أعيدو لنا علمنا القديم .. بقلم محمد السيد علي

أرسل لي أحد الأخوان هذا المقال للنشر والفائدة " والعفش داخل البص على مسؤولية صاحبه"


أعيـــــــدوا لنـــا علمنـــــا القديـــــم
محمد الســــــيد علي



في كل عام يحتفل السودان بإستقلاله شأنه في ذلك شان كل الدول وبعيدا عن الإخفاقات والخيبات التي تسببت فيها النخب الحاكمة وأفرغت الإسـتقلال من مضامينة الحقيقيـة ، يحاول السودانيون أن يتحسسوا شيئا يذكرهم بذلك الإسـتقلال فإذا ما توجهت أبصارهم تلقــاء السـارية وجدوا مسخا مشوها لا ينفخ فيهم روحا ولايحرك فيهم ساكنا فقد أفتقدوا ذلك العلم الذي إرتفع في يوم أغر من يناير العظيم معلنا الإستقلال والإنعتاق من ربقة الإستعمار . لقد تمادى النظام الذي أطيح به في أبريل عام 1985 في الإنسياق وراء مد قومي لسنا طرف أصيل فيه بكل الأحوال فعمد إلى تغيير العلم والشعار فكانت غلطة لا تغتفر , وإنا وإن كنا قد صمتنا على تغيير الشعار تجاوزا ، كان علينا من الصعب أن نصمت على تغيير العلم وأن نراه مطويا مع صفحات النسيان . إن العلم ليست قطعة قماش تتجاذبه الريح يمنة ويسـرة بل هو رمز يجسد كبرياء الأمة ولقد رأينا كيف شكل علم الإستقلال دافعا للثوار الليبيين استطاعوا به أن يقدموا على المعارك بحماسة وشجاعة منقطعة النظير وهاهم السوريون يعيدون الإعتبار لعلمهم القد ويرفعون كل يوم رايات الإستقلال في تظاهراتهم وإحتجاجاتهم متجاوزين ذلك العلم الذي فرض عليهم طيلة أربعة عقود ونيف .

لقد كان للسودان على الدوام شخصيته المميزة والمتميزة بين الأمم وهو حري بأن يتبع لا أن يقتفي أثر الأخرين فما بالك حينما يتعلق الأمر بعلم وشعار البلاد . في المقابل صمتت نظم الحكم التي أعقبت مايو عن فتح هذا الملف وإعادة النظر فيه وكان الشيء الأمرّ أن القيادات السياسية في الديمقراطية الثالثة لم تعر الأمر إهتماما وهي التي طالما نادت بذلك بل أن رئيس الوزراء يومها تذرع بمعلومة غير كاملة الصحة مدعيا بأن هناك بلدا أفريقيا إتخذ علمنا علما له وهي قطعا معلومة كانت تحتاج للتحقق فالبلد المقصود هو الجابون الذي إستقل عام 1960 أي بعد إستقلال السودان بأربعة أعوام فصحيح أن ألوان ذلك البلد هي الأخضر والأصفر والأزرق غير أن ترتيب الألوان هو غير ترتيب علم السودان فعلم الجابون يبتديء بالأخضر فالأصفر فالأزرق بينما يبتديء علمنا القديم بالأزرق فالأصفر فالأخضر وتشابه الألوان أمر وارد في اعلام الدول ولا تثريب في ذلك ، لكن ما هو ثابت أنه كان هناك إنعدام في الإرادة في ذلك الصدد ، رغم إننا في هذا الشأن نحمد للإتحادي الديمقراطي إحتفاظه حتى اليوم بهذا العلم علما للحزب .

حقيقة أكتب هذا المقال وأعلم أن هناك مداد كثير دلق في هذا الشأن وأن الأصوات قبلها قد بحت في سبيل إعادة هذا الرمز العظيم ولكن دون جدوى وإن كان الشيئ بالشيئ يذكر فلا بد ان نذكر بأن الراحل الشريف الهندي زين العابدين قاتل كثيرا من أجل إسترداد ذلك العلم وكان يسخر قائلا بأنه كلما نظر إلى علم السودان بدأ وكأنه ينظر إلى علم فلسطين وتكمن المفارقة التي لابد من ذكرها هنا أنه حينما تحتفل الدولة كل عام بعيد الأستقلال يتم الإحتفاء بإمرأة سجلت حضورا لافتا في يوم الإستقلال وهي السيدة الفضلى حواء الطقطاقة والتي تصر كل عام على إرتداء ذات الثوب الذي إرتدته يوم الأستقلال بألوانه الزاهية: الأزرق والأصفر والأخضر بينما تكون الأعلام التي من حولها هي علمنا الحالي في تباين يثير السخرية وتكتمل المفارقة تماما حينما يمتد الإحتفاء ليشمل مصممة العلم القديم .

إننا نأمل أن تلتفت القيادات السياسية الحاكمة اليوم وهي في خضم هذه الأحداث إلى مسألة العلم وتعيد إليه الإعتبار اللازم وتعيد بالتالي الينا شيئا من ملامحنا القديمة ولكي يرتفع هذا العلم السامي في كل دار وساحة ومقر ولتحمله الجماهير العزيزة عند المناسبات الوطنية وعند تحرير المدن ومواجهة الأعـداء وإن كان علي أن أختم فلابد أن أشيد بتلك المجموعة التي تبنت حملة إعادة العلم القديم على صفحات الفيس بوك ، هذه الحملة التي وإن بدت ضعيفة الدعم إلا أنها مؤشر جيد على أن أوار المطالبة مازال متقـــدا متمنيا أن يدعم الجميع هذه الحملة الظافــــــــــــرة حتى يعود ذلك العلم السامي خفاقا على كل الدروب

.

.

سلامات
الطيب مصطفي
جد موضوع مهم جدا
وانا بقول معاك اعيدو العلم القديم
هذا العلم انا شخصيااا
احيانا مابلخبط بينو وين بين علم
فلسطين ودول عربية اخري
لازم نكون عرب حتي ولو في العلم
ف

بعد انقلاب مايو
واثناء هوجة القومين العرب
تم تمصير العلم القديم ليكون العلم الجديد عروبي
بالوانه التى تشيه الوان معظم الدول العربية
حتى الشعار تم تغيره الى الجديان تيمنا بالنسر المصرى
لاحظوا
ان معظم المتظاهرين فى ليبيا ثم سوريا يرفعون اعلام استقلالهم
والسؤال
لماذا لا تتبنى المعارضة السودانية العلم القديم
علم الاستقلال فى كل مناسباتها ومؤتمراتها وندواتها
اتمنى ان تعمل الدولة للعودة للعلم القديم
وهنا امر لا مذايدة سياسية فيه