خطابات دوت كوم .. !!

يقال إن البشر تفرقوا بعد نزولهم من سفينة نوح في كل قارات الأرض.
و يقولون أن القارات كانت مجتمعة فتفرقت ذات مرة .. تخيل أن أحدهم يسكن موريتانيا و كان جاره يسكن البرازيل .. ففرق بينهما المحيط.
هذا الشتات كان يحتاج الى التواصل بين المجموعات البشرية .. لذلك اخترعوا المراسلة.
تعب الحمام الزاجل قرونا طويلة ليحقق للبشر لذة التواصل.
ثم اخترع الانسان البريد ليحيل الحمام الى المعاش.

لا توجد لذة تداني لذة فتح الخطاب المغلق إلا لذة فك ورق التغليف الشفاف عن كتاب جديد.
ربما لهذا كانت المطابع القديمة تطبع الكتب و الصحف مغلقة الأوراق كي نستمتع بفضها.
اليوم لم تعد هناك مطبعة تفعل ذلك.
للأسف.

كان البريد عملية تنظيمية ضخمة .. يتبع لها عمل صناعي كبير.
انتاج ظروف خطابات بأحجام و ألوان مختلفة .. هناك ظروف شهيرة في السودان مربعة الحجم بها خطوط حمراء و زرقاء. و كانت دوما تحمل العبارة المعتادة : يصل الى يد فلان الفلاني يجده بخير. و أسفلها يكتب : الراسل علان. لا أحد يكتب المرسل .
وهناك ظروف المغتربين في دول الخليج .. مستطيلة بيضاء و لها ذات الخطوط الزرقاء و الحمراء.
أما ظروف أوروبا فكانت غالباً زرقاء كالحلم أو خضراء كالأمل.

و هناك صناعة أوراق الخطابات.
كانت هناك أوراق رومانسية أو حميمية زرقاء و وردية اللون، تحمل خانة التاريخ في أعلاها و رسمة مطبوعة لزهرة على الركن الأيمن السفلي.
كانت لهذه الأوراق شعبية كبيرة خصوصا بين أهل الغرام.
و كان بعضهم - خصوصا المتشبعين بثقافات أجنبية - يغرقونها بعطور تفسد الخط لكنها تشرع الخيالات.
و كانت تحمل عادة عبارات التحايا التي تقول :
تحية اذا مرت بالجبال نسفتها و البحيرات جففتها و فلسطين حررتها.
أي خطاب لا يحمل تلك التحايا العاصفة المدمرة هو خطاب يفتقر الى الحس العاطفي و حميمية الصحبة.
و تختم دوما بـ : المخلص أو الى الأبد فلان.
و هي - ربما - محاولة لترجمة العبارة الفرنجية : Yours

[blue/]

و من الصناعات التي صاحبت البريد صناعة فتاحة الخطابات.
و هي سكين ارستقراطية لم تكن منتشرة بكثافة في المجتمع السوداني التقليدي.
و لها أشكال و أحجام متعددة.
و عادة ما يقتل بها اللوردات في القصص البوليسية الكلاسيكية القديمة.
هذا طبعا في حالة القاتل العنيف .. فالقتلة يفضلون السموم في القصص لأنها تضفي متعة على القصة.

