الغربة و الوطن يا صديقتي .. !!

صديقتي -المقيمة بالامارات -التي هي كالأخت بل أشد معزة أرسلت لي على الايميل تشكو حنينها الى وطن فارقته عنوة.
قالت عن الوطن :

والله أحسن من عشرمية غربة و في الآخر راجعين راجعين فليه نأجل؟
ما عندنا واطاة؟
ومالو
ما عندنا بيت مبني؟
ومالو
ما عندنا رصيد؟
ومالو
نظرة للنيل و السماء (حقنك) كفاية لأنهما ملكك

هي نظرة رومانسية يا صديقتي.
النيل و السماء ليسا ملكك و لا تستطيعين رؤيتهما.
اما النيل فقد انسد بالعمارات و ابراج العرب من كل فج و واد.
اما السماء فمن يستطيع أن يرفع رأسه في وطن منحني ؟
النيل إن اجتزتي شطه الذي اشتراه أهل قطر ملئ باللنشات و المراكب التي يمخر بها شباب لا يعرفون وطنا كالذي نعرفه.
في النيل ستعلمين أننا في حوجة للحديث عن الوحدة الجاذبة .. بين اغنياء الشعب و الفقراء.
الاغنياء عندنا لا يؤمنون بأنه إذا اغتنيتم فاستتروا. استتروا لأن الفقر حين يهتاج سيجتاحكم كفقراء الفرنسيس و ثورة الباستيل.

يا صديقتي الوطن جهنم
وضعك التي وصفتي سئ
لكن..
هل الغربة جنة ؟
و هل الغربة تجعلك تمتلك بيتا و ارضا ؟
ماذا تخصم منك الغربة مقابل ان لا تنقطع الكهرباء ؟
ماذا تأخذ من روحك مقابل أن تأكل التفاح الأمريكي الأحمر ذي الديباجة الورقية ؟

بعض الناس يا صديقتي بلا جذور .. و بعضهم يحمل جذورة فتبنت في أي أرض .
من كان هذا حاله يعتبر ان ارضه حيث يرتاح يستطيع ان يكون اينما شاء
اما المصابون بلعنة الانتماء فان لهم جذورا كجذور النخيل .. يتبع الماء اينما كان.
و الماء هو الوطن.

حمور ازيك ..

الغربة صعبة بلا شك ..
لكن غربة الوطن أصعب ..

ويبقى الوطن في دواخلنا ما بقينا ..

الوطن قيمة غريبة.
يقولون هو الاهل .. لكني لا اظن.
لو استقدمت كل اهلك و احبابك الى دبي فلن يكون هذا هو الوطن.
ستفتقدين المؤذن الذي يوقظك كل فجر بدعاء اعرج و تمتمات ربما تعجز الملائكة عن فهم كنهها ادعاء هي ام شتائم.
ستشتاقين لبائع اللبن الذي يأتي صباحا مع نشرة السادسة و النصف و تزعجك رائحته و لبنه المغشوش بالماء.
لكنك تشتاقين له لأنك في جبينه ترين تاريخا مشتركا.
هذا مثلك اتعبه نميري و اضحكه الفاضل سعيد و يعرف وردي.
جربي ان تحدثي بائع السوبرماكت الباكستاني عن وردي و ستنبيك نظرته البلهاء عن كنه الوطن.

الوطن هو رائحة الشواء التي تأتيك ليلا حين تمرين بسوق سعد قشرة.
رائحة ليست أحلى من رائحة شواء الحاتي في مصر و لا ماكدونالدز في اي مكان لكنها رائحة بها إلفة الوطن.
الوطن هو المرأة البيدنة التي يغطيها العرق التي تركب جوارك في المواصلات و تصر أن تحدثك عن متاعبها و عرق النسا و صرفة الصندوق التي خدعتها فيها جارتها. أشياء لا تعنيك لكنك تفهمينها. بينما تحدثك حصة أو موزة أو جانيت أو سيلفيا عن أشياء لا تعنيك و لا تعرفينها إلا بعد مجهود فتبتسمين مجاملة. من الصعب أن تحترمي معاناة حصة في التفضيل بين مياه صحية و أخرى.

