ويلي منك .. و من مخاوفي..

أنتِ لا تشيخين ..
لا تذبلين..
كلَّ يومٍ تتفتحين حبيبةً نَدِيّةً داخلي.
من جديد.
هذا سرك الأبدي ..
و لعنتي.

يا أيتها المرأة الوحيدة التي سفهّت انتصاراتي و أرتني نفسي طفلاً كما هي حقيقتي..
أسألك بحق الهوى ستر عورتي.
لا تعريني أمامي..
فأنا أخجل مني..
أخدعُني..
بأكاذيبي و أدعاءُ فَخاري وزَهوٍ طفوليٍ أحمق.
دعيني أستترُ بغلائلِ الأوهامِ..
أتجملُ لي أني نسيتك.
فلا أهرع نحوك كلما تنَفّسَ صبحٌ أو ليلٌ عَسْعَس.

يا لها من طمأنينة هشة تلك التي حزمتها و حملتها معي مبتعداً عنكِ.
طمأنينةٌ ما كانت أنتِ.
فاذا أول اهتزازت حقائبي يهشمها ..
أتسول العابرات طمأنينة ..فلا أجد.
ماذا يدثرني إن جنّ ليلي و هاجت أحزاني ؟
اسوأ مخاوفي تتحقق يا ( .... ).
وحدي .. في ثنيات الظلام.
بلا طمأنينة.
ويلي..
منكِ.. و من مخاوفي.

يُرجِعُني الظلامُ طفلا وحيدا في غرفةٍ باردةٍ..
طفلٌ ينطوي تحت الاغطية و يرجف من عُواءِ الكلابِ البعيدة..
الكلاب التي هي ذئاب لظى..
خرجت لتظفر به ولن تعود إلا وأنيابها تقطّر من دمه.
وصياح القطط الشيطاني.
إنها تموء..
القطط التي تمشي في البرد خارجاً ..
تموء بصوت بشري كطفل ابليس يحترق في نار جهنم.
انها لا تنتمي الى عالمنا.
صوتها هو صوت الظلام.
اني اسمعها كلما احتواني ظلام.
فأرتجف.

أنا في الظلام طفلٌ معدوم الحيلة.
اغطيته لا تحميه.
يغمض عينيه خائفا.
و يسمع حفيفَ الاشباحِ و هي تسري على حدود سريره وتلمس قدمه إن خرجت عن الغطاء. انهم يتحركون خارجاً.
ينتظرون منه غلطةً صغيرة.
أن يكشف وجهه ليلتهموه.

آهـ يا ذات الابتسامة..
يا حبيبتي ..
يا حبيبتي القديمة ..
يا حبيبتي الأزلية..
يا حبيبتي المتجددة كل يوم..
اني اخشى الظلام ..
جدا..
فهاتي وجهك المشرق بغمازتيه الغائرتين في عمق ابتسامتك أنير به حياتي.
كي لا ابكي.. طفلاً وحيداً فقد كل شئ.
حتى ضوء ابتسامتك.

أنتِ مازلتِ هنا..
داخلي ..
بعد كل هذه السنوات ..
وكل الأميال التي قطعتها وسافرتها بعيداً عنكِ..
بداخلي تَبْسُمين..
ويلي منكِ .. وويلي من ابتسامتُكِ التي تذبحُ أحزاني وتعبي ومخاوفي كالشمس التي تمزق صفحة الظلام.

يا أيتها المرأة الوحيدة التي سفهّت انتصاراتي و أرتني نفسي طفلاً كما هي حقيقتي..
أسألك بحق الهوى كشف عورتي.
عريني أمامي..
لا يهمك إن كنتُ أخجل مني..
لا تدعيني أخدعني..
بأكاذيبي و أدعاءُ فَخاري وزَهوٍ طفوليٍ أحمق.
دعيني استترُ بغلائلِ ابتسامتُكِ..
أتغطى بها من غوائل الظلام.
أهرع نحوك كلما تنَفّسَ صبحٌ أو ليلٌ عَسْعَس.

ويلي..
أنا من دونك خائف ..
و منك خائف ..
يا أعظم مخاوفي..
و أصدق طمأنينةٍ هي لي.

آهـ..
إني أغرق في مخاوفي..
و دموعي..
انقذيني..
انقذيني..
انقـ..
...
..
.

أرجوك.

مازال يأسرني حضورك.. في خيالي.

خبئيني من مخاوفي .. حتى وإن اختنقت حتى الموت ..
فالموت بكِ أهون من حياتي بمخاوفي.