هكذا تأمل إبراهيم الكوني

[1]
أن تقرأ لإبراهيم الكوني فتلك متعة عظيمة.
أن تسمع إبراهيم الكوني يتحدث فتلك متعة عظيمة أخرى

[2]
لم نكن قد هيئنا أنفسنا للمفاجأة حين أُعلن عن فوز إبراهيم الكوني بجائزة ملتقى الرواية العربية الخامس بالقاهرة منتصف ديسمبر الماضي.
فرغم أن الشائعات كانت قد سرت منذ الليلة الماضية عن وصول الكوني سراً إلى القاهرة و اعتكافه في فندق "بيراميدا" بعيداً عن أعين الإعلام كعادته إلا أننا ظننا تلك الشائعات .. حقاً شائعات. و بقينا نتراهن على الفائز بالجائزة من الحضور .. هل هو واسيني الأعرج الرجل اللطيف صاحب الحضور التمثيلي الآسر أم تراه خيري شلبي كما يتردد منذ فترة كترضية مصرية له على خروجه من البوكر ( و قد كان غادرها مع واسيني الأعرج في مفاجأة خروج الكبار من قائمة البوكر 2011 ) أم هو جمال الغيطاني كما تقول بعض المصادر.
لكننا حين رأينا الكوني يجلس أمامنا مباشرة و ما بيننا و بينه سوى صفين من الجلوس عرفنا أن الشائعات ما كانت كاذبة، فإبراهيم الكوني لن يحضر من سويسرا لأقل من الحصول على الجائزة

[3]
حين أُعلن اسم إبراهيم الكوني انفجرت القاعة بالتصفيق. ووسط موجاته صعد الكوني إلى المسرح بقامته النحيلة و هدوء الكهان يحيط به. صافح وزير الثقافة المصري في تعب و شد على يد الدكتور عماد أبوغازي رئيس المجلس الأعلى للثقافة ثم تناول جائزته في جلال.
أما حين بدأ خطابه فقد هبط صمت الذهول .. صمت كأنه الخلاء .. صمت كأنها الصحراء التي منها جاء و عنها كتب.
لم يكن يلقي خطاباً عادياً كما توقعنا. خطاب مكرر يشكر فيه لجنة الجائزة و الحضور و يتحدث عن سعادته بهذا الإحتفاء.
لم يقل شيئاً من هذا.

[4]
"قدر الرجال في هذه الدنيا ألاّ يذوقوا طعمًا للسعادة ما لم تكن مجبولة بنصيب من كآبة.
"وصية الحكيم "آنهي" المستعارة من أمّ الكتب "برت أم هرو" المسمّي اصطلاحًا لا ترجمةً بـ "كتاب الموتى"".
هل نبدع. يا تري. لكي نستمتع. أم أننا نبدع لكي نتحرّر؟
أفلا يبدو هذا السؤال في حقيقته الوجودية ترجمة أخري لوصية "إيمانويل كانت" القائلة بأننا لا نأتي إلي هذه الدنيا لننال السعادة. ولكننا نأتي إلي الدنيا لندفع الدين ؟ "
هكذا بدأ الكوني كلمته. ثم انساب و تجلى.
تحدث عن الإبداع ، مجد اللغة العربية ، الحرية ،العزلة و الطبيعة و شهداء الزيف.
تجلى الرجل حكمة و عبقرية .. قبل أن يفجر مفاجأته الأخيرة.
تنازل عن قيمة الجائزة المادية ( 100 ألف جنيه مصري حوالي 18 ألف دولار أمريكي ) لأطفال الطوارق في مالي و النيجر.
انفجرت القاعة بالتصفيق المذهول .. رأيت من يصفقون مذهولين و على وجوههم تقدير و إكبار ثم سمعتهم لما استردوا أنفاسهم بعد ذلك يحاولون انتقاد ما فعله الكوني. و عدو المرء ابن كاره كما يقول أهل مصر.

[5]
وددت أن انقل لك كلمة الكوني كلها هنا. لكنك تستطيع العثور على نصها ببحث صغير على شبكة الانترنت. لذلك فسأنقل لك بعض مقاطعها ثم اتبعها بتأملات للكوني كتبها في كتابة " هكذا تأملت الكاهنة ميم ".
و أنت واجد في هذه التأملات روحاً فلسفية مذهلة ، و حكمة صحراوية عميقة.

[6]
إذا كان الإبداع خيارًا وجوديًا وليس دنيويًا فإنه خيار مجبول بروح رسالية. والروح الرسالية لن تكون في هذه الحال غنيمة. بل تنقلب قدرًا مكبلاً بالكآبة. تنقلب قدرًا مكبلاً بتلك الكآبة التي ندفعها ثمنًا للكنز الوحيد الذي يجعل من الموت ميلادًا. ألا وهو: الحرية!