الوطن قيمة من الناس و الحيطان و التاريخ المشترك.
الناس الذين اصبحوا معك يرقبون الشوارع متوجسين صبيحة 30 يونيو.
الذين خرجوا في مظاهرات السكر و يعرفون ان سامي عز الدين كان لاعبا في المريخ و سموا الصادق ابو كلام.
كل حائط كتب عليه البعثيون شعارا هو الوطن.
كل جير أصفر متساقط على حائط امدرماني هو الوطن. كل باب حديد موارب تبدو خلفه شجرة ليمون هو الوطن.
هذا التناغم هو الوطن.

ربما كان وطن الانسان حيث يرتاح .. ربما.
لكن ما هي الراحة ؟
لا شئ اسوأ من احساسك انك في جزيرة وحدك رغم ان الاخرين حولك. وحدك لكنك مع الاخرين.
لا يشتركون معك في شئ الا انهم يشربون المياه الغازية من ذات الشركة و يفضلون مثلك كنتاكي على ماكدونالدز.
ان ابرة البوصلة لا تستطيع الا ان تشير الى القطب يا صديقتي.
فان كنت تقدرين على غير ذلك فاني انحني ليك .. فانت تغيرين قوانين المغناطيسية.
و نحن هنا كابرة البوصلة .. نشير الى وطننا و لا نقدر على غيره.

يا صديقتي ..
يقتلني هذا الوطن ..
لكني احبه و يده مضرجة بدمي.

Quote: حمور ازيك .. الغربة صعبة بلا شك .. لكن غربة الوطن أصعب .. ويبقى الوطن في دواخلنا ما بقينا ..

يا معتصم ..
..
....
......
..
...
فقط.

يا صاحبي..
سلامات
واشتياق..
هل تكفيها وتكفيك هذه الرؤية..
..
.

Quote: مَنْفَى غنّي المُغنّي في اشْتبَاهٍ.. بين فُصْحَي..؛ لُكْنَةٍ عُجْمَي وفي حزنٍ .. رَطَنْ كان صوتاً عَالقاً.. أوْ غَارقاً في اليُتْمِ صِدْقاً .. كان حُلماً أمسكَ الإيقاظَ.. من غَفْوِ الوسَنْ هكذا أدركتُ مَعني.. أنْ يصيرَ القلبُ منفَى؛ لاغترابٍ.. في وطَنْ

يا وهبة ..






















و شكرا

استاذنا الطيب ..
شر المنافي منافي القلوب اينما كانت

صديقتي تتمنى العودة .. لكن اللذين في الوطن يقولون لها ابق حيث انتِ فنحن نتمنى الخروج مثلك.
تذكرت كيف يوجع الجنين امه بانقباضات الرحم حتى يخرج ..
فاذا خرج صرخ عاليا كأنه ندم على قدومه ..
لكن صراخه لا يمنع توأمه ان يأتي بعده ..
فقط ليصرخ هو ايضا.
ما وجدت من مدح الغربة ..
لكني ما وجدت من كف عنها.

أو كما قال جحا عن الزواج ..
الذين قبله لم ينصحوه
و الذين بعده لم يستشيروه

..
.

Quote: نظرة للنيل و السماء (حقنك) كفاية لأنهما ملكك

وشتان بين عكا والإسماعيلية
وبين معاناة داخل الوطن واستمتاع خارجه ..