و هناك - طبعا - صناعة طوابع البريد.
و كانت تصاحبها هواية جمعها.
حاولت ذات مرة و انا ابحث عن هواية في طفولتي أن أجمع طوابع البريد لكني كنت أخرقا امزق الطابع و انا احاول انتزاعه من الظرف.
لم احسن قط فك الطوابع بالبخار.
ثم حاولت جمع العملات فجمعت كمية مهولة من "أب قرشين " المشهور بالفريني ثم قمت بصم المبلغ في الدكان و حولته الى عشرة جنيهات عليها صورة نميري و اشتريت بها مجلات ميكي و أعداد أرسين لوبين.
بعدها قنعت من جمع شئ سوى الكتب و المجلات و الذكريات.
هناك طوابع بريد شهيرة و غالبا ما تصبح كذلك لندرتها أو لخطأ في تصميمها.
هناك طوابع بريد تحمل صورة دونالد دك الشهير ببطوط عندنا. و رأيت على شبكة الانترنت طابعا عليه صورة المهدي لكني لم أره في حياتي.
الطوابع السودانية التي رأيتها كلها تحمل صورة جندي المراسلة على جمله و تبرز منه سيوف أو عصي كأنها إيريل.
ربما لو كانا مازلنا ننتج الطوابع أتوقع أن ننتج طابعا عليه صورة الرئيس البشير.
تقول النكتة الامريكية ان امريكا انتجت طابعا عليه صورة بوش .. لكنه لم يكن يثبت على الظروف. و حين اجروا دراسة لمعرفة السبب اكتشفوا ان الناس تبصق على وجه الطابع لا ظهره.

أبي - رحمه الله - كان عنده صندوق بريد و فتاحة خطابات.
كان صندوق بريده : ص.ب. 108 الخرطوم
و كانت متعة فتحه و حمل ما بداخله من خطابات لذة طفولتي.
ثم مَنّ الله علينا بالبريد الالكتروني.
يقال ان مخترع الهوت ميل هو مسلم هندي اسمه صابر باتيا.
و طبعا يقال أن شبكة الانترنت نفسها ليست اختراعا امريكيا بل هي اختراع سويسري.
سوّق لهذا الكلام الاخير دان براون في روايته ملائكة و شياطين.
نعم هو كلام يدور قبل ذلك لكن قوة الأدب جعلت المعلومة في متناول الجميع.
كم عدد الذين سمعوا بمعهد سيرين و تجاربه قبل ملائكة و شياطين ؟
حيا الله الأدب و أكرمه.
أظن أن نصف شباب العرب تعلموا الجغرافيا من حواشي د. نبيل فاروق في مغامرات أدهم صبري.

البريد الالكتروني اخترع سحري .. يسمح بوصول الرسالة في نفس لحظة ارسالها.
مما يعني ان بكاء اسماعيل حسن على خطاباته البوديها التقول لا بتمشي لا حاجة لم يعد له مكان.
مع البريد الالكتروني ان لم "يمش " الخطاب فان الشركة المخدمة ستخبرك بذلك خلال دقائق.
بعد ذلك فان اي طناش يعني ان المحبوبة لم تعرك التفاتا.
هذا الاختراع السحري يبدو آمناً من تطفل البوسطجية المتلصصين. جسد شكري سرحان في فيلم البوسطجي الذي كتبه صبري موسى شخصية أحد هؤلاء باقتدار.
و الحقيقة أن فتح خطابات الاخرين شجاعة لا يمتلكها الكثيرون رغم قوة الاغراء. الشخص الذي يفتح خطابات الناس بالبخار ثم يعيد لصقها هو شخص جبار. و هو غالبا مخبر أو مريض.
أما المخبرون فيقال أن سجينا في روسيا أرسل لزوجته خطابا كتب في احدى فقراته : انا لا اقدر أن احكي لك كل شئ لأنهم يراقبون الخطابات.
فأعادوا اليه الخطاب مع تنبيه بخط كبير : هذا كذب ، نحن لا نراقب الخطابات.

