قرار حكومي : يقضي بتحويل طلاب المدارس بالجزيرة إلي (عُمال زراعيين)!

إتصلت أمس على بيتي فردت ابنتي الصغيرة { نون } على هاتف أمها
واستغربت كيف أن الصغيرة لم تذهب المدرسة
وكالعادة خطر في بالي الملاريا والتايفويد حمانا الله واياكم
الصغيرة في بواكير دراستها حيث أنها بالصف الأول أساس
وقلقت من ذلك وقبل أن أحيي امها سألتها عن السبب
فقالت لي : المدارس لديها اسبوع نظافة
ولأن الصغيرة لديها شلاقة غير عادية
وهي لاتفرز ما بين الثعبان والضب
لهذا امرتها المديرة أن تأتي مع اختها الكبيرة والتي كانت متغيبة في ذلك اليوم
وبالطبع مثلها كثيرات جداً !!!
لااعرف إن كان الخبر صحيحا هل نشكر الوزير ام نعزيه
فيوم امس وعند اتصالي فهمت ان أسبوع النظافة يتعلق بالمدرسة نفسها
وهذا شيء طبيعي ان يتعلم الصغار تنظيف مدارسهم
وبالتالي يساعدهم ذلك في العناية بنظافة بيوتهم
لكن لم يخطر ببالي نهائياً أن يتحول مثل هؤلاء اليافعين الأبرياء الى عمال زراعيين !!!!

تعود بي الذاكرة للعام ما قبل الماضي وانا أمارس خرفي المبكر
ويبدو لي وقتها ان حالات الزهايمر قد بلغت أعلى درجاتها
فقد ذهبت محتجاً للمدرسة الثانوية التي يقرأ فيها ابني
وقابلت مدير المدرسة
واشتكيت من الطريقة التي يدار بها التعليم
وان المدرسة لاتخرج بطلابها الى الميدان
حتى يكون ذلك دافعاً لهم لتحقيق رغباتهم وأمنياتهم
في واحدة من خرافاتي أذكر أنني قلت له لماذا لاتذهبوا بطلاب ثالث الى المستشفيات
اتركوهم في ذلك اليوم ليعلقوا السماعات
ويلبسوا اللاب كوت الأبيض
ويلتقوا بكل الاخصائيين
ويقومون بالكشف على المرضى في وجود الطبيب !!!!
واليوم الذي يليه اذهبوا بهم الى محطات توليد الكهرباء ليتعرفوا على كل الف باء الكهرباء
ومن ثم للمصانع
والمزارع والانتاج الحيواني والبيوت المحمية
والصحف والقنوات الفضائية
وكذلك المحاكم والقضاء
والمنظومة التكنولوجية العسكرية
وكل ما يتعلق بعلوم الفضاء والحاسوب إن وجدت !!!
أذكر أن المدير يومها { عطس } عطسة كبيرة جداً
ولا أدري هل هو مصاب بالأنفلونزا
أم ان حديثي كان كبيرا وخرافياً
ياسيدي الوزير 00 وفروا الوسائل التعليمية لطلابنا
دربوهم على التكنولوجيا
وعلى البحث العلمي
تعرفوا على مواطن القوة لديهم ووجهوهم نحوها
غيروا المنهج بما يتلاءم ويتواكب مع التطور العلمي الحادث الآن
هناك مواد كثيرة من المفترض أن تذهب مع الديناصورات
وأنا متأسف حتى اليوم على بعض المناهج التي درستها
مازالت تضرسني حينما اتذكرها
وتصيبني بالاكتئاب والشد العضلي
لم استفد منها نهائيا 00
بل مازالت تشكل حجر عثرة في طريقي
أولها مادة في ثالث او ثاني متوسط 00 كانت تتحدث عن فراعنة مصر منحتب الرابع والعاشر
ولويس الثامن عشر
وهرقل الخامس والأربعون !!!!
والأسرة السادسة والثمانون 00 ماهذا ؟؟
وبالمادة اسماء ملوك اشبه بإسبيرات الركشة والأمجاد !!!
وحينما تنطق الاسم لو لم تشرب ماء لأصابتك { عشراقة } في الحلق لسنة كاملة
وكثيراً ما كنت أذهب لأسجل اسمي في دفتر العيادة حينما تأتي هذه الحصة
حتى أن المساعد الطبي كان يسخر مني ويقول لي الحصة { لويس } وللا شنو ؟؟؟
ولايعطيك في النهاية سوى مزيج ابيض في كوز مطرقع لو لم تغمض عينيك لن تشربه نهائيا
وتتاسف ياليتك لو حضرت منحتب الثامن عشر وتركت الدواء !!!

