله وهو السؤال الذي سوف تتمنى لو لم تأت لتساله عن ذلك الذي رميته به وهو الهروب وهو ( أي السؤال) ما هي وصفتك السحرية للخروج من هذا الواقع ؟ وعندها بهت الذي كفر وهو مؤمن بنظريات كثيرة وحلول جذرية قبعت في رأيه في متن الكتب وذاكرة العقول والغير لبيب هو من سوف يقوم بإجابة المتسائل دون ملاحظة تدلي فك السائل لأسفل وتشخص نظره وإقتضاب حاجبية , وكل هذا ليس إمعاناً في دهشة هذه الوصفة السحرية ولكن في إيمان المُجيب لهذه الأفكار ولو كان هذا المتسائل ملولاً من ضخامة ما تطرحة من تعابير فسوف يلجأ إلى التفكير في محنته وإيجاد حلول وقتية لتصريفها فهذا أنسب وقت لهذا التفكير , أما إذا كان به بعض الشغب فسوف يقاطعك بمقولة سائدة بين المشاغبين وهو أن يقول لك بسودانية دارجة ( قوم لف يأخي) وعندها يمكن أن يصل الدم لمرحلة الغليان في كسر من الثانية وتتمنى لو كان لك نافورة أعلى رأسك ليخرج هذا الدم منها ويأخذ طلته على الهواء ويعود أدراجه كمنظومة النافورة الى داخل جسدك . كل هذا وغاب عن السائل والمُجيب في محنتهم من هذا السيل المتواصل إندفاعه من الأزمات هو من أين أتت هذه الأزمات ؟ وما هو مصدرها ؟ ولماذا تتواصل هذه الأزمات بهذه الصورة ؟ وما هو دورهم في هذه الأزمات؟

نواصل ..

Post: #2
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: عبدالرحمن الحلاوي
Date: 11-23-2008, 09:44 AM
Parent: #1

البوست يحتاج لمترجم ... نحنا أهل العوض ما فهمنا إلا الطائفيون الجدد !

Post: #3
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-23-2008, 10:07 AM
Parent: #1

يتواصل الواقع في مسلسله الرتيب داخل السودان بتواصل هذه الأزمات ومازال سجال السائل والمًجيب في عدم إدراك كنه الإشكال في هذا الواقع الفائر حقيقة والفاتر مجازاً, فبينما الأول ينظر حاله الغير متوجس لمستقبل اجيال قادمة يتطلع الثاني بكل شغف لإيجاد الحلول لهذه المشاكل بغرض تأسيس واقع أفضل من الذي فيه , ويغيب عن الثاني أنه يحارب طواحين الهواء بصورة دون كيشوتية في مخيلةالسائل الملول. وهذه الطواحين بالرغم من كثرتها إلأ أنها لا تمتلك أجنحة حادة لذلك تستمر محاولات المُجيب في البحث عن الحلول .

Post: #4
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-23-2008, 10:09 AM
Parent: #1

الأخ المحترم عبدالرحمن

سلامات

كلنا أهل عوض في إشكال السودان ولكن من يعترف بذلك
المهم للموضوع بقية متواصلة

خالص الود والإحترام ...

Post: #5
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-23-2008, 11:26 AM
Parent: #1

في العام 1940 قام كل من لازار سفيلد وبريسلون وجوديت بعمل دراسة مشتركة حملت اسم (إختيار الشعب ) أو ما عُرف بنظريات التأثير الإنتقائي أو المحدود للإتصال الجماهيري Theories of Selective Influence
& Limited Effect
ومحور الدراسة كانت حول الناخب الأمريكي وإمكانية فوز روزفلت بفترة رئاسية ثانية مع أنه كان مريضاً والعالم مُقبل على حرب عالمية ثانية وفيها خرجت نداءات كثيرة تطلب من المواطن الأمريكي عدم إنتخاب روزفلت لعدم قدرته على إدارة مقاليد الإمور , المهم قامت الدراسة على إستطلاع كبير شمل 600 شخص من ولاية أوهايو وخلصت الدراسة على أن المستطلعين إنقسموا الى قسمين واحد صغير جداً كان الأكثر متابعة للشأن العام وأكثر إنفتاحاً على وسائل الإتصالات وأطلقت عليهم الدراسة بقادة الرأي Opinion Leader والأغلبية أطلقت عليهم تسميت الأتباعOpinion Followers وجاءت تسميتهم على هذه الشاكلة لأنهم لا يتلقون أخبارهم من وسائل الإتصالات ولكن من خلال إحتكاكهم بقادة الرأي .
من هنا نخلص على أن الدراسة كانت في الأساس على شكل التأثير الإعلامي على الجماهير وهو ما سوف نحاول تسليطه على الواقع السوداني لنرى مواطن هذا التاثير على سيل الأزمات المتواصل وقبل ذلك سوف نرى ما شكله قادة الراي السودانيين اليوم وماهية دورهم في هذه الأزمات ؟ وهل هم مصدرها ؟ وقبل أن نجيب وجب أن نلخص التعريف بقادة الراي كما خلصت به الدراسة من منظور د .عصمت سيف الدولة وعرفتهم بانهم أشخاص يتمتعون في محيطهم بمراكز إجتماعية دينية او مالية او علمية او عشائرية , وهذه المراكز هي التي تعطيهم المقدرة الخاصة على التأثير في قرارات وتحديد إتجاهات مواطنيهم , أو بمعنى أشمل أنهم أن يُجمعوا على أن يقودوا الناس ينقاد لهم الناس طائعين (إنتهى التلخيص الأولي) .
ولو لمحنا هذا التاريخ أي 1940 فسوف نجد أن المواطن الأمريكي لم يكن متباعداً كثيراً عن رفيقه في دول آخرى وخصوصاً في العالم المعروف اليوم بالثالث فمصدر إنقياد الناس في السودان مثلاً لم يكن أحسن من مثيله في أي بلد قرين آخر , وأن مصدر هذه القيادة كانت للدين في الأصل وهو المكون الوحيد الذي لم يكن هنالك منافس له سوى العشائرية .

نواصل ..

Post: #6
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مؤيد شريف
Date: 11-24-2008, 07:30 AM
Parent: #1

الاخ الكريم مجاهد


بفضل الطائفيون الجدد:


يمكن الجزم بانتهاء حقبة التغيُرات الناعمة في بنية السياسة السودانية ....


لم يفتحوا إلا مسارات للعنف مبادلته بمثيله ....


شكرا علي الافكار الجديرة بالمتابعة...

