الاكتوبريات..واناشيد الثوره...

استاذنا عصمت،

سلام الله عليك،
يحزنني كثيرا أن غالب شبابنا لايتذوق تلك الأكتوبريات،
كلمة (شبابنا) أعني بها أفقا يمتد من الناشئة وحتى من هم في نهاية العقد الثالث،
عندما أقام الراحل الضخم محمد وردي حفلا في قاعة الصداقة بعد إنتفاضة مارس إبريل ، كان
هتاف الحضور كله منصبا على طلب تلك الأناشيد.. وكلما ألقى على مسامعهم منها قالوا هل من مزيد..

لا أظن أن تلك الأشياء الأنيقة ستتكرر حتى لو تكرر الحدث ..

ألفين سلام.

الخال الحبيب عصمت
تحايا عطرة
تذكرت الان كيف ان تلك البقعة من العباسية والتى شهدت مولد "الملحمة " لشاعرها هاشم صديق وملحنها الفنان محمد الامين
كان ذلك فى "الفيلا " التى كان يسكنها الخال الراحل عليه كل الرحمة صلاح احمد ابراهيم
كنا حينها فى عداد الاطفال لطنى اذكر جيدا تلك الايام
وكيف ان البروفات بدات هناك
ثم ان الراحل الجميل له غفران الله ورحمته الفنان الموسيقار عبد الرحمن عبد الله ابو نضارات
حكى لى فى احد المناسبات انهم فى تلك الايام كانوا يجرون البروفات للملحمة فى المسرح القومى
وكان التلحين "على الهوا " حيث كانت النوتة تتم كتابتها مباشرة "اثناء البروفات " وتعاد كلحن على الالات
وحدثنا ان الجمهور كان يجئ الى المسرح القومى زرافات زرافات
ويوم العرض الحقيقى كان الجمع لا حد له من الجمهور
يومها كان حاضرا السيد عبد الماجد ابوحسبو وزير الثقافة حينها له كل الرحمة ففى عهده كان للاعلام مذاق السحر وكان للاذاعة هيبة لا تضاهى وحضور يليق بنا كمواطنين
وانبهم الخلق لتلك الملحمة ورددها الحضور الذى كان مواظبا على حضور البروفات
اتمنى ان يعرف ابناءنا عظمة تلك المناسبة وعلينا نحن كاباء و"أجداد " ان نزرع تلك الملامح فى قلوب ابناءنا واحفادنا
فهى تاريخ لن تكتبه الانظمة بطبيعة الحال اذن نحن المنوط بنا كتابة ذلك التاريخ
ولك وللفنانين الذين خلدوا تلك الثورة من شعراء ومغنيين وعازفين ومستمعين ايضا لهم التجلة والاحترام

استاذنا الافكاتو الضليع الاستاذ محمد المرتضى...

يا صديقى..
وكأنك تجرى الزمن بمذاق ذلك المشتهى ..وتعيد للتاريخ كل القراءات القديمه..
ومبادىء الشرف العظيمه..وزند البوارق.وامتشاق القواطع وبريق لمعان السيوف..
ذلك زمن لن ولن يتكرر....
الاناشيد كانت هى لهيب نيران الاشتعال...وزاد المتظاهر...وحصنه وحصانه الذى يمتطيه
فى غزوات النصر المؤزر...ايام وارتال وجحافل الجماهير..ولعلك تذكر ليلة المتاريس..
عندما رفعت الاثقال بتلك السواعد المجرده وكانها رافعات ضخمه..وجباره...
مولانا..
المؤسف حتى اجيال اليوم لا تردد تلك الملاحم ولا تشتغل بها....وقتها كانت الاراده
الجماهيريه هى الغالبه..والتجمعات هى الغلبه.وهدير الهتافات يعلو ويرتفع...
اتحس مثلك على ما فات ...ونحن نستعيد صوركل تلك المواكب وذلك الاستشراف.وتلك
الملاحم الجماهيريه والشعبيه..ونحن من عشنا ذلك الزمن الذهبى الجميل
لك محبتى واعزازى

العزيز محمد ابوالعزائم...
تقديرى لك..
وعلى ذلك الدرب نحن سائرون..