شكراً يا حمور ؛
________________

وطني ولا مِلي بطني
سُكَاتي ولا الكلام النيّ
بليلتي ولا ضبايح طَيْ
قليلتي ولا كُتُر سِمِّي

الاخ حمور متعك الله بالصحة والعافية
بوست رائع كعادتك دائما
دائما اجد نفسي متتبعا لما تكتب هنا
بعدد تداخلي القليل في بوستات المنبر ... اكثر من نصفها معك
بخصوص الغربة والوطن والعودة له فهو موضوع يكثر الحديث فيه وانا واحد من التاس الذين عاشو خارج السودان اكثر من داخله ما بين دراسة وعمل بعد التخرج ... رغم انني لم اغادر الوطن الا للدراسة ومن ديك وعيك ..
الوطن قيمة من الناس و الحيطان و التاريخ المشترك .. انت محق في هذه مائة بالمائة وانا حين ذهبت قبل 4 اشهر( بعد غياب اربعة اعوام ونصف العام) وجدت نفسي داخل غربة جديدية في الحي الذي انتقلنا اليه حديثا بعد ان اكملنا بناء البيت ( يعني ما اكملنا اكملنا ) وكنت لا احس اني موجود في السودان الا حين اذهب الي الحي القديم الذي تربيت فيه وفيه احلى ذكريات العمر مع الناس والحيطان والتاريخ المشترك ... كنت اختلق الاسباب يوميا للذهاب هناك رغم مشغوليتي الشديدة بالمهمة التي جئت من اجلها
لك دائما مودتي وكامل احترامي اخ حمور

عزيزي حمور.. لك الود..

الوطن يبقى قيمة سامية .. يحمله من يبعد عنه في أحشائه.. وكثير ممن يبقون فيه يجهلون قيمته لأسباب متعددة.. لكنه يبقى دوماً مكمناً للأشواق والحنين والشجون.. كما ييبقى من نحب جزء من الوطن.. ودونهم تفقد كثير من القيم معانيها .. ويسيطر إحساس الإغتراب الروحي.. لذلك:

ظل الرائع وردي يردد: في بعدك لقيت كل الأرض منفى..

وفي سياق آخر لقيمة الوطن..

يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة).

أما مصطفى البرغوثي الشاعر الفلسطيني فيقول(كثرة الأوطان تعني إنعدام الوطن)

لك ودي وتحياتي..

الحنين للوطن موجود في قلب كل سوداني في الغربه
كلنا نحب للوطن و نجري لاي شي فيه ريحه البلد
اي تجمع اي احتفال اي موسيقي سودانيه او لهجه سودانيه
الوطن موجودفي قلوبنا وفي حياتنا وفي كل يوم معنا
نتواصل مع بلدنا عن طريق القنوات التلفزوينه وعن طريق البرامج التي تقام من حين للاخر
وحلم الرجوع والاستقرار موجود عندك كل المغتربين
حلم بناء منزل
العيشه الحلوه مع الهوا الطلق
الاهل ولاقارب
حفلات الاعراس
اتمني ان يتحقق حلمها يوما ويتحقق حلمنا ايضاء وما نصبح مهاجرين بدل مغتربين

لك مني كل والود والتقدير

سالي

عزيزي حمور.. لك الود..

الوطن يبقى قيمة سامية .. يحمله من يبعد عنه في أحشائه.. وكثير ممن يبقون فيه يجهلون قيمته لأسباب متعددة.. لكنه يبقى دوماً مكمناً للأشواق والحنين والشجون.. كما ييبقى من نحب جزء من الوطن.. ودونهم تفقد كثير من القيم معانيها .. ويسيطر إحساس الإغتراب الروحي.. لذلك:

ظل الرائع وردي يردد: في بعدك لقيت كل الأرض منفى..

وفي سياق آخر لقيمة الوطن..

يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة).

أما مصطفى البرغوثي الشاعر الفلسطيني فيقول(كثرة الأوطان تعني إنعدام الوطن)

لك ودي وتحياتي..

