محمد احمد محجوب : بعيون سمير عطالله .... اذا حلوا

إذا حلّوا
سمير عطا الله
الخميـس 10 رجـب 1433 هـ 31 مايو 2012 العدد 12238
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

كان الدكتور محمد أحمد محجوب سياسيا وشاعرا وأديبا ورجل صدق. حضرت مجالسه مع صديقه سعيد فريحة، فكانا إذا اجتمعا حل الظرف ثالثا، وكان محجوب، وقبله سودانيون كثيرون، يحاولون تقليد غاندي ونهرو في النضال من أجل الاستقلال عما كان يسمى الحكم البريطاني - المصري، وهو في الحقيقة لم يكن سوى استعمار بريطاني، كما كان يقول محجوب.

مثل نهرو، الذي أمضى في سجون بريطانيا زهاء ثلث قرن، كان محجوب يؤمن بأنه لا بد من الاحتفاظ ببعض المزايا الاستعمارية، خصوصا في الإدارة والتنظيم وتطبيق القانون. ولما زاره الوزير جان عبيد في الخرطوم، وهو رئيس للوزراء، كان يقود سيارته بنفسه ويتوقف، مثل جميع الآخرين عند الضوء الأحمر، بعد منتصف الليل. ولما أبدى عبيد، القادم من لبنان، إعجابه بذلك، قال مضيفه: هذا ما ورثناه عن الإنجليز.

كان محمد أحمد محجوب حفيدا لجدين من كبار قادة جيش المهدي، وقد قتل كلاهما في المعارك مع البريطانيين، وفي النهاية حصل السودان على الاستقلال بعد نضال بدأ منتصف القرن التاسع عشر ودام نحو القرن، وكان مناضلوه الرئيسيون من المهديين والختميين.

حاول الحكم الاستقلالي البحث عن موارد في بلد مساحته مليون ونصف مليون كيلومتر مربع. أدركوا باكرا أهمية بلدهم في أفريقيا وعرفوا أن القارة سوف تلحق بالركب الاستقلالي سريعا.

حاول إسماعيل الأزهري ومن معه إنشاء حكم مدني يحتضن ويستوعب القبائل المتناثرة في الصحاري والغابات. وعرف الاستقلاليون أن المسألة لن تكون يسيرة لكنها غير مستحيلة. بعد رحلة قصيرة مع البناء، أطل العسكريون بالدبابات والمدافع.

يقول محجوب في كتابه «الديمقراطية في الميزان» (دار «النهار») «إن العسكريين يؤكدون جميعا حين يستولون على الحكم بالرصاص أو الخراب، أن هدفهم استئصال الجشع والفساد، ويتعهدون بإرجاع الحكم إلى المدنيين بأسرع وقت ممكن، لكن ما إن يتذوقوا السلطة حتى يشتد ولعهم بها، فيسعون إلى البقاء في الحكم مهما تكن النتائج بالنسبة إلى اقتصاد بلدهم. يؤممون الملكية الخاصة بالقوة، ويسلمون الإدارة المدربة في القطاع الخاص إلى محازبين جاهلين أو إلى ضباط الجيش، وتكون النتيجة، من دون أي نتائج ملحوظة، خرابا في القطاع الخاص وحالة من الإفلاس للشعب. أثبتت خبرتي بالجنرالات أولا في 1961 ثم بالعقداء، أن حكمهم أسوأ أنواع النظام الفاشستي».

لم يعش الشاعر العربي ليرى كيف استكمل العسكريون مسيرتهم في العالم العربي. كانت «الديمقراطية في الميزان» فجعلوا الأمة في الميزان.

تعقيبات صاحبت المقال
==================

adnan، «فرنسا ميتروبولتان»، 31/05/2012
اذا حلوا حل الضبط العسكري وانتشرت السيطرات العسكرية والثكنات والرتب والنياشيين والخطابات الرنانه والتدريب
والسلاح فالضابط بالجيش كالملك في عرشه من حيث التسهيلات والامتيازات والحصول على الخدمات وتعليم ابنائهم
بافضل الجامعات وباقي الشعب اما جنود لخدمة الوطن او متطوعين من اجل لقمة العيش والاخر يفتك بهم المرض والجهل
ومن هرب الى بلدان اخرى يعمل بارذل الاعمال ويأتي خطاب القائد الاوحد الكرامة وهو يعلم انه لم يبقي منها شيئا.

