"عَلي فَضْل" يُقتَلُ مَرَّتين .......

"عَلي فَضْل" يُقتَلُ مَرَّتين .......


04-24-2012, 08:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1335253954&rn=0


Post: #1
Title: "عَلي فَضْل" يُقتَلُ مَرَّتين .......
Author: عصام عيسى رجب
Date: 04-24-2012, 08:52 AM

"هذا زمنُ الحقِّ الضائع
لا يعرِفُ فيه مقتولٌ مَنْ قاتِلُهُ ومتى قتَلَهْ
ورؤوسُ الناسِ على جُثثِ الحيوانات
ورؤوس الحيواناتِ على جُثثِ الناس
فتحسّسْ رأسك ...!!!"
فتحسّسْ رأسك ...!!!""
صلاح عبد الصبور، مِنْ قصيدته (الظِّلُّ والصَّليب)

..... تتناهَبُك لا شك أحاسيسُ شتى، وتذهبُ بك في كلِّ إتجاه، وأنتَ ترى جموع "الغُبُش" رجالاً ونِساءً و أطفالهم .... وقد أمتطوا سياراتهم يجوبون شوارع الخرطوم وغيرِها فَرِحِين، مُستبشرين وضاحكين ومُهَلِّلين ومُكبِّرين، وقد "استعادوا"، هُمْ لا سِواهُم، "هِجليج" ......
وتنتابُك الأسئلة: تُرى هل يمكن، وذات هِياجٍ ما، أن تفعل مثلما يفعلون .....؟! فموتَ الكثرةِ عُرْس، كما قال حُكماء قومِك يوماً ما، وكذا ابتهاجُ الْكَثَرة، أليسَ كذلك .....؟!
لماذا تُصِرُّ على أن ترى غير ما يرون ...... وترى فيما يرون أشياءَ هي أبعد ما تكون عن مجال رؤيتهم وهم في حالِ انتشائهم الشديد ذا ....؟!

وهَبْكَ، وهُم في حالِةِ جذبِهم هذا، انبريتَ لهم وقلت: يا قوم أعيروني بعض سمعكم لأقول لكم غير ما يقول لكم هؤلاء "الحاكمون" ...... (وتسأل قلبك: أين "الْحكمةُ" في كلِّ ما جاء ويجيء به هؤلاء منذ أن أزاحوا، عُنوةً واغتصابا، حكومةً مُنتخبةً ديمقراطياً، شاركَ حِزبهم فيها، ونصَّبوا أنفسهم ظِلالاً لله في أرضِ الله ....؟!) ..... ترى هَلْ يسمعك أحد .....؟! أم سيهجمون عليك هجمةَ رجلٍ واحد (وامرأةٍ واحدة، فقد تفنَّنَتْ آلةُ إعلامِهم في أن تُريكَ نساءكم وهُنَّ يُزغردن ملءَ الفمِ والحُنجرة والرئتين والحماسَينِ والثلاثةِ والمِئة .....) ويوُسِعونَك سَبَّاً وشتْماً وشماتة ..... رُبّما يكون بقرب وقتذاك أحدُ أوْلي القُربةِ مِنْ "النِّظام" فيهتِف بالْهاتِفين: طابور خامِس، عليكم بِه ....!!!! ولن ترى عينُكَ ساعتَها النُّور ولا الشمسَ ولا فاتورةَ الكهرباء ......ظلام يا صديقي، وحالِكٌ، فحالِكٌ، ثُمَّ حالِك ....

هَلْ هي "عُقدة أُسكوتْهولم" كما قال د. حيدر إبراهيم حِيناً ما ....؟! وهي "الحالة النفسية التي تصيبُ الفردَ فيتعاطفُ أو يتعاونُ مع عدوه أو مَنْ أساءَ إليه بشكلٍ من الأشكال، أو يُظهرُ بعض علامات الولاء له"، كما تُعرِّفها موسوعة "ويكيبيديا" ... وإلا فكيف ترى تدافعُ هذي الجموع هكذا ....؟! كيف غابَ عنهم بغتةً رهَقُ أيامِهم وقهرُ "إمامِهم"، وحضر "وطَنٌ" ذهبُ ثُلثُه، ومَنْ يأمن أن يذهبُ ثُلثاه قريباً أو .... وما الثُلثانِ بلا دار فور والنيل الأزق وكُردفان والشرق .....؟!
أتسألُ إذاً، أمْ أنَّ الْوَطَن قد ذهبَ فعلاً يومَ جاء هؤلاء ......؟! وقبلُ وبعدُ: "مِنْ أين جاءَ هؤلاء ...؟!" .....

