جهيزة سلفاكير

جهيزة سلفاكير


04-18-2012, 02:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1334757277&rn=0


Post: #1
Title: جهيزة سلفاكير
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 04-18-2012, 02:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

نبض الحروف

جهيزة سلفاكير

لعل الشيء الذي يملأ النفس غبطة، والجوانح سرورا، أنّ الله عزوجل قيض لهذه البلاد جحافل شهباء لا تصرعها الشدائد، أو تضعضعها النوائب، قومت خطل صاحب الهوى الطاغي، والعشق المضني في التودد لمن نغلت نياتهم، وسقمت ضمائرهم، ودغِلت صدورهم، فالمؤتمر الوطني الذي كنا نخاله يحتكم لمبادئ العزة، ويستضئ بنبراس الكرامة، يتحمل تبعة هذه الأتفاقية التي ركد ماء وجهها بعد أن فدحت خزينة الدولة بالمؤن المجحفة، والكُلف الباهظة، فسادتنا أصحاب الرأي الثاقب، والفكر الرشيد، لهم ميل راسخ في ضعضعة ما أقامته الحقب والعقود، فأنى لأصحاب العلل المنهكة، والأوصاب المدنفة، والأسقام الماضية أن تؤمن بوائقم، ويوفوا بعهدهم الذي أبرموه مع حزبنا الصمد الغارق في لجج الأحلام.

إن الاتفاق الاطاري الذي وقع بالأحرف الأولى في العاصمة الأثيوبية والذي يكفل للجنوبيين حرية التنقل والاقامة والعمل جعلنا نقف على حواف الخصام مع المؤتمر الوطني، ونسعى دائبين أن نبين غرر هذا الأتفاق الحافل بأسباب الخطر، ودواعي الانفجار، فحكومة الجنوب التي تعاني من اغبرار العيش، وضياع الأمن، وانخزال الحركة، كان هذا الاتفاق قمين بأن يجعلها تستجمع أنفاسها البغيضة التي لا تشهق إلا على شر، ولا تزفر الا على جهالة، نعم لقد ثرنا نحن في المحابر، وضجّ غيرنا في المنابر، حتى ينفض سادتنا عن أنفسهم غبار الوهن، ويمسح حُكامنا عن جفونهم فتور الوسن، ويكفوا عن الترسل في الأحاديث القابضة للنفس، فاتفاقية الحريات الأربع التي أشعنا حولها الريب، ونثرنا حولها الظنون، كانت تصب في مصلحة من لاحت في وجوههم العابسة ارهاصات الجذل والارتياح.

وبينما كانت جموع الخزاية التي نزا في صدرها الحقد، وطغى في كبدها الغل تترى صوب هجليج التي تخلع على اقتصاد السودان وضاءة الحسن، وعلى أديمه رونق السعادة، إذ ترفد هذه المنطقة يومياً السودان بأكثر من ستين ألف برميل من الذهب الأسود، كان أقطاب الدولة يحتفون بمن يخون كل عهد، ويخفر كل ذمة، ويتزلفون إلي من أضفت نوافله، وأندت أنامله بقاع الوطن بالكذب المحض، والتهم الفواجر.

وختاماً يسرني أن أقول أنّ الصراع الناشب بين الانتباهة والمؤتمر الوطني حول هذه الاتفاقية المذلة قد انتهى جدله، وتمخض مراءه عن حقيقة جاد بها ثغر سلفاكير الذي لا يدفع عن نفسه وصمة الجهل، وعن شخصه نقيصة التخلف، حينما بثّ للعالم نبأ توغل قواته التي استبدّ بها الخرف حينما ظنت أن خواضوا الغمرات، وأبناء الكريهة سوف يصبروا على الخسف، ويطمئنوا إلي الغضاضة فيجعلون أمرها لهم،لقد رسم سلفاكير الفدم لوحة موشاة بالمبالغة والتهويل حينما زعم في صفاقة أن هجليج قد عادت لأحضان الوطن فهجليج التي يمتح السودان من بترولها الثر ليست من المناطق التي يدور حولها الصراع بين السودان ودولة الجنوب.

بعض الناس ذهبوا بحججنا إلي غير مذهبها، وانتهوا بها إلي غير غايتها، ليت شعري ما هي المشاعر التي تعتمل في دواخلهم الان بعد أن تبين لهم خطل اعتقادهم، وسوء ظنهم.

الطيب النقر