أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق

أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق


03-31-2012, 03:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=390&msg=1333205722&rn=0


Post: #1
Title: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 03-31-2012, 03:55 PM

توطئة:

السيرة الذاتية:

معتصم الإزيرق



تخرج في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، كلية الأداب قسم اللغة العربية في عام 1970م. تخرج في جامعة القاهرة الأم بدرجة الماجستير في الأدب العربي الحديث في عام 1980م. عمل في أسرة تحرير مجلة الثقافة السودانية بمصلحة الثقافة، حرر ونشر بها بعض الأشعار والدراسات والحوارات النقدية في الفترة ما بين 1982 إلى 1988م . تلقى دراسات موسيقية متفرقة بمعهد الدراسات الأدبية التابع لجامعة لندن. حصل على درجة الماجستير في الموسيقى بكلية الدراسات الشرقية والافريقية (SOAS) بجامعة لندن. أجريت معه تحقيقات صحفية و لقاءات إذاعية و تلفزيونية في السودان و يشارك بنشاطات ثقافية في إطار الجالية السودانية في المملكة المتحدة.

Post: #2
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 03-31-2012, 04:01 PM
Parent: #1

مدني و أسرارُ الندى و العشقْ






حينما كنتُ صبياً
نائماً في المهدِ
كانتْ مَدني تفتحُ عينيَّ على أعيُنِها
و تُناغيني بلطفٍ
و تُغنيني..تهدهدُني على أُرحوجةِ الإيناسِ
و الدفئِ مليا،
ثم تدعوني إلى الرقصِ على إيقاعِ هُدْبيها
على غمازةِ البنتِ الغريرةْ
التي كانَ لها وقعٌ ربيعيٌ بقلبي
وهي تُدعَى لتعاطي تلكُمُ (الكيكةْ) الشهيةْ،

فتراني بالغَ الرغبةِ مشدوداَ إلى نكهتِها
وإلى بَشَرَتِها الورديةِ..الناعمةِ ..الرطبةِ طوراً
ثم أطواراَ إلى زهوِ البنفسجْ
و نَدَى النّوارِ و البُرعُمِ
يجلو سَحنةْ البنتِ
و يغزو وجْنتيْها،
شارداً..مستغرقاً في صَبْوتي
في عالمي السحريِّ
أو في نزواتِي المَخْمَلِّيةْ.

مدني كانت تهاديني
المناديلَ
القناديلَ
المراياَ
في انسيابِ الأُفُقِ عبرَ وُشاحِها النيليِّ
صبحاً..و عشيِّا،
و تُعريني
و تكسوني من الأحلامِ ثوباً
طالما كانَ قشيباَ
و غريباً
و هلامِيِّاً
و مسكوناً بسحرِ الرعشةِ العشقيةِ الأولَى،
و سحرِ الأنتشاءِ الإحتفائِيِّ
الإنتشاءِ الشاعريِّ
المترعِ الأكمامِ باللهفةِ
و النبضِ الأمومِيْ
الإنشاءِ الأريحيِّ الأخضرِ
المحفوفِ بالأزهارِ
و اللؤلؤِ
و الوجدِ الشفيفْ.

في رؤَى (حنتوبَ) تخْضَوْضِرُ من بُعدٍ
و حفلاتِ المدارسْ
في افتتاحِ المسرحياتِ الصغيرةْ،
و على وقعِ الأناشيدِ الأثيرةْ
و هي تأتيني كأنغامِ اليمامْ
و ترانيمِ الحفيفْ
في بساتينِ (الجزيرةْ).



و انا انظرُ من برجِ الحمامْ
بغدادُ يا بلدَ الرشيدِ و منارةِ العهدِ التليدِ
كانتِ اللهفةُ تُلقيني
على خَفْقِ جناحينِ من الأَذكارِ و (الدوبيتْ)
تُلْقيني بعيداً
بينَ أحزانِ و أَخطارِ الرصيفْ،
في مهاوِي شُرطةِ الأمنِ الغفيرةْ
و هي تُلقي بدخانِ السُلُطاتِ الأَجنبيةْ،
فإذا بي شاخصاً في موقِفي
لاهثاً ما بينَ أَشتاتِ الرؤَى
مالئاً قلبي و عينيَّ
من الأطيافِ
و الدهشةِ
و الرهبةِ
شجواً ..و انخطافاً
و حنيناً..و انبهامْ،
ثم تُلقينيَ حيناً
بينَ أمطارِ أناشيدِ الخريفْ.