[7]
ما تفضيل الربوبية لقربان الراعي هابيل علي قربان حميم الأرض قابيل إلاّ أليجوريا لإعلاء شأن الحرية التي تمثلها الهجرة في مقابل إدانة المِلكية كنظام لا أخلاقي

[8]
لا أحسب وجود عمل رجوليّ "أي بطولي" يمكن أن يفوق وزرًا. أو عذابًا. مثل حضور المبدع في مثوى عزلته الأبدية. فهو إن كان معشوق الطبيعة بوصفها خليفة مشيئة الربّ علي الأرض. فإنه طريد ملكوت الربَ أيضًا. لأن الإبداع في حقيقته الأصلية ما هو إلا خطيئة. لأنه انتحال سافر لسلطة الربّ!

[9]
عندما تريد بنا الأقدار خلاصاً تهبنا قوتاً.
و عندما تريد بنا الأقدار قصاصاً تهبنا ثروة.

[10]
إذا نازعنا الناس في محبة الله أحسنوا لنا و أحبونا.
و إذا نازعنا الناس في محبة المال كادوا لنا و كرهونا.

[11]
من لا يريد أن يحزن لا يجب أن يفرح.
من لا يريد أن يموت لا يجب أن يولد.

[12]
الأماني التي نعلنها لا تتحقق لأن إعلانها بمثابة إجهاضها. الأكثر حكمة أن ندع أمانينا في مملكة السر لتنمو بدفء القلب بدل أن نجرها إلى ساحة العلن مستباحة بخطيئة اللسان.

[13]
لا حيلة لنا في إنقاذ أنفسنا بجسد رهين برحمة الزمان، ولكننا نستطيع دوماً أن ننقذ أنفسنا بروح ترفض خيار الرذيلة.

[14]
يُعلي شأن الأوطان أولئك الذين تضطهدهم أوطانهم لا أولئك الذين تدللهم أوطانهم.

[15]
الصحراء روح العالم، لكنها لعنقاء الحرية جسد.

[16]
إذا وهبنا ما لله لله وهبنا الله مقابل عملنا حرية.
و إذا وهبنا ما لقيصر لقيصر وهبنا القيصر مقابل عملنا ملكية.

[17]
ما جدوى أن نحيا عمر نوح، أو حتى أضعاف عمر نوح، إذا كان طول العمر لا يستطيع أن يشفع لنا في معرفة الحقيقة ؟

***

بهاء طاهر يهنئ ابراهيم الكوني بفوزه بجائزة ملتقى الابداع الروائي العربي الخامس

ياسلام يا معلم زيادة والله العظيم
شاهدت حلقة فى قناة الجزيرة كان فيها الرائع إبراهيم الكونى مع الإستاذ / سامى كليب على ما أظن

والله من أجمل الحوارات يا خى حاجة تدهش الراجل دا عندو مقدرة على تطويع مفردات اللغة العربية

دى بصورة ممتعة .

حوار تجسدت فيه كل العناصر الكونية جبال /صحراء /ليل /

دهاليز من الأفكار حوار متداخل ومتفرع هالات من الضوء لا تنتهى دوائر فى بركة ساكنة لاتنتهى

لك التحية

حمور زيادة

كنت قد قرأت رواية "التبر" قبل مدة، وقد ذهلت حينها بذلك الوصف الساحر والتشخيص الاسطوري، اتذكر أن كلامه يشبه البادية والصحراء الفصيحة كشعر أبي الطيب ولكنه مفهوم وليس صعب!.
وعزمت على قراءة المزيد "واو الصغرى" وأخواتها.. ولكن لا أدري "من حيث لا أدري" وقد صرت "زول" وهم ساكت!
شكراً يا حمور،
ايامك باسطة

تسلم يا حمور على هذا التواصل الحميم الجميل
فهذا الكوني قامة فوق كل القامات
وقد التقيته في القاهرة في ذلك العام الذي توج فيه طيبنا الصالح
وداري بينه وبين حوار لم ينتهي وتواعدنا أن نكمله في الازمان القادمة
وهناك البوم صور كامل بيني وبينه وبين طيبنا الصالح
ولكني سوف ااول أن انشره قريباً
وكنت أتمنى أن احضر مؤتمر الرواية ولكن ظروف ملعونة هي الحاجبة

وهنا تجد نص الكلمة كاملة كما وصلتني على الاميل

http://zamourad.blogspot.com/2010/12/blog-post.html[/B]

تحياتي يا ابراهيم ..
الكوني يتحدث فيسحر تماما ككتابته.
حين كان يقرأ كلمته كان الناس في خشوع عجيب.
و رأيت بعض كبار الكتاب يكادون يموتون من الفرط الصغار انهم لا يكتبون ما يلقيه الكوني.

سلام يا محمد ..
الى وقت قريب كنت اقرأ الكوني متفرقاً..
فقد كان بيني و اولاد خالاتي تقسيم للكتاب ..
ذهبت انا بماركيز .. و نال ابن خالتي الكوني .. و حاز ابن خالنا على واسيني الاعرج.
لكني عدت الى قراءة اغلب ما كتب مؤخراً فبهرني .. و كذلك فعل واسيني.



