"عوض بابكر" ونفرة دعم القوات المسلحة ضد موسليني..!

"عوض بابكر" ونفرة دعم القوات المسلحة ضد موسليني..!


05-30-2012, 05:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1338395034&rn=0


Post: #1
Title: "عوض بابكر" ونفرة دعم القوات المسلحة ضد موسليني..!
Author: mekki
Date: 05-30-2012, 05:23 PM


من أشد المتابعين لبرنامج حقيبة الفن، فهو يمثل عندي صفاء الفن والإنسانية،،وعبق التاريخ الجميل،،
كانت نقطة تحول من مرحلة العنف الشعري،،الي مرحلة الرومانسية والحب (المدني) وإحترام الديانات الأخري،،،
الكلام العفوي-اللحن الطروب والصدق مع النفس،،هي أبرز سمات أغاني الحقيبة،،،شعر معبر،،،قوي،،يمثل أحلام شعب يحب السلم-التسامح والحياة الكريمة الهادئة،،،
نتكئُ كل جمعة علي مرافئ الأستاذ "عوض بابكر"، يحكي لنا،بتبتل الصوفي الولهان، عن رُسل الإنسانية خليل فرح، سيد عبدالعزيز، عبدالرحمن الريح، العبادي، البنا ،وبقية الكوكبة المُلَهمة،،،
وسرعان ما تأتينا الألحان البسيطة المطربة لحد المتعة، كرومة، سرور، أولاد شمبات، أولاد الموردة، الفلاتية،الكاشف، أبو داؤود، وبقية العقد الفريد،،،
وقد طالت حملات التعبئة (الهجليجية)، ضمن ما طالت من أشياء، طالت الأستاذ عوض بابكر بحقيبة فنه،،!
لكن لا بأس،،دعونا أن نحكي معهم قليلاً...!
إمتدت فترة نشوء الحقيبة من عشرينات القرن الماضي،،الي ما بعد رحيل الإستعمار بقليل،،،لم تترك حدثاً إلا وقد نظمته شعراً جميلاً مموسقاً وصادقاً
وعند نشوب الحرب العالمية الثانية،،،ومعركة الإنجليز ضد الطليان،،إنبري شعراء الحقيبة وأغاني البنات للدفاع عن (حكومتهم) ضد العدوان الطلياني الغاشم...:
الله لي موسلينى بنوصيك---- يا حاج انا
الله لى كوس ليك زول يهديك
الله لى هتلر يمين غاشـــــيك
كوس ليم زول يحميــــــــــك
و هنا السلاح راجيــــــــــــك.... فى العاصمة--- يا حاج انا
الله لي موسلينى يا طليانــــــــــى
الله لي يا هتلر الالمانــــــــــــــى
الله لي لو تضرب السودانى تطلع قرش برانى
ما بسير هنا

ومن متطلبات حملات دعم القوات المسلحة والجنود البواسل ، إخبار العدو أن حملاته فاشلة،،وتصويباته فشنك:
طيارة جاتنا تحوم
؛ جات تضرب الخرطوم ،
ضربت حمار كلتوم ست اللبن،

وكلتومٌ،هذه، لابد أنها إمرأة عفيفة، تعول أطفالاً لقمة عيش شريفة،،تحب التعليم رغم أنها أمية،،
تتنقل كلتوم،عبر ثنايا التاريخ الحزينة،،بين نفس الأماكن القديمة-الحديثة الشامخة: الخرطوم- - كادوقلي(مروراً بكاودا)- دارفور والدمازين،،،وأماكن أخري ،مسكوتٌ عنها ،كثيرة ...!
وطيار موسليني ما زال يحمل قنابله الفاشية،،يتجول بها عبر الغابة والصحراء...!،،قاذفاً بزمهرير اللهب الحارق فيموت حمار كلتوم في اليوم آلاف الطلعات،،،!
وما زالت أمدرمان تصدحُ بتمجيد الجيش،،والإنحياز للحيكومة!:
الحارس مالنا ودمنا
أريد جيشنا جيش ألهنا
حين الجيوش عَسْكَرت
في جبال الأعداء اتوكرت
جيوش السودان انبرت
في ثانية دَخَلنْ كرن
،،،وفي كرنٌ، هذه، كانت موقعة حربية هائلة بين الجيش الإيطالي وجيش الحلفاء ، حيث انكسر فيها الجيش الإيطالي بعد أن قتل قائدهم الجنرال "لورينزين".
والشاهد في الأمر،والحديثُ لي، أن الشعب السوداني قد إنحاز علي مر التاريخ لحكومته في حروبها الخارجية،،غض النظر عن ماهية هذه الحكومة (وطنية)،كانت، أم إستعمارية...!
فالدعم ،من الأصل، هو لجهاز الدولة وتماسكه،،،وليس للحزب الحاكم!
والشعب السوداني،بطبيعة حاله، هو شعب محب للحياة والسلم،،،يكره الموت والدمار،،،يتمني إنقضاء أهوال الحروب،،وعودة الجنود سالمين غانمين:
يجو عايدين انشا الله عايدين ياالله
يجو عايدين ضباطنا المنتصرين يالله
ودعت الحبيب
هنا دا في السكة الحديد
الاسف الشديد ما حضرت معانا العيد يالله

العيد هو رمز آخر للفرح والخصب،،ففيه،دوماً ،تلتقي الأشياء الجميلة وفق ما تتمناه عجلة الحياة،،ماذا دهاها أن تفعل المرأة وهل من سبيل لرفقة الحبيب:
قلبي انفطر ... دمعي انهمر

الليلة السفر ابقي قمره جوه القطر

ودعت الحبيب ...للسكة الحديد

الفرقك صعيب ماحضرت ليالي العيد

التأييد اللحظي للسلطة لم يمنع، علي مر التاريخ، الشعوب من تلمس أهدافها الإستراتيجية المحبة للسلام الكرامة والحرية:
الشمال والشرق ... الجنوب والغرب

ما تسيبوا الحرب والسلام يعم الدرب

يجو عايدين ضباطنا المهندسين

يجو عايدين الفتحو كرن باينين

إنتهت النفرة بإنتهاء الحرب العالمية،وعادت عجلة الحياة للدوران، فذهب المزارع الي زراعته، والحائك الي حياكته، والعامل الي صنعته،،وهدر قطار السكة حديد،،وتبخترت المياه في جداول مشروع الجزيرة،،،
أما في زماننا، الإغبر هذا، فالحرب ودق طبولها صار هدفاً في حد ذاته،،حدثوني،بالله عليكم،: أين الزرع، وأين الضرع وأين قطار السكة الحديد،،وأين مشروع الجزيرة؟!!!
نفرة الحرب العالمية لم تمنع التاريخ من قول كلمته المحتومة، فرحل المستعمر بعد أن حزم أمتعته،،،مخلفاً وراءه مشروع دولة واعد،،،
وفي زمن السقوط، هذا، والإنحدار نحو القبلية وتفكيك جهاز الدولة، ينبري الشعب لصون مؤسساته ولن تؤخره،كثيراً، هطرقات القوم وترهاتهم،،،فحتماً ستشرق شمس الدولة المدنية تلكم التي يتساوي فيها الجميع امام القانون،،،نقتسم الخير سوياً،،وننفر جميعاً وقت الملمات ،نأكل الدخن ونشرب اللبن السُخُن،،،ساخرين علي ذكري الزمن البائس...!