فى براءة فيصل محمد صالح/ وحكام الغفلة. الصحفى ابراهيم على ابراهيم

فى براءة فيصل محمد صالح/ وحكام الغفلة. الصحفى ابراهيم على ابراهيم


06-03-2012, 05:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1338740817&rn=0


Post: #1
Title: فى براءة فيصل محمد صالح/ وحكام الغفلة. الصحفى ابراهيم على ابراهيم
Author: ست البنات
Date: 06-03-2012, 05:26 PM

حكي لي صديقي صمويل من أبنْاء الدينكا, وهو انسان متفاءل دوما.. مملوء فمه بالضحك , وعادة ما يبادر بعضنا البعض بعبارة : ( عندك معاي مشكلة ؟ ) .. فيجيبني أو أجيبة : لا والله .. ثم ينفجر ضاحكا .. , وكلانا بذلك يسخر من أمر الانفصال .., حكي لي صمويل أن أحد المفتشين الانكليز كان دوما يترصد جده الذي كان احد الوطنيين المؤمنين بالوحده وظل مقاوما للإستعمار الانكليزي .. كان المفتش الانكليزي يقول له دوما : مالك أنت ومال الشمال .. أنت مسيحي .. وزنجي .. ما الذي يربطك بالشمال المسلم العربي .. , يقول إن جده ضاق زرعا بكلم المفتش,أنحني يوما إلي الارض .. وأخذ قبضة من التراب وقال للمفتش : شم .. شم ؟ .. هل تشم رائحة أجدادك في هذا التراب .. ؟ أنا أشم رائحة أجدادي في هذا التراب لأنهم دفنوا هنا .. , أما أنت فالامر بالنسبة لك هين .. , يقول صديقي صمويل : أسقط في يد المفتش الانكليزي وولي هاربا .
أسرد هذه الواقعة بمناسبة براءةالاستاذالصحفي فيصل محمد صالح من تهمة ( الخيانة الوطنية ) , لا لخيانة أرتكبها سوي تعليقه علي خطاب البشير في الابيض والذي وصف فيه أبناء الحركة الشعبية ب ( الحشرات ) ..وعباراته الفظة بإن ( هؤلاء لايأتون إلا بالعصي ) في إشارة لبيت الشعر العنصري .., قال فيصل بكل أدب وأحترام ( إن هذا الخطاب لا يليق برئيس الجمهورية ) .. مما أثار غضب النظام وزبانيته وجهاز أمنه,هذا الجهاز الذي زعم قادته يوما أنهم تخلوا عن ممارسة التعذيب وتلفيق التهم للوطنيين .. وأغلقوا بيوت الاشباح .. ودعوا الناس أن تفتح صفحة جديدة .. وأقاموا الاحتفالات ودعوا ( الفنانين.. والشعراء .. ) الخ .. وانهم يعملون لأمن الوطن لا لأمن النظام... !! لكنهم عادوا لممارسة هواياتهم وأستهتارهم بالناس .. وتلفيق التهم ومن العيار الثقيل .. علي الوطنيين من أمثال البروفيسور زين العابدين .. والاخت المناضلة نجلاء سيد أحمد .. والاستاذ الصحفي فيصل والذي عرف بنزاهته وخلقه الرفيع حتي مع خصومه .. ويكفي ان بعض أعوان النظام ممن زاملوه وعرفوه دافعوا عنه .. , ألا يعرف قادة وضباط الامن من هو فيصل ؟ وإذا لم يعرفوه .. لماذا أعتقل ؟ وهم الذين أعتقلوه العام 1990وقضي في معتقلاتهم وسجن كوبر عدة أشهر .. !!! يذكرني هذا الحديث بأحد أساتذة جامعة الخرطوم .. أعتقل وعذب .. في بيوت الاشباح .. وبعد أن أطلق سراحه غادرالبلادإلي كينيا .. وعلي الطائرة .. جلس بجانبه أحدهم وبادره قائلا بالعبارة التي يبادر بها الناس للمسامرة إبان الرحلة : ماأتعرفنا بالأستاذ ؟ .. رد عليه : ما بتعرفني .. إذا ما بتعرفني .. عذبتني ليه .. ؟ فأراد أن يتكلم , فأنتهره قائلا .. أسكت أسكت .. مثلك لا يتكلم معي .. أنا بعرف والدك كان وطنيا شريفا طاهرا .. لكن النار تلد الرماد .. , ويقال إن هذا الشخص ومعه اربعة من عناصر الامن منعوا من دخول نيروبي .. وتقرر إعادتهم علي أول طائرة بعد يومين , فتدخل الاستاذ الجامعي - بشهامة أولاد البلد - وسعي مع المسئولين الذين جاءوا لإستقباله أن يسمحوا لهم بالدخول وترتيب أوضاعهم للعودة , لكن المسئولين رفضوا ذلك , فما كان منه إلا أن إستاذنهم وذهب إلي مصرف بالمطار وقام بإستبدال عمله .. وجاء بمبلغ من المال ومنحه لهم كي يتصرفوابه لحين عودتهم إلي الخرطوم .. , فتقدم منه ذلك الشخص الذي قام بتعذيبه , وأعتذر له وطلب منه السماح .. , وسأله : لماذا فعلت كل هذا من أجلنا , أجابهالدكتور بأقتضاب : ( لأني سوداني .. وكل سوداني يعمل بسودانيته ) .. !!
