عجائب وزارة الخارجية

نبض الحروف

وزارة الخارجية جعلت السخط يسري في دخائل كل نفس، ويهدر في مدارج كل حس، حينما خضعت لأصحاب النحل الخبيثة، والمطامع الإنسان رخيصة، الذين استبهم لهم الحق، والتبس عليهم الصواب، لعصبيتهم الممجوجة ومشايعتهم للحركة الشعبية التي ملكت الألباب، واستحوذت على الاعجاب، بتعديها السافر، وحربها الضروس على الانقاذ التي نمت غواشي اليأس في محق جرثومتها، واجتثاث شأفتها، فقد استعصى على الغرب هدم معبد هذا النظام الذي خرج عن ذمته، ونكب عن دينه، ورفض أن يكون قطيعاً يُسام، الأمر الذي جعله حظياً بالتأنيب، مستحق للتعنيف، فشدّ عتاةُ الغرب على يد سلفاكير، وأوروا من زنده، وسلفاكير الأنوك الذي سما طرفه، وطمح بصره، لاجتياح هجليج بل وتحرير السودان قاطبة من الرسالة الخاتمة وجعلها ربعاً أوحش بعد أنس، وروضاً صوّح بعد بهجة، وشملاً تبدد بعد اجتماع، نسي من وقرته الأمور، وضرسته الدهور، جيشنا الذي ذكى من حسيكتهُ، وأوغر صدره ببسالته وشجاعته التي سارت بذكرها الركبان. نسى عرصة الغي، ومنبع الجحود، من يأمن السرب، ويحصّن البيضة، ويسكّن الدهماء، ولكن الغرب البغيض لم يغفل عن أبناء الكريهة، وخواضوا الغمرات، الذين بذّوا من ناضلهم، وأتعبوا من راهنهم، فلجأ لكبح جماح صولاته بالاتفاقيات التي تصب في مصلحة كفروا الصنيعة، وجحدوا الآلاء، الحشرة الشعبية التي اشتدت عريكتها بمخازي مجلس الأمن، وخشنت مجستها بتحابي الأمم المتحدة.
ولعل الدور المنوط بوزارتنا الفتية التي تعي حجم التآمر، أن ترفض ذلك القرار الذي حاكته من يبوء صدرها بالسخائم في إباء وشمم، وتسعى أن تنوء بجانبها عن كل ما يقهر هذا الشعب الشامخ، ويصيب جنده الذي صرف بائقة الحركة الشعبية، وحسم جائحتها في مقتل، ولكننا نرى عجباً، نرى وزيرنا الهمام يدافع عن هذا القرار العقيم، الذي يعود بنا إلي مائدة التفاوض مع من مرضت اهواؤهم، وسقمت ضمائرهم، وذويت قلوبهم، الأمر الذي يذهل عقل الحصيف ويجعل الدهشة تكسو الوجوه
الطيب النقر