سلفا كاشف في شوارع مكة .. !!

ما حدث للطفلة سلفا كاشف مخزي بكل المقاييس. و هو يكشف نخرا و فسادا تجز في جسد امتنا التي نحاول دوما أن نباهي بها و نظن الخير في غير موضعه.

حكاية الطفلة سلفا بسيطة جدا .. تحدث يوميا في كل مكان في الدنيا .. فتاة وهبها الله الجمال تخرج للطريق فيتعرض لها رجل معجب بذكورته و يظن أن مجرد مغازلته لفتاة يكفي لتتبعه الى اخر الأرض. لماذا لا ؟ أليس هو هو ؟ لا يهم ان كان في جمال وحيد القرن .. او جاذبتيه كجاذبية أي خنزير بري سعيد في مستنقعه. يحدث هذا في كل بقاع الأرض دون تمييز.
لكن الجديد في حكاية الطفلة سلفا أن معاكسها كان رجل قانون. رجل يُفترض أنه أدى القسم لحماية سلفا و أمثالها. انه الرجل الموكل به حمايتي و حمايتك من الاشرار و الاوغاد الذين تزخر بهم هذه الدنيا.

رجل القانون هذا تناسى قسمه لحماية سلفا و قرر أن يكون هو الشرير و يتعرض لها. يمكن أن نقبل هذا دوما بحجة ان هناك فاسدين في كل مكان. و كما هناك رجال يعاكسون النساء حيث كان هناك رجال و نساء فانه لابد من وجود رجال شرطة فاسدين. سنحاول تقبل هذا و نتناسى ان احدنا كان يمكن ان يتعرض لسرقة او اعتداء فيهرع لهذا الشرطي لا غيره طالبا عونه و يضع ظلامته بين يديه و ينتظر منه النصر. دعونا نقبله لوهلة.
لكن ما لا يمكن أن نقبله هو أن تتواطأ مؤسسة كاملة ضد سلفا كاشف حماية لشهوة احد منسوبيها.
حين اعترضت سلفا على تعرض الشرطي لها – وهو الحق الطبيعي الذي تكفله الغريزة و العرف و القانون و الاخلاق لها – تذكر الشرطي فجأة انه ليس مجرد بائع جوّال .. انه رجل شرطة في يده السلطة و يستطيع تطويع القانون.

تم اقتياد سلفا الى مركز الشرطة لتواجه تهمة الزي الفاضح. و زي سلفا – فاضحا او سابغا ساترا- كان هو ما لفت انتباه الشرطي لها ليعاكسها. فلما خاب ظنه فيها ارتد محتميا خلف قانونه. ترى لو كانت سلفا ابتسمت لذلك الشرطي – مجرد ابتسامة – هل كان زيها هذا سيصبح مشكلة و مخالفا للقانون ؟

الكارثة ان سلفا تواطأت عليها أكثر من جهة. ففي قسم الشرطة لم يحفل احد بقصتها .. فالشرطي هو الخصم و الحكم .. و تم منعها من الاتصال بأهلها و نزعوا عنها موبايلها – ذلك الموبايل الذي كان الحصول على رقمه أقصى امنيات الشرطي حين كانت مجرد فتاة في الطريق اعجبته – ثم قدموها للجلد بسرعة.

جلد سلفا الذي تم باسم الاسلام استدعى عندي احداث الاسلام الأولى. و استحضرت قصة سمية بنت الخياط التي كانت تُجلد في مكة. و رغم أن المسلم ليس كالكافر إلا أني وجدت نفسي احترم ابا جهل الذي كان يجلد سمية بنت خياط اكثر من هؤلاء الذين جلدوا سلفا.
ابو جهل كان يجلد سمية لقضية ايمانية دفاعا عن دينه الذي يؤمن به .. و لم تبلغ به الدناءة أن يعذب سمية لمجرد أنها رفضت معاكسة احد سادة قريش.