أواصل

حمور

كتابة جميلة وموضوع رائع ..
أضحكني كثيرا تعليقك حول د.نبيل فاروق

كنت دوما ماأصنف الأجيال التي تشبهنا و أجيال مابعد الزمن الجميل بسؤال واحد : هل قرأت أجاثا كريستي أوأرسين لوبين في طفولتك؟؟

واصل ..
و متابعك بشغف

السلام عليكم
....
حمور ود أخت أمين والبدري ... تحياتي
وقريباً سيحال البريد الإلكتروني للمعاش الإختياري
اليومين ديل طالع فيها موضوع شبكة البلاك بيري أو كما يدلعه أهله (البي بي)
وهو باختصار اشتراك مخصص به أهل البي بي
يمكنهم من ارسال رسائل لا نهائية يستلمها الطرف الآخر في نفس الوقت ويرد عليها وهكذا
ويمكن أن تكون الرسائل صوتية أيضاً
تخيل انك قاعد في القهوة في ش محمد علي تجيك الرسالة الصوتية التالية من أخوك
يا حمور .... انت ختيت سفنجتي وين ياخي؟ ... انتو لفح سفنجات الناس من قدامهم ما بتخلوها ...ياخي تاني لما تشيل حاجة ... رجعها...
تدوس انت على زر تسجيل الرسائل وتتكلم : يا زول انا سفنجتك ما شلتها .. كنت لابس سفنجة البدري الخلاها عندنا ديك ...لكن شايف سفنجتك وراء باب الأوضة الفي النص.. ثم تضغط على زر ارسال
بعد 50 ثانية تجيك الرسالة : أيوه ...لقيتها .... الوداها ورا الباب شنو .. والله زول غيرك ما يكون شالها ...عامل راسك الكبير ده

.....
كل الكلام ده يحصل في خلال 5 دقائق لا أكثر ... وطبعاً أكيد في تطور قادم لأنو ده أول الغيث
أها ...باقي لك البريد الألكتروني مش خلاص قرب يروح فيها؟
....

تقول الأغنية الشهيرة:
بريدك رسل لي بريدك



وللخطابات أو "الرسايل" مكانة مميزة في الغناء السوداني
حتى صارت تسمى باسماء أصحاب الأغنية والتي يكون موضوعها الرسايل
فمن رسايل الكاشف التي يحث فيها محبوبه بالكتابة إليه ويطمئنه بأنه سيبادله الكتابة
ويطلعه على الحاصل بيهو ويرجو المعاملة بالمثل، إلى رسايل الجابري
التي يشتكي فيها من عدم إستلامه ولا حتة رسالة واحدة تجعله يتصبر شوية
وحتى عندما تلطف الحبيب وقام بإرسال رسايل وصفها الجابري بالغرابة
حين عاتبه المحبوب وإشتكى له من النسيان وإنو بيروح لغيرو ويصطفيهو
الأمر الذي جعل الجابري يداعي روحو عديل ويتمنى حياتو تفنى ليثبت للمحبوب أنه لا يفكر في غيرو!
ويستمر تجاهل المحبوب عند أبو داؤود الذي كان يكتب الرسايل بدمو ومن أعماق شعورو
متبوعة بحسن ظنه أن يرد المحبوب رسالتو ويطمنو بخطابو
الأمر الذي لم يحدث ومع ذلك كان إعجاب أبو داؤود بدلالو يزيد وكما يقولون "القلب" بريد خانقو ..
دا كلو كوم وساعي البريد العمل نايم كوم تاني
حين قام خوجلي هاشم بإرسال أجمل خطاب لمحبوبته ويتساءل بخلعة بأن لليلة ردها ماوصل
فهل هي زعلانة ولا شنو الحصل؟

Quote: لا توجد لذة تداني لذة فتح الخطاب المغلق إلا لذة فك ورق التغليف الشفاف عن كتاب جديد

عزيزي الغالى حمور

Quote: تحية اذا مرت بالجبال نسفتها و البحيرات جففتها و فلسطين حررتها

يجدك بصحة وعافية

بلغ تحياتى للاسرة بالقاهرة

المخلصة دوما/ جارة بنات عمك


___________
سرد ممتع

Quote: تقول الأغنية الشهيرة: بريدك رسل لي بريدك

تيسير "قدور"
____________________
حمور سلام
يجدك بخير

يا حمور


أمتعتنا وعذبتنا


خليك قاعد في بلد الابداع ده أوع ترجع .

