لماذا لم يفهم قادة النظام الموقف في قضية الصحفية المصرية شيماء عادل ؟

لم يفهم قادة النظام الموقف جيدا وهم يقومون باعتقال الزميلة الصحفية (شيماء عادل) من صحيفة (الوطن) المصرية الجديدة ذات الانتشارالواسع .
أولا تحدث بعض المقربين من النظام وعلي صفحات بعض الصحف السودانية بـأن الصحفية المذكورة انما تعمل في صحيفة مغمورة،وأن اعتقالها جلب ضررا كبيرا علي سمعة النظام والوطن علي السواء،التعاطي مع الصحافة والصحفييين في السودان يعكسه تماما مشهد الاعتقال،دون التطرق للتفاصيل التي يعلمها الكثيرون،كنت في زيارة الي مصر ،ورغم أنها زيارة علاج لابني الا اني لم اتوقف عن العمل فعملت علي تغطية الانتخابات المصرية ،والذي لاتعلمه سفارة السودان وخبراء الدبلوماسية السودانية والمسؤولين الاعلاميين بها،وغيرهم ممن يعنيهم أمر الصحافيين السودانييين الذين يعملون في مثل هذه الظروف،أني طيلة الفترة التي كنت أرسل فيها تقاريرا صحفية عن الانتخابات المصرية،لم يستوقن أحد ليسأل أو يستنكر ما أفعل،كما لم تقم الأجهزة هناك باعتقالي لأي سبب كان ،ولم يسألن أحد باستثناء من أطلب منهم الحديث فقط يطلبون مني ابراز مايثبت بـأني صحفي، وهذا أمر طبيعي،ومرة واحدة أخري كانت في ميدان التحريرفي التظاهرة الحاشدة الرافضة للأحكام التي صدرت بحق الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته وابنيه علاء وجمال،،حينما طلبت من بعض الثوار التعليق علي حكم المحكمة ،فطلبت مني احدي الشابات الناشطات في الميدان ابراز بطاقتي ففعلت،أما سوي ذلك فكنت أمارس عملي بكل حرية،حتي في المقاهي المصرية كنا تواصل عملنا كصحفيين بكل حرية،ووسط أطياف المجتمع المصري،وكنت أشعر بالحرية طوال مكوثي بمصر،وما لايفهمه قادة النظام أن محمد مرسي ورغم أنه ينتمي لجماعة الأخوان المسلمين الا أنه جاء علي أكتاف الثورة المصرية التي أخذت ترسخ لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان وكرامةالشعب المصري وغيرها من القيم،وهذه المفاهيم كانت حاضرة لدي الرئيس المصري وهو يقوم باكمال مهمة تسليم احدي رعاياه الي أسرتها محفوظة الكرامة،في سياق تطور طبيعي للمجتمع المصري الجديد بغض النظر عن انتماء الريئس لهذه الجماعة أو تلك،وهذا مالم يفهمه قادة النظام في الخرطوم،الأمر الاخرأن مرسي نفسه لايستطيع أن يتصرف بغير مافعل لأنه ابن ثورة يناير،هذامع اختلافي مع جماعة الاخوان المسلمين،وبقية تيارات الاسلام السياسي،المجتمع المصري يعيش الديمقراطية بينما المناخ في السودان له حساباته الأخري التي ربما تتناقض وتتضارب مع هذه المفاهيم الجديدة التي لم يستوعبها القادة هنا،وهم يرون (الأخو المسلم) يتعامل مع (شيماء) باعتبارها (مصرية) ليس الا،في تجل واضح لقيم الانتماء لمصر أولا،الأمر الاخرلقد ترسخت مفاهيم الكرامة وحقوق الانسان،والديمقراطية ،حرية التظاهر،وغيرها فهذه هي التي يفعلها أهل مصر بمختلف تياراتهم،بينما يفغر،القادة هنا فاههم غير مدركين للحقيقة الغائبة،وحده مناخ الديمقراطية والحرية والكرامة هو الذي يحرك الاشياء في شمال الوادي ومن لم يفهم ذلك ويتعاطي بنفس الفهم لن بجد نفسه الا متأخرا عحقائق الواقع وطبيعة الزمن والمرحلة.