.... وتقِفْ "الكاميرا" طويييييلاً عند أشعث أغبر يوشِكُ أن يهلكَ حماساً، لَمْ تُدرك تماماً ماذا كان يقول، أورُبما فاتك الآن أن تذكر .... ولكنك لا تنسى هُـ..ت..ا..فـ..ه الحااااار: سِييييييرْ يا ......
فتحضُرُك تلك اللقطة مِنْ فيلم "البريء"، و الْجُندي أحمد سبع الليل "أحمد زكي" في "براءتهِ" القاتلة تلك يخنقُ الكاتب رشاد عويس "صلاح قابيل" حتى الموت، فيما يقول له هذا الأخير: " سيبني يا غبي، إنتَ مُشْ فاهِم حاجة ...!!!". قال رؤساء أحمد سبع الليل له أنَّ رشاد عويس وأمثاله هم أعداءُ الوطن، وأن الواجب هو تطهيره من رِجسِهم .......
هُنا مَقتلُنا، ونجاتُنا، في آنٍ معاً ...... مقتلُنا حين ندّعُ الوعيَ يغيب ويُغيَّب، عن الجموع .... فيسهلُ استغلالُها وجرُّها إلى تأييد أعمى لكلِّ قاهِرٍ للعبادِ والْبلاد ......؟!
تُرى لو جيء بالشهيد د. علي فضل لهذا الأشعث الأغبر وقِيل له: هذا واحد من أعداء الوطن ..... ألم يكن ليفعل به ما فعله أحمد سبع الليل برشاد عويس، خنقاً بيد أو بدقِّ مُسمار في رأسِهِ الصلِب العنيد ....؟! وأكبِرْ به رأس حفِظَ الوعيَ، ومِنْ قلبِ حفِظ العهد .....
ونجاتُنا كذا في الوعي والْفَهْم حين نبسطهُما في ضمائر الناسِ ورؤوسِهم ..... فتمشي الجموع طائعةً مختارةً إلى إعمار الأرض وإكرامِ الحياة، لا الخروج في تأييد مَنْ لا يتردَدون طرفةَ عينٍ في أن يمحوا عن الوجودِ الأخضرَ واليابس والأشعث والأغبر في سبيل أن يظلُّوا أبد الدهر قذىً في العين وغُصةً في القلب ..... أما فعلوها وأكثر في "بيوتِ أشباحِهم" ..... في "28 رمضان" وفي ......؟!

أين يسير حاكِمُك ذا يا رعاك الله، وهو ونَفرُه الميامين مَنْ قسم البلَدَ بلَدين: "هِجليجُ"ـها هُنا ... هُناك، و"أبيي"ـها أين ....؟!

..... هَلْ ثمّةَ ضوءٍ آخر هذا النفق .....؟! النفق المُظلِم كما أسماه د. منصور خالد ...... هَلْ يقدِرُ أهلُ المعرِفةِ والدرايةِ والفِكر مِنّا، ونحنُ لا نعدَمُهم، أنْ يتحوَّلوا مِنْ الوعي بالفعلِ إلى الفعل بالوعي .....؟!
ولنَ يتأتَّى تحوُّلٌ كهذا بالصمت أو اللامبالاة أو ..... إذْ: "سيسجّل التاريخ أنَّ المأساة الكبرى هي ليست أنَّ الباطل أكثر جلبة وضجيجا، بل هي الصمت الْمُخزي لأهل الحق ...."" كما حدَّثنا مارتِن لوثر كينج.

أجَل، وبملءِ الأمَل، ثَمَّةَ ضوء ..... أوَما قالَ سعد الله ونُوُس يوماً: نحنُ محكومون بالأمل، وما يحدثُ اليوم ليس هو نهايةَ التاريخ ...." ....؟! أجَلْ، نحنُ محكُومونَ بالأمَلْ .......

الأحد 22 أبريل، 2012 م

Post: #2
Title: Re: "عَلي فَضْل" يُقتَلُ مَرَّتين .......
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-24-2012, 09:19 AM
Parent: #1

صباحك كمثلك يا صاحب
هذا ولم أقرأ بعد
أردت أن أضيف إليك هذا الرابط:
http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=14145


مع إرفاقي
غاية الأشواق والمحبات