مستراح العارفين

مستراح العارفين

من ضمن العناوين التي أعجبت بها عنوان كتاب سبل السلام ، تشعر بأنه عنوان تم اختياره بعناية شديدة ، و أثناء تصفحي كتاب مدارج السالكين الجزء الثاني منه مرت بي عبارة مستراح العارفين وربما للوهلة الأولى اكتسبت معنى سالبا عندي ولكن بإرجاع الفعل إلى أصله وجدت أن هذا التعبير تم اختياره بعناية شديدة ، كما أن المعنى السالب الذي جال بخاطري وربما يجول بخواطر الكثيرين منكم وخصوصا العجائز أرباب الشيب منكم إلا أن هذا المعنى ليس سالبا ولكن ربما سلبية المكان هي التي جعلتنا نخلط بين الجغرافيا والمعاني .
فالراحة هي مبتغى كل عاقل ورجاء كل مجتهد سواء كانت نفسية ، مادية او غيرها ...ز
ولهذا سنفتح هذه النافذة كمتكأ يتكئ عليه الجميع ونورد فيه من الحكم والدرر التي يمكن أن تعيننا جميعا على اغتنام الفرص المؤدية لهذا الطريق ...

وسوف نواصل

الصبر مفتاح الفرج

بعض آيات الصبر في القرآن الكريم

"وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ"


"سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ "
"
"إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"


"
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ "

مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ الله بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "

" أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ "

" وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ "

وكثير من الآيات الداعية للصبر والتصبر والمصابرة وأجرهم العظيم .........

الصبر في الحديث الشريف


ورد في حديث الإعرابي الذي سأل الرسول عن أشياء كثيرة ومن ضمنها :

قال : ما الذي بطفئ نار جهنم يوم القيامة ؟ فقال: الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال ( ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر )

الصبر في لغة العرب ....

الصبر في لغة العرب هو الحبس والمنع ...


ويقول الشاعر :


فصبراً في مجال الموت صبراً فما نيل الخلود بمستطاع

ويقال : " الصبر عند الصدمة الأولى "


في أمثالنا السودانية " الصبر جبر" بما عنى أنه جابر للمصيبة ....

وفي أغاني العامة " الله يصبرك يا قلبي من حالتك الفوقك" يواسي بها الشاعر نفسه .... وفي غيرها " غلبوا الصبر " إعترافا بعدم الإحتمال على ألم الفراق.......

والصبار نبات يصبر على العطش .... يمكنكم سؤال أهل botany

كما أن حبوبتي رحمة اطال الله عمرها تضمد جراحنا بالصبار المنتشر في جنبات بيتها ... وربما يكون هذا إرث ديني لأنه ورد " في الرجل إذا اشتكى عينيه وهو محرم ضمدهما بالصبر " والصبر هو الصبار عندنا وهو أنواع ولكن النوع المستخدم في تضميد الجروح عندنا في السودان يختلف عن الصبار الشوكي الشائع بل هو نوع آخر لا يحتوي على شوك ...

اصبروا معانا شوية ..... وبعد كدة حا ندخل في المصائب العايزة صبر برضو

مصائب تحتاج الصبر رفيقا ومعينا ....


فقد عزيز كالولد والوالد ....

ويصبح فقد الولد امر من العلقم عندما يشب ويستقبل الحياة ويصبح أكثر حرارة عندما يكون فريدا كالولد الوحيد وسط البنات ، أو البنت الوحيدة وسط البنين ، ويكون أكثر وأكثر لوعة عندما يكون ليس لديك غيره ... وهكذا تتعقد المصائب ، فمهما علت المصيبة هنالك مصيبة تفوقها وهذا داعي للتصبر ..........


والله يصبركم ....

ولكن تهيئة نفسك للمصيبة قد يخففها أحيانا .... كموت عزيز بعد رقدة المرض التي قد تطول أحيانا ، فتكون هي نفسها معينا على الصبر...

وقد تكون هذه التهيئة بتوقع المصيبة قبل حدوثها ..... والأمثلة كثيرة

سألت جدي خالد الميز - رحمة الله تغشاه ليل نهار- عندما فقد ابنه الوحيد عوض الله -18 سنة- ماالذي جعلك تصبر على هذه المصيبة ؟ قال لي : كنت أتوقع موته كل حين .

فتخيل فقدك لعزيز يساعد كثيرا في تخفيف المصيبة ....

والمصائب كثيرة وكما يقول أهلنا " البعيش كثيير يشوف كثيير" يعنى بطوال مقامك في الدنيا ترى ما ترى من الأهوال وغيرها ..

وهنالك من المصائب التي لا دخل لك في حدوثها ولايمكن تغييرها أو التأثير فيها بأي حال كفقد الحبيب وهذه في الغالب يصعب التصبر عليها .... وخصوصا في الوهلة الأولى ...

واحيانا المصيبة تكون بفوت هدف معين من مال ،درجة علمية أو وظيفية وتختلف المصيبة باختلاف الجهد المبذول لها فكلما كان كبيرا كانت المصيبة أفدح ، وقد تأتي المصيبة في هذه الحالات بسبب الظلم أو المحاباة لأخرين غيرك ... وهكذا