انزل ليك صورتي مع الكوني اعقدك ؟

سلامي يا زوربا ..
الرجل كاتب مبهر و متحدث آسر.
يتكلم بعمق و روح حزن أصيلة.
لكنه - للحقيقة - لا يبهر بذات طريقة واسيني المسرحية.
الكوني ابن الصحراء حقاً .. بحكمتها و غموضها و حزنها الغريب.
و الاعرج ابن ثقافة الشانزليزيه .. براق مهزار مجامل لامع كنجم.

اما سيدنا الطيب .. فرضي الله عنه.

يا سارية الجبل
شكرا حمور على هذه المساحة
ابراهيم الكوني ومدينته الفاضلة واو

أبراهيم الكوني
من مواليد الصحراء الكبرى (ليبيا)، 1948 م.
درس الآداب في معهد غوركي للآداب بموسكو.
عمل بالصحافة في موسكو ووارسو.
يقيم منذ بداية تسعينات الفرن الماضي في سويسرا.
اصدر حتى الآن ستين عملاً روائياً وفلسقياً.
ترجمت أعماله الى أكثر من أربعين لغة.

ولكن ما معنى العلامة كاستظهار؟

العلامة كاستظهار تعني الخطر! العلامة كاستظهار تعني اللعنة! فكما أن الكلم وجود في الباطن، كذلك فإن العلامة وجود في البادية.

وإذا كان الوجود في الروح استخفاء على نحو ما، فإن الوجود في المادة عُري؛ والوجود في العراء هو ما يصنع منا ضحايا، وليس وجودنا في المعنى. الوجود في العلامة ليس محنتنا فحسب، ولكنه خطيئتنا، لأن خيار الحرية البدئي لم يدفع بنا إلى أحضان الحرية، ولكنه ألقى بنا في براثن العبودية الناتجة عن الوقوع في قبضة الزمان، والزمان هو ذلك السلطان الجائر الذي يروق له أن يلتهم أبناء العلامة البادية، برغم أنه لا يملك سلطاناً على سلالة الخافية.

قال إبراهيم الكونى

لا نأتى إلى هذه الدنيا لننال السعادة ولكننا نأتى إلى هذه الدنيا لندفع الدين .

الا يتجلى مجد اللغة العربية فى ترادف كلمة الدين (بفتح الدال )الدالة على مفهوم الواجب

مع كلمة الدين (بكسر الدال) الدالة على مفهوم العبادة .

كما تجلت عبقرية هذه اللغة فى المزاوجة بين الأخلاق من جانب والإبداع من جانب أخر

ليجتمعا معنا حميما ًواحداً فى معنى كلمة أدب .



أطال الله عمرك أيها الكونى وزيادة

إبراهيم الكوني

عالم خاص جداً أعشق قرائته
وقلم ينتج الشهد من إتكاءته على الورق
له التحية والتقدير فهو رجُل عظيم















ـــــــ

تقريباً قبل زمن قولتا ليكـ أقراء كلام الزول دا وأراءه!
أفتكر في بوست فتحتو عن: ما قيل في المرأة ...



تقديري وإحترامي يا حمور

من حسن حظي يا حمور أنني عرفت هذا المبدع العظيم عن كثب. كان يستدعينا، أنا وصديقي الطارقي، عمر الأنصاري، مؤلف كتاب "الرجال الزرق، الطوارق بين الأسطورة والواقع"، كان يستدعينا إلى أبوظبي لننقله - سراً - من زحام معرض أبوظبي للكتاب أو أية فعالية ثقافية أخرى، إلى دبي. يحبّ أن يجالس البحر. ثلاثتنا فقط، بعيدا عن الناس والزحام. وهناك، حيث الهدوء التام، نستدرجه للحديث. إبراهيم الكوني الذي عرفته فيلسوف وروائي. من أكثر الناس الذين قابلتهم تواضعاً وبساطة. بالمناسبة، هو يتمنى زيارة السودان. حدثني عن صديقه - في موسكو - جيلي عبدالرحمن. حدثني عن شغفه بقناة "النيل الأزرق" والأغنيات السودانية التي تبثها. هذا الرجل أتمنى رؤيته في سودانٍ حر وديمقراطي يعرف قدره.

وكأنه يجسر الطريق ما بين الربوبيه والمقام الانسانى ..
وكانه ينطلق من انوار عرفانيه مشرقه يا حمور ..
لذا يتنقل كثيرا فى الزمان هذا الكونى ..

..
مهرجانات اللغه اكثر وضاءه عند واسينى

بمناسبة واسينى الاعرج

مطلوب رواية طــوق الياسمين

طلب ملح
بحثت لمن حفيت والنتيجة صفر كبير

بسرعة بالله عليكم