هنالك سؤال يؤرقني يا صاحبي ..
هل الوطن أصبح الخرطوم ؟
في ظل الهجرة من الريف إليها أصبحت العاصمة تضج بملايين البشر ..
فتدنت الخدمات المتدنية أصلاً مع إنعدامها تماماً في الأرياف ..
والمحظوظ من يجد طائرة تقله خارج البلد إلى مكانٍ تحط رحاله فيه أي مكان ليس مهم ..
إنه الهروب الكبير إلى حجيم أخف من جحيم الخرطوم ..
أما الناس هناك في الخرطوم مشغولين وراء لقمة العيش ومهمومين بالمشاكل ..
ما عاد الوطن كما كان ..
ولا عاد النيل يعطينا الحياة ..
لذلك نحن في غربة حقيقية يا صاحبي ..
والخوف من العودة لغربة ثانية في بلدنا ..

حمور





































محتار يا اخى

تحياتي لكل من أكرمني هنا بالمرور ..
ثم ..
إن كان الوطن هو تلكم الاشياء مجتمعة فما الذي يشدها الى بعض و يجمعها و يجعلها في تنافرها شيئا منسجما موحدا ؟
أدعي أنه الحب.
و من رزق المحبة .. رزق الخير الوفير.
رائحة الشواء تلك و الجدران التي تساقط عنها الطلاء فعراها و البائع الغشاش و وردي و 30 يونيو هي ذات الاشياء التي جعلت البعض يكره الوطن.
فهي في ذاتها اشياء متفرقه لا يربط جماعها شئ.
إلا المحبة إن وجدت.
الحب هو الفنان الذي يجعل من هذه المنفرات لوحة تشكيلية جميلة لا تباع حتى بالملايين.

قبل أسابيع شاهدت فيديو على اليوتيوب لمجموعة من السودانيين بأمريكا أرض الأحلام و هم في احتفال لهم.
كان فيهم بعض اشرس زملاء البورد و أكثرهم اثارة للضجيج.
كان الرجال يقفون ممسكين بأوراق يغنون منها : أنا سوداني أنا أنا افريقي أنا. رائعة العطبراوي رحمه الله.
اقسم أني رأيت الوطن في أعينهم. في دموعهم التي كانت ترجف خلف النظرات الطائشة.
لو قلت لك أني رأيت في أعينهم نظرة غواصة تعطلت بوصلتهاو أجهزة استشعارها في بحر البلطيق هل ستفهمني ؟
كانوا ينشدون في حماس من يحاول الاستمساك باخر ما بقي له.
ينشدون كأنهم يقنعون أنفسهم أنهم ما ابتعدوا و ما هاجروا. و أن الوطن معهم أينما كانوا.
لكن نظراتهم كانت تصطدم بجيل الشباب الذي جلس ينظر في فضول و يبتسم في تقدير كما يفعل أي أمريكي صميم حين يرى فلكلور الهنود الحمر و غليون السلام و بلطة الحرب و الطوطم المقدس.
و على غفلة صورت الكاميرا باب القاعة فرأيتهم يخرجون متثاقلين ليحتويهم الليل خارجا.
الليل الأمريكي الثقيل .. بنجومه الزاهرة.

سنوات عديدة مرت وانا ارأي علم السودان عبارة عن قطعة قماش مستطيلة بها اربعة الوان ، الى ان سافرت خارج السودان وعملت هناك

في احدي الايام عند دخولي الى مقر عملي شاهدت مجموعة من اعلام الدول مرفوعة بسبب قيام مؤتمر تشارك فيه العديد من الدول العربية

والافريقية والاوربية ........ عندما شاهدت الاعلام شرعت عيناي على الفور في البحث عن علم السودان وسط هذه الاعلام كنت ابحث بقلق شديد

وخوف من ان لا اجد قطعةالقماش تلك الان ادركت قيمتها ..... وظللت ابحث في قلق الى ان رأيته مرفرفاً عالياً شامخاً وسط اعلام الدول شعرت

بوجودي وقيمتي وانتمائي وترقرقت الدموع في عيني وكدت اقفز من الفرح .... وتضاعفت سعادتي اكثر حينما رأيته مجاوراً للعلم الامريكي

كتفاً بكتف شعرت بالفخر وحب الوطن يجري في دمي ويهيج مشاعري.

