أحـد حلين  للمشكلة السودانيـة ليس منهما الإنتفاضة أو الإنقلاب

1- الحل الأول، أن يتفق السودانيون على دستـور دائم قبل تغيير النظام الحالى. وأى وقت يصرف فى التخطيط والتنظيم
ليس زمنا ضائعـاً.
2- أن تستقل الأقاليم فتكون دولا مستقلة

وفى حقيقة الأمر، فإن الحل الثانى هو نتاج طبيعى للفشل فى تطبيق الحل الأول، وليس إقتراحـا.

ما نراه اليوم من مظاهرات وإنتفاضات، هو تكرار لتجارب فاشلـة، ينتفض الشعب فيها لتغيير النظام، كما فعل فى 
اكتوبر وفى إبريل، وهـذا النهج أثبت أنه قفز فى الظلام.. فلا رؤية سوى تغيير النظام، وذئاب الأحزاب تتربص
بسقوط  الفريسـة  ثم تنتهشهـا إنتهاشـاً.. وربما شاركت  الأسد  فى  النصيب.. زعماء أحزاب اليوم (حكام الغد لا سمح الله)
يتعاملون بشكل يومى مع حكومة الإنقاذ، بل يشاركون فيها  مشاركات فعالة وإيجابية.. ولو قدر لهم أن يصلوا سـدة الحكم
كما فعلوها أكثر من مرة من قبل، فلا يستطيعون  إزالة الفسـاد، ولا حتى محاربته، ولا يستطيعون الكف عن ظلم الأقاليم
والهامش، لأن هناك  قوى  قويت وترعرعت فى  الإستئثار بالسلطة والموارد، ولا يمكن أن يتغيروا نتيجـة الحلول
الناعمـة (أقرأ المائعـة)  التى يطرحها زعماء الأحزاب، بل سوف يستوعبهم النظام الجديد، فيلوثونه  لحظة ولادته.

أدوار مقسمـة مسبقـاً.. الأحزاب الطفيليـة  مثل اليسـار  وغيرهم، لا مبادئ  لهم، وربما لا أمل لهم، فهم لإثبات وجودهم
دائما مع المعارضـة حتى لو كان الترابى!!  فهم إذا يعارضون من أجل المعارضـة وليس من اجل تحقيق مبادئ
وإستراتيجيات..  ثم حين يعود الترابى أو غيره يعارضونه أيضا.. وهكذا.. أنا معارض إذا أنا موجود.
ومن أجل ذلك، فهم على إستعداد للذود عن حياض الطائفية  بشراسـة تحسدهم عليها كـ ـلاب الحراسـة.. 
مشكلة السودان اليوم أكبر من شنبات الشيوعيين، واكبر من دقون الإسلاميين.. الأطراف المهمشـة هى التى سوف
تقرر المصير.. 
لقد ولى الزمن الذى كانت فيه نخب المركز  تقرر لكل السودان، وتماسك السودان  النسبى  فى  الماضى  لم يكن سببه
كفاءة حكام المركز، وإنما كان  بقوة الدفع  التى تركها الإنجليز (الطاقة الحركية  كما تقول علوم الميكانيكـا)  وكانوا
هم يحصدون فقط  ثمار  هذه الطاقة.. وقد تلاشت  تلك الطاقة، ووقف حمــار الشيخ فى العقبـة.
لقد كانت عائدات البترول بلايين الدولارات راحت كلها فى الصرف البذخى وفى حروب أهلية لا مبرر لها سوى
رغبة الإستحواذ بالسلطـة..  وقد ملأ منسوبى الإنقاذ فى المنبر  بوستات  عن  عمارات اسمنت  تطاولت فى السماء
وكبارى  لسير العربات الفارهة  التى تذهب الى كل مكان ما عدا  مواقع  الإنتاج.. والان تقول الحكومة فهمتكم فهمتكم
كان المفروض تنفق هـذه المليارات  فى  مشاريع الزراعة  والبنية التحتية  للصناعة الزارعية  وإستقرار الرحل.
اليوم يتسولون دول الخليج لتمويل المشاريع الزراعية  بعد ان فكت السكرة وجاءت الفكرة..  ولندع  الخمج السياسى
جانبا،  حين ملؤوا الدنيا ضجيجا بأن بترول الجنوب لن يؤثر على إقتصاد البلد، وبالأمس أعلن السيد رئيس الجمهورية
أن فقدان بترول الجنوب هو الذى تسبب فى الأزمة الإقتصادية الراهنة..  وأزيد  السيد الرئيس  من الشعر بيت، فإنه
بعد فقدان بترول الجنوب، فإن ما فاقم الأزمة أكثر هو فقدان موقعنا  كمصدر  أول  لدولة جنوب السودان،  مما أفقدنا
العملة الصعبة، إضافة الى ما نصرفه من ملايين الدولارات (لمحاربة التهريب).. هـذه  ليست محاربة تهريب، وإنما
محاربة المواطنين  فى  الرزق، ومحاربة  الإقتصاد  الوطنى  من مصدر كبير  للعملة  الصعبة.