كانتِ الأشجارُ من نخلٍ و (نيمْ)،
كانتِ الأطيارٌ من (ودَ النعيمْ)،
تعبُرُ الشارعَ يومياً
على أوتارِ قلبي
و هو يرتجُ و يعتادُ الصهيلْ،
تحتَ إيقاعِ النساءِ البارعاتِ النقرِ في قلبِ الطبولْ
النساءِ الماهراتِ اللمسِ في ثغرِ الدفوفْ
و التغني بِبِشاراتِ الفرحْ
و نداءاتِ (العديلْ).
(يا عديله يا بيضا
يا ملايكا سِيري معا
الليله شويم بي قُدُرْةَ الله
و الليله العديله تقدموو تَبْراه
و الليله العديله ساهله ليلكْ بيضا)


و على وقع ِاهازيجِ العذارَى
البناتِ الضَّامراتِ الخَصْرِ
يا ...
و الضَّارباتِ اللَّونِ للسُمْرَةِ
في النهرِ.. و في رُطَبِ النخيلْ،
البناتِ العالياتِ الصدرِ
و الأحلامِ
و النشوةِ
و الصوتِ الجميلْ!
و هو يفترَّ كأقواسِ القُزَحْ
في أغاني العُرسِ
(و السيرةِ) في وقتِ الأصيلْ،
زَيْنِ أوقاتِكَ يا و عدَ البديلْ
يا مزاميرَ الخليلْ،
يا امتدادَ النهرِ.. و(البركلِ)... في (عبدِ الفضيلْ)
(يا حْليلْ حِليلْ شخصو النبيلْ
يا حْليل ْحِليلْ محيوْ الجميلْ
تعالْ نعيدْ أيامنا ديلْ
أيام نقيِّل في الخميلْ
ويا السني عادْ يرجعْ يميلْ
و يفرِّح القلبَ الرهيفْ
و يجمِّلْ الوطنَ الجميلْ)
قلتُ يا مولايَ
ما هذا الجناحُ الرطبُ
ما هذا الأسى و الحزنُ
هذا الإشتهاءُ السرمديُّ
الإشتهاءُ اللا نهائيُّ.. الخُرافيُّ.. النبيلْ؟

جاوبتني غزلياتُ الرياحِ البكرِ
صبراً
يا أخا الأحلامِ
يا ولدَ الأغاني
يا سليلَ النهرِ
و التاريخِ
و المنفى
يا وعدَ التنائي
و التسامي
و الرحيلْ!
أَدخُلِ الآن إلى هذا النهارِ الإستوائيِّ
الذي عتَّقَ ضوءَ الشمسِ
في وجهِ.. و في أسيافِ (تِهْراقا)
و أعناقِ الجيادِ.. الذائعاتِ الأصلِ و المَسعَى
تزوّدْ من لِقاح ِالوجدِ
في قيثارةِ الأعرابِ و الزَنجِ..الخُلاسيينَ
حيِّ صولةِ الثوَّارِ و الفقراءِ
و الإيثارِ و الحكمةِ
في أمثالِ..(ودْ تكتوكَ)
أو في غَضْبةِ( المَكِّ) و (ودْ حبوبةْ)
و (القرشي) و( طه)
وهُمو يمشونَ للموتِ
كما يمشي العريسُ... إلى احتفالاتِ الزفافِ..الإفتتاحِيِّ
عريسٌ من بلادي،
و هو يُلقي بيديهِ
لندى الحنَّاءِ في أيدي النَّدى و الفتياتِ
ثمَ في سيلِ الزغاريد.. و مسكِ الأغنياتِ
و طبلِ إيقاعِ الأيادي:
(الوافرْ ضُراعو
أمَّنتو الرسول
مامون للوِداعه
بريت دار أبوك)