وكتب السودانيون جميعهم خطاباتهم بصيغة وواحدة :

(كيف حالكم وأحوالكم كما نحن والحمدلله علي مايرام ، لا ينقصنا سوي "عدم" رؤياكم الغالية)

ولا أجد لهذا تفسيرا ، هل عمموا هذه الصيغة في الإذاعة مثلا ؟!

بوست ممتع
شكرا يا حمور
____________________

هسي الجماعة تلقاهم بقولوا عليك (إنصرافي) !

سلام يا دكتور محمد ..
مضى جيل أجاثا و أرسين لوبين ..
و جاء جيل سلاحف النينجا ..
ثم من بعدهم جاء جيل أبطال الديجتال..
و تلك الأيام نداولها.


ــــــــــ
دائما اتذكر عبارة :
لو أن صاعقة انقضت عليهم في تلك اللحظة لما كان لها أثر دخول أرسين لوبين من النافذة.
كلمات موريس لبلان بترجمة عمر عبد العزيز أمين.

بالله يا الزول ده ياهو البلاك بيري ؟
انا شايفو ليك ماشي موضه عند المصريين و اعلاناتو تطاقش .. كنت قايلو موبايل بجهاز تحديد مواقع ما عارف ليه.
طلع خدمة بريد صوتي ؟
شي عجيب.
زي ما قال الراجل العلم اطور.
لكن عزانا ما غناه جعفر السقيد اظنه عن الفاتح ابراهيم بشير :
رغم انو العلم اتقدم لكن مافي على الإطلاق .. دكتور يكشف وجع الريدة و يدي مسكن للأشواق
أو تراه قال الطب اتقدم ؟

اخونا تيسير قدور ..
لو كان الايميل قديما لما كتبت أحلى الاشعار .. و لو كان الموبايل قديما لماتت أجمل قصص المغامرات و التشويق.
تخيلي قصة جزيرة الكنز .. لو كان مع جيم موبايل لاتصل بخفر السواحل ليعتقلوا سيلفر من أول مرة اكتشف فيها حقيقته.

دينا خالد خشت تجرب الوشوش

الأخت المحترمة فادية
تحية من عند الله مباركة
تحية اذا مرت على الصلعة زرعتها و على الفتة نسفتها و على البرنده رشتها و قشتها.
كيف حالكم و احوالكم ؟ اما ان دار محور سؤالكم عنا فنحن أهو ما بطالين.
نحيطكم علما انو مشتاقين.
و السلام ختام.

حمور و الأسرة.


ـــــــ
عدم رؤياكم حرقا لينا عزان

يُفتح بيد الأخ محمد البشرى خضر


حبابك أخوي.

Quote: يا حمور أمتعتنا وعذبتنا خليك قاعد في بلد الابداع ده أوع ترجع .

قرأت هذا الكلام يا السيدح مع كتاباتك المحتفية بالدم و قتل المخالفين و قطع اعناق المراقبين و تخوين المعارضين فكدت أقول انه تهديد.
ذكرتني كلام شيخنا الطيب صالح عن حكام السودان أن كلهم لطيف على المستوى الشخصي و ود بلد و يحب النكتة فاذا دخلوا في السياسة انقلب حالهم.
اقول ليك حاجة .. انت زاتك خليك معانا بجاي ما ترجع لبوستات السياسة.

الألطف من عدم الرؤيا يا عزان ان الصحافة السودانية تعتذر عن الكتابة هذا اليوم بسبب السفر.
فتحذف " عدم " رغم ان المعنى لا يستقيم الا بها.
و الناس تعتذر عن الحضور لا عن عدمه.
تخيل دعوة رسمية من جهة حكومية يكتب لك اسفلها : للاعتذار عن الحضور الاتصال بالرقم كذا.
يأخذون عدم من مكانها و يغرسونها في مكان لا يشبهها.
قصة عدم مع السودانيين غريبة.

