الشقيقتان.. مصر والسودان

الشقيقتان.. مصر والسودان


06-03-2012, 12:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1338721275&rn=0


Post: #1
Title: الشقيقتان.. مصر والسودان
Author: صلاح غريبة
Date: 06-03-2012, 12:01 PM

اعجبني حدا مقال شهاب البليهي في موقع صحيفة الشروق وصحيفة الشروق التي صدرت امس بالقاهرة

شهاب البليهى يكتب: الشقيقتان.. مصر والسودان

هما شقيقتان في كل شىء فأساس الحياة بينهما هو النيل وروحهما العروبة، حتى العنصر البشري فيهما متجانس فكريا وسلوكيا، بل تاريخهما بحلوه ومره جمعهما سويا بداية من العصر الفرعوني ومرورا بمحمد علي وانتهاء بالعصر الحديث والاحتلال الانجليزي لهما ثم جلائه عنهما، وتاريخ السودان دائما ماكان يتداخل مع مصر سياسياً واقتصاديا واجتماعيا عبر التاريخ.

كان قدماء المصريون يطلقون اسم تانهسو على مايقع جنوب مصر وقصدوا بهذا اللفظ بلاد السودان، ومن أقدم الهجرات العربية للسودان هجرة قبيلة بلي اليمنية القحطانية والتي جاءت إلى السودان قبل ألفي عام واستوطنت شرق السودان واندمجت في قبائل البجا عن طريق المصاهرة واستطاعت الدفاع عن سواحل البحر الأحمر ضد الغارات الأوروبية لفترات طويلة.

دخل الإسلام إلى السودان في عهد الخليفة عثمان بن عفان ومن المشهود أن جماعات عربية كثيرة هاجرت إلى السودان ونشرت معها الثقافة العربية الإسلامية، يقع السودان (بشماله وجنوبه) في منطقة استراتيجية فهو يشكل جسرا بين أفريقيا والعالم العربي خاصة منطقة القرن الإفريقي شرقاً والساحل غربا والصحراء الكبرى شمالا ومنطقة البحيرات العظمى جنوبا وهو بذلك أحد معابر الهجرات والمؤثرات العربية إلى جنوب الغابات الاستوائية ويتوسط السودان حوض وادي النيل مما يجعله عمقاً استراتيجياً لمصر والعالم العربى بأفريقيا.

والسودان دولة عضو بجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ونهر النيل بالسودان ينساب من خلال رافديه وهما النيل الأزرق والنيل الأبيض ليلتقيان في الخرطوم في مشهد طبيعي خلاب واللغة الرسمية والرئيسية هي اللغة العربية والسودانيون خليط من القبائل العربية والأفريقية.

يعتبر السودان من الأقطار الشاسعة والغنية بالموارد الطبيعية ممثلة في الثروة النباتية والمعدنية والسمكية والحيوانية الوفيرة إضافة للطاقة المتنوعة من نفط ومياه حيث يقع السودان في المنطقة المدارية ويعتمد السودان اعتمادا رئيسيا على الزراعة حيث تمثل 80% من نشاط السكان.

فتمثل الزراعة القطاع الرئيسي للاقتصاد السوداني ولقد سميت السودان سلة غذاء العالم حيث تتوافر في السودان المساحات الزراعية الشاسعة التي تتميز بخصوبة أرضها ووفرة مياهها من أنهار وأمطار إلى جانب المناخ المتنوع ووجود الأيدي العاملة وتساهم الزراعة بنحو 34 % من إجمالي الناتج المحلي السودانى.

ويحتل قطاع الثروة الحيوانية المرتبة الثانية في الاقتصاد السوداني من حيث الأهمية حيث يساهم بنسبة 20% من إجمالي الناتج المحلي ويؤمن القطاع الحيواني العمل لنحو 40% من المواطنين السودانيين وهناك فرص كثيرة لتسويق الحيوانات الحية أولحومها للخارج، فاللحوم تعتبر من السلع الغذائية التي تشكل نسبة عالية من ميزانية الأسرة في العالم العربي وهذه فرصة جيدة للاستثمار في مشاريع إنتاج اللحوم الحمراء بالسودان لمقابلة الاحتياجات المتنامية لها في الوطن العربي وخاصة مصر.

فإذا كان الوجدان والتاريخ وعلاقة الدم وشريان الحياة وهو النيل جمعنا فلما لا نلتزم بتلك القواعد في علاقتنا سويا ولايترك أي منا الآخر فريسة للاستعمار الاقتصادي والثقافي بما يقطع تلك الروابط وخاصة بعد ثورة 25 يناير ونعوض مافقد من أرض واقتصاد وعلاقات فرضها التاريخ على كل منا من خلال إمكانيات مصر البشرية والعلمية وموارد السودان الطبيعية حتى يلتف الشعبين السودانى والمصرى حول غاية واحدة ألا وهي التعاون الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والتعاون القومي بشقيه التجاري والسياسي بما يحقق قفزة نوعية تكفر عما سبق من أخطاء وتستعيد قيمة اقتصادية ومعنوية يطمح لها الشعبين من خلال المصالح المشتركة بينهما مستقبلا.