كل الاحترام

Post: #7
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-24-2008, 08:11 AM
Parent: #1

قطع التاريخ مراحل كبيرة داخل السودان فبدل أن يتشارك الناس كل همومهم ويقرروا في حياتهم تركوا أمرهم لكثير من قادة الرأي وإستحقوا بجدارة تقسيم لازارسفيلد حينما سماهم بالأتباع وكان لابد أن يدفعوا ثمن تلك التبعية فعاشت أجيال بعدهم تلوك الأمرّين وتضخمت قائمة قادة الرأي نتيجة للتوارث وبعض مسببات الإنتهازية . ولكن الملاحظ أن الأتباع لم يستبينوا خطل تناقض قادة الرأي وتقلبهم ذات الشمال واليمين عن سداد أرائهم التي كانوا يرونها وبها تتقرر مصائر العباد الأتباع , ولم يكن خفياً إستمرار الوضع على هذا المنوال , غير أن توصيف د.عصمت سيف الدولة في تعريفة لقادة الرأي لم يجنح به بعيداً عن مجتمعاتنا وهاهو التعريف ينتقل ليشمل مع أصحاب الإمتياز الديني والعشائري كل من أصحاب المال والعلم , وليت كان تصويب هذه العلوم في محاربة الأولي ولكن كانت هذه العلوم والأموال باباً لبلوغ هالة هؤلاء الدينيين والعشائريين وتكوين تخوم من الأتباع علها تشفي غرور ما كنسوه من علم او مال , وإلى هنا لاغضاضة فيما ذهب إليه هؤلاء من تنكب للطريق في مسيرة حياتهم ,ولكن بالنظر لمشكلة الأتباع فسوف نجد أن تواصل الأزمات كان بيدهم لا بيد عمرو , فقد ابدلوا قائد رأي بآخر ..

نواصل ..

Post: #8
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-24-2008, 08:19 AM
Parent: #1

Quote: يمكن الجزم بانتهاء حقبة التغيُرات الناعمة في بنية السياسة السودانية ....


لم يفتحوا إلا مسارات للعنف مبادلته بمثيله ....



االأخ المحترم مؤيد سلامات وعلك بخير ..

كل إمتناني بمرورك الكريم وإضائتك بالتغيرات داخل بنية السياسة السودانية نتيجة بإنجراف الكثير من الناس أو الأتباع لقادة الرأي الذين في الحقيقة يحتاجون هم لقادة آخرين يبينون لهم مسار الطريق السليم ..
المهم الموضوع لازال في بدايته فلم يصل صوتنا بعد لهؤلاء الجدد ..

خالص الود والأحترام

Post: #9
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-24-2008, 08:55 AM
Parent: #1

وفق التعريف القديم داخل المجتمع السوداني أن التابعين كان لهم القدر اليسير من العلم ولذلك كان لابد من أن يكونوا تابعين , ولكن مع تطور وتضخم قائمة قادة الرأي صار التابعين اليوم من الذين يستطيعون تلقي الشأن العام ومرغمين مع تطور الإتصالات من الإنفتاح على المعلومات ولكن بدل أن يتوافقوا نظرياً في الحد الأدني مع لازارسفيلد طفقوا عملياً بتكذيب هذه النظرية وصارت تابعيتهم في الرأي أكثر شراهة من القدماء , ولكم يحزن المرء عندما يجد متعلماً أو مثقفاً ( المثقف نعت هنا وليس حالة) لايستطيع أن يقدم حلاً لمشكلاته وبذلك فقد عنصر الإرادة والتي في مجملها الكلي تؤدي للتطور , أن فاقد الإرادة تساوى دون أن يشعر مع قرينه البعيد عن العلم والثقافة وليت الأمر توقف عند ذلك ولكن سعي المنعوت أعلاه الحثيث نحو بلوغ الهالة الطامة أكسبه غشاوة فوق غشاوته الغير محسوسة من جانبه ..

Post: #10
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 11-24-2008, 10:23 AM
Parent: #9



الاخ مجاهد

تحية طيبة

الاحترام و التقدير لهذا البوست الرائع ..

متابعين لمجاهداتك القيمة لارساء ثقافة الحوار العلمى و المدروس لحلحلة الواقع المذرى و المتوارث لمجمل قضايا الشان العام فى وطننا الحبيب السودان .
ندرك باعزاز و فخر... وعى و ادراك و تفهم الاجيال الحالية لموروثها السالب - من اخطاء و تدنى العطاء القومى - من ما سبقها من اجيال . الحظ ذلك مما يطرح هنا فى هذا المنبر من مواضيع هادفه و مداخلات رفيعة المستوى - من بعض الاخوة الشباب - فى بعض القضايا الهامة .
الملفت للانتباه ان الكثير من القضايا الهامة التى تثار هنا لا تصل الى النتيجة المرجوة من اثارتها .. و اقصد بذلك .. الدراسة الكاملة للقضية المطروحة ( الاسباب / الاثار / الحلول / التوصيات الخ.... ) .
هذا هو المطلوب من الجيل الحالى .. هذا الارث السالب لمشاكل الامة يجب ان يوفق .. بعلمية و منهجية حتى لا يورث الى اجيال لاحقة .. هذا واجبكم انتم - مثقفى هذا الجيل - اخى مجاهد !!
سندلوا بدلونا معكم كجيل سابق لكم .. وسندعو كل صاحب صلة من جيلنا و ذو صلة بالموضوع لمشاركتكم بالراى متى ما كان ذلك مطلوب او منشود من طرحكم .
سنتابع باهتمام كل ما تكتب اخى مجاهد..
امنياتى بالتوفيق
يوسف

Post: #12
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-25-2008, 08:08 AM
Parent: #10

الأخ المحترم يوسف سلامات

عظيم إمتناني بمرورك الكريم وثناءك على تناولنا في الموضوع وبحق ما نحن به اليوم داخل السودان يمثل أزمة وجب تداركها بعين فاحصة فالأرث الذي سوف نخلفه للأجيال القادمة هو من سوف يحكم على قدرتنا وإرادتنا في التغيير ,وهو الدافع على تواجدنا بذاكرة الأجيال القادمة , وأن المحك الأساسي هو الإعتراف بجملة الأخطاء التي بنا وهي الداعم الأساسي لتصويب الواقع والذهاب نحو مستقبل أفضل , ولذلك فمشاركة الكل واجبة ونطمح فيها . كان لي خيط من قبل بهذا المنبر أتمنى أن تتطلع عليه وهو بعنوان الأتجاهات العقلانية لبناء السودان!!!!!!


