استوصوا بالجنوبيين خيراً ...

استوصوا بالجنوبيين خيراً ...


04-22-2012, 04:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1335066857&rn=0


Post: #1
Title: استوصوا بالجنوبيين خيراً ...
Author: abdelwahab hijazi
Date: 04-22-2012, 04:54 AM

.

الانفلات الامني الذي حدث اثر وفاة الراحل جون قرنق كان كافياً لاثارة قدر كافي من اليقظة والحذر.


عدم الاعتداء على اماكن العبادة مبدأ اسلامي أصيل تحميه نصوص القرآن الكريم. ولهذا فهو ليس محل

للمزايدة باسم الاسلام بتاتاً.


الكثير من الجنوبيين عاشوا في أمن وتواءم ومحبة مع اخوانهم الشماليين في الجنوب والشمال. ومن غير المنطقي

أن يفسد الانفصال السياسي الذي حدث بين البلدين هذه الحقيقة المجيدة.

هذا البوست متاح للتجارب المضيئة في هذا الجانب وسأحكي من جانبي ما تيسر بإذن الله.

...

Post: #2
Title: Re: استوصوا بالجنوبيين خيراً ...
Author: abdelwahab hijazi
Date: 04-22-2012, 05:52 AM
Parent: #1

أكين أحسن مسلم في برلين ...

حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه .

الأخ أكين مواطن سوداني من جنوب السودان. يعمل سائق بوزارة الخارجية السودانية. لم أكن أعرفه بشكل دقيق قبل عملنا سوياً ببرلين. وهو مسيحي يداوم على الذهاب إلى الكنيسة. كان مثالاً للاحترام ودماثة الخلق والانضباط والجدية في كل شيء دون جمود. فقد كان مرحاً كأبدع ما يكون المرح يحكي النكات ويستمع اليها بشغف كبير. كان يكثر طوال حديثه من قول : بارك الله فيك .. جزاك الله خير ونحوهما.
وكان يحرص، الله يطراه بالخير، أن يحي الناس بتحية كاملة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ويرد السلام بمثلها. ويستجيب إلى الدعوات التي تأتيه من زملائه. ويحرص، على قلة مرتبه كسائق، أن يكرمهم مرة وأخرى بوجبة دسمة من الكنتاكي كلما سنحت الفرصة. ويسمع النصح وينصح ويوصي في سبيل الحفاظ التواءم بينه وبين زملائه. ويتحفظ كثيراً على النميمة والقيل والقال. وكان يشمت العاطس ويزور المريض ويتبع جنائز الراحلين. وكانت له محبة خاصة للأطفال يداعبهم ويداعبونه في محبة وحبور يستحقان الاحترام والتمجيد. وفوق هذا وذاك لم أر منه كذباً أبداً وإن جاء ذلك على نفسه. وكان أميناً في أمور المال كما لا يفعل الكثير.
وكان رهيف الحس والشعور حتى أن الدمعة تطفر من عينيه في أيسر الأمور حزناً كان أم فرحاً.
وكان يلجم الغضب ولا يرفع صوته أبداً ..
مرة كنت أتحدث مع زميل لي من الموظفين المحليين وجاءت سيرة الرجل ولعلها كانت حول دعوة لأحد أعياد المسلمين أو إفطار رمضاني أو نحو ذلك فنبهني الرجل أن أكين مسيحي، فقلت له أن أكين أفضل المسلمين الذين تعرفت عليهم ببرلين. ضحك الرجل كثيراً فقد علم ما أومئ له.
وبالفعل فقد كان أكين يشاركنا أفراحنا ونشاركه أفراحه.
أعلاه ليست بالقطع كل محامد أكين. فليغفر لي هذه.
كم تمنيت أن يظل أكين مواطناً سودانياً حتى بعد الانفصال. ولكن!