(نورةَ الموت عليك زي نورةَ العريس الساير وكتين العُمُر عاريَّه خَلْو يسافر)
ثمَ حيِّ شُعلةَ الأجيالِ و الأشبالِ
ما تفتأُ تخضرُ وتزهو
فوقَ تيجانِ الحروفِ
وفوقَ صرحِ العبقرياتِ
و تزدادُ بنارِ الطَلقِ و الحمَّى إتِّقاداً
و اشتعالاً
و سُعاراً
و اختزانْ!
ثم خُذْ نارنْجَةَ التحريمِ و اسبحْ
عبرَ هذا النهرِ في مِصْلاةِ شيخٍ
إسمُهُ (السُنيُّ) أو (يُوسُفُ)
و اضربْ بعصاكَ القصبيةْ
ذلكَ التِمساحَ حَوِّلْهُ إلى حجرٍ
ليشهدَ ثُمَّ يبقى
أبدَ الدهرِ مثالاً
لامتدادِ الروح ِفي جسمِ المكانْ
ووقوعِ الأرضِ في أسرِ الزمانِ
اللازمانْ!
الزمانِ الدائريِّ
الإنكساريِّ
الزمانِ الغامضِ الأخبارِ
في مدني و أسرارِ الهوى،
الزمانِ الضاربِ الأغوارِ
في مدني
و أسرارِ النَّدى والعشقِ
أسرارِ النزيفْ.!


Post: #3
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: ست البنات
Date: 03-31-2012, 04:15 PM
Parent: #2

تحياتى أشرف,

وأرجو أن تبلغ التحايا الى الفنان معتصم الازيرق.

ست البنات.

Post: #5
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 03-31-2012, 09:38 PM
Parent: #3

تحياتى أشرف, وأرجو أن تبلغ التحايا الى الفنان معتصم الازيرق. ست البنات.

شكراً جزيلاً ست البنات

وقمت بإيصال سلامك لمعتصم الإزيرق..







أرجو مراجعة الماسنجر الخاص هنا..

Post: #4
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: Dr. Ahmed Amin
Date: 03-31-2012, 04:16 PM
Parent: #2

تحياتي أخي أشـــرف الســـر

والتحية والأشــواق عبرك للأخ الأستاذ معتصـــم . (إبن مدني البــار) ...

كان آخــر عهدي بلقاء معتصم قبيل ذهابه الى لنــدن ...

تقابلنا كثيرا في ود مدني وبركات والخرطوم بحـــري

رجــل موسوعة يدهشك كل يوم بالجديد والغريب ...

فهو مشبع بالأدب والموسيقى والفن الشامل

ربنا يديه العافية ونسمع عنه كل ما يســر

تحياتي لك وله .. وشكرا على هذا الجمال

Post: #6
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 03-31-2012, 11:24 PM
Parent: #4

يا للعالم الجميل الذى يرسمه معتصم ازيرق
ايها الصديق الجميل الذى افتقده كثيرا
لم اكن اعرف لك عنوان
فلقد تفرقنا ايدى سبا
منذ اواخر الثمانينات
حين كنت ما تزال طالبا فى قسم الموسيقى وكنت تخرجت قبلك
يا سلام عليك يا اشرف
لقد "صحيت كل الشجون "
والان ترانى استمع الى صوت معتصم يغنى
ويحيل اواتار العود الى جنون
امنياتى لك بالصحة والعافية يا صديقى الجميل معتصم ازيرق
وشكرا لك اشرف السر على هذا البوح الجميل من صديق اتمنى ان التقيه

Post: #7
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: Dr. Ahmed Amin
Date: 03-31-2012, 11:54 PM
Parent: #6

أغنية (ودمدني) للعملاق محمد الأامين .. وأعرف قدر حب معتصم له ..
مهدأة للأخ معتصم ولك أخي أشـــرف ..




يا حليل أيام ود مـــدني .. يالهــا من أيام مضت ..

Post: #8
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-01-2012, 02:10 AM
Parent: #7


د. أحمد أمين

لك التحيات النواضر
يبدو أن هذا البوست أثار فيك ذكريات أيامٍ عزيزة..
سيتابع الأديب معتصم الإزيرق هذا البوست...

أشكر لك كلماتك الطيبات.. وصوت الباشكاتب العملاق..


وسيتواصل هذا البوست إن شاء الله بالعديد من القصائد الجديدة..


Post: #9
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-01-2012, 02:14 AM
Parent: #6

سلمى الشيخ سلامة

سلام وتحية


سررت كثيراً لكلماتك هنا..
وأكيد أن معتصم سيقرأها..
بوركت..