خالص الود والإحترام

Post: #11
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-25-2008, 07:18 AM
Parent: #1

وخلال تمرحل هذا التاريخ من حال إلى آخر والذي في إفتراضه يجب أن يصطحب الكثير من التغيير نحو الأفضل إلأ أن واقعنا السوداني تأخر كثيراً في نفاذ مشيئة هذا التاريخ فبدل أن ينزوي قادة الرأي ويقرر الأتباع في إمورهم نجد أن العكس هو الذي ساد فتكاثر قادة الرأي كما البعوض يمتصون دماء إرادة أتباعهم , وساعدهم في ذلك الخناعة الكاملة لهؤلاء الأتباع , وقبل أن نرمي كامل المسئولية على الأتباع في خناعتهم وجب فرض السؤال التالي وهو من أين لهؤلاء الأتباع بهذا الإنقياد ؟ وتبدو الإجابة عصية لمن يستبعد الكثير من تفاصيل حياته ولكن لو رجعنا إلى الذاكرة فسوف نجد تأسيساً كبيراً لهذه التبعية وهو النشأة والمحيط الأسري , وهو ما سوف يسلط الضوء على معرفة الخلل الذي لازمنا . أن الوصاية الكاملة التي أتحفتنا بها الأسرة كانت هي الأساس الذي سلب الكثير من الإرادة وتكامل عليها دور الدولة بمختلف حِقبها وعهودها , وأصبح المواطن (الذي كان طفلاً )قدرياً في الذي يسفر فيه قرار الجميع ,وهو القرار الذي أصبح لقائد رأي دون الجميع ,ومعروف أن وصاية الأسرة والتي قمت بنقدها قد تكون محفزاً للبعض في سلبية هذه القراءة , ولكن هي الحقيقة والتي يمكن أن نجد فيها بعض العذر لأرباب الأسر , وقطعاً لم يكن هذا المسلب مقصوداً منهم بقدر ماهو تأطير تأريخي كانوا بداخلة ولابد لهم من الإنقياد له , لذلك فإن رسالة المثقف اليوم يجب أن تتجه لأرباب الأسر قبل كل شيئ فالعجينة ما اسهل تشكيلها وهي لم تُخبز بعد , فالجنوح للغة التحاور مع الأبناء وتركهم للتمرن على إتخاذ القرارات هو الوسيلة الناجعة لتنمية الإرادة والعزم ..

نواصل ..

Post: #13
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مؤيد شريف
Date: 11-25-2008, 09:50 AM
Parent: #1

Quote: من أين لهؤلاء الأتباع بهذا الإنقياد ؟


طرحت مسألة كبيييييرة جدا - كما عودتنا -


ودعني أطرح سؤال هنا :

هل( نحن ) نتصف بالجماعية ؟ أي أن يعرف كل منا حدود دوره ويلتزم به ؟
أم أننا (حشديين) ومنقادين وبتلمنا (الفارغة) ونهتاج عندها ومن ثم سريعا ما تفتر (عاطفة) الانفعال الوقتي ونعود للمربع الأول ؟


الجماعية شيء بناء وشديد الايجابية _ أما الحشدية التي نتصف بها فلا علاقة لها بالجماعية البتة...

لي عودة فالموضوع موضوع يعني...

كل الاحترام مجاهد

Post: #14
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-25-2008, 11:48 AM
Parent: #13

الأخ المحترم مؤيد سلامات وأحوالك ..

شاكر لك المتابعة الجيدة وما طرحته من تساؤلات هي لب وأساس الموضوع ,وبالنسبة للجماعية فهي تقرير حالة لتطور معين يُعم كل الجماعة وهي عماد تنزيل الأفكار أو الأهداف إلى أرض الواقع وهذا من وحي التعريف التنظيمي للمؤسسات الإستراتيجية كالأحزاب , ولكن السؤال الذي يمكن أن يتبادر للذهن وهو كيف تتصف هذه الأحزاب بالجماعية تنظيمياً ولم تستطع حتى اليوم من تنزيل برامجها ؟والسبب يعود للأمراض التنظيمية ومنها الشللية وغياب الديمقراطية داخلياً وسيطرة فرد معين على التنظيم من خلال إستلابه للكوادر ولنا تجارب كثيرة داخل التنظيمات السودانية ملازمة هذا الفشل وللأسباب نفسها , أما من ناحية الكل أي المجتمع عامةً فستجد البون شاسع (كما تفضلت ) بيننا والجماعية أو العمل الجماعي ولهذا أسباب كثيرة منها ماهو محلياً وماهو أت من تأثيرات عالمية , بالنسبة للمحلي فهو تراكم موروثات كثيرة أهمها التمايز الحضاري بين المجموعات المشكلة لهذا المجتمع , وهو ما بث داء النفور فيما بينها , وبالنسبة للتاثير العالمي هو أوهام العولمة وما تحاول أن تخلفه في صراع الأنا والآخر (*) وفيه تتركز المصلحة حول الأنا وما عداك هو أجنبي حتى ولو كان أخيك . لذلك من الطبيعي أن يغيب حتى مفهوم معرفة حدود الدور أو الإلتزام به . ولكن كل هذا ليس بالمعوق الكبير حتى نرتهن لمستقبلنا بصورة قدرية وكما قلت يبدأ هذا من المحيط الصغير وهو الأسرة , وبث الوعي بالحقوق والواجبات هو الأساس الركين للخروج من هذه الأوهام أو الحشدية الموقوتة لزمن معين , وعموماً الكثير قادم في تفكيك هذه الطائفي الجديد ..

خالص الود والإحترام

(*) محمد عابد الجابري ..

Post: #15
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مؤيد شريف
Date: 11-25-2008, 12:40 PM
Parent: #1

صديق الكلمة أ.مجاهد

قبل وقت ليس بالقصير نشرت الغراء (أجراس الحرية) هذه المقالة المحذرة من الردة الي نموذج طائفي جيد ... أوردها كاملة آملاً في أن ترفد حوارنا وتساعدنا في الكيفية التي حدث بها الارتداد الطائفي للـ (مشروع) الاسلاموي المدعى ...

