جفت الأقلام ورفعت الصحف ......!

وإنه

وقبل كل شئ فها هم أبناء وبنات الشعب السوداني يخرجون في تظاهراتهم المشروعة منددين بما آلت إليهم أوضاعهم ومطالبين في المقام الأول بزوال
النظام جملةً وتفصيلاً . موات عجيب هو ما تشهده الحياة السودانية في كل تفاصيلها ، قلق سيطر علي المكان كله ما أن تم الإعلان عن الحلول الإقتصادية التي
أطلق عليها النظام (سياسة التقشف) .

اليوم مثلاً مر بذهني كثير صور ظللت أرقبها منذ أمد طويل ـ سؤال جوهري ظل يطاردني وأنا أقرأ تصريحات المسؤلين السودانيين في تشريحهم للأزمة
السودانية والتي أدخلونا فيها عنوةً (كدة وإقتدار) . سؤال بسيط للغاية ما وجدت له إجابة يتعلق بـ : ماذا صنع السودانيون ليذاقوا هذا الجحيم ؟ يعني عملنا شنو
بطال في حياتنا عشان لي هسي ننضم في الحرية والبصل والفجل وكيلو الطماطم وربطة الجرجير ؟ ماذا صنعنا ليكون نصيبنا من الأحلام رغيفة وكرامة
وسلامة ؟ أولسنا بالشعب الذي مجده سماعين حسن بـغنيوته الخالدة ( وحاة ما جيت من ذي ديل وا أسفاي ومأساتي وا ذلي تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني ؟) أولسنا من غنانا المغنون من لدن خليل فرح وكرومة وسرور والكاشف الي آخر الأحلام وردي ؟ أولسنا بشعب الإنتفاضة وشعب الثورة ومعلمي الشعوب ؟
من نحن بالضبط أيها السادة ؟

هتف الذي يجلس بجانبي في الحافلة قائلاً :
ياخوانا أنا والله حكاية إنهم يسحبوا عربات المسؤلين دي واضحة بالنسبة لي لكن شنو قصة الدراجات البخارية (المواتر) دي ؟
فضج المكان بالضحك ـ شعب جميل هو هذا الشعب يضحك وهو يحتضن الأسي .

إقترح آخر :
والله أنا شايف إنو يسحبو منهم العربات ويخلو ليهم المواتر
فغاص الحضور في نوبة ضحك أخري ـ أخرجهم منها صوت أألفه هاتفاً بأعلي صوته : الشارع ده الشارع بس .

غني عن القول هنا أنه ليس للسوداني في بلاد الله هذه ما يخسره ـ قطعاً لن يخسر السودانيون والسودانيات شيئاً ـ فلا أحلامهم تبدوا كأحلام عباد الله
في بلاد الله ولا أمانيهم تبدوا كذلك ـ والحق يقال أنهم ومنذ سنوات خلت أصيبوا بيأس قنوع ـ أو بقناعة يائسة ـ أيهما أقرب بأن ليس في الإمكان أجمل
مما مضي ـ وبالتالي إستكان الكثيرون لهذا اليأس الذي دب في مفاصلهم ومن ثم إنتشر إنتشار السرطان في سائر أنحاء الجسد .
غير أن الكثيرين كانو يراهنون علي التغيير .

الثورة ـ أي ثورة في الكون ينبغي لها أن تنتصر متي تكاملت ظروفها أقول ذلك وكلي يقين أن النصر معقود بلواء الجماهير لا (السلطات) ومتي
إستقام منها العزم أنجزت الثورة ببساطة .

وأنا أعبر الشارع الشارع الخلفي لبنك فيصل الإسلامي إبتسمت ـ وإثنين من الأعمام يتجادلان في تسعيرة البنزين الجديدة :

لا علي الحرام زادوها خمسة تالاف
لا لالا ياخ زادوها سبعة ونص

ما جعلني أضحك وأنا أمر من عندهما ـ هو هذا التقدم في مربعات القهر والقرف ـ هؤلاء الناس الدقيقين بقوا يزيدوا من راسهم ـ وهذا يعني في عرف
السياسة أن الثورة تتمدد . تتمدد في مربعات أكل العيش والمواصلات وشاي الحب والسكر تتمدد في رطل الزيت وكيلو الطماطم تتمدد في أسعار الرغيف
ورطل اللبن تتمدد أيها الناس في شوارع يعتقد حكامها أنه ما عاد هنا شعب أسمه الشعب السوداني الأبي .
أبيٌ هذا الشعب وهو أبي وأمي بكل تأكيد .