يعني هسي البت دي انت رديت عليها قلت شنو؟

تجي ولا ما تجي؟


لأنو شكلك كنت داير تقنعها وشبكتها بعد داك "ريحة الشية فيها طعم الوطن" ولا شنو ما عارف

خلي اجابتك واضحة يا حبيب ، اللولوة ما سمحة


هسي عليك الله كان عزمتك شية في جبال كردفان مع هوا الخريف الكردفاني العجيب داك
والخدار

تقول لي الخليج؟؟



------------
بوست جميل كالعادة..وكالعادة تركنا أشغالنا وأعمالنا وجلسنا نقرأ للاستاذ


لكن انت خليك واضح

يا حمور

الغربة ما بعد المسافة ولا السفر آخر مطافها

الغربة في القلب البيعاند وفي السحاب الطش جافا

الغربة في الزول التريدو تلقاه في آخر مسافة


تعرف ياحمور الاحساس بالغربة ممكن يعتريك وانت في وسط اعز الناس اليك ، الغربة هي Space بينك وبين البيئة الحواليك ، وانت البتخلق الـ Space دي ،، الفرق بين الناس البيرهقها احساس الغربة واللي ما بيأثر معاها كتير ، هو درجة التكيف على البيئة الجديدة ،،انا مالي قلبتو علم نفس،،

علي اي حال صديقتك العزيزة دي لطالما هي ما زالت في غربة ولم تستطع ان تبني بيت او تشتري ارض ، احسن ليها تجي لوطنها دا مافي داعي للغربة


ــــــــــ
انا يكفيني استقر في سوداني البحبو دا وكلما تضيق بي ، بسمع مطمئنة محمود عبد العزيز البموت فيها ماتشيلي هم

حمور ازيكـ ياخ!

(*)

Quote: الغربة ما بعد المسافة ولا السفر آخر مطافها الغربة في القلب البيعاند وفي السحاب الطش جافا الغربة في الزول التريدو تلقاه في آخر مسافة

اتصل بي صديق اليوم من بلاد باردة تأكل الثلج و تشربه و تستدفئ به منه.
حين يتحدثون يخرج الكلام منهم في بالونات كابطال القصص المصورة.
قال لي : اشتاق شمس السودان و حره.
ثم سألني عن باعة الماء الجائلين !!!!

هكذا يودي الحنين بأهله.

شقيقي الصديق
مذ كتبت هذا البوست وأنا أحوم حول الحمى
اخشى أن أنتحب فيه..فأقاوم الدخول..ولكني فشلت اليوم!
لا زالت صديقتك تحن لعشميق نخلتها في منزلها في الخرطوم
تكأكأت عليه السنوات العجاف و غير العجاف
منزل ذويها هو منزلها حتى اليوم
امتدت له يد التغيير
ولازالت عندما تحلم به تحلم به كما كان في الثمانينات
الوطن رحيق الانتماء لبقعة حين تصبح السماء سماءك
الأرض أرضك
لا أحد يغالطك
أخبرتني والدتي ووالدي و شقيقتي و هم بالإجازة أن الموية قاطعة
أجبت :بختكم
الكهرباء قاطعة
أجبتهم: بختكم
نظرت لصورة الكوب الذي أتى به الزميل محمد الأمين ملآن بالمياه العكرة
تمنيت لو انتااشت حياة مؤقتة و لو لثواني صفحة البورد علني أظفر منه بشربة..
الراحة
الراحة
ليست في نظافة مفتعلة
أحب أكثر منها كوش شارع المعونة
وليس في هواء مفرط النظافة
مالها الرياح المشبعة بالكتاحة؟
آه من الكتاحة
ما أجمل أن يستيقظ الإنسان صباحاً ليجد شكله أشبه ب(ترب البنية) كما يصفونه..خارج طازجاً من قبر..(فانتاستك)..مالها المياه المشبعة بالطين النيلي؟شوية كونتامينيشن يقوي المناعة..أفضل من مياه النبع و السبع!!أفزع من فكرة امتداد غربة إبني لأكثر من سنة أخرى..بلدي شام يا حمور!!