لو كنت مسئول أمن ( حقيقي ) لعرضت من أساءوا لفيصل محمد صالح بهذا الاتهام إلي المحاكمة العادلة .. حتي لا يجرحوا إنسان سوداني في وطنيته .. , إذ كيف يتهم صحفي قضي جل حياته بين أروقة الصحف والمطابع .. وكليات الصحافة دارسا ومعلما .. وتخرج علي يديه عشرات الصحفيين .. ( وهم الذين قادوا الحملة التي دفعت إلي زلزلة النظام وجهاز أمنه ) .. والصحفي بطبيعة عمله ( مكشوف الحال ) حتي أفكاره معروضة في الفضاء الفسيح .. أفكاره ومواقفه .. إنه يعيش للناس وبالناس وهم السند الحقيقي والرقيب .. ولكن أهلنا في أمن النظام لايعرفون إلا تدبيج التقارير الكاذبه التي تخوض في أعراض الناس .. وإتهامهم في وطنيتهم .. !!
أما عبارة : ( خطاب لايليق برئيس الجمهورية ) فهي عبارة دقيقة وصحيحة.., فقد دأب البشير حينما يصعد إلي المايكرفون أن يطلق العنان للسانه .. ويلغي كل أبجديات العمل السياسي والدبلوماسي .. ولا يتقيد بسياسات حزبه .. أو حكومته أو وزراءه أو الجيش الجرار من مستشاريه الذين يعج بهم القصر .. , لا خطط ولا إستراتيجية ولا رؤي ولا يحزنزن .. يهاجم الدول الكبري فيقول : ( إنها تحت حزائي ) !! ماذا يعني بتحت حزاءه .. ؟ أو عبارة ( يلحسوا كوعهم ) !! أو ( يغتسلوا في البحر ) .. واخيرا جاء ب :( الحشرة الشعبية ) ويطبل تلفزيونه .. وهتيفته ..( الحشرة الشعبية ) !!.. ماهذا .. ؟ أين أخلاق الاسلام ؟ ألا يحق لأبناء الجنوب أن يصوتوا للإنفصال إذا كان هذا هو خطاب رئيس الدولة تجاههم ؟
لا أدري من أين أستمد قادة البلاد هذا السلوك المشين من الشتائم والبذاءت .. وهي لأول مرة تدخل في قاموس السياسة السودانية
, لقد حكم البلاد أسماعيل الازهري ومحمد أحمد محجوب وعد الله خليل وابراهيم عبود والصادق المهدي وسوار الذهب .. كل هؤلاء وغيرهم إختلفناأوأتفقنا معهم .. لم نسمع منهم كلمة نابية .. إنما كانوا علي قدر من المسئولية والانضباط الاخلاقي .. في كل أحاديثهم . حتي عبود الذي أسقطه الشعب في واحدة من أعظم الثورات في التاريخ .. , كان مثالا للطهر ونظافة اليد واللسان كان قائدا حقيقيا للجيش .. ولكن الناس أختلفت معه في إدارة شئون البلاد وحقها في الحرية والتقدم وو وحتي بعد أن ترك السلطة التقاه بسطاءالناس في السوق يحمل الخضار مثله مثل أي مواطن شريف فهتفوا له ..
ولكن نحن الآن في زمن نافع .. وهو مثل رئيسه لا يفكر إلا في تدبير المكائد للخصوم .. والبحث لا في قضاء حوائج الناس كما قال سيدنا عمربن الخطاب , إنما في قاموس الكلمات التي يكيد بها المعارضة مثل عبارته : ( أبنا المصبوغة والمتفسخة ) نعم ( أبناء المصبوغة والمتفسخة ) .. !! أي والله .. لا أدري .. ولا أعرف من أين أتي بهذه العبارة .. عرفنا المتفسخة ولكن ما هي المصبوغة .. !!
يقول أحد قيادات المسيرية وقد عمل البشير في مناطقهم , ان البشير إنسان عادي .. كان يحسن الاستماع لمحدثية .. وهو يحب النكته و( الهجيج ) ولكن مشكلته انه حينما يصعد إلي المايكفون .. ( .. ) يتحول إلي أنسان آخر وتسيطر عليه الروح الغضبية ويتحول إلي أنسان عدواني .. ويفترض أن هناك عدو متربص به .. فيبحث عن ضحيته .. وهو في لحظة يمكن أن ينسف علاقات مع دول تكون الدبلوماسية السودانية ( أو ما تبقي منها ) قد بذلت جهودا حثيثة في ترميم العلاقات مع هذه الدول .. , أو يقطع الطريق لأية مصالحة .. فهو لا يعصمه دستور , ولا تحده قوانين , ولا تحكمه سياسات .. ولا يتذكر أنه ملتزم بسيسات ( برلمان ) أو ( مجلس وزراء ) أو( شركاء في الحكم) أوحزب حاكم ) أو ( قضاء ) فهو السلطان ..الذي يحكم بقانون حمورابي : ( إذا سقط البناء فإنه يحكم بإعدام إبن المهندس الذي شيده ) !! هل يذكر الناس سقوط المبني الذي شيده عبد الرحيم محمد حسين حينما كان وزيرا للداخلية وأستقال ؟؟ في اليوم التالي عينه البشير وزيرا للدفاع !!!!
لا أدري إن كانت الحركة الاسلامية التي عقدت مؤتمرها مؤخرا موجودة أم لا .. وإذا كانت موجوده فكيف تقبل بكل هذا الذي يحدث في البلاد ؟ إن الحركات الاسلامية في المنطقة الآن تتبرأ من تجربة الاسلامويين في السودان ولا تعتبر بها وتنظر إليها كتجربة فاشلة .
إن أخي وصديقي الزميل الكبير فيصل محمد صالح أكبر من كل هذه الترهات بعلمه وأخلاقه وحسن أسلامه ومعشره . أما الزبد فيذهب جفاء ويبقي ما ينفع الناس . وحفظ الله الوطن وأبناءه الشرفاء .
ابراهيم علي ابراهيم