فؤاد محمد، «مصر»، 31/05/2012
استاذ سمير عطا الله ان ما قاله الدكتور محمد احمد محجوب - السياسى والشاعر والاديب السودانى حفيد البطلين
المجاهدين اللذين قتلا فى معاركهما مع الانجليز من اجل تحرير السودان الشقيق - فى كتابه << الديمقراطية فى الميزان
>> من ان العسكريين يؤكدون جميعا حين يستولون على الحكم بالرصاص او الخراب، ان هدفهم استئصال الجشع والفساد
ويتعهدون بارجاع الحكم الى المدنيين باسرع وقت ممكن، لكن ما ان يتذوقوا السلطة حتى يشتد ولعهم بها فيسعون الى
البقاء فى الحكم مهما تكن النتائج بالنسبة الى اقتصاد بلدهم يؤممون الملكية الخاصة بالقوة ويسلمون الادارة المدربة فى
القطاع الخاص الى محاربين جاهلين او ضباط الجيش ...الخ >> وهذا ينطبق تماما على ما وقع فى مصر فى اعقاب ثورة
يوليو لقد قام الجيش بثورة يوليو موهما الشعب بأنه انما يفعل ذلك من اجل تحرير البلاد من الفساد والغاء الملكية واعلان
الجمهورية حتى يحكم الشعب نفسه بنفسه وللقضاء على الاقطاع واستغلال رؤوس الاموال فحدث بعد ذلك ما حكى عنه
الدكتور محجوب تم تأميم الشركات والمصانع الكبرى واسندت ادارتها الى ضباط من الجيش لا شأن لهم بادارة الاعمال
التجارية والصناعية فحل بها الخراب

فؤاد محمد، «مصر»، 31/05/2012
استاذ سمير عطا الله وتمسك الضباط بحكم البلاد وتشبثوا فيه وتوارثوه فبعد وفاة عبد الناصر حل محله
السادات الذى كان قد عينه نائبا اول له ثم اغتيل السادات فحل محله مبارك الذى كان قد عينه هو الآخر نائبا
له واصبحت العملية وراثية لقيادات الجيش لدرجة ان مبارك وكان اكثرهم طمعا وجشعا فكر فى الا يعين نائبا
له وان يحتفظ بهذا الكرسى ليورثه لنجله ويجعله حكرا على العائلة بطريقة كلها لف ودوران ومكر وخبث
حول الدستور والقوانين حتى لا يقال انه توريث مباشر وفى سبيل تحقيق ذلك جند كل شىء فى مصر لانجاز
عملية التوريث هذه بصورة مغلفة فعم الفساد كل شىء فى عصر مبارك وانتشر الظلم والبطش واستخدام
قانون الطوارىء على مدى سنى حكمه لكى يحكم الشعب بشريعة الغااب وهيأ كل شىء قبل نهاية ولايته
الاخيرة لاعلان نجله وريثا له ولكن شباب مصر حماهم الله ثاروا على هذا الظلم والطغيان فى 25 يناير
2011 واسقطوا راس النظام واعوانه من الفاسدين المفسدين وتم كشف بلاوى متلتلة ارتكبها مبارك وافراد
اسرته واعوانه ولا تزال محاكماتهم جارية وسيتم انتخاب رئيس لمصر بالانتخاب الحر المباشر لاول مرة فى
تاريخ مصر وندعو الله ان يولى من يصلح , تحياتى

Mailoud Saad، «ليبيا»، 31/05/2012
{ضيع العسكر مجد شعبى ولكن::سترد الحياة يومآ وشاحه }. مع إعتذارى للشابى لحشرى كلمة {عسكر } بديلآ { للدهر
} لأننى أجزم بأن شاعرنا الكبير لو عاش هذا الخطب الثقيل لعفى الدهر مما قد عرانا من هذه الطغمة الجاهلة الفاسدة .