المنهج الثاني حاجة كده اسمها { المعلقات } !!!!
والله لا أدري حتى اللحظة من الذي تفتق ذهنه ليأتي لنا بهذه المعلقات المعقدة
كل واحدة فيهن اصعب من الأخرى
واقلاهن تتكون من ثمانين بيتاً مسلحاً !وناصية !!
وكل شطر يأخذ منك ما لايقل عن اسبوع حتى تحفظه
بعضها يتحدث في ناقة وكأنها هيفاء وهبي مثل المعلقة التي فرض علينا حفظها
وهي لشاعر يسمى لبيد بن ربيعة العامري
لايوجد اسهل من اسمه في معلقته هذه
وفي النهاية وبعد عام كامل من العذاب يأتي منها في الامتحان بيتين يتحدثن عن شطورها ياسبحان الله

يا أبا حراز

هذه مُداخلة لو فهمها القائمون علي الأمر ... لتنحوا وأراحوا من أن يحكموا شعباً فيه أمثال (أبي حراز)
ويلاك معاى أب حراز ...... بلد المشايخة العُزاز !

تحياتي الأخوين عاطف وأبوحراز وكل عام وأنتم بألف خير
صمت رمضان هناك بالجزيرة وحضرت أمس 28/8/2012 م ، وكان صوما مميزا أنعم الله تعالى على أمته بالمطر والخير الوفير ، الخضرة غطت الحدب والخيران خارج المشروع وكل مساحة المشروع من جنوب الخرطوم شمالا حتى ديم المشايخة جنوبا ، والنيل الأزرق شرقا حتى النيل الأبيض غربا ، ساحات و وشوارع القرى خضرة لم يشهدها المواطن إلا في 1988 م .
زادت المساحات المزروعة وتضاعفت بشكل كبير حيث دخلت شريحة الفقراء والمحرومين من الزراعة المروية العالية التكلفة سنين عددا دخلوا الزراعة بعدما شبعت وروت تلك الأراضي البور الداخل والخارج المشروع .. المؤسف أن اللذين زرعوا مبكرا لم يتمكنوا من ( الحش) ( إزالة ونظافة) الحشائش الطفيلية ( العدار ، الموليتة ، التبر ، الريحان ألخ) أصاب زرعهم البور بسبب عدم توقف الأمطار ، المقتدر أعاد الحرث والزراعة من جديد ، والغالبية أصرت على النظافة ( الحش) وهنا ظهرت موضة وظاهرة ( المبيدات العشبية) تباع باللتر يقال أفضلها منتج (جياد) سعر اللتر يترواح بين ( 35 إلي 40 ج) ومنه يشتكي الكثيرون بأنه أصاب العيش بنوع من (الذبول) وفقدان الخضرة والنضرة الطبيعية ، وأنه فقط يمنع الحشائش من النمو السريع ويعطلها نوعا وتظل عمليات (الحش) ضرورية .. من قرر إعادة الحرث والزراعة وضعه أفضل من غيره .
لن ولم تجد أحد عاطلا بأية قرية الكل مزارع وزارع ... لا أحد يرغب في العمل لدى الغير بالأجرة ، لا يوجد عمال مقيمين أو وافدين بالمشروع - أرتفعت أجرة العامل بشكل جنوني ( 3 ساعات ضحوة ب 25 ج) ( ساعتين ضهرية ب 20 ج ) أو بالفدان بواقع (150 ج للفدان الواحد) يعني (5 إلي 6 عمال) ممكن ينظفوا الفدان باليوم . هنا ظهرت ظاهرة عمل طلاب المدارس بالضهرية بعد إنتهاء اليوم الدراسي أي من الساعة الثالثة ظهرا لغاية السادسة مساءا فقط ب عشرة جنيه للطفل ( والله صح) سواء أكان تيراب أو حش (كندكة) صغار السن الغير مدركين يشتغلوا في التيراب - المدركين فوق ال 12 سنة ( كندكة) - حتما الحاجة والفقر جعلت الأهالي يقبلون هذا الوضع الجديد لأبناؤهم وبناتهم ولا يعترض أحد على ذلك .. وهنا ربما تجلت عبقرية شيوخ الكيزان القائمين على أمر التربية والتعليم في زمن الغفلة بان يعلنوا اسبوع النظافة فيه ينظفون مزارعهم أولا ، وفيه تزيد مداخيل هؤلاء الأطفال التلاميذ لشراء جزء من حاجاتهم التي أصبحت اسعارها لا تضاق ولا تصدق - قلم الرصاص ب جنيه معقولة ؟ وهو أرخص شيء داخل الشنطة المدرسية إن وجدت عندهم .. أتمنى صادقا أن لا يجبر أي تلميذ محتاج - للعمل بنظام السخرة في مزرعة أي مواطن سواء أكان موظفا لدى المؤتمر اللا وطني أو غيره .. فأنا عشت هذه التجربة وأعي واعلم حجم معاناة وحاجة وفقر بعض هذه الشرائح وأنا اعلم أن أسبوعا واحد لا يكفي فحجم العمل الموجود حاليا بالمشروع يحتاج لشهرين على الأقل - ويحتاج لعمال أشداء اقوياء ( كنابي) لا تلاميذ المدارس فهم لا يستطعيون القيام بدور ( الشلخ) وهو على الأبواب الآن ، ومستقبلا القطع والسكب (بكسر الكاف) والدق واللم .. فشكرا تلاميذ المشروع فقد بذرتم البذور وأزلتم بعض الحشائش الطفيلية من زرعكم نساءل الله ان يرزقكم خير زرعكم وأن يعم الرخاء والخير قراكم التي أصابها البؤس وكآبة المنظر سنين عددا ..
أخي عاطف
أجزم أن هذا الموسم استثنائي لم يشهده باقي السودان طيلة الكم وعشرين سنة العجفاء الماضية ، لولا الأمطار هذا الموسم لما زادت المساحات المزروعة بالمشروع عن ال ( 250) ألف فدان تروى مباشرة بالمضخات من الكنارات الرئيسة - تصدق حتى تأريخه لم تنزل قطرة موية واحدة الترع وعن أي ترع أتحدث ؟ مكتب درويش مثلا ؟ حيث ان الري ( المستحدث ) مؤخرا والتابع لإدارة المشروع اصبح مجرد (مسمى) القائمين على أمره لا يفقهون شيئا فقط لأنهم من جماعة المشروع الحضاري وسياسة ( التمكين) وهل تعلم أن قطن المتعافي اصابه الغرق وأن نسبة الإنبات والنمو فيه جدا ضعيفة وحتى قبل الأمس عندنا كثير من المزارعين يبحثون عن تيراب قطن المتعافي بمدني لغرض (الرقاعة) ( بكسر الراء) حيث انهم أجبروا على زراعته إبتداء بعد أن تم حرث أراضيهم وتوزيع البذور لهم ميدانيا ؟ وسوف ترى قريبا إنتاج قطن المتعافي الحقيقي ..
قبل الخروج كيلة التيراب ب 50 ج ، حرث الفدان الواحد ب 20 ج ، دسك للفدان ب 50 ج ، السماد القطري ب 210 للعبوة 50 كيلو اسعار لا تصدق - نساءل الله ان يعوضهم خسائرهم لهذا الموسم ..
الشفيع إبراهيم