لم يترد أحد كفار قريش – الذين هم نموذج الكفر في عقليتنا المسلمة – الى درجة جلد النساء دفاعا عن كرامتهم الذكورية. بل ان ابا لهب نفسه الذي خلّد القران تبه و الوعيد له اعتدت عليه أم الفضل زوجة العباس اخيه فلم يرد عليها الضربة.
هل وصلنا الى درك يكون فيه كفار قريش أكرم منا ؟
هل بقي لنا من السقوط شئ ؟

و سلفا التي جلدوها خمسين جلدة لم تترك لنا بقية من تغابي نختبئ خلفها.
فسلفا لم يقبض عليها في زقاق خلفي او حفلة مغلقة كلبنى احمد حسين لتثور الشائعات. سلفا تم قبضها في الطريق العام نهارا أمام عدد كبير من المارة. و تقول سلفا لتضع الملح على جراحنا:
- الرجال كانوا واقفين مافي راجل قدر يقول ليو ياخي براحة على البت دي.
يا الله .. لماذا لا تصمتين يا سلفا ؟
رجل في الشارع العام نهارا يعاكس فتاة فتنهره فيجرجرها الى قسم الشرطة و نحن نتفرج و نؤمن أن أهل السودان هم اعز الناس و خيرهم.

كم من هؤلاء الذين شاهدوا ما حدث عاد الى منزله لينام ملء جفنيه ثم يصحو ليتناول الغداء و يتجشأ في رضا عن نفسه و يتحدث عن "المروه " التي انزلها الله الى الأرض فسكنت السودان .. و عن بسالتنا و شجاعتنا و عزتنا.
حتى الشارع توطأ على سلفا كاشف.
هل سيكفي سقوط الانقاذ في الانتخابات ليعود هؤلاء القوم الى حالتهم الانسانية ؟
هل التحول الديموقراطي سيخلقهم من جديد رجالا يعترضون على مثل هذا الحدث ؟
أشك .. للأسف.

اؤلئك الذين يضعون على سياراتهم صورة الرئيس البشير و تحتها عبارة براقة تصفة بأسد العرب .. هل علموا أن الأسود في شوارع الخرطوم تأكل بناتها ؟

هل يعلمون ان لسفا حق سيسأل الله عنه المتحرش و من حماه و من سهل له سبل ان يستقوي و من هلل لهم ؟

ثم تخرج وزيرة الشئون الاجتماعية لتنفي أن الخرطوم تجلد النساء بسبب لبسهن.
و أنا اصدقها تماما .. فقد صدقت سلفا.
سلفا لم تُجلد لما تلبسه. سلفا جلدت لأنها قالت لرجل لا. و من سوء حظها أن هذا الرجل كان شرطيا.
كان هو الشخص الذي ينبغي أن يحمي سلفا من تعرض الاخرين. فاذا هو الاخرين. و وقف الشارع يتفرج. و مؤسسته تحميه و القاضي يحكم و الجلاد يجلد.

لم تجد سلفا رجلا رشيدا يدافع عنها كما كان كفار مكة يدافعون – احيانا - عن من يضنيهم العذاب على يد مؤسسة سادة قريش.
يا رب .. لا اسألك كثيرا .. فقط اجعل في قلوبنا رحمة كفار قريش و اخلاقهم.

شاهد سلفا كاشف تتحدث و تحسس ايمانك و شهامتك و سودانيتك .. ثم قل لي بالله ماذا تبقى لنا ؟

* الصورة و الفيديو من بوست الزميلة نجلاء سيد أحمد
الطفلة سلفا كاشف تعرى قانون النظام العام بعد محاكمتها يوجد فيديو وصور كميات

لك التحية أخي حمور زيادة , مع جزيل الشكر على سلاسة السرد وجميل الوصف ...

Quote: هل يعلمون ان لسفا حق سيسأل الله عنه المتحرش و من حماه و من سهل له سبل ان يستقوي و من هلل لهم ؟

نعم يعلمون كل شيء , ولكن الكبرياء في الأرض هو التي يحملهم على ذلك ...

د. يوسف ..
بين يدي الله يأتي الناس بلا كبرياء و لا عظمة ..
بل عراة غرلا ..
المحزن أن الظالم يتسفيد في دنياه من ظلمه فيستحق عليها العقاب .. فما بال اعوان الظلمة .. لا فائدة في الدنيا و لا نجاة يوم الحساب!!

ihopek l,

vm jf9jkdfo pd


,ggmfpau, c9

jkj jkljjjjjjjjjjjs c ijfj;lla


,vjoeprlJIFOGOK 9TGRحمور
دى كلها شتائم

ترجم ليهم

المشكلة انو الشتايم ما بتأثر فيهم يا حبيب
جلدم تخين و قلبهم ميت.
للاسف.