سأعود

(*)

الأخ العزيز حمّور وزواره الكرام لكم التحية ، تلك مبراة المشاعر تظل ترهف أوتار الأحاسيس حتى لكأنّما تسمع رنينها وأنينها حينما تداعبها النسمات القادمات من الوطن ، هي الغربة بكل ما تحويه من وجع خرافي يغشى النفوس المتلهفة لرائحة الوطن .

كنت قد كتبت في بوست سابق لي (لم يجد حظه من المطالعة والمشاركة) عن إدماننا للغربة وأستميحكم العذر في أن أقتطف منه هذه المقاطع :

(هناك جماعة من الناس بيتستروا وراء الهدف من الغربة ، نظام يقول ليك بس الواحد يعمل ليه واطة ، وبعدين الواطة بس نرمي ساسها ،، وبعدين نبقى في الزول لو قدر عمل ليه أوطتين خلف خلاف ،،، وشويتين كدة طالما ربنا هوّن لينا موضوع البناء دة الواحد يتعصر ليه سنتين تلاتة ويشطّـب بيتو يا زول العمر ما معروف !!!)

(أهداف الغربة نفسها تنوعت وتعددت حسب طول فترة الإغتراب لأنها تدريجيا تتحول لمصاريف قراية الأولاد (البند الجديد لمغتربين الخليج هو مأمون حميدة) والعمر يمضي و ...أهو ديل الأولاد كبروا وعيـيـيــيـيـيـيـيـك فجأة تسأل ناس الهدف من الغربة تلقى أول الأهداف كان قبل 25 سنة لا يتعدى قطعة الواطة والزمن جااااااااري لغاية ما بقى الهدف عرس الولد أو البنت !!! يا سبحان الله .
القصة بعد داك بتدخل في إدمان الغربة والإحساس بعدم القدرة على التكيّف مع الحياة في السودان وكأن الواحد عمرو ما عاش في السودان قبل ما يطلع منو ، الله يقدّرك حاول أقنع ليك واحد من الجماعة الفوق ديل يرجع السودان يزوغ ليك بي مية حجة عشان يقنعك بان الحكاية ما إدمان .
كتير من الناس في الإغتراب بيجدوا فعلاً حياة رغيدة مع رواتب وإمتيازات يصعب – إن لم يكن مستحيلاً – توفرها في السودان ولديهم من مبررات البقاء في الغربة الكثير من الأسباب ولكن يبقى السؤال : إنتو ناويين تقعدوا في الغربة دي لمتين ؟)

___________________________________________

يا حمّور هبشتنا في حتة حاااااااااااااااارة


لك مودتي

Quote: اتساءل ، لماذا لايجذبنى هذا الرخام اللامع فى العمارات السوامق ؟؟؟ لماذا لايكون لعتب الجرانيت فى ابواب الفلل طعم الدخول لبيت جالوص قديم على متكأ شارع حميم وفى بابه بعض شخبتات بالفحم أتساءل لماذا دخولنا هنا غبى وخروجنا خلسة لماذا لا يوجف القلب بريق الذهب حين اتسوق مع زوجتى فيغشانا النعاس والتثاؤب والملل كقطط ملسا فنتذكر رغما" عنا ذلك الفرح المعافى وتلكم الدهشة فى شرائنا خاتم فضة ببعض جنيهات بخثة من سوق امدرمان ، أتساءل لماذا كل هذه الوحشة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