ــــــــــ
انصارفية شنو يا عزان ؟
الموضوع قضى و انتهى.
بعد ان افرزت الأعوام الماضية حركة" قرفنا" اتوقع ان تفرز لنا الايام القادمة حركة " وسعنا ".

العزيز / حمور
ربما كل فتاة بأبيها معجبة !!
و لكن أعتقد جازما أن الجرعة التربوية و التقافية التي رضعناها من مسلسلات طفولتنا تفوق بكثير هذا الغثاء الملئ بالعنف الذي يقصفون به جيل اليوم
و لولا إبداعات د.نبيل فاروق لما كان لطفولتهم من عزاء ... أبدا

و دمت بخير

يبدو البريد الالكتروني آمناً .. لكن هل هو كذلك ؟
مشكلة البريد الالكتروني أن أي هكر يجيد عمله يمكنه السطو على بريدك .. مرة و الى الأبد.
عيب هذا البريد أنه حين يُسرق فان كل تاريخك البريدي يصبح في يد الغير. لن تفقد مجرد خطاب أو اثنين .. بل كل ما كتبته و كُتب لك سيصبح في أيد أخرى.
قبل سنوات تعرض بريدي الجيميل للسطو .. و كلفني توتراً و مشاكل لا حصر لها. استمتع الهكر بتعقيد حياتي - المعقدة أصلاً - و كان يتسلى ببعث الرسائل من ايميلي لعدد من الاسماء في قائمتي. و هو الأمر الذي كلفني عدد من الاصدقاء.

هناك أيضاً كارثة أن تنسى كلمة مرورك.
و هي مأساة تتكرر لكثير من الناس.
البعض يتفنن في كتابة كلمة سر معقدة طويلة غير معتادة مليئة بالحروف العربية و الانجليزية و تزدحم فيها الارقام اللا متوالية .. و ينساها مجرد أن يضغط على مفتاح Save .
كان لي صديق يسمي كلمة مروره باسم حبيبته. المشكلة انه يحب واحدة كل اسبوع. لذلك كان ينسى احيانا متى غير كلمة السر و بأي حبيبة كانت ؟

من تعقديات البريد الالكتروني أنك تحتاج أن تسميه. بينما البريد العادي هو مجرد رقم تمنحه لك هيئة البريد.
تسمية البريد فن و متعة. كثيرون يسمون البريد باسمهم و يعقبونه بسنة ميلادهم .. باعتبارها رقما هاما ينبغي أن تخلده البشرية.
و البعض يتبع اسمه بالعام الذي امتلك فيه بريدا الكترونيا.. على اساس ان هذا العام شهد فتحا لا يقل عن مشي ارمسترونج على القمر.

من الممتع ان ترى ما يطلق الناس على بريدهم .. ان ذلك يعطيك فكرة لطيفة عن تفكيرهم و تصورهم لانفسهم. كما انه لا يخلو من احراج.
فالبعض ينشئ البريد الالكتروني للتواصل مع اصدقاء قلة .. ثم يفاجأ بان الحياة تصير اكثر تعقيدا و ان عنوانه البريدي انتشر.
تصلني رسائل من عنوان A7lazool @blabla ( أحلى زول) و البعض يسمي ايميله iamyours@kza (انا ملكك)و من الاسماء المحرجة ان زميلة في العمل كان ايميلها aldalo3a@blabla ( الدلوعة ).
اغرب عنوان بريدي فاجأني به صديق امدرماني. دعونا ندعي ان اسمه أحمد صالح مثلا.
لقيني احمد في بيت سماية. امسكني من يدي جوار الباب و سألني فجأة : حمور انت عندك ايميل ؟
اخبرته ان امتلاكك لموبايل و لايميل هما ما يعنيان انك كائن حي اساسا.
قال لي : طيب انا عملت ايميل .. ضيفني عندك.
رحبت بذلك و طلبت منه أن يملي عليّ عنوانه.
قال :[email protected]
اقسم لكم اني لم أضحك.
لماذا تظنون أني ضحكت ؟