اليك المقال :



ملمح لانهيار السودان

مؤيد شريف
ما كان من تلاقٍ وتعاهد بين أطراف المعارضة علي تشكيل جبهة وطنية متحدة في مواجهة الحزب الحاكم والذي دارت وانعقدت جُل لقاءاته في المركز العام لحزب الامة القومي نفسه يعزز الظن ان لم يكن يقيم الدليل علي أن الخطوة التي قام بها منفردا حزب الأمة القومي أو ما يسمى بـ (التراضي الوطني) وحزب المؤتمر الوطني ليست عملا أوليا وتجهيزيا كما يحاول حزب الأمة أن يصور ،، بل هو خيار متخذ وخطوة استراتيجية مقطوعة لتحالف بعيد الأمد وواسع الاهداف من حزب الأمة ،، فالحزب بزعامته المحنكة والعارفة بخبايا الأمور تدرك أن (التراضي الوطني) وبمجرد اقراره والحزب الحاكم يعني فعليا تحرك حزب الأمة ومغادرته لقواعد المعارضة بتنوعاتها باتجاه قواعد الحزب الحاكم ما يخلق واقعا حرجا في صفوف المعارضة يجعل من عودة حزب الأمة للاصطفاف معها في حال تعثر (التراضي الوطني) أمر فيه نظر .
دعوة حزب الأمة لأطراف المعارضة للالتحاق به عند منعطف الحزب الحاكم لا تخرج عن كونها (غزومة مراكبية) فالتنازلات الكبرى التي قدمها حزب الأمة والمتصلة بكارثة دارفور ونقص اليات وضمانات التنفيذ بجداوله الزمنية الملزمة اضافة للتوقيت غير الموفق لتراضيه والحزب الحاكم في الوقت الذي تتعرض فيه الحريات العامة والصحفية علي وجه الخصوص لهجمة شرسة ومتواصلة دع عنك عدم صدور أية اشارات ايجابية حتى وان كانت أولية من النظام فيما يخص بالاسراع في تعديل (كمشة) القوانين المقيدة للحريات والغير متوافقة والدستور الانتقالي بالتشاور والتراضي مع القوى السياسية ؛ بسبب كل ما تقدم من تنازلات من حزب الأمة والتي لا يقابلها أي نوع من التنازل الجاد من الحزب الحاكم لا يتوقع أن تنظر المعارضة بجدية لدعوة حزب الامة لها بالالتحاق بتراضيه الوطني والوطني.. فهل يرى الحزب وامامه في كل ما تقدم من فراغات خلفها تراضيه لمماً لا يكترث لها ؟؟!!.
يقفز هنا سؤال مهم : لماذا آثر حزب الأمة التخلي عن ما كان مضمر ومعمول له من تحالف عريض وكافة أقطاب المعارضة في مواجهة الحزب الحاكم ، بل والالتحاق طواعية بالحزب الحاكم ؟ لا شك أن هذا الموقف كان نتاجا لقراءة سياسية خاصة بالحزب وزعيمه ، وربما وضعت في حسبانها ما هو مطروح من مشروع للسودان الجديد وما صادفه من زخم وتأييد وقد تكون لهذه القراءة دخولاً علي مناطق خافية ومعتم عليها...
الانتقادات العلنية والمعلنة والتي بادر بها السيد الصادق بوصفه لمشروع السودان الجديد بالمشروع الغامض أو كونه مشروعا للفتنة شكلت في حد ذاتها انحيازا مبكرا وميلا باتجاه الحزب الحاكم علي ما فيها من انتقاد واضح وبين لمسلك الحركة الشعبية واختياراتها السياسية ويبدو أن الحزب الطائفي وصاحب الوزن الأثقل في قوى السودان القديم قد حزم أمره بان في تجذر وترسخ وسيطرة مشروع السودان الجديد ضررا قد يلحق به وبوزنه وبوجوده وهذا تقدير ، في تقديري، قد يصح ، في حال التزام كل الأطراف بما هو معلن من مشروع وبرامج ، فهما حقيقة مشروعان متقابلان ومتعارضان طبيعةً .
ارتكازا علي ما سبق يلوح سؤال آخر : ما هو الشئ المستجد أو الطارئ في علاقة حزب الأمة بالوطني وقارب بينهما ؟ أوليس في مشروعيهما تعارضا؟ في تقديري المتواضع لا توجد فروقات كبرى وذات دلالة في المنشآت والمنطلقات الفكرية للجانبين وان وجدت فروقات واضحة في شكل التفكير والسلوك السياسي فهي عائدة للتوجهات القيادية الباحثة عن فرز وتمييز الأوجه وكل ذلك يأتي في سياق التنافس السياسي فكلا الطرفين يمتلكان مشروعا عقائديا للدولة الدينية مع فارق في التفصيل هنا وهناك ؛ وان كان الاخوان يدعون لها انطلاقا مما يسمونه باستلهام التراث الاسلامي واعادة بعث الصحوة فالأمة يدعو لها أيضا من خلال شرعيته الأساس في الطائفة (الانصار) وليس (الأمة) الحزب ، والأمة في جذره التكويني لا يسعه التخلي عن شكل من أشكال الدولة الدينية وان عمد علي (تطعيمها) ببعض مسحات تحديثية .
اذن ،الطرفان يمتلكان مصلحة مباشرة وحيوية تجمع بينهما في الابقاء علي قضية علاقة الدين بالدولة ملتبسة ومثار جدل وعراك متصلين ودائمين ، فبها ومن خلالها واعتمادا عليها يتحشدون ويحشدون مناصريهم ويوجدون زخما لمشروعهم السياسي ، علما بأن أكثر القوى المعارضة لهم في أقصى اليسار السوداني لا ترى ضيرا في أن تكون الشريعة مصدرا من مصادر التشريع ولا يحسبون ذلك تنازلا منهم لصالح القوى اليمينية بل يرون فيه مسايرة وليونة أمام الاحتياجات الخاصة بالتركيبة المجتمعية بتراثها وميراثها . هكذا نخلص الي أن مسألة علاقة الدين بالدولة لا تمثل نقطة جذرية للخلاف بين الأمة والوطني ، وما درجت عليه الانقاذ في سنواتها الأول وحتى الي وقت قريب من انتقاد وصل لغاية العداوة والمواجهة مع ما يسموها بطائفية حزب الأمة لم تكن سوى محاولة لصناعة وايجاد وتوهم العدو ، فتصورهم لـ(مشروعهم) الاسلاموي لا يستطيع أن ينمو ويتمدد الا من خلال "مواجهة" وخلق عدو وان كان متوهما وغير حقيقي ، واثبتت التجربة أن عدائهم للطائفية كان يدخل في سياق المناورة السياسية وصناعة الضد لضمان التواجد واستمرار التجييش الشعبي.