نمنا ليلة الأمس لنصحوا علي أنغام أسعار جديدة ـ أسعار ما سمعت أذناها بالمعايش والضنك الذي يعشه أفراد هذا الشعب منذ سنوات ـ ومن يعتقد أن المسألة
بدت بحكاية الخمسة تالاف الزادوها في البنزين والألفين بتوعين الغاز والفين ونص بتوعين الجاز فبكل تأكيد واهم .

المسأله يا أيها الأفاضل بدأت بخروج أبهات جميلين وأمهات جميلات للتسول ـ بدأت حينما أمتهنت كرامة الناس الشرفاء في معايشهم وأرزاقهم ـ بدأت أيام سياسات
التمكين أو كما قال عرابهم (حينما أدخلوا الناس الي الجوامع وذهبت السلطة عن بكرة أبيها للأسواق) بدأت بالأسواق ويا لسبحان الله ها هي تعود لذات الأسواق في خواتيم الأمر غير أن بضاعة ها الأيام ما عاد هناك من يشتريها .

لا لشئ :

فقط : جفت الأقلام ورفعت الصحف .



.

والفورة مليون

يا اااا خدر يااااا أخضر،
لكم كان غيابك عن هذا المكان قاسياً..
لكنه ليس أقسى عما تنقله وتصوره وتقوله الآن..
غير أن هذه الصورة تبشر بغدٍ آتٍ وقريب..
،
،
ألِّمنا وبشِّرنا يا أخضر
فنحنا -وحياتك- مجرد مشتاقين ساكت..
:
:

جميل يا بدري ان تكون اول القادمين

قبيل يا بدري ونحنا بنفطر في زول نبهني لي حاجة أنا كنت حاسي بيها لكن ما حصل ترجمتها بي نفس اللغة القالها لي صاحبي ده
المهم وفي سيرة التجار والدولار والاسعار والبنزين يا بدري الزول ده قال لي
ات عارف انو الحكومة دي شغالة كسر ـ كسر الله والرسول داك يابكري ـ الكسر بتاع تشتري بضاعة من هنا بي سعر وتبيعها بي
ربع السعر عشماً في إنعدال الحال ـ والحاصل كلو يصحبي إنو الحكومة هي بتكسر في البلد ـ بتكسر فيها بي فكرة ما مفهومة حتي
لاساطينها وتجارها ـ بتكسر فيها بالجملة والقطاعي واللي مايشتري يتفرج يا بدري . حكومة يا صديقي عبارة عن ناس قدامهم
بضاعة مصرين يكملوها ولو يبيعوها بالخسارة وووا خسارة يا بدري

Quote: المسأله يا أيها الأفاضل بدأت بخروج أبهات جميلين وأمهات جميلات للتسول ـ بدأت حينما أمتهنت كرامة الناس الشرفاء في معايشهم وأرزاقهم ـ بدأت أيام سياسات التمكين أو كما قال عرابهم (حينما أدخلوا الناس الي الجوامع وذهبت السلطة عن بكرة أبيها للأسواق) بدأت بالأسواق ويا لسبحان الله ها هي تعود لذات الأسواق في خواتيم الأمر غير أن بضاعة ها الأيام ما عاد هناك من يشتريها . لا لشئ : فقط : جفت الأقلام ورفعت الصحف .

Quote: والفورة مليون

ونحن قاعدين ليهم ....