أواصل

إثرائا لكلامك ..
أنا مثلا إيميلي هو [email protected]
و بغض النظر عن الأهمية الكونية لسنة ميلادي :) فالشاهد هو أن كلمة جسيمات particles كانت هي اللقب الذي حصلت عليه من زملائي بالثانوي بعد أن صدعت رؤوسهم بالحديث حول الجسيمات الذرية و عوالمها الرحيبه
فالعنوان فعلا زامل سيدو زي النية واحد
و متابعين

حمور ايها الحبيب لعلك بخير والقاهرة على حسك واكيد فيها زحمة سودانيين هذه الايام

دخلت اسلم عليك واقول لا تنقصنا................

د. محمد قرشي ..
الجيل الذي قبلنا يعتبرنا مساكين لأنا لم ندرس في الخلوة و ما خرجنا في اكتوبر و لا قرأنا جريدة الصراحة ولا اشترينا البرش بقرش.
مماحكة الاجيال شئ لطيف جدا.

العزيز حامد ..
القاهرة تسأل عنك.
وينك ؟

واصل ياخ

Quote: د. محمد قرشي .. الجيل الذي قبلنا يعتبرنا مساكين لأنا لم ندرس في الخلوة و ما خرجنا في اكتوبر و لا قرأنا جريدة الصراحة ولا اشترينا البرش بقرش. مماحكة الاجيال شئ لطيف جدا.

:)
غلبتني يا حمور ..

خلاص واصل ياعجوز
غايتو غير إكتوبر و الخلوة ماعرفت حاجه من حاجاتك دي

حمور ود أخت أمين

كان لي صندوق بريد وكنت من عشاق المراسلة .. وأتذكر جيداً نكهة مشوار الخميس لمكتب البريد وأنا أحمل معي مفتاح الصندوق

أتذكر الخبر الصاعقة بالنسبة لي مرور والدي ( رحمه الله ) بأزمة مادية عجز فيها عن الإيفاء بعدد من الكماليات يتصدرها صندوق بريدي
أتذكر جيداً طعم تلك الصدمة وما تلاها من اكتئاب واجتهاد في إخفائه وأنا ابن أربعة عشر ربيعاً وكنت قد وطنت نفسي على تلك الهواية

صدق أو لا تصدق الآن وبعد سنوات عمري التي تعدت الثلاثين لا أزال أنظر بحنية إلى مكتب البريد المغلق وكثيراً ما ألجأ في لحظات القرف إلى حقيبة خطاباتي القديمة وأضحك على تعبيرات عمر الحادية عشرة (تحايا كسنونو جاء من خلف البحار) .. مين سنونو دة؟

أغرب مافي الموضوع أنني ازددت ولعاً بصلاح مصطفى ومصطفى سند بعد أن علمت عملهم بالبريد.

لست أدري شيئاً عن التعارف عبر الإيميل .. ولكن بالتأكيد مراهقي هذا الزمان يستخدمونه كما يستخدمون البلاك بيري وشات MTN .. ولكن لا أظن أن متعة الرسالة الورقية التي تصل من خارج السودان بعد اسبوعين على أقل تقدير تدانيها متعة أخرى

من محن البريد الالكتروني انك تتلقى رسائل كثيرة لا تعني لك شيئا.
لا اتحدث عن الاعلانات البريدية الغريبة .. تلك لعنة لا خلاف عليها.
لفترة ظل بريدي الهوت ميل يتلقى نشرات اعلانية من موقع عربي ما يصر على أن ينبهني الى اضافة فيديو عاري لأليسا و أحدث صور فضيحة هيفاء وهبي . و حين قمت بحظر هذا الموقع عن بريدي فوجئت برسائل دعائية عن الفياجرا تصلني اربع مرات في اليوم !!!!
الى حد ما اعتقد انها مصادفة فاعلانات الفياجرا كانت من موقع اوروبي.
ما اتحدث عنه هنا و يجعل الحياة اكثر تعقيدا هو رسائل المجموعات البريدية.