يتضح مما سبق أن الصراع في جذره انما هو صراع حول شكل الدولة ودرجة اكتساب الحريات والحقوق فيها ، فالقوى اليمينية في طائفية السودان القديم التقليدية والطائفية الجديدة في الاسلام السياسي تريد من خلال طرحها الخاص وتصورها الغير مكتمل التخلق في أساسه لما تسميه بالدولة الاسلامية وما تسميه أحيانا بالثوابت واحيانا أخرى بقطعيات الشريعة أو تحت أي مسمى آخر للاستهلاك السياسي تريد أن تكبح جماح الانطلاقة المرجوة باتجاه دولة الحريات والحقوق الكاملة ، والتاريخ يقف شاهدا علي أن ذات القوى لم تدخر وسيلة من دكتاتورية صريحة عسكرية كانت أم مدنية متلبسة أو أي شكل مدعى به للدولة الاسلامية الا وانتهجتها بهدف تأخير أو اعطاب الانطلاقة المرجوة نحو الدولة الديمقراطية والتي لو قدر لها أن تتحقق علي نحو معقول أو في حد أدنى ستمثل تهديدا جديا علي قوى السودان القديم الطائفية وقوى الطائفية الجديدة ، حيث أن الحراك الاجتماعي والذي يتوقع أن يعقب تجذر دولة الحريات والمساواة والقانون والانفتاح يمكن أن يستحيل ثورة اجتماعية هادئة في تحركها المجتمعي ومزلزلة في مخرجاتها علي واقع الاوزان السياسية للقوى الفاعلة ، سوى أن نتيجة مماثلة لا يتوقع أن يُسمح لها بالتمظهر في مرحلة تشكُلية هي الأدق والأخطر في تاريخ السودان السياسي والاجتماعي كالتي تمر بها بلادنا في هذه الأوقات.
الطائفية ، والتي يبدو ، وبعد دخول الجميع في دوامة العنف والعنف المضاد وأحداث أمدرمان الاخيرة المؤسفة ، اكتمال لبناتها في نظامنا السياسي والاجتماعي لهي من أشد الأمراض السياسية فتكا بمستقبل الشعوب واستقرارها ، والازمات الطائفية لا تنتهي الا لتبدأ من جديد ولا منطق يحددها ولا مرجعية عقلانية يمكن أن تحكمها سوى منطق التسوية والتسوية فقط هي السائدة والممكنة ، ففي لبنان علي سبيل المثال رفضت الموالاة أن يُنصب زعيم التيار الوطني الحر وأحد أهم أقطاب تحالف المعارضة وحزب الله العماد ميشيل عون رئيسا علي لبنان ، فعاد عون ورفض لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري أن يُنصب رئيسا للوزراء (واحدة بواحدة) ، هكذا هو منطق الاشياء في النظام السياسي الطائفي ؛ حيث يُغيب تماما مشروع الدولة في الوقت الذي فيه تتمدد وتتعزز مشاريع الطوائف استنادا علي دعم المحاور الاقليمية والمشاريع السياسية الدولية . وليس أكثر من النظام الطائفي غموضا وعبثية ، فبعد أن تقاتل الفرقاء في شوارع بيروت وسقط قرابة الثمانين ضحية وبدا المشهد وكأنه منزلق لا محالة باتجاه الحرب الأهلية الشاملة ، كانت بضع ساعات من الضغط الاقليمي والدولي كافية لا للتوصل الي حل وانما لاقرار تسوية جديدة للتسوية!!.. وأسوأ ما في النظام الطائفي أن الناس معه لا تملك الا أن تُزيف ارادتها بيدها وباختيارها ، فالانتماء فيه هو انتماء أولي بدائي ينزع للعرق والطائفة ولا يعرف بخلافهما محددا .
كما أن اتفاق الدوحة الاخير والذي حسبناه جميعا نهاية للمأساة والتقاتل يقول عنه العارفون في لبنان أنه أسوأ من الطائف ، وان كان الطائف قد رسخ للطائفية بمقدار فرسخ ودعا للتقليل منها مستقبلا فاتفاق الدوحة رسخ لها بألف فرسخ باعتماده لقانون الانتخابات المعروف عندهم بـ ( الأقضية ) وهو قانون يجذر ويثبت للهيمنة الطائفية علي الواقع السياسي اللبناني ويضيق فرص المستقلين في الوصول للتمثيل النيابي الا من خلال محاصصة طائفية ما واتفاق مسبق يرضى عنه الشيخ او الزعيم وبشروطه لا يناكفه في ذلك أحد!! ما يعني أن الأزمات القادمة ستكون أشد حدة من السابقة ، ولبنان الأزمة منعته وحبسته مؤسسته العسكرية وقائدها المُجمع عليه من الانزلاق الي الفوضى والانهيار ،، فاين نحن من تلك ومن ذلك؟؟. وبعد كل هذه الدروس المجانية والتي يمنحنا اياها النظام السياسي الطائفي في لبنان تجدنا نندفع ونهرول بوعي من البعض واختيارهم وانقياد من آخرين باتجاه رسم الشكل النهائي للدولة الطائفية في السودان !!!..
ما يحدث الان من حراك سياسي هو حراك سياسي نخبوي وفوقي ومنبت ومنعزل بدرجة كبيرة عن واقعه المجتمعي والقاعدي ، والا فكيف أمكن لحركة الاخوان المسلمين أن تدخل في العمق الاستراتيجي للطائفتين التاريخيتين !!، انها لعمري احدى أهم المنحنيات والتي سيكون لها ما بعدها ، فحالة الغموض والتعتيم المتعمدة تخلق اضطرابا وتشتتا في القواعد الشعبية ما يجعلها عرضة في أي وقت ومرحلة للاستغلال الطائفي والمذهبي ودفعها لاشعال الحريق وبداية التقاتل علي الهوية. وقد بدأت فعليا أولى مراحل الحريق القادم بعد أن اكتملت عملية زراعة التخويف والترويع من الآخر (ان لم تقتله قتلك) وهي مرحلة متقدمة جدا ومسمار صدئ لا يعقبه سوى التقيح والتقرح ، وبعد أن اتضح أن لا مؤسسة للدولة يمكن ان يجتمع شتاتنا عليها أو حولها ولا حتى شخصية يمكن ان نُجمع عليها . ويوم ان ينكب وينكفئ الناس علي ذوات مكوناتهم من دون تعقل فهذه طائفية كاملة وبغيضة وخطرة ،كل ما تبقى بعدها هو أن تُنتزع الفتيلة ويبدأ الحريق راسما ملامحا من قصة تفتت وانهيار السودان الحديث....