ورانا شنو..؟

ورانا شنو ..... غير الوطن والأهل؟

محمد يا ابو العزائم
ونحنا وحاتك ما ورانا شئ غير البلد
كملت الحاجات يا محمد
كملت


ببح

Quote: المسأله يا أيها الأفاضل بدأت بخروج أبهات جميلين وأمهات جميلات للتسول ـ بدأت حينما أمتهنت كرامة الناس الشرفاء في معايشهم وأرزاقهم ـ بدأت أيام سياسات التمكين أو كما قال عرابهم (حينما أدخلوا الناس الي الجوامع وذهبت السلطة عن بكرة أبيها للأسواق) بدأت بالأسواق ويا لسبحان الله ها هي تعود لذات الأسواق في خواتيم الأمر غير أن بضاعة ها الأيام ما عاد هناك من يشتريها . لا لشئ : فقط : جفت الأقلام ورفعت الصحف .

من اجمل ما قرات يا اخ خضر ..كلام جميل مافى شك من كاتب اجمل

تحياتى يا اخ خضر

خجل أنا يا علي مما أجده في الشارع
أبهات وأمهات وصبايا جميلات وأطفال بالجملة
يتوسلون

أفقرتهم السلطات حتي ماعادو يمتهنون شيئاً
غير التسول




والله كريم يا علي يا سر الختم
مودتي

أماني يا عزيزة
يومنا الدفنا حميد كنا كتار ـ هتفنا في المقابر ودموعنا سايلة الناس كانت بتهتف بأعلي صوتها
السجن اذن يترايم نبنيها قلاع ثورية
عقبال الخير يترادم والدنيا تمش دغرية


وحميد كان عزيز وفقدناه في ظروف مجحفة كان حيفرح بالثورة وكان حلموا التغيير وكان
ونحنا قسم يا اماني مافي شيتاً نفقدوا تاني
دمتي اخت دمي

خضر الان فقط تيقنت ان الآتي اجمل
الله يرحم اجملنا الذين رحلوا وشيعتموهم، واكتفينا نحن بمواساة بعضنا البعض
"فندعه يكملها .....
ناااااادوس ياااااا......



يا فجر المشارق
شكرًا للكتابة بحبر الدموع والعرق..
كان دموع بنبان او دموع حسرة وضياع

نادوس يا نادوس يا نادوس
يا فجر القصائد فإنطلق


ماعرفت أبكي من الأول وأنا بقالد حرفك يا نادوس
أأبكي سوداننا في حميد أم أبكي حميدنا في السودان
هازول علي الأيمان كان يوم منيل بستين نيلة
اتطاقشت التلفونات وكل جري لمستقر له
البعض إحتمي بقصائد حميد
والبعض ذهب لمستشفي أمدرمان
وآخرين للمقابر


المقابر يانادوس المقابر التي بدأت تلم عصافير الثورة ورياحينها
هو بلاهي الكيزان ديل مفتكرين الجنة دي ليهم براهم
والرياحين ليهم
ها حميد قد مشي وتركنا في صقيع هادي البلاد
بلا أنيس
ومحجوب في المشفي
وهاشم يمشي ويجي
وعركي لازال مقاطعاً والقومة ليهو
وانحنا والله فاقدين حميد
دي ايامو
ياربي كان حيقول شنو في الظروف العجيبة دي يا نادوس
البركة فيكم ياخ

بكيت حتى انتهت الدموع
صليت حتى انطفات الشموع
ركعت حتى ملنى الركوع
سالت فيك عن محمد
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
ايها المبعوث فينا
جئت بالامر المطاع
جئت شرفت المدينة
مرحبا يا خير داع
***********
سالت فيك ..
عن محمد وعن يسوع
مهما هم تاخروا فانهم ياتون
من درب رام الله او من جبل الزيتون
ياتون فى الرياح
والاشجار والغصون
لكنهم ياتون
ياتون فى سلامنا
ياتون فى كلامنا
من دموع امهاتنا
ياتون فى اصواتنا
من اعين الغاليين من امواتنا
ياتون مثل المن والسلوى
من السماء
ومن دمى الاطفال
من اساور النساء
يسكنون الصخر والاشجار والاشياء
باقة انبياء
ليست لهم هوية
ليست لهم اسماء
لكنهم ياتون
من درب رام الله
او من جبل الزيتون
من حزننا الكبير ينبتون
ومن شقوق الصخر يولدون
باقة انبياء
ليست لهم هوية
ليست لهم اسماء