المجموعات البريدية هي مجموعات متبادلة من الرسائل بين مجموعات من البني ادمين الذين لا تعرفهم.لكنهم يحرصون على ان يرسلو لك اخر رؤيا راودت الشيخ احمد حامل مفاتيح الحرم النبوي. هذه الرسالة الشهيرة كنت قد رأيتها أول مرة في بداية الثمانينيات و نحن في المدرسة الابتدائية .. زميلنا المسيحي كان يحمل ورقة تقول ان فتاة رأت يسوعاً و طلب منها ارسال هذه الرسالة و تحذر من تجاهلها و الا سيصيبك ما اصاب فلان الذي لم يصدق و ان فعلت نلت الخير الذي ناله فلان الذي صدق.
ربما كانت مشاعرنا الاسلامية هي ما شحذ عقليتنا النقدية لننبه زميلنا المسيحي ان الرسالة ليس لها مضمون . فلو تجاوزنا التهديد و الاغراء فلن نجد ما بعثته الفتاة الأولى, الرسالة الأولى المفترضة تقول ان فتاة رأت يسوع و طلب منها ارسال هذه الرسالة الى خمسة عشر شخصا. فقط لا اكثر و لا اقل. اذن ليست الفتاة هي من كتب الرسالة. ثم اين هي الرسالة بالله عليكم ؟
لكن زميلنا - ربما ايضا مدفوعا بعمق مشاعره الدينية - رفض الاستماع لنا باعتبارنا مسلمين كفرة و قام بنسخ الرسالة خمس عشرة مرة و بعثها. الا حيا الله هذا الايمان .. لاحظ انه يكتب بخط اليد .. لا ينتقي مجموعة اصدقاء من القائمة البريدية كما هو الحال اليوم.

كما انه هناك صديق - اشكره على حماسه - يصر ان يتحفني كل يوم بما يفوق الـ 35 رسالة من نوعية : اسماء الزوجات في جوالات الأزواج .. رسام مبدع .. طفل مسلم يسكت قسيس مسيحي .. صور الفنانات قبل و بعد الشهرة .. ايميل حسني مبارك ..الخ .. الخ
و الحقيقة ان حماسه هذا يقابله حماس مني في حذف كل الرسائل دون فتحها.

هناك طبعا الرسائل الأشهر في عالم البريد الالكتروني التي تخاطب فيك امانتك و ذمتك للمساهمة في سرقة حساب المرحوم من مصرف افريقيا.
لا استطيع ان احصي عدد المرات التي وصلتني فيها هذه الرسالة من أرملة مكلومة او محامي نابه او مدير بالبنك يزعم انه توسم فيّ الخير و الامانة و يريد أن يأتمنني على سرقة حساب زعيم افريقي او ملياردير راحل.
اللافت للنظر ان كل هذه الرسائل تتحدث عن بنك اسمه بنك افريقيا .. و هي تنميط واضح لصورة افريقيا الغنية الفاسدة في ذهنية الغرب.
و يجتهد مرسلوا الرسائل في خلق اسماء تبدو عربية او افريقية الى حد ما بحسب الذهنية الغربية. فتجد رسالة من مدام موكاميني أرملة المرحوم موكاميني رئيس دولة موكاميني في وسط افريقيا.