Post: #16
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مؤيد شريف
Date: 11-25-2008, 01:01 PM
Parent: #1

عفوا ... نسيت أن أضع خطا تحت المناطق التي تدعم مواضع نقاشنا!!يبدو أن الذاكرة بدات تتآكل!!
عموما هي هنا الجزئية الأولى:

Quote: يتضح مما سبق أن الصراع في جذره انما هو صراع حول شكل الدولة ودرجة اكتساب الحريات والحقوق فيها ، فالقوى اليمينية في طائفية السودان القديم التقليدية والطائفية الجديدة في الاسلام السياسي تريد من خلال طرحها الخاص وتصورها الغير مكتمل التخلق في أساسه لما تسميه بالدولة الاسلامية وما تسميه أحيانا بالثوابت واحيانا أخرى بقطعيات الشريعة أو تحت أي مسمى آخر للاستهلاك السياسي تريد أن تكبح جماح الانطلاقة المرجوة باتجاه دولة الحريات والحقوق الكاملة ، والتاريخ يقف شاهدا علي أن ذات القوى لم تدخر وسيلة من دكتاتورية صريحة عسكرية كانت أم مدنية متلبسة أو أي شكل مدعى به للدولة الاسلامية الا وانتهجتها بهدف تأخير أو اعطاب الانطلاقة المرجوة نحو الدولة الديمقراطية والتي لو قدر لها أن تتحقق علي نحو معقول أو في حد أدنى ستمثل تهديدا جديا علي قوى السودان القديم الطائفية وقوى الطائفية الجديدة ، حيث أن الحراك الاجتماعي والذي يتوقع أن يعقب تجذر دولة الحريات والمساواة والقانون والانفتاح يمكن أن يستحيل ثورة اجتماعية هادئة في تحركها المجتمعي ومزلزلة في مخرجاتها علي واقع الاوزان السياسية للقوى الفاعلة ، سوى أن نتيجة مماثلة لا يتوقع أن يُسمح لها بالتمظهر في مرحلة تشكُلية هي الأدق والأخطر في تاريخ السودان السياسي والاجتماعي كالتي تمر بها بلادنا في هذه الأوقات.


اذن ، لم نتحرك من مكاننا!! فقط تحولنا من طائفية تقليدية الي طائفية جديدة(إسلام سياسي)...
دعنا نتباصر حول هذه الرؤوس للمواضيع
نتابع عن قرب قريب

Post: #17
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-25-2008, 02:20 PM
Parent: #1

تحياتي مرة آخرى أستاذ مؤيد

شكراً للإضافة الثرة , وتظل تجربة الإنقاذ مصحوبة في هذا الطائفي الجديد ونضف عليها أيضاً تجربة التجمع الوطني وتجاذبات تنظيماته المكونة له فيما بينها وتجاذباتها مع النظام ( تجربة حزب الأمة كما تفضلت أنت ) , وما وجب ذكره هو نفي العلاقة بين هذا النظام والدين الإسلامي حيث الدين هو في الأساس تتمة لمكارم الأخلاق , وكما نعلم أن هذا النظام هو أزمة في الأخلاق دعك عن مكارمها , فهذا النظام عاش فترة حكمه ومازال على ضعف الآخرين وإسترزق من الأخطاء كثيراً , ولكن الشيئ الهام هو تبصرنا عبره لكيفية إستغلال الدين في الفوز بمحرمات الدين نفسه وأهمها قتل النفس التي حرم الله قتلها إلأ بالحق , كما أن الهام من تجربة الإنقاذ هي تحديد ما نكتب فيه الأن عن الطائفيون الجدد .ولي عودة لمقالك الثر ..

خالص الود أخي مؤيد ..

Post: #18
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-26-2008, 01:18 PM
Parent: #1

قبل البدء في تعريف الطائفي الجديد وجب التنويه إلى تعريف سلفه القديم والذي كان في عوز لكثير من الأشياء التي لم يجدها نسبة للظرف التاريخي الذي كان به وهو ماجعله مقيداً في التفكير وإصدار القرار , وإستحق لفظ التابع عملياً ونظرياً , ويظهر في ذلك الظرف التاريخي أن الواقع هو الذي صرعه وجعله مغلولاً بأوتاد كثيرة كان في أهمها العامل الديني , وهي الأغلال التي أقعدته عن التطور المنشود في إطاره الجمعي , وسلبته أعز ما يملك وهي إرادته . وإلى هنا فإن الكثير يمكن أن يقال في تعريف الطائفي القديم ولكن يبقى كل ذلك في رهنية الظروف التاريخية التي مر بها , ولكن ما لايستقيم عقلاً هو ظهور هذا الكائن الجديد والذي دعوناه بالطائفي الجديد في عصر تغلبت فيها المسروعات على عجلة الصوت والضوء , وإستنهضت كثير من الأمم عن كبوتها (*) , وتدافعت الكثير من المجتمعات نحو الرقي والتقدم , وكل هذا ما كان له لولا العزم والتصميم من بلوغه , وهو الشيئ الذي لايمكن أن يتأتى دون وجود عنصر الإرادة والحوجة للتغيير , وبالرغم من كل هذا نجد طائفي السودان الجدد المتسلحون بالعلم والمنعوتون بالثقافة لا يستطيعون الفصل في قضايا حياتهم الجماعية دون وجود قائد رأي ينوب عنهم في هذه القرارات , ولذلك فعندما نطلق لفظ الطائفي الجديد نعني به الشخص المتسلح بالإرادة نتاج التراكم المعرفي الذي إكتسبه وهو ما يؤهله لقيادة أمته في إطارها الجمعي , ولكن بالرغم من هذا فضل أن يسلب نفسه هذه الميزة , وإختار الركون نحو الخاص به , وطفق يعزف لحن عدم المبالاة في إمور الجماعة ..

نواصل ..

(*) شهد هذا العام هبوط أول مسبار هندي على سطح القمر ..

Post: #19
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-27-2008, 01:06 PM
Parent: #1

الطائفيون الجدد يبدو أنهم سائرون في إتجاه لانهاية فيه وهم يخلقون كل يوم تناسياً جديداً لأمور الجماعة المعاصرة , فبدل أن يكنسوا أثار التراب الذي عشش على عزيمتهم وإرادتهم طفقوا يلمعون كل من خطى مجرد خطوة نحو تلميع نفسه كقائد رأي , وتم هذا التلميع دون إخضاع هذا القائد لفحص قد يُلجم كباحه , فكثير من هؤلاء الذين غدوا بصبح قواداً للرأي تسلقوا أسوار الإنتهازية , وتجد ذلك ظاهراً في الذين يبدلون قناعاتهم كما تبدل الحرباء جلدها وبل يتفوقون عليها في سرعة هذا التبديل . أن التغابي عن دور الفرد داخل المجتمع من قِبل الطائفي الجديد هو إشارة واضحة لضعف كبير داخل بنية الوعي الجمعي , وكما سبق وقلنا أن منشأ هذا من ماضي اسري يضاف عليه إحتكاك حاضر بين الفرد والآخر ..