وجمعكم الله به في ساعة خير..

__________________

شوفوا لينا واسطة مع بكري ندخلوا الحوش دا..

Post: #10
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: HAYDER GASIM
Date: 04-01-2012, 03:46 AM
Parent: #9

وفي إسكندرية, بين آخر سبعيناتها وأول ثمانيناها
كانت لي حظوة أن أرى وأسمع معتصم الإزيرق. من على
شقة أزهري الحاج بالشاطبي. كان كل شئ زين.

ربنا إيده العافية ويديم حنجرته الداوية. كما
أعجبني إحساسه وإشعاره لمدني. فهي لي حاضرة وناصرة
وحبل وريد وغمامة لإظلال أميد.

شكرا يا السر ... وما يغشاك
شر

Post: #11
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-01-2012, 06:53 AM
Parent: #10

يالله

بالجد عاجزة عن التعبير

بالجد ما قادرة اصدق بعد كل هذه السنين ارى انتاج معتصم
سنوات طويلة يا اخي لم ار اي انتاج اليوم رايت هذا البوست هل اليوم عيد؟؟

قبل سنوات طويلة جدا عرفت معتصم بأعز اصدقائي واعز الاخوة مصطفى ادم دراج
فردتي ودفعتي. بعد سفري بفترة وصلني " جواب" نعم جواب في ظرف
ليحكي لي دراج عن الذهاب الى زواج ترنين وفضل الكريم في كسلا واخبرني ان معتصم كان معهم وكتب "يحندكني" بتلك "اللمة "الجميلة
التي ضيعتها بسفري.. وكعادة دراج في الكتابة حيث يمكن ادراج كتابته تحت المدرسة الطبيعية التي تعج بالتفاصيل الدقيقة الفوتغرافية
بالجد ذلك اليوم حسيت كم بعيد الوطن .

ولم اسمع عن معتصم مرة اخرى الا قبل سنوات عرفت انه مريض واتصلت به ولكن ضيعت رقم التلفون وانقطعت الصلة..

يا معتصم اينما انت يظللك الغمام وتكسيك العافية
وانت دائما في قلوبنا مقيم..نذكرك بالمودة والمحبة والاحترام

رجاء ارسل لي رقمك عن طريق اشرف
وشكرا لك يا اشرف لقد جمعتنا بمن كان نوارة المعهد.
عزيزينا معتصم.

Post: #13
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-01-2012, 11:36 AM
Parent: #11

Quote:
يالله

بالجد عاجزة عن التعبير

بالجد ما قادرة اصدق بعد كل هذه السنين ارى انتاج معتصم
سنوات طويلة يا اخي لم ار اي انتاج اليوم رايت هذا البوست هل اليوم عيد؟؟

قبل سنوات طويلة جدا عرفت معتصم بأعز اصدقائي واعز الاخوة مصطفى ادم دراج
فردتي ودفعتي. بعد سفري بفترة وصلني " جواب" نعم جواب في ظرف
ليحكي لي دراج عن الذهاب الى زواج ترنين وفضل الكريم في كسلا واخبرني ان معتصم كان معهم وكتب "يحندكني" بتلك "اللمة "الجميلة
التي ضيعتها بسفري.. وكعادة دراج في الكتابة حيث يمكن ادراج كتابته تحت المدرسة الطبيعية التي تعج بالتفاصيل الدقيقة الفوتغرافية
بالجد ذلك اليوم حسيت كم بعيد الوطن .

ولم اسمع عن معتصم مرة اخرى الا قبل سنوات عرفت انه مريض واتصلت به ولكن ضيعت رقم التلفون وانقطعت الصلة..

يا معتصم اينما انت يظللك الغمام وتكسيك العافية
وانت دائما في قلوبنا مقيم..نذكرك بالمودة والمحبة والاحترام

رجاء ارسل لي رقمك عن طريق اشرف
وشكرا لك يا اشرف لقد جمعتنا بمن كان نوارة المعهد.



د. نجاة محمود


تحياتي

وإن شاء الله تحضري لمات قادمة في حضن الوطن..
ساحاول جهدي أن احصل لك على رقم هاتف معتصم

لك جزيل الشكر


Post: #12
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-01-2012, 11:32 AM
Parent: #10

Quote: وفي إسكندرية, بين آخر سبعيناتها وأول ثمانيناها
كانت لي حظوة أن أرى وأسمع معتصم الإزيرق. من على
شقة أزهري الحاج بالشاطبي. كان كل شئ زين.

