هجوم سيلفاكير على هجليج .. الخطة اسرائيلية

في حرب 67 حينما ارادت اسرائيل تدمير الطيران المصري على الارض وقبل يوم من تنفيذ العملية بث التلفزيون الاسرائيلي صور للجنود الاسرائيليين باللباس المدني في عطلة نهاية الاسبوع! الجنود غادروا سكناتهم وانخرطوا في الحياة المدنية كما صورهم التلفزيون الاسرائيلي! ارادت اسرائيل ان تقول للعرب ان جنودها في حالة استرخاء ، وانها لن تحاربهم على الاقل ليومين قادمين ! عبد الناصر شرب المقلب!
كل شيء كان يوحي بالسكون الذي يسبق العاصفة .. ونجحت الخطة الاسرائيلية واسترخى الجيش العربي لبضع ساعات كان كافية لدك الطيران المصري على الارض وتدميره بالكامل!
الصور التي عرضها التلفزيون السوداني لزيارة باقان والاحتفاء الكبير الذي وجده الرجل ، والجراب الـ ( فردة من بلد ) كل ذلك كان من قبيل ذرء الرماد في العيون! كل ما احتاجه السيلفاكير هي ساعات من الاسترخاء الحكومي ، قبل ان يبدأ الهجوم الكاسح!
لا اتهم اسرائيل بانها خططت للهجوم على هجليج ، ولكني اتهم جنرالات الجنوب باحراز الدرجة الكاملة في مادة التاريخ! واتهم عبد الرحيم حسين بالرسوب!
بقى ان اقول ان اسرائيل من صلب ابراهيم عليه السلام! وان ديانتهم سماوية ، وانه يحق لهم الدفاع عن انفسهم! اسرائيل سوط يساق به العرب نحو الديمقراطية ، وان الانظمة الديكتاتورية هي العدو ، وليست اسرائيل!

اسرائيل استخدمت نفس الخطة لتحرير الاسرى الاسرائيليين في مطار عنتيبي حينما قامت عناصر منتمية للجبهة الشعبية الفلسطينية باختطاف طائرة متجهة الى اسرائيل ، ويتوقع ان يكون على متنها اسرائيلين .. الرئيس الاوغندي عدي امين كان متعاطفا مع الفلسطينين ورفض الافراج عن الطائرة ، وبينما كانت اسرائيل تتفاوض مع الرئيس الاوغندي عبر التلفون كان جنودها يقتحمون مطار عنتيبي! قيل يومها ان مساعدوا الرئيس الاوغندي كانوا يحاولون اخباره بما يحدث من معارك ولكنه كان مشغولا بالتحدث في التلفون! وقد ظل يتحدث حتى انتهت العملية بنجاح وحررت اسرائيل جميع الرهائن عدى امراة واحدة كانت في المستشفى ، قتلها عدي امين برصاص مسدسه فيما بعد ( ان لم تخني الذاكرة)
نفس الخدعة ، التظاهر بالمرونة والتفاوض في نفس الوقت الذي تقوم فيه مجموعة عسكرية بتنفيذ الهجوم! لا اعني ان التفاوض والعمليات العسكرية لا يمكن ان تسير جنبا الى جنب ، بل اعني ان يكون التفاوض قناع يخفي وراءه خطة عسكرية!
مرة اخرى اسرائيل كان معها الحق في الدفاع عن نفسها ، وحماية المدنيين!