نواصل ..

Post: #20
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مؤيد شريف
Date: 11-27-2008, 05:33 PM
Parent: #1

نتابع باهتمام اخونا مجاهد



ونساهم في وقت لاحق باذن الله



تسلم

Post: #21
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مؤيد شريف
Date: 11-27-2008, 05:33 PM
Parent: #1

نتابع باهتمام اخونا مجاهد



ونساهم في وقت لاحق باذن الله



تسلم

Post: #22
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-28-2008, 07:44 AM
Parent: #1

الأثر الآخر الذي كان له القدح المعلى في تكاثر الطائفيون الجدد هو طول الفترات الديكتاتورية والشمولية التي حكمت السودان وكان البطش هو المؤثر العقلي الكبير على تكوين الطائفي الجديد ,ولكن شيئ هام يجب الإشارة له أن مخلفات هذا الأثر كانت عميقة داخل بنية الوعي وهي التي أوجبت تفصيل نمط الحياة بين الفرد والجماعة , فعند هذا التفصيل أصبحت عقيدة الفرد في مصلحته الخاصة , حيث عندها يمكن أن تتكسر الكثير من المبادئ السامية في تكويننا الأخلاقي , ومن منظور هذا الفرد أنه لم يؤذي أحد بهذا الإختراق , ولكن هنا يظهر أن له بعض الحق فيما ذهب إليه طالما الآخر ينظر لهذا الإختراق ولم يقدم النصح, بل ولم يعترض من الأساس , ولكن السؤأل الذي يفرض نفسه من أين أتت هذه الممارسات التي بها تم تدمير جزئي للتكوين الأخلاقي عموماً ؟ وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نتمعن في قالب مدى إحترام الأخلاق داخلنا وكذلك مدى إيماننا بالمبادئ , وحتى الذين صاروا عقدييّن من خلال إيمانهم بأفكار كثيرة عليهم مراجعة هوى وعلمية ما يعتقدون ، فمناقشة الأفكار تتم داخل العقل وليس خارجه . أن من السهولة الإيمان بأفكار معينة ولكن الشيئ الهام هو تطويعها وفق المتغيرات ( والتطويع هنا يعتمد على علمية الأفكار ومدى صدقيتها مع الواقع) , وعملية الفصل التي تمت بين الفرد والجماعة تتطور كل يوم طالما تزداد تعقيدات إشكالات الحياة , وصار كل فرد ينكمش على نفسه وحول إشكالاته الخاصة ولا يطرف له اي جفن في إمور الجماعة وتخطي هذا الفصل كل أساسيات الحياة ..

نواصل ..

Post: #23
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 11-29-2008, 10:43 AM
Parent: #1


لم يستطع الطائفي الجديد من الإنفلات من كامل تأثير طول الحقبات الديكتاتورية فمع الفصل الكامل بين خصوصيته وإمور الجماعة عمد هذا التأثير على ترك ترسبات كبيرة من الخوض في إمور الجماعة , وأصبحت إدارة وتنظيم شئون الجماعة أو المجتمع من الخطوط الحمراء التي لايجب تجاوزها , ونجد ذلك في أبهى حلله داخل المؤسسات التي يفترض أن تكون بها جذوة الهم المشترك والوعي المتفتح وهي الجامعات , ولن يخفى لو رمقت النظر بداخل هذه الأسوار فسوف تجد هذا الكائن الطائفي الجديد يختال الهوينى وكأن كل إشكالات الحياة إنعدمت , ويحضرني محرمات الشأن العام والبعد عن تناولها ما ذهب إليه خلفاء بني أميه في تفاكير د.الصادق النيهوم في كتابه الإسلام في الاسر عندما كان الفقهاء بين أمرين أحلاهما أمر أما تُقطع رؤوسهم أو أن يذهبوا محملين بالحلوى إلى أبنائهم آخر النهار وكان هذا من محاولة إستنباطهم لفقه يجعل المسلم أن يمارس عقيدته ويبتعد عن شئون الحكم وهو الأمر العصي في الإسلام أي يقبلوا الذل دون أدني تعذيب أو وخز للضمير من جراء ذلك وكما يقول د. عصمت سيف الدولة العزة للمؤمنين قرار قراني ومن ذلك كفر وكل كافر في النار , وهنا الواجب المقدر لإستلهام التاريخ من عدم الوقوع في نفس الأخطاء العظيمة التي كلفت البشرية قرون من التخلف والحروب وديمومة الرموز المقدسة . الفصل بين إمور الجماعة وبين خصوصية الفرد ليس لها محل في إعراب المجتمع عن تطوره وتقدمه . فكلما يتملك الفرد الزهو بالتطور والتقدم عليه أن ينظر لمجتمعه فلو لم يكن مصفوفاً معه بالكتف في هذا التطور فذلك هباء يجب نثره ..

نواصل ..

Post: #24
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مؤيد شريف
Date: 11-29-2008, 03:20 PM
Parent: #1

الأخ الكريم مجاهد


الطائفي هو شخص لا يجيد الاحساس بما حوله وتنعدم لديه الرغبة في التفكير علي نحو مختلف ...

هنا يجب التمعن في ضرورة تتبع الاستمالات والتبريرات التي تضخ باتجاهه لتقنعه بما هو فيه من احادية التفكير والتعامل ...

كما ومن المهم التفكر في الابعاد الدينية والثقافية التي يتم توظيفها بكثافة لتردع كل المعارضين أو الداعين لنموذج مختلف ومغاير ....

وايضا شبكات المصالح أو المستفيدون من واقع السيطرة الاحادية والخوف من فقدان المواقع والذي يصبح في مرحلة ما هوسا ولوثة تدفعهم باتجاه ارتكاب الحماقات والموبقات والكبائر حتى في سبيل الابقاء علي الاوضاع الضامنة لمراكزهم الاقتصادية والمتحصلات الاجتماعية ....


انعطافة اخيرة:
توقع القيادي غازي صلاح الدين مبكرا 1996م في اثناء محاضرة عقدها في مركز الدراسات الاستراتيجية بالاردن توقع أن ترتد (الانقاذ) الي مجموعة سلطوية أو جماعة طائفية !!

