المؤتمر الوطني منع امصال تطعيم الاطفال جريمه تضاف الي جرائمه

حذرت منظمات دولية، من ضمنها أطباء بلاحدود، من أن نقص الإمدادات الحيوية من الأمصال والعلاجات المهمة للأطفال من وكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة في مناطق الصراع السوداني ستؤدي الى انتشار المزيد من الأمراض المعدية والأوبئة المدمرة بما فيها زيادة معدلات الوفاة وسط الأطفال.

حيث يواجه كل الاطفال ما بين اعمار ستة اشهر و15 عاما خطورة الاصابة بامراض الطفولة اضافة للامراض المعدية والتي بدأت في الانتشار، مثل الاسهالات والسل والحصبة وامراض سوء التغذية وذلك لعدم توفرها ورفض السلطات السودانية السماح بتقديم المساعدات الانسانية العاجلة للمحتاجين بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق.

وذكرت المنظمات خلال التحذيرات التي وجهتها لمنظمات الامم المتحدة من أنهم منعوا ايصال امصال وعلاجات مهمة جدا للأطفال اللاجئين والنازحين الفارين من الصراع في السودان، مما أدى إلى توجيه الانتقادات الشديدة من الأطباء للمسئولين عن هؤلاء مؤكدين أن وكالات الامم المتحدة لم تقم بما يكفي لإيصال المواد الطبية للأطفال الذين هم بحاجة ماسة إليها.، بما فيها صمتهم عن عدم صلاحية الامصال التي قامت الاجهزة الامنية بمدينة كادقلي بفض صناديقها وتعريضها لعوامل التلف. حيث يرى العديد من الاطباء ان صمت منظمة اليونسيف والصحة العالمية على هذه الاوضاع والممارسات من السلطات السودانية يجعلها شريكة في الجريمة بالصمت.

وقال الدكتور الامين عثمان: أستطيع أن اؤكد أن آخر مجموعة من اللقاحات حصلنا عليها كانت قبل بداية الحرب، لذا أطلب من اليونيسيف في السودان أن تجيب عن العالم، لماذا سمحوا لأمن السودان بسوء التعامل مع هذه اللقاحات التي تدعي أنها أرسلتها؟ وذكر الامين انه يرى الكارثة الصحية قادمة وانه ليس في الوضع الذي يتيح له فعل اي شي.

كما يرى خبراء في الصحة العامة والمرتبطة بالصراع ان الأوبئة وامراض الاطفال في سياق الحرب تنشر بسرعة فائقة، وان نحو 20% من الاطفال يمكن ان يموتوا بسهولة، والناجين منهم سيظلوا يعانون بقية حياتهم من امراض مستديمة، وذلك في ظل عدم وجود اي محاولات انقاذ واغاثة غذائية وطبية. وذكر صحفي زار منطقة جنوب كردفان مؤخرا انه شاهد عيادات ذكرته بالعصور الوسطى، العلاج الوحيد الموجود بها الاعشاب والماء والملح. حيث يرى ايدان هارتلي انه يمكن تجنب موت الآلاف في المنطقة اذا ما توفرت اللقاحات والادوية والطعام وامدادات الطواري، لكن حتي الان لا يوجد اي شي!

توفير اللقاحات الضرورية للاطفال تمثل خطورة اخرى وتحديا اكبر من توفير الغذاء والدواء والمأوى لمئات الآلاف من النازحين واللاجئين من ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. فاذا ما كان القصف الجوي وتهديد المجاعة الماثل بعد بداية موسم الامطار قريبا يهدد حياة الآلاف من المواطنين، فان انتشار الأوبئة الناتجة عن انعدام اللقاحات الضرورية للاطفال سيؤدي لقتل جيل كامل من الاطفال ممن يشهدون ويعيشون الحرب اليوم في السودان.
http://www.massaratsudan.com