السودان الى اين...ربيع العرب ام خريف نيفاشا!!!

مقدمة لابد منها عبد مشاهدتي لاجندة مفتوحة بين خالد المبارك × باقر العفيف وبقية الضيوف
اولا ما هو ربيع العرب؟
هو اعادة تدوير الاخوان المسلمين وتسويقهم ديموقراطيا من اجل حرب باردة جديدة بين الشيعة /ايران والعرب/السنة واعادة نهب الموارد باسس جديدة بعد ان اضحت الراسمالية ليست نهاية التاريخ ونحن في السودان الاخوان المسلمين مدورين بينا من 1964 ودولتهم الدينية المزيفة..ولهذا ليس لنا شان بالربيع العربي والدليل انه كل الفضائيات العربية تتعامل مع التغيير في السودان على استحياء وهم اصلا خزلوا الشعب السوداني منذ امد بعيد...

خريف نيفاشا: وطبعا هي تجاوز الواقع المازوم الحالي عبر مقررات الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي واتفاقيةنيفاشا والجبهة الثورية واديس ابابا

1- معالجة حالة الاستسقاء الدماغي للدولة السودانية بالغاء الحكم الولائي الحالي و بالعودة الى نموذج نميري(الحكم الاقليمي اللامركزي )واتفاقية اديس ابابا 1972 التي ابقت الجنوب داخل دولة السودان لارتكازها على دستور 1973 المدني..وعاش السودان سلام شامل حتى نكسة المصالحة الوطنية 1978 التي جاءت بمشروع الدولة الدينية لاحقا عبر قوانين سبتمبر 1983 وادخلتنا في نفق مظلم لم نخرج منه حتى الان...

وماذا عن خريف نيفاشا

2- اتفاقية نيفاشا: ولانها جاءت ايضا لتضع مسار جديد للدولة السودانية ينظم علاقة الهامش بالمركز والدين بالدولة باسس جديدة(دولة مدنية فدرالية ديموقراطية).. رفضتها كل نخب السودان القديم والحزب الحاكم وكل عمل على شاكلته فافسدو االاستحقاق الانتخابي لها 2010..وفي ظل دستور اسلامي مزيف قائم على الشريعة اختار الجنوبيين الانفصال وهذه الازمة الفكرية الحقيقية الان..وبذلك لم يجدي ربيع العرب ولا خريف نيفاشا وتظل اللاجدوي في ظل غياب المنابر الحرة الحقيقية التي توفر اكاديميين سودانيين حقيقيين يتحدثون لملاء عن حقيقة السودان وازمته الحالية.

ختاما

كان لدينا اتفاقيتين دولييتين كافيتين لنقل السودان الى دولة مدنية فدرالية ديموقراطية حقيقية بدلا عن الدولة المركزية التي ورثناها من محيطنا االعربي اتفاقية اديس ابابا 1972 جاءت بالحكم الاقليمي اللامركزي الرشيد وابقت الجنوب في حكم ذاتي في دولة مكونة من ستة اقاليم تحت ظل دستور 1973 المدني ونعم السودان بالاستقرار حتى اطلت الجبهة الوطنية (الاخوان المسلمين+حزب الامة)بعد المصالحة الوطنية 1978ومشروع دولتهم الدينية المزيف والذى اعاد الحرب 1983وتدهور السودان الى ان وصل القاع بعد انفراد الاخوان المسلمين بالسلطة بانقلاب عسكري قاده البشير 1989 واستمر تقويض الدولة السودانية عبرهم حتى الان

انهم يفوقون سوء الظن العريض:
كنت اتمنى من باقر العفيف ان لا يضيع الزمن الثمين في مهاترة الشيوعي االسباق الذى سقط عموديا الى اسفل خالد المبارك ويتفرغ في تعرية الاخوان المسلمين ودولتهم في السودان حتى يفسد للعرب ربيعهم المازوم وما يطلعو لينا في راسنا تاني وخاصة ان باقر العفيف متمرس في تعريتهم في اركان الجمهوريين زمان..نتمني انه اي سوداني يظهر في فضائية يقول ليهم الحصل في السودان ده هو مشروع (((الاخوان المسلمين))) ودولتهم الموازية المزيفة...حتى يعرف العرب احداث رواية انيمال فارم التي تنتظرهم وهسه بدت في تونس والعمل الإنسان رخيص الذى نفذ ضد المحمودي متجاوزين الرئيس الليبرالي الجديد

من حق السودانيين داخل وخارج السودان الخروج في الشوارع وامام السفارات
هذا جهد مقدر ولكن ما هي وجهة نظر الغرب والعرب في شان السودان الان ؟!!!!
ولكن اذا لم نستوعب ان العالم ينظر الى السودان من دول الجذرة عبر الاتفاقية ومفوضات اديس ابابا
وان اتفاقية نيفاشا لا زالت سارية المفعول
وان تجاهل احزاب المركز للجبهة الثورية وبرنامجها ....
هذه العوامل ستعيق تماما التغيير
بل ستجعله باهظ الثمن
وفي ظل غياب فضائية سودانية حرة تقينا شر ديكتاتورية الحزب الحاكم والمعارضة على حد السواء

لابد ان يكون التحرك الجماهيري والحراك السياسي..والكفاح المسلح في الهامش في حالة انسجام تام
هذا هو مثلث برمودا الذى سيغرق سفينة الانقاذ المثقوبة