وقف الدعم والإيواء والتبني... أولاً...!!

وقف الدعم والإيواء والتبني... أولاً...!!


05-12-2012, 08:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1336850560&rn=0


Post: #1
Title: وقف الدعم والإيواء والتبني... أولاً...!!
Author: صلاح غريبة
Date: 05-12-2012, 08:22 PM

المصدر : جريدة السوداني

Quote:

اعمدة الكتاب - إليكم - الطاهر ساتي

** دينق ألور، وزير شؤون مجلس وزراء حكومة جنوب السودان، يعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه بالنص: (مستعدون للذهاب إلى المفاوضات في أي وقت اعتباراً من الآن.. لا نريد الحرب ولا المجتمع الدولي يريدها ولا المنطقة كلها تريدها، نحن ملتزمون بالتفاوض)، أو هكذا يزعم ألور بأن بلاده جادة في المضي قدماً نحو السلام.. ولكن، للأسف حين يكمل ألور حديثه يتجلى بعض الشك والريبة حول تلك الجدية، إذ يقول ألور مكملاً ذاك الحديث: (خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الإفريقي تعطي الأولوية لحل الخلاف على النفط، وهذا أولوية لنا وللسودان وللمستثمرين وللاتحاد الإفريقي)..لا، هنا يجب أن نختلف، وكذلك يجب على حكومة السودان أن ترفض.. فالنفط ليس بأولوية للسودان، ولا تجارة الحدود أيضاً.. ولم يعد يخفى على أحد بأن زعماء الاتحاد الإفريقي وسادة حكومة الجنوب يقاتلون سوياً لوضع النفط وفتح الحدود في رأس قائمة الأولويات، و لكن على وفد السودان المفاوض أن ينتبه لأجندة تلك القائمة ويعيد ترتيبها - من أول وجديد - بحيث يكون الملف الأمني في رأس القائمة.. نعم الملف الأمني قبل (كل شيء)..!!
** فالوضع الاقتصادي بجنوب السودان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، حسب آخر تقرير صادر عن البنك الدولي، وربما الحياء وحده هو الذي يمنع حكومة الجنوب عن إعلان المجاعة بمدائن وأرياف الجنوب الحدودية منذ أن منعت حكومة الخرطوم تجارة الحدود بحالة الطوارئ المعلنة على طول الشريط الحدودي.. هكذا تحصد حكومة الجنوب ثمار خطأ إيقافها لتصدير النفط ثم خطأ غزوها لهجليج، وها هي تجتهد في معالجة تلك الأخطاء عبر خارطة طريق الاتحاد الإفريقي، بحيث يكون عائد النفط منساباً عبر السودان وكذلك السلع منسابة عبر حدود السودان، ولايهمهم بعد ذلك ما تفعله الفرقتان التاسعة والعاشرة في اقتصاد السودان، استنزافاً للموارد وتدميراً لحياة الناس.. وعليه، إن كانت حكومة الجنوب جادة في السلام فلتوفق أوضاع قواتها التي تقاتل السودان، وذلك بالتوقيع على اتفاق يلزمها - بياناً بالعمل - بأن ترفع يدها نهائياً عن قواتها التي تقاتل قوات السودان المسلحة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، ثم تجفف أرض دولة الجنوب من كل المعسكرات التي تأوي الحركات المسلحة، كما فعلت تشاد وأثيوبيا وأرتريا وليبيا.. هذا هو المدخل الوحيد إلى السلام بين السودان وجنوب السودان، وما عداه مجرد مناورات اقتصادية مراد بها إنعاش اقتصاد دولة الجنوب بحيث يكون قادراً على استنزاف موارد السودان بواسطة (حروبات الوكالة)..!!
** وليس من العقل ولا العدل أن يبدأ التفاوض بالنفط وكأن الذي حدث بين الدولتين بهجليج كان مجرد (حفل تنكري).. ورقة التفاوض الأولى يجب أن تناقش أسباب معارك هجليج وجذورها، وكلها أسباب وجذور ذات صلة بدعم وإيواء الجماعات المسلحة، جنوبية كانت أو سودانية.. نعم حكومة الخرطوم ليست بعيدة أيضاً عما يعكر صفو السلام بدولة الجنوب، ولكن ليست بذات قوة العين التي تصرف مرتبات الفرقتين التاسعة والعاشرة من خزينة دولة الجنوب لتقاتل قوات السودان المسلحة، وكذلك ليست بذات قوة العين التي تفتح معسكرات التدريب للجماعات السودانية المسلحة بارياف بانتيو لتستنزف موارد السودان، وليست بذات قوة العين التي توزع الملابس العسكرية بعلامات وأعلام دولة الجنوب للقوات التي تقاتل القوات المسلحة بجنوب كردفان والنيل الأزرق..!!
** وعليه.. وفد السودان مطالب بتذكير وفد جنوب السودان بأن حركتهم أصبحت حكومة دولة أجنبية، وعليها ألا تتدخل في الشأن السوداني إلا بما يحقق السلام وحسن الجوار بين الشعبين، وأن صراعات السودان الداخلية - مسلحة كانت أو مدنية - شأن يغني أهل السودان فقط لاغير، وعليكم احترام خيارات أهل السودان كما احترم أهل السودان خيار انفصالكم.. يعني باختصار كدة (حلو عن سمانا)، أو هكذا يجب يبدأ وفد السودان هذه الجولة، بحيث تحترم حكومة دولة الجنوب ذاتها - كما فعلت كل حكومات دول الجوار - وترفع يدها عن (أي شيء سوداني).. وما لم يتم الاتفاق على هذا أولاً، فليذهب النفط إلى الجحيم وليعد الوفد الدبلوماسي المفاوض، لتفاوض القوات المسلحة كل (معتد أجنبي)..!!