الحِمارُ من يرى في البشير بشيراً والغبيُّ من يرى في القديم بديلاً

الحِمارُ من يرى في البشير بشيراً والغبيُّ من يرى في القديم بديلاً


06-28-2012, 06:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1340862006&rn=0


Post: #1
Title: الحِمارُ من يرى في البشير بشيراً والغبيُّ من يرى في القديم بديلاً
Author: جلال جبريل
Date: 06-28-2012, 06:40 AM

لم يتعظ البشير من 4 تجارب مريرة، فرضت على التونسيين والليبيين واليمنيين والمصريين، افتراش دماء إخوانهم في الميادين بسبب عنجهية الحاكم وطغيانه، ولم يدرك البشير أن كل كلمة خرجت من أفواههم، بن على ومبارك وصالح، كانت تشعل في رؤوس شعوبهم نار الثورة، وفي طريق الثلاثة يتبختر أسد سوريا مختالاً أقدامه فوق أشلاء الأطفال حتى الآن.
على البشير أن يدرك أن الثورات لا تبدأ بهبة رجل واحد كما صور له عقله، وأن ما يحدث من تظاهرات هنا وهناك، لا تنفي وجه الشبه بينها وبين ما حدث في تونس وليبيا ومصر وسوريا. وهو نتاج طبيعي وتراكمي لسلسلة من السياسات، جميعها قضت على آمال الشعب السوداني الذي عرفه العالم بالتسامح على مر الأجيال، ومن زرع السماحة في غير موضعها ستنبت لا محالة، نبتاً ضاراً كنعت البشير لأهله.
وعلى الرغم من كل هذه الحقائق، لم يدرك البشير أن هذا الشعب المغلوب على أمره، سيستفزه إن نعته بالصفات الذميمة وإن وضعه في مقام لا يليق، سيفتح عليه ومن معه أبواباً لا يقوى على سدها.
هذه الثقة التي جاءت بها خطابات البشير، هي نفسها التي أودت بالقذافي إلى مصرف صحي وحيداً لينتهي إلى أيدي الثوار ليعاملوه بطريقة لم تحدث لأي حاكم في العصر الحديث، وأكاد أجزم أن البشير وأعوانه، كانوا يشاهدون حديث معمر عن شعبه ونعته له بالجرزان، باستهجان تام، لأن العين حين تغطيها ثقة في النفس ناجمة عن التستر وراء السلطة، مؤكد أن صاحبها لا يرى إلا أسفل قدميه ويتراءَ له أن الجميع يهرولون خلفه حفاة مؤيدين، ولا يتخيل أن ما حدث في ليبيا أسبابه أقل بكثير من الصورة السياسية والاقتصادية في السودان، الذي وصل لمراحل من التخلف القتصادي تصعب على أي شخص إدارتها.. إذا ما البديل؟
"ذكرت تقارير إخبارية، أن قيادات المعارضة السودانية، المكونة لهيئة قوى الإجماع الوطني، فشلت في اجتماع لها أمس، في التوقيع على وثيقتي البديل الديمقراطي الذي يقر مجلس سيادة ومجلس وزراء ومجلساً تشريعياً، فيما يطرح البديل الديمقراطي للمعارضة فترة انتقالية لثلاث سنوات، وذلك لإدارة البلاد بفترة انتقالية تعقب إسقاط النظام، بحسب تخطيط المعارضة".
الترابي وجناحه، والأمة بمشتقاته، والمنظومة الاتحادية، وما خلفته حقبة البشير من أحزاب. إذا لا زلنا ندور في ذات الحلقة المفرقة،،،، ما جذب انتباهي في الخبر كلمة "المعارضة"، من منهم لم نجربه؟ هل سيتفقون على شخص جديد لم نسمع به في ملعب السياسة من قبل؟ أم سيدعون تصحيح أخطائهم... كل ينبح دفاعاً عن ذيله.
والفترة الانتقالية هي الحل لاشك في ذلك، ولكن لا ضمانات بأن من يأتي لينقلنا إلى بر الأمان سياسياً لا اقتصاديا، لأن الثانية لا تحل إلا تراكميا، لا ضمانات بأنه سيجلس وحذائه على رجله استعداداً للرحيل، سيتشبث، وسيصيبه الغرور وسيلتف على الاتفاقية التي أشار إليها الخبر.