هناك أيضا الرسائل السعيدة التي تبشرك بالفوز باللوتري ( يناصيب ) بمبلغ خرافي و تطلب منك معلومات عنك لتحويل المبلغ.
طيبو القلب الذين ارسلوا بيناتهم ندموا على ذلك بشدة.
و هناك فرق بين هذه الرسائل و رسائل بنك افريقيا يلاحظه الخبراء و ازعم اني صرت منهم.
رسائل بنك افريقيا التي تخاطب امانتك للاشتراك في السرقة تطلب منك الرد على الرسالةو ابداء الموافقه. حين تفعل ذلك يأتيك رد أخر و اخر و اخر .. و بعد عدة مراسلات ستكون مقتنعا لتأخذ اول طائرة الى جامايكا لتصرف المبلغ من بنك افريقيا. هناك ستجد العصابات في انتظارك لسرقة المبلغ الذي اقنعوك بحملة نقدا مقابل ان تقوم بتحويل النقود الى حسابك لأن هناك مشكلة كاش في جمايكا كما سيقنعوك.
حدث هذا لأكثر من أمريكي متحمس و انتهى بهم المطاف في مستشفيات جمايكا يشكون لطوب الأرض ان الدنيا لم يعد فيها امان و ان الناس اصبحوا بلا ضمائر.
اما رسائل الفوز السعيد فهي تطلب منك بيانات معينة تعني للمواطن الغربي و من يتعامل مع المؤسسة الاقتصادية الغربية الافلاس التام. فانت تسلمهم معلومات كافية عنك تمكنهم من انتحال اسمك في معاملات بنكية تعتمد على شبكة الانترنت.

هناك نوع جديد من الخطابات هذه يصلني هذه الايام معنون من الـ FBI و هو يخطرني بوجود نشاط مالي مريب باسمي في احد البنوك و يطلب مني بيانات معينة للتأكد ان هذا النشاط لا يخصني و يعرضون عليّ تحويل المبلغ الى اي بنك اخر اقترحه.
انتهز هذه الفرصة لأشكر المباحث الفيدرالية على حرصها الفائق على استثماراتي و اتمنى لو سلموني المبلغ كاش بدون الدخول في تحويلات مريبة.

حمور
مرحب بعودتك للبوست الجميل
أنا شخصيا تصلني كل ماذكرت من رسائل إحتيال و غيره
و أذكر دراسة قام بها أحد بروفيسرات أمن الكومبيوتر مع طلابه حيث أرسلوا رسائل كهذه و تلقوا العديد من تصديقات الضحايا ثم شرحوا لهم لاحقا أن ماإستجابوا له كان ليكلفهم غاليا جدا
و السعيد من إتعظ بغيره

و يبدو إنك بقيت زول مشبوه بشهادة الـFBI .. تاني الزول يخلي باله من التداخل معاك :)

واصل

شكرا يا حمور على البوست الجميل

شكرا للمور يا نصر

شكرا على الخطابات يا هاني

دكتورنا القرشي ..
كيفنك ..
جريدة الصراحة دي كانت جريدة عبد الله رجب.
اما البرش بقرش فكان نداء الباعة على جريدة الثورة التي اصدرها نظام عبود. كانت كبيرة كالبرش و رخيصة تباع بقرش واحد.

يادكتور نحن نددا ياخ ما تطلعني عجوز ساي

أحمد محمد عمر ..
عشان تعريفك لي بود اخت امين انا حاعمل ليك استوساخ تقيل جدا.

حبابك يا البدري و هناك بدر.

وصلني تعليق على هذا البوست من زميلة دراسة قديمة عبر الإيميل تحكي فيه عن صديقة لها طلبت منها ان تنشئ لها بريدا الكترونيا .. بعد أن فعلت طلبت منها ببراءة قائلة : يلا اعملي لي كمان ايميل.

فعلا البريد الالكتروني لا يغني عن الايميل.

حمر ياعزيز
شكرا على جولة الثقافة الوطنية القديمة !!
بس حكاية إننا أنداد دي كنت حأصدقها لولا تاريخ ميلادك بالبروفايل .. :)
يا راجل يا مثقف!!