ربنا إيده العافية ويديم حنجرته الداوية. كما
أعجبني إحساسه وإشعاره لمدني. فهي لي حاضرة وناصرة
وحبل وريد وغمامة لإظلال أميد.

شكرا يا السر ... وما يغشاك شر



حيدر قاسم


شكراً لاطلالتك علينا في هذه النافذة
التي سأحاول فيها بث الجديدة من أشعار معتصم..

ولك كل الود

Post: #14
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-01-2012, 11:46 AM
Parent: #12


رِحلةُ الوصول




-1-
رُويدَكمْ،
إِذا تعثّرتْ رَواحِلي علي مَفَارقِ الطُّرقْ،
وإِنْ تَلَكّأَتْ،
وأَثْقلَ الحنينُ خَطْوَها،
وغابَ تحتَ خيمةِ الظّلامِ أُفُقُ نَجمِها،
وقامِ دونَها الحرَّاسُ في مخافِرِ الحُدودْ،
يُعَاظِلُونَها عنِ الوصولِ و المُنَي،
ويُوثِقونَ في الحديدِ ذِكرياتِها،
ويُغرقونَ في غيابةِ الكُحولِ و الدخانِ صَحْوَ كأسِهْا،
غداةَ أَعشَتْ الغُيومُ أَعيُنَ الأُفُقْ،
واخْشَوْشَنتْ أَزهارُ حقلِكُمْ.

رُوَيْدَكُمْ،
فإِنَّ زادَ رِحلْتي القَليلَ قطرةٌ تَسُحُّ من خزائنِ الْمطرْ،
وشمعتي السَّكُوبةَ الدُمُوعِ،
تستضئُ في اشْتِعالِها بأَدمُعٍ أُخَرْ.
وإِنَّ في عَذابِ رحلتِي سعادتِي،
سعادتِي القاسيةِ العُيُونْ،
سَعادتِي التي إِذا اجْترعتُ رَشْفةً من المُدامِ،
أَستبينُ طعْمَها،
وأَسْتَقي مرارةَ السّنِينِ مِن مِزاجِها،
وأَسْتعيدُ كُلَ ليلةٍ عِنانَ سَرْجي،
مُسافراً علي حِصَانِها الطَّعينْ،
مُسافراً يَجوبُ في الآفاقِ و الحُزُونْ،
يُغازِلُ الفراشةَ المُجنْدَلَةْ،
ويقْتِني حنانَ قُبلةٍ بسنْبُلةْ،
وغازياً علي سَواعدِ الضِفافِ يَحترقْ.

-2-

قدْ يشْحُبُ السِّراجُ في مَسالكِ الشِّتاءْ،
وتَعْلَقُ الشِّغافَ حَفْنَةٌ
منَ الصَّقيعِ والخَواءْ،
وتُسْقِطُ اللأَمطارُ في زِقاقِ الخَمْرِ
قطرةً عليلةً صفراءْ،
وقد تضِلُّ خَطوةُ الدَّليلْ،
وقد تزِلُّ في حشائِشِ المُسْتنْقعِ الوبيلْ،
قُبَيْلَ أَن تلوحَ في المَدي..نُجيمةُ الصَّباحْ،
وتصْطلِي قَوادِمُ الجراحِ بالجراحْ،
وتُسْتطابُ طفلةُ الرَّحيلْ،
تَفُكُّ عَقْدَ شعرِها المُسَبْسَبِ الطَّويلْ،
تُلَمْلِمُ البُذورَ من حَقائبِ الرَّياحْ،
وتسْتدرُّ نبعَ الزَّيتِ في المصباحْ.