العزيز المستشار الشفيع
لك التحايا

ويا سلام علي هذه السياحة .. وهذه المفردات التي كدت أن أنساها .. وأنسي أنني مزارع إبن مزارع من جزيرتنا التي كانت خضراء يوماً
وشكراً للخريف الذى قال للكيزان لا ثم لا ........ ويا للأسف وأنت تقول بأن العمال الزراعيين الذين كانوا يأتون من كل أقاليم السودان لجزيرة الخير
قد إنقطعوا عنها بعد الدمار الممنهج الذى مارسه هؤلاء اللصوص ... وشُكراً مرات لتحالف المزارعين ذاك التنظيم الذى كان ولا يزال كشوكة الحوت في
حلوق هؤلاء .. وشكراً لأبناء وبنات المزارعين بالداخل والخارج وهُم يدعمون مواقف آبائهم وأُمهاتهم وتحالف مزارعيهم ....

وليكن شعارنا مرفوعاً :
لا لتدمير مشروع الجزيرة والمناقل ..... لا لبيع المشروع للمتأسلمين .... لا لقانون 2005

*

الحبيب عاطف



ياخ المساله عاديه وما تشيلوها اكتر من حقها زمان كانو بودونا نلقط القطن في الحواشات من المدرسه للحواشه وما كان فيها شيء واظنكم بتتزكرو الحاجه دي وكنا بنمشي نزرع البصل وكانت عادي وكنا بنمشي الضحويات مع جدودنا ونحش ونكودب وكانت عادي



لو بتتزكرو الاستانب علي ما اظن اسمو كده مبيد حشائش في براميل صفراء وين ده اسي كان ما بخلي ليه قشه

العزيز عباس
تحياتي

كلنا مررنا بهذه التجربة
ولكن كانت في إطار التربية الوطنية لا غير .. وبالنسبة لنا كانت لحظات ترفيهية تبعدنا عن الحصص المُملة
ولكن الخبر هنا مختلفاً ........... ولو راجعت مداخلة الصديق الشفيع ستعرف لماذا تم ذلك ...
الجزيرة تُعتبر الجهة الوحيدة في السودان التي تتواجد فيها كل قبائل السودان (عدا بعض قبائل الجنوب السابق)
لظروف الحرب التي إستمرت كثيراً ..... وهؤلاء كانوا يُمثلون فئة العُمال الزراعيين مع أبناء وبنات المنطقة

فالطلاب لم يكونوا يوماً عُمالاً زراعيين(إلا في حدود مساعدة الأبناء لآبائهم في غير زمن الدراسة) ... لأن الأهم لديهم ولدى المجتمع هو التحصيل الأكاديمي


----------------
السؤال الأول :
لماذا توقف العمال الزراعيين من المجيئ لمشروع الجزيرة؟
والسؤال الثاني :
إذا لم نتحدث عن هذا الإسبوع علي مستوى الولاية فهل من المتوقع أن نتحدث عن إجازة سيميستر كامل سيتحول فيه الطلاب لعمال زراعيين لعدم وجود العمالة؟