بمناسبة الذكري ال43 لانقلاب جعفر نميري 25 مايو 1969!

بموازين الحاضر المشبع بالمظالم والمفاسد والخراب الرسمي وما الت اليه احوال الدولة السودانية ومواطنها هل يمكن ان تكون دكتاتورية ( مايو) بكل سجلها الحافل بالمظالم والمفاسد افضل السيئات بالمقارنة مع دكتاوريتي ( عبود والبشير)اذا تم جرد الحساب بشكل موضوعي؟ وهذه فرصة ثمينة لنستمع عبر هذا المنبر الحواري الي مؤيدي انقلاب ( 25 مايو) في هذه المناسبة ( السعيدة) بالنسبة اليهم كي يدافعوا عن فترتهم وفكرتهم بكامل الحرية مقارنة بكل الفترات السابقة واللاحقة سواء كانت مدنية او عسكرية فالمجال مجال حوار ولا ( كوار)!!

سلام يا عمدة، مايو أسوأ حكومة دكتاتورية على الإطلاق
مرت على السودان، ويكفيها خزياً بأنها قد أعدمت خيرة
مفكرينا عبد الخالق محجوب و محمود محمد طه

العزيز النذير

تحياتي

قراءتي ل( مايو) تؤكد انها الاسوأ ليس من ذات الوجهة التي تفضلت بها انها قتلت قتلا نوعيا لقيادات فكرية فالقتل هو القتل وهو جريمة واحدة سواء استهدفت مفكرا او شخصا عاديا فعبود قاتل والنميري قاتل والبشير قاتل لا زال يقتل ويقتل فهو قاتل ف( مايو) ليست انقلابا عسكريا عاديا بل كانت انقلابا مدنيا ثأريا استخدم المؤسسة العسكرية كوسيلة لبلوغ السلطة وتورط فيه الشيوعيون والقوميون نكاية ببقية القوي المدنية الاخري التي حادت عن جادة الطريق الديموقراطي وقد مارست ممارسات تعسفية معلومة أضرت بمصالح هؤلاء الشيوعيين والقوميين وايضا اضرت بهيبة الديموقراطية الثانية مما إدي الي اجهاضها والقضاء عليها عبر المؤسسة العسكرية... وايضا تعرضت ( مايو) في داخلها عبر سيرورتها غير المظفرة الي تغييرات في اهابها لتتقلب مع كل الالوان السياسية من خلال مؤامرات عرابيها المدنيين فيما بينهم وهم وحدهم من اقحم الجيش بشكل رسمي في السياسة وزرع فيه روح المؤامرة علي الديموقراطية حيث كان كل فريق منهم له في الجيش مارب وجيوب وخلايا سواء كانوا من اهل اليسار او اليمين وهو الامر الذي جعل مايو منذ نشاتها وحتي أندحارها اشبه بماخور شاده في البدء اهل اليسار وساده من بعدهم اهل اليمين وبينهم توسط كثير من التكنوقراط والانتهازيين لعبوا علي كل الحبال حيث الكل قضي فيها وطره وانتفع بها و نفع منها وقد انتهت ( مايو) ليست ملكا خالصا لنميري وحده ولا لليسار وحده ولا للوسط وحده ولا لليمين وحده بل كانت بؤرة السوء السياسي السوداني حيث جسدت خيبات وفشل كل الحركة السياسية السودانية لانها كانت بالجد بؤرة انصهار فشلهم ومؤامراتهم علي انفسهم بانفسهم وقد اثبتوا عبر مايو انهم جميعهم في دواخلهم قوي دكتا تورية ليست ديموقراطية وهكذا جاء لاحقا انقلاب يونيو استكمالا ل( مايو) حيث انتهت كأم لهاورثت منها ا يونيو ) كل جينات العهارة السياسية المدنية حيث لم تعد الان ملكا للكيزان وحدهم فقداشترك معهم لاحقا في الماخور كثيرون يمثلون كل حثالات الطيف السياسي بما فيهم حثالات مايو ويرجع الفضل لسيئة الذكر ( مايو) حيث كانت رائدة في هذا المنحي القبيحومن هنا تتبدي سوءتها اذ انها السبب الاصيل في هذا البلاء الراهن الكبير حيث جاءت الينا سيئة الذكر (الانقاذ) من رحم هذه ال( المايو) الزؤام وهي اليوم اشبه ب ( كوشة) تحتوي كل فضلات الحركة السياسية السودانية ولكن نصيب الكيزان فيها نصيب سيد القمامة وهلم جرا!  

>

.وسوءة (مايو) الكبري انها كانت في اخريات ايامها مرتعا للمهووسين من تجار الدين وقد كانت بالفعل الحاضن الاول لفكرة الهوس الديني ومنها جاء اول مولود للهوس تمثل في حكم مسخ باسم الاسلام في سبتمبر 83 قد اساء اساءات بالغة لروح الاسلام و استمرت تداعياته الخازوقية الي مابعد انتفاضة ابريل 85 وقد اجهضتها لتكون سببا اصيلا لمجيء سيئة الذكر ( الانقاذ) وهي الوجه غير المنقح من ( مايو)!