-3-

تَصادمتْ خُطايَ حينَ رفرفتْ
زوارقُ الأَحْلامِ في ستائِرِ الغَسَقْ،
وأَفلتْ الفؤادُ من عِقالهِ،
وراحَ كالمجذوبَ يسكُبُ الأَقداحَ للسُمَّارِ والمُنادِمينْ،
ويحضُنُ المُشاةَ في الطُّرقْ،
ويبْتني مراكبَ الإِلهامِ من غَلائِل النَّدَي،
ومن عَرائسِ الشَّفَقْ،
لِيغْتَدي بها إِلي مِليكتِهْ؛
وحينَ أَقلعَتَ بهِ،
ترنَّحَ البَحَّارةُ الَّذينَ أَدمنوا مُدَامةَ الفرحْ،
وأَهملوا المٍجْذافَ حينَ أُولِعوا
بِنشوةِ الحُداةِ و المُراقِصينْ،
فطوَّحتْ عواصفث المُحيطِ بالشِّراعْ،
وأَقبلتْ عَظائِمُ الحيتانِ تنهشُ المتاعْ،
وأَعلنتْ كتائبُ الظَّلامِ بدءَ رحلةِ النُّشوزِ والضَّياعْ،
وجولةَ الإِقلاعِ في ليلِ التَّرَحْ.

ورغمَ قسوةِ الرِّياحْ،
رغمَ حُلكةِ البِحارِ والطُّرُقْ،
رَواحلٌ إِليكُمُ(إِحسانُ)خُفَّقاً بيارقِي وسُفُنِي،
حتَّي ولوْ تناقلَ الوشاةُ والمُنجمونَ أَنها تحطتْ،
أَوأَنَّها وشيكةٌ أَن تحترقْ!.

فإِنَّ ما يسيلُ من دمائِها،
ينزُّ من نَجيعِ شمسِكُمْ،
ويستجيلُ خُضرتاً علي حقولِكُمْ،
وبِركةً علي عُيونِها الضِّياءُ ينْفَلِقْ.
لأَنَّكُمْ:
عريقةٌ جُذوعُ نخلِكُم،
وريقةٌ دُمُوعُ حُزْنِكُمْ،
مُضيئةٌ شُموعُ عُرسِكُمْ،
وأَنَّكُمْ
وأَنَّكُمْ
رُوَيْدَكُمْ!!!.



Post: #15
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-01-2012, 02:06 PM
Parent: #14

لمن أحب منكم التواصل مع معتصم الإزيرق
هذا هو ايميله

mutasim-50
@
hotmail
.com


(وعذرا لتقطيع الايميل بهذه الصورة - فقط للحماية من برامج الاسبام)

Post: #16
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 04-01-2012, 09:00 PM
Parent: #15

الاخ اشرف
تحياتى
الايميل ما شغال
للاسف

Post: #17
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-15-2012, 05:33 PM
Parent: #16



إيقاعات

حينما يجثمُ الهمُّ في الهمٍّ
تلتمسُ الروحُ أوتارَها،
و يطيرُ النغمْ
في المتاهِ البعيدْ
لبلادٍ تعذَّر ميلادُها
وهي لمَّا تزلْ في مخاضِ الألمْ،
ينزفُ القلبْ
تُمْ تُم
تُمْ تُم
قلبُ دارفورَ يَنزِفُ
تُمْ تُم
تُمْ تُم

النواقيسُ .. و الركضُ و الغمْ
الكوابيسٌ و الخوفُ و الدمْ!
و المكانُ الفقيدْ!
ينزِفُ القلبُ
تُمْ تُم
تُمْ تُم

و يَضِلُ الطريقَ إلى حُلْمِهِ
في ضبابِ الطريقِ إلى الهاويةْ!

و ترى الروحَ تُطلقُ أوزارَها
و عصافيرَها
في مواجيدِ إيقاعهِ المُدْلَهِمْ
و هو في جُرحِهِ ينتهي
لاجئاً بمزاج الشهيدْ!
إذ يواجهُ أقدارَه
و يسجِلُ إيثارَه للحياةْ
ريثما يفرجُ القائمونَ على الأمرِ
عن حُلمِهِ (ح - ر- ي - ة)،
في البلادِ التى
أنفقَ العمرَ في أسرِها مغرماً
مولعاً بالنغمْ!
و هو يحتضنُ الكونَ بالفرحِ الإستوائِيِّ
يرقُصُ
تُمْ تُم
تُمْ تُم