والسؤال هو :

ألم تكن الانقاذ ومذ يومها الاول مجموعة سلطوية طائفية؟؟؟

يستمر التفاكر الجميل معكم أخي الحبيب مجاهد

Post: #25
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: emad altaib
Date: 11-29-2008, 03:27 PM
Parent: #24

ـــــــــ
هنا الطائفيون الجدد

متمثل في صاحب البوست

طائفي وقبلي وعنصري

الحزب الشيوعى السودانى باميركا ينعى اليكم الطائفية.احسن الله العزاء

Post: #26
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 12-01-2008, 06:17 AM
Parent: #24

Quote: الطائفي هو شخص لا يجيد الاحساس بما حوله وتنعدم لديه الرغبة في التفكير علي نحو مختلف ...

هنا يجب التمعن في ضرورة تتبع الاستمالات والتبريرات التي تضخ باتجاهه لتقنعه بما هو فيه من احادية التفكير والتعامل ...

كما ومن المهم التفكر في الابعاد الدينية والثقافية التي يتم توظيفها بكثافة لتردع كل المعارضين أو الداعين لنموذج مختلف ومغاير ....

وايضا شبكات المصالح أو المستفيدون من واقع السيطرة الاحادية والخوف من فقدان المواقع والذي يصبح في مرحلة ما هوسا ولوثة تدفعهم باتجاه ارتكاب الحماقات والموبقات والكبائر حتى في سبيل الابقاء علي الاوضاع الضامنة لمراكزهم الاقتصادية والمتحصلات الاجتماعية ....




الأخ المحترم مؤيد سلامات ..

وهذا الذي نعنية بالضبط في هذا الكائن الجديد , وإضافة لذلك الإحساس المُنعدم تجده يركل كل ما يسعى له من إمور الجماعة بواقع أن لهذا الأمر إختصاصين وهم ما عنيناهم بقادة الرأي الذين تكاثروا نتاج الفصل الذي قام به الطائفي الجديد بين إموره وإمور الجماعة , ولذلك ايضاً لم يكترث لطبقة الإنتهازيين التي بدأت تتنامى وتحتكر الرأي العام وشأنه ..
ولنواصل المفاكرة ..

خالص الود والإحترام ..

Post: #27
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 12-01-2008, 12:23 PM
Parent: #1

وبالرغم من أن الشأن العام غدا خط أحمر آثر الطائفيون الجدد عدم الخوض فيه إلأ أن هذا البعد لم يقطع تتبعهم للأحداث , وبل كانوا ملكيين أكثر من المُلك , فتجد كثير من أثارهم البالية وهم يثبطون همم الآخرين , وينفعلون عكس الإتجاه السليم للإنفعال , وقد يتماثل للبعض أن هذه الأثار فيها بعض التنظيم , ولكن الواضح أن التنظيم الذي يجعل هؤلاء الطائفيون الجدد بهذا الصوت الواحد هو جملة المصالح الخاصة التي أصبحت عقيدة يغرقون في الإيمان بها , ويتجلى هذا بصورة أوضح في النوائب الكبيرة التي تحِل على المجتمع ! . أن بث الوعي يجب أن يصحب معه هذه التعقيدات الكبيرة التي عشعشت في مخيلة هذه الكائنات الجديدة , وأن البعد عنهم من جانب الطبقة الواعية سوف يؤزم من الوضع الذي نحن به , وهذا لتفكيك كثير من المعضلات الحالية . أما بالنسبة للمدي البعيد أو الإجيال القادمة فهو المحور الأسري كما اشرنا له من قبل .

نواصل ..

Post: #28
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 12-02-2008, 05:42 AM
Parent: #27

ألمشكلة الكبرى أن الطائفيون الجدد لا يدركون حجم الإشكال الذي يقع تحته السودان من جراء تفاعلهم السالب مع الكثير من القضايا وفي أولها الإعتقاد الكبير بقادة الرأي أو عرّابين الشأن العام في حُسن إدارتهم لهذا الأمر والذي في الحقيقة هو أمرهم جميعاً , كما أن هذاالإعتقاد أسس لمدرسة جديدة وهي مدرسة الرأي النهائي في إمور الجماعة , وهو الأمر الذي أدى لتكاثر قادة الرأي , وأصبح الوصول لهذه المرتِبة حلم يُغالب الكثيرين , وهذه المدرسة هي التي ولج من خلالها السودان لبوابة العنف في الكثير من القضايا الشائكة , وأول الأبواب التي إنفتح منها العنف هي الإنقلابات , حيث مثل الوقوف خلف الرأي النهائي معضلة كبيرة لتذويب الخلافات بين أبناء الوطن الواحد , وهنا يظهر جلياً أن الطائفيون الجدد تم إستخدامهم أيضاً ودون أن يشعروا في مآسي الوطن الجريح , فتصنيمهم لقادة الرأي جعل هؤلاء القادة غير مكترثين لعواقب أرائهم النهائية في إمور الجماعة ..

نواصل ..

Post: #29
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 12-02-2008, 05:59 AM
Parent: #1

الأخ المحترم عماد الطيب سلامات

وشكراً على المرور ورحم الله الدكتور عبدالنبي بقدر ما أعطي لوطنه ...

خالص الود ..

Post: #30
Title: Re: الطـائفـيون الجـــدد
Author: مجاهد عبدالله
Date: 12-02-2008, 12:23 PM
Parent: #1

وكلما إبتعد الطائفيون الجدد من الشأن العام إزداد قربهم من ضغوطات الحياة ,والشيئ الغريب أنهم لايتحرجون من كيل السباب لهذه الضغوطات التي نتجت من أعمالهم , وبالرغم من غياب إرادتهم إلأ أنهم لايتورعون في البحث عن حلول للأزمات وكلٍ على مستواه الخاص , وهي النقطة التي يفقدون فيها كثير من دماء العزيمة وهم يتنازلون عن سيادة رأيهم للأصنام التي صنعوه كقادة راي . أن الخروج من هذه الأزمة لايتأتى إلأ بالوقفة الجادة تجاه الحال الذي غدا لايسر صديق ولاعدو , ويجب أن يعلم هؤلاء الطائفيون الجدد أن الحلول لاتستورد إنما تستنبط من الواقع , وأن الإتجاه الفرداني في التفكير والحلول المؤقتة لايحل الأزمة بل يفاقمها , وأن الأجيال القادمة يجب أن تجد تأسيساً في تحمّل المسئولية من أسلافها , وفوق كل هذا على الفرد أن يعيش بعض الحق في حياته , فالحقوق لاتُعطى ولكنها تنتزع ..

إنتهى ..