خطبة الجمعة في معظم المساجد روتينية ومقررة

خطبة الجمعة في معظم المساجد روتينية ومكررة من زمن حفروا البحر وما عارفين ودوا ترابه وين؟ بعض من الأئمة يقرأها من الورق وهنا يزداد الملل وينام البعض ويسرح البعض .. بعض الأئمة ليس في خطبهم سوي التهديد بالويل والثبور والعذاب يدعمون ذلك بصراخ لا داعي له.

في دول الخليج العربي الخطبة مقررة ومطبوعة سلفا من قبل وزارة الأوقاف والويل للإمام إذا خرج عن النص!! وهنا تحضرني واقعة حكاها احد الاخوان بان احد الأئمة في أحد مساجد السودان في زمن مضي كان يكتب الخطبة في البيت وياتي المسجد ليلقيها علي حضرات السامعين ولكنه في جمعة من الجمع نسيها في البيت فما كان منه الإ أن ألتقط احد الخطب الجاهزة او لعله كتاب خطب من مكتبة الجامع وقام بقراءتها بدون اي تصرف وعندما وصل فقرة الدعاء دعا اللهم انصر السلطان عبد الحميد فتبسم الحاضرون وتنبه الامام وغير السلطان عبد الحميد بالسلطان الذي كان يحكم السودان يومها.

صليت في احد الجمع في زمان مضي بمسجد مصطفي محمود بالمهندسين بالقاهرة ولم يعتلي الامام المنبر ولم يلبس زي رجال الدين ولم يقرأ الخطبة من ورقة بك كان يقف مع المصلين في فناء المسجد حاملاً المايك بيده لابسا جلبابا عاديا وطاقية وتحدث حديث العارفين عن المشكل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تمر به مصر وقتها وكيفية العلاج بالتكافل والتعاضد والتعاون الاسلامي حبب الحضور اكثر في الاسلام وعدالته الاجتماعية ولم يكثر من الوعيد بالعذاب والعقاب ولم يتحدث عن زهد الحاكم ووجوب زهد الرعية في مجتمع تفشت فيه الامية والفقر والأمراض المستوطنة.

راحعوا خطب الجمعة التي تبث من خلال الفضائيات السودانية وغيرها لاجديد هي هي منذ سبعينات القرن الماضي

بعض الأئمة عندنا لا يتحدثون عن الشأن الداخلي ولكنهم بملء أفواههم يمكنهم ان يهاجموا طاغية الشام وهذا نوع جديد من الحرية بان تهاجم طفاة العالم العربي في السودان ولا تتفوه بكلمة حق في وش سلطان جائر