البلادُ التى ألهمتهُ أساطيرُها
في الزمانِ البعيدِ
الدخولَ إلى بيتِ أحلامِها
في الزمانِ الذى سوفَ يأتيْ
وهى لمَّا تزلْ .. يتعذرُ ميلادُها
في مخاضِ الألمْ،
و على رسْلِهِ ينزفُ القلبُ
تُمْ تُم
تُمْ تُمْ
قلبُ دارفورَ ينزفُ
تُمْ تُمْ
تُمْ تُم


Post: #18
Title: Re: أشعار معتصم الإزيرق: أسرار الندى والعشق
Author: اشرف السر
Date: 04-15-2012, 05:39 PM
Parent: #17


قلبِي عَلَى بَلَدِي



قلبِي عَلَى بَلَدِي
و قلبُ بلاديَّ المثقوبُ
ليسَ لهُ طبيبُ،
:أنا الطبيبٌ لهُ..إذا بخلَ الزمانُ
أنا الحبيبُ،
يَرِنُ صوتٌ في البعيدِ
أقولُ: فلْتَهوِي إليهِ إذنْ
يرُدُّ القولَ في صوتٍ شجيٍّ:
إنَّ ما بينِي و ما بينَ الوُصُولِ إليهِ
لو تدرِي
سُدىَ يتمدَدّ الماضِي،
سدىً تتبَخَرُ الأحلامْ
من مَنفىً إلى حُلمٍ
ومن حُلمٍ إلى منفَى،
و لا تُفضي إلى شئٍ
سوى عدميَّةِ الفوضَى،
سِوى فقَّاعةِ الأوهامْ!

سدىً تتبخرُ الأحلامُ
مثلَ الماءِ في شجرِ (التَّبَلْدِي)،
حينَ يحترقُ التَبَلْدِي الضَّخمُ
في سُحُبِ الدُّخانِ
لدَى اقتتالِ الإخوةِ الأعداءِ
في دوَّامةِ الحربِ الحرامِ!.


ويسقطُ الموتى جُموعاً
يسقطُ الأحياءُ جُوعاً
يمتلئ شجرُ التَبَلْدِي
بدلَ الماءِ دماءً
و دموعاً،
و على الأرضِ السَّلامْ!.

قلتٌ : الحياةُ الآنَ أصعبُ
و اقترافُ الحُلْمِ من جنسِ الخطيئةِ،
فاهجرِ الأحلامَ صفحاً
و انتظرْ حرباً ضروساً
من بلادِ الشامِ..والسودانَ..
و البيضانَ..حتى تُركُمانِستانَ شرقاً
واقتبِسْ نوراُ جديدْ!.

أصغَى إليَّ و قالَ لي:
إني سأفعلُ ما بِوُسْعِ الضوءِ
في الأكوانِ أن يفعلْ،
سأدخُلُ بيتَ هذا القلبِ
أرفوهُ بضوءِ العينِ
أكتٌبٌ فيهِ آياتٍ
من القرآنَ.. و التوراةِ ...و الإنجيلْ،
أحملُهُ إلى (دارفورَ) عند الفجرِ
أَغسِلُهُ بماءِ النهرِ
أُشعلُه حقولاً من حُرُوفٍ
من زُمُرُّدْ
من جُمانْ،
كي يستبينَ القلبُ صورتَهُ على مرآتِهِ
فيري المكانَ مضرَّجاَ
بدمِ المكانِ
يرَى الغيابَ يَشيعُ في لغةِ الغيابِ
و ذكرياتِ النازحينَ،

و في شرايينِ الخريفِ و في عُيونِ المستحيلِ!

يرَى الذي ما كانَ يمكنُ أن يراهُ
منذُ حينْ،
فلا يُصدقُ ما تروِّجُهُ الأغاني المطمئنةُ
: (كيفما كانَ الزمانُ يَدورُ في الاوطانِ
كانَ العودُ أحمدَ)،
و انفجارُ القلبِ يمعنَ في النزيفِ
مجدداُ
و يَلُفُ خَصرَ اللَّيلِ ..ليلْ.
قلتُ اتَّخذْ وجهاً جديدْ.
فرنَا إليَّ وقالَ لِي: يا صاحِبي
إني و إن كنتُ الغريبَ هنا
لكنَّما قَلْبِي عَلَى بَلَدِي
و قلبُ بلادىَّ المثقوبُ
ليسّ له طبيبْ،
وأنَاْ الطبيبُ لهُ .. الحبيبُ أنا