نعود بعد الإستطراد الى الحل الثانى، الذى سيفرض نفسه فرضا..  وليعلم السياسيون فى الخرطوم، أنهم  لا يستطيعون
منذ اليوم السيطرة على الأقاليم كما كان الحال فى السـابق.. وأنا استمع الى خطاب السيد الرئيس أمس، فلا أعرف هل هو
رئيس جمهورية السودان أم والى الخرطوم؟!!  يتحدث عن الأسعار وغيرها من الأمور المحلية  لولاية الخرطوم دون
غيرها.. علما بأن هـذه الولاية لها والى ولها محليات..  وهـذا ليس  صدفـة، وإنما هو دليل على ان حكام المركز لا 
ينظرون الى أبعد من أرنبة أنوفهـم.  وقريبا سيجدون أنفسهم فعلا حكام الخرطوم وليسوا حكام السودان.

فوق للمزيد من الإطلاع

فوق للمزيد من الإطلاع

Quote: 1- الحل الأول، أن يتفق السودانيون على دستـور دائم قبل تغيير النظام الحالى. وأى وقت يصرف فى التخطيط والتنظيم ليس زمنا ضائعـاً.

للمزيد من الإطلاع:

مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر..






... المهم ....

لــيه الــلفه الطويلة دي
مــا تقول انا ضد الانتفاضة ومع الجلاد

اكتبوا دستور اول
يكتبوا وين وكيف
ولو كتبوا دستور _بدون تفويض او استفتاء_
ما الفرق بينهم وبين الانقاذ

Quote: ولو كتبوا دستور _بدون تفويض او استفتاء_ ما الفرق بينهم وبين الانقاذ

الفرق هو أن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني استبدلا التفويض والإستفتاء بحرب أهلية هي الأطول في افريقيا واتفاقية سلام شامل تعترف بمشاكل السودان المحلية وتعترف بالمواثيق والأعراف الدولية ... وهذا بديل معقول ... خصوصًا أن التحول الديموقراطي الذي نصت عليه الاتفاقية وينص عليه الدستور يترك الكرة في ملعب الشعب ... حيث توجد آلية ديموقراطية لأي تعديلات دستورية محتملة باستفتاء الشعب مباشرةً دون الحاجة لتفويض أحد ....

فنحن مع هذا الدستور وهذا النظام (رغم اختلافنا مع المؤتمر الوطني في مسائل مبدئية خصوصية علمانية الدولة) ولا نستطيع القول أننا ضد الإنتفاضة لأنها غير واضحة المعالم لنقف معها أو ضدها ... الدستور يكفل للشعب حق التجمع والتظاهر ... والإعتقالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية تعتبر خرق دستوري وخرق لحقوق الإنسان .... فعلى الأجهزة الأمنية أن ترعوي عن قمع المظاهرات ... وعلى الشعب أن يفيد من حق التظاهر الدستوري فائدة قصوى بأن يتبع مشاريع وبرامج سياسية واضحة غير فكرة "إسقاط النظام" لأنها مجرد ملعوبية حزبية ليس للشعب مكاسب فيها ...


... المهم ....